أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبدالمنعم الاعسم - ما لم يقله رواندوزي .. في الاخطاء السياسية الكردية














المزيد.....

ما لم يقله رواندوزي .. في الاخطاء السياسية الكردية


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 2355 - 2008 / 7 / 27 - 11:15
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ناقوس الخطر” الذي دقه فرياد رواندوزي غداة التصويت السري للبرلمان على قانون المحافظات له ما يبرره، اولا، في نقطة الخوف من نتائج اقصاء الكرد عن الترتيبات الدستورية العراقية، وثانيا، في الالتفاف، لأول مرة، على قواعد التصويت العلني للنواب على مشاريع القوانين، وثالثا، في ما اشار اليه بالقول “ضرب التوافق الوطني” في صياغة التوجهات المصيرية، ثم ليخلص الى ما هو اهم، بتوجيه الملاحظة الى القيادة الكردية على الوجه التالي: “ لم تعد المجاملات السياسية والعلاقات بين القمم تنفع، ما لم تنزل هذه العلاقات وبزي جديد الى الاخرين في مجلس النواب والمجالس الاخرى”.
وجيز كلام رواندوزي، إذا ما رفعنا عنه استطرادات الشعور بالخيبة من مواقف "بعض القوى السياسية التي تُحتسب الآن بانها قوى حليفة للكرد والتحالف الكردستاني" يمكن ان نجده في دعوته الفصيحة الى القيادة الكردية بوجوب “مراجعة علاقاتها” واعادة بناء تلك العلاقات وفق اسس اسماها “افقية وعمودية” واحسب انه نحت كلماته هذه من حساسية اللحظة المتوترة والمتداخلة في مهمته كمتحدث باسم الكتلة الكردستانية في مجلس النواب العراقي، وترك لنا فروض تأشير المزيد من دلالات اللوحة، موضع الجدل على نطاق واسع.
لقد تجاهل البعض(وربما الغالبية) من الساسة والنواب “العرب” معنى ونتائج إقصاء الكرد عن قضية تخصهم في المقام الاول، وكانت تناقش في اطار التوافق السياسي المدوّن في التزامات واليات معلنة، وسقطوا، بل كرروا سقوط النظام الشوفيني، في ضيق الافق القومي، واثبتوا انهم لم يستوعبوا دروس الصراع بين الحكومات العراقية المركزية والكرد، واستسلموا لزهو “الانتصار” عن طريق “التصويت السري” ودفعوا العملية السياسية في طريق محفوف بخطر الانهيار، واصطفوا، من الوان متناقضة، وحتى متحاربة، في كابينة واحدة، لالحاق الهزيمة “الديمقراطية” بالكرد، عبورا من فوق حقيقة ان العراق يمر في طور انتقالي حساس ومؤقت وله استحقاقات واخطار، وهو الى ذلك يتكون من قوميتين رئيسيتين شريكتين على اساس فيدرالي، وينبغي ان لا يُفرط بكيمياء هذا الاتحاد، او يجري الالتفاف عليه.
مقابل ذلك، ومن على سطح هذه الصراحة، والحاجة الى المراجعة، فان القيادة الكردية لم ترصد كفاية النتائج السلبية لـ “العلاقات بين القمم” وحصرا ابتعادها عن الجمهور العربي الغفير الذي بقي طوال السنوات الاربع الماضية تحت هيمنة الخطاب التظليلي، التشكيكي، العدائي حيال نيات الكرد وحقوقهم، وكانت الصورة الاكثر رواجا بين هذا الجمهور تتمثل بان الكرد يلعبون في ساحة الصفقات والمحاصصة بعيدا عن المبادئ، ويقفون وراء استقواء الميليشيات وهيمنة القوى الطائفية، وانهم يعدون للانفصال والانقلاب على الدولة العراقية وتفليشها، وقد عقدت اقنية اعلامية وزعامات وتيارات طائفية وقومية وقبلية تحالفا غير مقدس لترويج هذه الصورة التي بدت غير مقبولة ومفزعة للملايين التي خرجت توا من كابوس الدكتاتورية الشوفينية، بل ان الكرد بدأوا يفقدون التعاطف التاريخي من النخب المدنية العربية المتنورة والديمقراطية التي كانت الحليف الثابت لهم وصارت تنظر الى الاندفاع الكردي في التحالف “الحكومي” كأنه موجهة ضدها.
