أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - جناح اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بين عارين : الجزء الأول : من عار التحالف مع -البعث- إلى عار التعاون مع الاحتلال !















المزيد.....

جناح اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بين عارين : الجزء الأول : من عار التحالف مع -البعث- إلى عار التعاون مع الاحتلال !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 728 - 2004 / 1 / 29 - 05:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


   بين المصير المأساوي و البطولي في آن لمؤسس الحركة الشيوعية العراقية الرفيق يوسف سلمان "فهد"  الذي أعدمه و رفيقيه حسين الشبيبي وزكي بسيم النظام الملكي الهاشمي الطائفي  و بأوامر بريطانية مباشرة في الرابع عشر من شباط 1949 والحاضر المناقض في الجوهر كما في الأعراض     لمصير زعيم هذا الحزب حاليا السيد حميد مجيد موسى ، عضو مجلس الحكم المعين من قبل الاحتلال الأمريكي والمجموعة  المحيطة به .
 بين ذلك المصير البطولي  وهذا الحاضر الملتبس ، يمكن للمراقب المحايد وكذلك للشخص المشغول بالشأن العراقي عموما و حركة اليسار السياسي العريقة  في هذا البلد أن يتساءل : ما الذي تغير حقا ليفعل المحتل الأمريكي نقيض ما فعله سَلَفُهُ  الاستعمار البريطاني بل ونقيض ما كان يفعله المحتل الأمريكي ذاته في كل مكان من العالم وطئته بساطير جنوده ، وصورة المسؤول الشيوعي الفيثنامي الأسير  الذي نفذ فيه جندي أمريكي حكم  الإعدام في الشارع العام وبرصاصة مسدس واحدة في الدماغ ماثلة في أذهان الأحياء وأشرطة الأفلام الوثائقية  ، فعلا  ما الذي تغيير ؟ وبكلمات أخرى :  مَن الذي تغيير ،هل هو المحتل الأمريكي أم المسؤول الشيوعي  ؟
  ويمكن الإجابة تلقائيا ودون عناء على هذا التساؤل بالقول : لقد تغير الكثير والكثير جدا إلى درجة يمكن معها قلب التساؤل ليكون : بل ما الذي لم يتغير بعد ؟ ولكن هذه الإجابة على أناقتها الشكلية والبلاغية  فارغة من حيث المحتوى  النقدي فلنبحث عن الجواب إذن في مقاربات أخرى .
  قبل الدخول في الحيثيات والتفاصيل نود الإشارة إلى أننا سنناقش في هذه المقالة  التقرير السياسي الصادر عن قيادة الحزب الشيوعي العراقي /جناح اللجنة المركزية و سنشير لهذا الجناح  اختصارا بالحرفين "ل.م" ، تمييزا له عن جناح الحزب الشيوعي العراقي "القيادة المركزية " الذي نشأ في أعقاب ما عرف بانتفاضة أيلول التنظيمية سنة 1967 ضد النهج اليميني للجناح الآخر الذي تحالف فيما بعد مع النظام  الشمولي بقيادة البكر /صدام ،  وقد عاد  جناح القيادة المركزية للحزب الشيوعي العراقي - سنشير له اختصارا " ق.م "  - إلى العمل والنشاط حاليا بقوة ، وهذا الجناح على عكس توءمه "ل.م"  يرفض التعاون والتحالف مع الاحتلال وأحزابه العراقية  ولنا وقفة تحليلية ونقدية لإصدارات وشعارات هذا الجناح  قريبا .
  في تقريرها السياسي الصادر في 12 من كانون الأول / ديسمبر 2003  دافعت اللجنة المركزية  دفاعا حارا كعادتها عن خيار التحالف بينها و بين القوى السياسية العراقية المؤيدة لخيار الحصار فالحرب فالاحتلال ، تلك القوى السياسية والطائفية والعشائرية الممثلة الآن في مجلس الحكم المعين من قبل سلطات الاحتلال . ويمكن اعتبار هذا الدفاع ثمنا ملموسا  مقابل توسط  بعض تلك القيادات وخاصة القومية الكردية  لدى سلطات الاحتلال بهدف الموافقة على ضم قيادة الحزب الشيوعي العراقي /ل.م   إلى مجلس الحكم  المعين  واستيزار قيادي حزبي من هذا الجناح  معروف بمواقفه اللبرالية وعلاقاته الخاصة والواسعة مع دوائر صنع القرارات السياسية الدولية مع إنه شخص غير معروف كثيرا في الوسط الثقافي  عموما واليساري الديموقراطي العراقي تحديدا  هو السيد  مفيد الجزائري . ومن الطريف والمؤسي في آن واحد أن نعلم أن ممثل الحزب الشيوعي في مجلس الحكم المعين وهو أمينة العام حميد مجيد حُسِبَ على  "الكوتا" الشيعية بموجب نظام المحاصصة الطائفي والعرقي الذي تأسس عليه المجلس . ومعروف على نطاق اليسار  والحركة الديموقراطية العراقية ككل  أن السيد حميد مجيد لا يتمتع هو الآخر بأية تميَز  وليس له إنجازات فكرية أو ثقافية معروفة باستثناء بعض اللقاءات الصحافية والخطابات  ذات اللغة المناقبية المألوفة  التي تعكس إمكانياته الشخصية المتواضعة وهو من الحزبيين المتفرغين للاحتراف السياسي الحزبي منذ أن كان  يقود منظمة الحزب في أكثر من عاصمة من  عواصم الدول الاشتراكية قبل تدمير الاتحاد السوفيتي . وقد أوصِلَ  إلى قيادة الحزب ومن ثم إلى المركز الأول فيه  بعد عدة مؤتمرات ومجالس حزبية من النوع المعتاد في الأحزاب الشيوعية الستالينة  السرية والذي غالبا ما يكون مرتب النتائج ونوعية المندوبين ومعروف "الزعماء المستقبليين "  سلفا .
  تميزت سياسات الحزب الشيوعي العراقي "ل.م " ومنذ سنة 1990 وحتى الآن بعدم الثبات  وبمحاولة اللعب على التناقضات والتوفيق بينها بصيغ إنشائية تعكس في واقع الأمر اضطرابا كبيرا مبعثه التناقض العميق بين  الماضي الثوري والاستقلالي المشهود له للحركة الشيوعية العراقية منذ تأسيسها في الثلاثينات من القرن الماضي  وبين الحاضر المؤيد للاحتلال الأجنبي وهيئاته السياسية  لدرجة بدا معها أن قيادة هذا الحزب  مسكونة بانشغالات نفعية  وشخصية  لبعض الكوادر المتفرغين للعمل الحزبي الاحترافي والمدعومين من بعض رجال الأعمال الأثرياء الحزبيين السابقين وما ثمة داع لذكر الأسماء فهي معروفة على نطاق واسع .
   وبتأثير من ذلك عرفت قيادة هذا الجناح ل.م أوقاتا حاسمة سجلت فيها علامات مهينة لذلك الماضي العظيم ، ومن ذلك مثلا موافقتها على الحصار الذي فرض على العراق في أعقاب مغامرة الطاغية صدام حسين في إمارة الكويت فقد هزمت هذه القيادة مشروعا لرفض الحصار طرحه القيادي الشيوعي العراقي الراحل زكي خيري في المؤتمر الوطني  للحزب  الذي عقد في شمال العراق / إقليم كردستان في بداية التسعينات و بفارق الأصوات ، ولكنها ما لبثت إن خرجت بصيغة توفيقية توصي برفض ما أسمته " الحصار الاقتصادي " وواصلت دورانها في دائرة التحالفات الحزبية المدعومة أمريكيا فكانت طرفا مؤسسا للمؤتمر الوطني الموحد الذي يقوده الآن أحمد الجلبي وحضرت جميع المؤتمرات واللقاءات التي دعيت إليها من قبل المشرفين الأمريكيين عليها، كما قام حميد مجيد شخصيا بعدة زيارات سياسية إلى الولايات المتحدة  واستقبل مقر الحزب في شمال العراق وفي إحدى الدول العربية المجاورة للعراق مسؤولين سياسيين ومخابراتيين يمثلون الإدارة الأمريكية علنا وعلى عينك يا تاجر !
  ووصولا إلى الأزمة الأخيرة التي سبقت الغزو الأمريكي البريطاني الذي انتهى باحتلال العراق والإطاحة بالنظام الدكتاتوري ومعه الدولة برمتها ظلت اللجنة المركزية وفية لنهجها في الرقص على الحبلين فهي - مثلا -كانت تصنف نفسها خارج معسكر الحرب والداعين إليها ، ولكنها تحضر مؤتمرات تلك القوى وتنشط في نشاطاتها وترفض مساعي وجهود القوى الأخرى الرافضة لخيار الحرب والداعية إلى محاولة التغيير عن طريق سلمي باستثمار الضغط الدولي والإمكانيات الشعبية العراقية وهي القوى التي اصطلح على تسميتها بقوى الخيار الثالث والذي هو خارج خيار التحالف مع العدوان الأجنبي وخارج خيار التحالف مع الدكتاتورية المعادية للشعب.
    وأخيرا، وحين وضعت حرب بوش الصغير أوزارها انخرطت قيادة جناح اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بكامل قوتها في اللعبة الجديدة وقد كافأتها القوى القومية الكردية على إنجازاتها بالتوسط لدى سيد بغداد الجديد " بول بريمر " لضمها إلى مجلس الحكم المعين وهذا ما حدث . ولعل أهم إنجازين لقيادة السيد حميد مجيد هي أنه حقق أول انفصال حقيقي في الكيان العراقي حين تحول الحزب في زمنه إلى حزبين مستقلين بشكل شبه تام وهما الحزب الشيوعي الكردستاني والحزب الشيوعي العراقي وهو الأمر الذي لم يجرؤ أحد على التفكير فيه  من  قبل حتى في زمن الأمين العام  السابق  للحزب السيد  عزيز محمد وهو كردي * مع أن النقاشات الأساسية حول هذا الموضوع قد بدأت في زمنه كما يخبرنا عضو المكتب السياسي الراحل رحيم عجينة / الاختيار المتجدد ص 292 . والإنجاز الثاني لهذه القيادة هو موافقتها ودون قيد أو شرط على الحكم الفيدرالي القائم على الأسس القومية والجغرافية الذي رفعته الأحزاب القومية الكردية كثمن لتحالفها مع الاحتلال الأمريكي  ، الأمر الذي يوشك أن  يتسبب الآن في اندلاع حرب أهلية ماحقة ، فقد انساقت قيادة الحزب الشيوعي ل.م خلف الأحزاب القومية حتى على حساب مبادئها الأممية التي بموجبها ينبغي أن ترفض اعتبار الفيدرالية سقفا نهائيا لحق تقرير المصير لأمة كبيرة بثلاثين مليون إنسان كالأمة الكردية ، و أيضا على حساب مصير العراق وطنا وشعبا في ظروف الاحتلال وأخطار الحرب الأهلية المحدقة .
  لقد تحولت الموافقة على المطالبة بالفدرالية كشكل للدولة العراقية وبالتحديد  الفيدرالية القومية والسياسية والتي هي أقرب إلى الكونفدرالية منها إلى لفدرالية إلى شرط مسبق تضعه القوى القومية الكردية ومعها جناح ل.م على جميع أطراف الشأن العراقي في عودة سريعة إلى التشبه ومحاكاة أساليب النظام الشمولي ورئيسه صدام حسين في طرح الشروط الابتزازية المسبقة وقمع الآخرين وتخوينهم لمجرد رفضهم أو تحفظهم على سياساته وبرامجه التي جلبت الويل والثبور للعراق وشعبه .



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعتداء المدان على مقر الحزب الشيوعي -اللجنة المركزية - لن ...
- المبسط في النحو العربي والإملاء .الدرس الثاني والثلاثون : ال ...
- تفجير -الأحد- استهدف اجتماع -الاثنين- مع الأمم المتحدة :كوفي ...
- الصداميون والسلفيون الطائفيون وجهان لعملة قمعية واحدة : على ...
- دروس في النحو الإملاء الدرس الحادي والثلاثون : البدل
- لماذا تهجم سعد بن صالح جبر على سماحة السيستاني ؟
- لن ينجح -طالبان - مجلس الحكم في دفع العراقيات إلى أحضان الغز ...
- سرقة فضائحية جديدة لوزارة مجلس الحكم :باعوا سماء العراق ومنش ...
- ماذا بعد مظاهرة كركوك ؟ هل سيطيح الإسلاميون بهيمنة الأحزاب ا ...
- دروس في النحو والإملاء الدرس الثلاثون : المعطوف
- دروس في النحو والإملاء /الدرس التاسع والعشرون .التوابع المرف ...
- دروس في النحو والإملاء / الدرس الثامن والعشرون اسم كان وخبر ...
- أين الولاء للعراق وشعبه في بيان هيئة العلماء وتصريحات الحكيم ...
- بريطانيا لا تريد إعدام صدام والربيعي يقدم له شهادة طبية منقذ ...
- إلقاء القبض على صدام : نصر إعلامي أمريكي صغير ، وانطلاقة كبر ...
- كلاو* جديد اسمه المؤتمرات الإقليمية أو الانتخابات الجزئية !
- حول البعث والسطل وقضايا أخرى !
- الدرس السابع والعشرون : الفعل المضارع غير المتصل ولا المسبوق
- الحكيم والسيستاني وعملية الفرملة السياسية الأخيرة !
- دروس في النحو والإملاء الدرس السادس والعشرون : نائب الفاعل


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - جناح اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بين عارين : الجزء الأول : من عار التحالف مع -البعث- إلى عار التعاون مع الاحتلال !