أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - لا أقليات في الدولة العلمانية ..؟














المزيد.....

لا أقليات في الدولة العلمانية ..؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2354 - 2008 / 7 / 26 - 05:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مهما تفاوتت تعاريف العلمانية بين مفكر وآخر ثمة ما يجمعهم من ان العلمانية تعمل على ترسيخ إنسانية الإنسان في وحدة ومساواة وحرية الرأي والاختيار خارج إطار الأديان والقوميات والجنس واللون ، حيث يقيّم الإنسان كمواطن ينتمي إلى الأرض الوطن الأم ، أي ان الانتماء هو أساس المواطنة وليس الدين الذي يعتنقه أو القومية التي تصبغه أو الجنس أو اللون ، ولا يمكن أن تتم هذه المساواة أو توفر الحرية المنشودة إلا بإبعاد الدين والعنصرية عن السياسة واعتبار الدين والقومية من خصوصيات المواطن يمارسها بكامل حريته دون أي مأخذ ويحميه القانون ..
إذا لادين سياسي ولا عنصرية قومية أو غيرها التي قد تفرّق مابين مواطن وآخر وفق اللون القومي أو الديني وكنا في مقالنا السابق قد تطرقنا إلى الفرق بين السياسة والدين وقلنا ان الجمع بين الدين والسياسة من الاستحالة لأنها كالجمع بين الماء والنار فالدين يبنى على مسلمات روحانية قدرية استسلامية رضوخية للإله في السماء ونوابه من الولاة في الأرض من الذين يجيدون إقناع الشعوب من انهم يمثلون الخالق ويوقعون باسمه .. ولا مجادلة في أحكام الدين تحت طائلة التكفير والزندقة والحساب العسير دنوياً .بينما لاعب السياسة طائر محنك يعتلي الفضاء والأجواء وينطلق إلى كافة الجهات وبزوايا حادة وخطرة ويتلون بكل الألوان ليسبغ الشرعية على أفكاره البشرية بعد أن ينال ثقة الجماهير الواسعة دون أن يطلق وعيداً أو تهديداً سوى الوعد بالجنة الأرضية في وطن تسوده المحبة والإخاء ويبقى المعارضون لمن يكسب الجولة السياسية أنداداً للفائز ألداء ولكن في جو من الاحترام والحوار البناء وقبول الآخر وتثبيته كمعارض سياسي وكلاعب أساسي في ميدان السياسة ولا يمكن أن تتم اللعبة السياسية بدون معارضة أصلاً ، وليس إزالته كما هو في الدين فالمعارض هو كافر وخارج عن الملّة ويجب أن يزال من الوجود ولا معارض للحاكم وإن ظلم ...؟
ونعود إلى موضوع العنوان ( الأقليات) وقبل أن أبحث فيه اقرؤوا رأي القرضاوي الذي ورد في مقال سيد القمني (إصلاح القيم2) معتبراً المساواة بين أفراد الوطن الواحد ديكتاتورية وعلمانية مقيتة معتبراً الديمقراطية مركباً للأكثرية الطاغية ، ولذلك فإن الديمقراطية العلمانية هي للإنسان في إنسانيته وحريته والعلمانية لاتمنع أي مواطن من ممارسة شعائره الدينية دون سياسة والدين لله والوطن للجميع..؟
والمقال المذكور يقول (إذا كان بلد فيها أغلبية مسلمة وأقلية غير مسلمة , الأغلبية المسلمة فرض عليها من ربها و دينها أن تحكم شريعتها , هل مطلوب من الأقلية غير المسلمة أن تمنع الأكثرية المسلمة من الاحتكام إلى أحكام الشريعة؟ هذا معناه أن الأقلية تفرض الديكتاتورية عللى الأكثرية.. وإذا كنا سنحكم منطق الديمقراطية, فالأغلبية هي التي تحكم.. و الذين يثيرون هذه الضجة أقلية هم العلمانيون, و هم قلة قليلة في بلادنا لكن لهم ضجة كبيرة , لأنهم يملكون المنابر الإعلامية و الأبواق الإعلامية ".) (انتهى)
في قاموس العلمانية المواطن هو مواطن يملك ذات المزايا التي يملكها ويتمتع بها أي مواطن آخر ، لأن الهوية الشخصية للمواطن العلماني تخلو من خانة الدين أو القومية .. فالمواطن الفرد لن يشعر أو يحس يوماً أو في أي موقف أنه متميز عن مواطنً آخر إلا في حيز العطاء الفكري ثقافياً أو العطاء التقني علمياً واقتصادياً في ميدان منافسة حرة بدون أي تمييز أو انحياز ، فالمواطنة أولاً وأخيراً وان كلمة أقليات قومية أو دينية هي منسوخة من قاموس الدولة العلمانية .. فما نسمعه من صراعات لونية وعرقية ودينية كما في دول إفريقية ومنها السودان ومشكلة دارفور التي تدولت وأدت إلى وشك إصدار مذكرة توقيف من محكمة الجنايات الدولية بحق رئيس السودان البشير والمغرب وثوارالبوليساريو والجزائر والأمازيغ الذين ينفون عروبتهم ومشكلة الأقباط في مصر والذي يتجاوز عددهم العشرين مليوناً
والطائفية المذهبية المقيتة في العراق وقضية ( البيدون) مجردي الجنسية في دول الخليج كل هذه المشاكل ترجع إلى انخفاض وتدنٍ في ثقافات تلك الشعوب وانحدارها إلى درجة الأمية في مواكبة العصر وطريقة تقييم الإنسان وارتقاء العالم المتحضر في تقييمه للكائن البشري وترسيخ السياسة لخدمة ذلك الإنسان وليس اعتباره أداة وأرضية يصعد عليه أولي الأمر ليحكموا ويظلموا وبأمر من الله .. في أنظمة شمولية استبدادية تقيد المواطن في وطنه وتمس حقوق الإنسان في إنسانيته وترسخ تجمع أقليات مهضومة الحق والحقوق في عالم لم يعد يستوعب مثل تلك الأنظمة التي لم تزل مقيدة بعجلة التخلف والجهل ...؟






#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أردوغان ينجح في السياسة ويسقط في الحجاب ..؟
- تعدد الأديان والشعوب من صور الإله الحضارية ..؟
- سنوات الضياع ونور بين إقبال جماهيري ورفض كهنوتي ....!؟
- التزمت حتى في الحرية يحوله إلى استبداد ...؟
- النساءالمفتيات تنافسن الرجال المفتين في سورية ...؟
- هل يمكن أن يلتقي قطار العلمانية التركي بنظيره السوري ..؟
- في الماضي والمستقبل لا طائفية في سورية ....
- العقوبات إصلاح وتهذيب وليست وحشية واستلاب أرواحالمنامة
- صرعات شبابية ودول مصروعة .. ؟
- المأساة ... أن النكسة أشد وقعا من الهزيمة ...؟
- أردوغان في ورطة الحجاب ...؟
- برلمانيون سلفيون في الكويت تزعجهم حفلة راقصة خاصة ..؟
- لعبة الحجاب في تركيا .. إلى أين ...؟
- برلمانيون سلفيون كويتيون تصدمهم رؤية امرأة سافرة .. ولله في ...
- عالمية العلمانية .....؟
- مصطفى حقي عقد الزواج بين الاستمتاع والاستخدام ..(2)
- عقد الزواج بين الاستمتاع والاستخدام ..
- حقوق المرأة في الكويت تحجبها النساء قبل الرجال..؟ ..
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟
- العلمانية ..السياسة ..الدين ...؟


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - لا أقليات في الدولة العلمانية ..؟