وبدلا من محاولة احتواء هذه التداعيات السلبية فقد تردى الخطاب الكردي في نزعة الثقة المفرطة بالنفس، والانغلاق على وجاهة الحقوق القومية من غير آليات إقناع عملية ومناسبة، والانزلاق، احيانا، الى الخشونة التي سرعان ما تترجم كتهديدات، ونقل هذا الخطاب الى الشارع العربي الشعبي باساليب انعزالية ومفردات قابلة للتفسيرات الضارة، او عبر “وسطاء” لا مصداقية لهم، او إعلام فئوي متضارب الرؤى والقسمات والحوامل، وكانت “المحطات” الكردية في الوسط العربي (فروع الاحزاب والمنظمات) مشلولة وعاجزة وغائبة، ولا تملك لغة التفاعل مع السكان العرب الذين كانوا احوج ما يكونوا الى معرفة الحقائق.
واستطيع ان اقول بان اكبر إخفاق للخطاب الكردي الموجه الى الوسط العربي برز واضحا في مجال عرض وجهة النظر الكردية حيال قضية كركوك، وقد حفل هذا الخطاب بثغرات قاتلة، وشطحات متكررة تفتقد الى بناء الاولويات والحقائق والى حساب دقيق لردود الافعال، فبدلا من الدعوة السليمة، والمبررة، الى تطبيع الاوضاع في المدينة وتصفية آثار الاستئصال القومي الاجرامي واعادة السكان الكرد الاصليين الى منازلهم، وتحشيد القوى والرأي العام وراء هذه الدعوة، وعوضا عن التركيز على خيار التوافق السياسي والحل البديل الذي يجد له صدى طيبا بين الجمهور العربي، اقول، بدلا وعوضا عن ذلك، استطرد الخطاب الكردي الى استباق الامر باثارة فاصلة الهوية القومية للمدينة، التي لم تولف في مدونات قريبة من وعي جمهور عاش في قطيعة عن التفاعل الحر مع القضايا الانسانية، فيما انخرطت مكونات هذا الخطاب في مباريات التصلب واللاءات، فضاع معها الخيط الفاصل بين ما يحتاجه الكرد من خطاب يطمئن مصالحهم في المدينة وما يحتاجه الجمهور العربي من خطاب يلتزم عراقية المدينة، وفي هذا الارتباك جاء دور مراكز الفتنة والتدخل الخارجي والتجييش والارهاب والطائفية، للاساءة الى الكرد وتضحياتهم ودورهم الرائد في الاجهاز على الدكتاتورية، وكان ينبغي، لمهندسي السياسة الكردية، التحسب لهذا الدور كفاية.
لا اقول ان القضية الكردية خسرت الوسط الشعبي والديمقراطي العربي، لكن استطيع ان اقول، وانا مغمض العينين، بان “السياسات الكردية” المعبر عنها بالتحالفات والمحاصصة والخطاب السياسي والاعلامي، نأت بنفسها عن هذا الوسط، وتركته رهينة للريبة والتضليل.. واقول ايضا، بان الوقت لم يفت.

ــــــــــــــــــــ
كلام مفيد:
“ لا تبحثوا عن أسباب الازمات في براميل البارود بل في حقول القمح”.

ديغول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطيع بلحى.. ودشاديش قصيرة
- الايزيديون.. رسالة الى العالم
- سياسة.. وراء طبول الحرب الدينية
- آخر القوميين الوحوش
- حركة- في مهب الريح
- 11سبتمبر.. نعي العقل
- العَلم والسيادة.. بهدوء
- بشرى الخليل..رواية رثة
- الزعيق لا يصنع سياسة
- اليسار العالمي.. مأزق خيار رد الفعل
- دموع السنيورة
- المندائيون والسلام الاهلي
- الخطاب الطائفي..من اين؟ الى اين؟
- حذار..انها وليمة مسمومة
- مرثية الى عمال فرن الكاظمية
- ثلاث جولات دردشة مع شوفيني
- ما لم يقال في مقتل الزرقاوي
- رسالة تصلح كتحذير
- محكمة وكوابيس
- البصرة..بصيرة اخرى


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبدالمنعم الاعسم - ما لم يقله رواندوزي .. في الاخطاء السياسية الكردية