أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد زكريا السقال - الوطن والحرية














المزيد.....

الوطن والحرية


محمد زكريا السقال

الحوار المتمدن-العدد: 2355 - 2008 / 7 / 27 - 10:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ابراهيم مالك.كاتب من فلسطين، تميزت كتاباته بثلاثة أقانيم، لكنك تكتشف بعد سبر أغوار كلماته، ان ابراهيم عاشق فلسطيني موله بقرية صغيرة اسمها ,, سمخ ,, تحتضن بحيرة صافية رقيقة مثل هوائها. أنت بكتابات ابراهيم لا تعرف من يحتضن من، البحيرة أم القرية أم ابراهيم. تسألني عن الأقنيمين الآخرين وهنا تكتشف أن فاطمة وأمه هما عبق واحد لقرية اسمها سمخ تتوسد بجراحها كتف كفر ياسيف. كيف تندمج هذه الثلاثية الجريحة لدى ابراهيم لتصبح جمالا وحبا مفرط وواع، والوعي هنا اسئلة وتساؤلات بين الحلم والواقع. الحلم وطن تنفتح اتجاهاته وحدوده إلى المطلق كفعل حر نحو الانسان، والواقع حواجز وجنود وأسوار وشوارع مطلية بالدم .
كيف يبني ابراهيم وطنه، الانسان والوطن، سؤال وعنوان الندوة التي أقامها بيت الشام للحوار والثقافة في برلين يوم الجمعة 25 تموز 2008.
كان ابراهيم متوترا، كلماته متعثرة، ولكنه بجرأة وخبرة رجل اعتلى منابركثيرة على مدار عمر طويل انفقه مدافعا عن الوطن والقضية، منابر عربية وعالمية، اتاحتها له فرص عمله القيادي بالحركة الوطنية الفلسطينية لشعبنا بمناطق 1948. قال اليوم وهو يتوكأ عصاه التي تقاوم معه شلل أصابه :
"لم يكن لدي مشكلة بالحديث والتكلم في سياق هذه الحياة الطويلة مثل اليوم، لقد أربكني الصديق محمد زكريا السقال بهذا العنوان، لأنه عنوان يشكل حالة القلق بين الوطن كمتخيل وحلم، والواقع الذي تصنعه احذية الجنود".
وكي يهرب ابراهيم من الدخول في متاهات هذا الطريق الشائك، قرأ علينا أقصوصة من مجموعته الأخيرة ,, من حكايا أمي وأخرى متشابهه’’ الصادرة عن دار لينا في كفرياسيف 2008 . اسم الأقصوصة ,, المبتدأ والخبر ،، وهي تحكي عن استاذ قرر مع تلاميذه أن يكون الدرس بالطبيعة وبالهواء الطلق وهناك بين الأشجار وقرب نبع ماءه رقراق. يطلب الأستاذ من أحد الطلاب مثالا عن المبتدأ والخبر. قال الطالب : "الوطن جميل".
يعجب الأستاذ بالمثال ويردف: "إما بهمة أبنائه يعلو ويزدهر وإما يهبط وينحدر، وهنا نقول الوطن مبتدأ وجميل خبر".
قال طالب آخر: "الحرية حياة".
قال الأستاذ: "جيد، الحرية مبتدأ وحياة خبر" وأستطرد : "بل هي ماهية الحياة. الوطن لا يباع انظرو هنا لا يباع هي جملة ولكنها خبر، تخبرنا ان الوطن لا يباع".
قال أحد الطلاب: "لقد سرقوا الوطن، كيف وطن لايباع وقد سرق؟"
قال آخر: "إذا سرق الوطن يجب أن يسترد". وانفتق سيل من الأسئلة والتداعيات حول الوطن، ليعلو صوت من الطلاب ويقول : "ماهو الوطن؟". وهنا ساد صمت طويل وقاس، قطعه صوت إحدى الطالبات: "أستاذ!! إذا كان وطن بدون حرية ولا حرية بدون وطن فمن أين نبدأ؟"
لا يدري ابراهيم أين أودى بنا بهذه الأقصوصة، وأي سؤال اعاده علينا نحن الذين نهتم بالشأن العام حول اشكالية الحرية والوطن. الحرية كمقدمة ضرورية لبناء وطن، ووطن حر يتمتع بالحرية ويسعى لتوسيع رقعتها لتصبح فضاء. وبلباقة وحذاقة حل ابراهيم الجدل لصالح الحوار والنقاش بين ابناء الوطن.
اليوم وانا أستعيد هذه الأمسية، كنت مسكونا بالملف الذي طرحه موقع النداء الذي ياخذ دور ابراهيم بفتح ملف المسالة الديمقراطية والاجتماعية للحوار والمساهمة، وهذا بدوره يملي علينا ان نفتح ملفاتنا بشفافية تامة ولكن أيضا بعقلية الطلاب الذين يتوخون النجاح بالنهاية لأن الوطن حلم متخيل نشكله بطرقنا الطفولية والجميلة، إلا ان الواقع يقول أنه لغاية الآن لم تأخذ هذه الأحلام شكل الاتجاه والسلوك. وبهذا يبقى الوطن خارج إطار الحرية كفعل لوعي الضرورة، الضرورة التي تحدد ان هناك نقص بالشرط الوطني، وهو الحرية، وكي تبقى هذه الحرية خلاقة يجب ان تنحو باتجاه الوطن كمساحة قادرة على استيعاب هذا الخلق وتطويره باتجاه المواطنين.
للحديث بقية
برلين26/7/2008





#محمد_زكريا_السقال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين يدي الأصدقاء
- من أين تدخل يا غريب
- رؤية جديدة لحل المسألة الفلسطينية ، ولكن ؟
- وأخيرا وقع المتوقع
- لماذا لا تكون القمة الأخيرة لهذا النظام العربي المهزوم
- لماذا يغتال نيروز
- غزة تعيد طرح السؤال الفلسطيني
- رحلة في الأدب السوداني
- خمسون عاما على الوحدة العربية
- خمسة وأربعون عاما من الأستثناء
- اتفاقية نيفاشا للسلام الشامل بين الحلم والواقع
- إعلان دمشق وأوهام المعارضة
- الخارج الي يخطط والداخل الذي يمهد
- ممكن ان نكون ديمقراطيين ووطنيين
- إعلان دمشق إطار لابد من الحفاظ عليه
- نوري بوزيد بيان تأسيسي للفكر الحر
- حسين الشيخ وحده القلق يمزق هذه الوحدة
- حوارية مع الشعور القومي وآخرين
- أعادنا للحياة ومضى
- فاطمة ابراهيم جائزة ابن رشد للفكر الحر


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد زكريا السقال - الوطن والحرية