التصويت على قانون مجالس المحافظات لم تكن خطوة ايجابية

عبدالله مشختى

الحوار المتمدن-العدد: 2355 - 2008 / 7 / 27 - 11:14
المحور: القضية الكردية
    

ان القرار الذى صدر من مجلس النواب العراقى بالتصويت على قانون مجالس المحافظات وبالشكل الذى مورست التصويت عليه لم يكن ايجابيا مهما تكن المبررات التى اطلقها المعنيين بالامر ، ان استثاء محافظة واحدة من قانون الانتخاب كانت خطة مدبرة من جهات وقوى سياسية لازالت تراهن على الغاء الجو الديمقراطى الذى ساد الحركة السياسية العراقية بعد سقوط النظام الدكتاتورى واعادة الدكتاتورية المقيتة الى ارض العراق . الم يسأل احد من اللذين نفسه ان يقدم مبررات لكى تتضح معالم الخطة التى ادت الى اضافة المادة ( 24) الى قانون انتخابات مجالس المحافظات كى يقتنع بها عامة الشعب العراقى . ان هذه الخطوة التى اقدمت عليها قلة من القوى السياسية قد برزت وبشكل لا لبس فيها وجه الشوفينية الجديدة فى الانقلاب على الدستور العراقى الدائم وعلى التوافقات التى كانت ولاتزال جارية فى العراق منذ اربع سنوات باقدامها على تمرير مادة قانونية ستثير مشاكل كبيرة للعملية السياسية فى العراق ضاربة عرض الحائط ارادة ورأى نسبة كبيرة من ابناء الشعب العراقى من الكرد وسكان محافظة كركوك نفسها وكان الاحرى بهم الرجوع الى رأى اهالى المحافظة لبيان رايهم ومصيرهم فى اجراء الانتخابات المحلية لا ان يخططوا من وراء الكواليس ويدبروا الخطط التى ولا شك سوثر على الوضع السياسى الذى يتوق اليها العديد من هذه القوى من اجل فتح نوافذ اخرى للصراعات والازمات السياسية بعد ان تم معالجة قضايا مهمة مثل اعادة جبهة التوافق الى الصف الحكومى والعملية السياسية ، فلم ترق لهذه القوى الشوفينية من ان تثبت الاوضاع السياسية فبادرت الى خلق ازمة اخرى لابقاء العراق والعملية السياسية فى صراعات وتأخر دائمين بمباركة من اسيادها الشوفينيين وبقايا حزب البعث ومخابرات دول الجوار العراقى لتبقى مخالبها فى داخل الجسد العراقى .
اذا كان الامر يعود لوجود مشاكل فى كركوك فان هذه المشاكل تعانى منها ايضا محافظات اخرى كالموصل وديالى وصلاح الدين وغيرها فلماذا لم يتطرق القانون المعد من وراء الكواليس الى تأجيل انتخابات هذه المحافظات ايضا . ويتضح لمن يقرأ المادة 24 من ذلك القانون الاسباب الكامنة والاحقاد الكبيرة التى يحملها صانعوا هذه المادة بالذات تجاه الكرد ، وليكن فى علم هذه القوى التى لايهمها الا تخريب الاوضاع فى العراق والتى تعمل بايعازات من جهات اقليمية ليست خافية على احد بانهم مهما عملوا وفعلوا فلن تجد اعمالهم وافعالهم وخططهم شيئا مادامت القوى العراقية المخلصة تدرك المغزى من دوافعهم وطروحاتهم وانه على القوى السياسية العراقية التى تومن بالعراق الواحد الديمقراطى والاتحادى ان تتكاتف من اجل اجهاض كل محاولات هولاء الذين يريدون ان يمزقوا من وحدة العراق السياسية ويثيروا فيها الخراب والفساد . كما ينبغى للقيادات الكردية ان تراجع نفسها من جديد فى تحالفاتها التى تبرمها مع قوى سياسية والتى بانت بوضوح مدى جاهلية هذه القوى التى تبرم التحالفات ومن ثم تبدا بخرقها والعزوف عنها عندما تتطلب مصالحهم الانية الضيقة وتتراجع عن قراتها ومواقفها وتنسى تواقيعها على تلكم الاوراق الرسمية .
ان قضية كركوك لن تحل بالالتفاف من ورائها باجراءات وخطط تامرية تعد من وراء ظهور الشعب العراقى ، فاذا كان المخططون لهذه الحلول اى امل فى ان يتمكنوا من حل هذه القضية وبهذه الطرق فانهم لابد يعيشون فى حلم اعادة الدكتاتورية المقيتة التى زالت من العراق ولا يمكنها ان تعود ابدا مهما حاول هولاء ومن يمدهم بالدعم . ان حل قضية كركوك والمناطق الاخرى التى استعربت واقتطعت من اقليم كردستان بالقوة لا تملك الا طريقا واحدا وهو طريق التفاهم العراقى العراقى فقط ولا يمكن حلها باية طريقة اخرى طريق التفاهم والحوار تمثل من انجع الوسائل لحل قضايا عالقة وقد دهشت حقا لما اطلقه العديد من القوى الشوفينية من تعليقات مثل : يعد هذا اكبر انتصار للعرب : لا ادرى اى انتصار حققه العرب فى عملية تصويت فى مجلس للنواب تخص عملية انتخابية محلية هل ان العرب حرروا فلسطين بكامله او حرروا الاسكندرونة او طنجة او وحدوا 23 دولة عربية فى دولة واحدة لا ادرى لهجة هولاء الشوفينيين من الامة العربية والذين هم فى الوقت نفسه اى الشوفينيين دائما كانوا عامل تخريب وتمزق للامة العربية وسبب تدمير لطموحات الامة العربية فاى انتصار كبير تحقق للعرب فليتأمل الساسة والرواد العرب ماذا تحقق لهم من نتيجة محاولة تامرية حولت فئات تريد اعادة الدكتاتورية للعراق وفرض السطوة والقوة على ابناء شعبهم .

#عبدالله_مشختى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات