لماذا جامعتي -قاضي قدور-و -عباس لمساعدي-؟

محمد الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 2355 - 2008 / 7 / 27 - 11:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

من المعروف، ومن الشائع، أنه حين تنشأ مؤسسة ما؟؟ فتسمى على أسماء شخصيات لها وزنها لدى الجماهير، وذلك تكريما لها، وإحياءا لذكراها..
لكن في المغرب، حين يتعلق الأمر بذلك، فالقائمون على الأمر ال يأخذون بعين الاعتبار أسماء الناطق محل إنشاء هذه المؤسسات، وأسماء أبنائها.. شهدائها، الذين قدموا أنفسهم فداءا للوطن، أو الذين كرسوا حياتهم للبحث العلمي، للرقي بلغتهم وثقافتهم الأم-الأمازيغية-، لكن وربما لأن هذا يزعج اللاوطنيين، فإما دبروا لهم حوادث أبعدوهم عن سراديب الحياة، أو أقصوهم من صفحات التاريخ التي يصنعونها لأجيالنا.. لكن هيهات من النيل بذاكرة شعبنا التي تحفظ جميل أبنائها منذ فجر التاريخ، منذ تصدت "ديهيا، وإكسل" للهجمات العربية على شمال إفريقيا، وقبلهم يوبا وماسينيسا للرومان، ومولاي موحند، وأمزيان، لمساعدي، أوبسلام، أزايي، الذين واجهوا المستعمرين الاسبان، والفرنسيين..
فحينما أنشئت الكلية المتعددة التخصصات بثازة، اعتبرت تابعة للجامعة الأم بفاس "محمد بن عبد الله" ادارة واسما.. لكن أبناء المنطقة أطلقوا عليها "عباس لمساعدي" عريس شهداء جيش التحرير المغربي، وكانت منطقة إزناين أخر معاقل جيش التحرير حيث سميت المنطقة بمثلث الموت "ثيزي ن-وسري، أكنول، بورد" وذلك تكريما لهذه الشخصية التي اغتيلت حينما كان يحارب المعمرين، واغتيل اسمه بعد ذلك...
وعلى غرار ذلك، حين تعلق الأمر بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور، والتابعة لجامعة "محمد الأول" بوجدة، ما كان على طلبتها إلا أن يحذوا حذو إزناين وأطلقوا عليها إسم أحد الأعلام المعروفة بالريف، ذاك الدكتور الشهيد الذي ناضل بأبحاثه العلمية والأكاديمية من أجل دراسات لسنية معمقة في اللغة الأمازيغية (منطوق الريف)، وهو أحد شهداء القضية الأمازيغية "قاضي قدور" الذي استشهد في حادثة سير تحمل أكثر من علامة استفهام..
وكان الفضل بتوعية الطلبة في كلا الجامعتين، يعود للمناضلين الأحرار، مناضلات ومناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية، ولكن رسميا لا زالت الكليتين تحملان الأسماء التي تتكرر في مقررات التاريخ ونجدها في كل الشوارع والأزقة، وتقدم على أنها الأبطال الحقيقية.. لكن مادام في هذا الوطن مناضلون أحرار أعادو الاعتبار للرموز الوطنية الحقيقية، والذين ما زالوا يتشبثون بمطلب إعادة كتابة التاريخ المغربي وبأقلام وطنية.. فصينصف التاريخ هذه الشخصيات التي ضحت بدمائها لأجنا...

#محمد_الهاشمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات