عندما غرس الماركسيون الأوائل نبتة الفكر الماركسي في تربة العراق الخصبة, غطت بثرائها الفكري التعبوي عموم الوطن من شماله إلى جنوبه .. وامتدت أكف الكادحين السمراء لحمل راية النضال الذي لا يلين من اجل وطن حر وشعب سعيد ..وفي الأيام الأولى كانت همسات المناضلين خافتة وهي تنقل الكلمة المحرضة والمعبئة لتتحول بين ليلة وضحاها إلى منشورات واضرابات وانتفاضات عارمة تؤرق ليالي الحكام الذين يسرقون كدح وشقاء الطبقات الكادحة من عمال وفلاحين ..منذ أوائل تلك الأيام كان الشيوعيون العراقيون في مقدمة المكافحين من اجل رفاه الشعب وسعادته ومدافعين حقيقيين عن مصالح الشغيلة وعموم كادحي وطننا.. ولم ترهبهم السجون والمعتقلات, ولا التعذيب البربري والمشانق ولا الأسلحة الكيمياوية والمقابر الجماعية , وظلوا أوفياء لمبادئهم السامية وحبهم واعتزازهم بهذا الشعب وبتأريخهم النضالي الذي هو تأريخ العراق برمته..
فها هم أعداء شعبنا العراقي اليوم يضيفون جريمة جديدة إلى سجلهم الأسود , حين تسللوا تحت جنح الظلام وكعادتهم وارتكبوا فعلتهم الشنيعة بتفجير مقر الحزب في بغداد الجديدة مما ادى لاستشهاد بطلين من أبطاله ..إن هذه الجريمة المنكرة سوف لن توقف عجلة تقدم وتطور عمل وأفكار الحزب بين جماهير شعبنا , كما لن تثن هذه العملية الإرهابية الشيوعيين وأصدقاءهم وعموم الشعب عن السير بالعراق الجديد نحو الديمقراطية والتقدم الاقتصادي والإجتماعي واستعادة سيادته الكاملة..
فعراق اليوم يحتاج إلى تظافر كل الجهود الخيرة وتوحيدها في سبيل تفويت الفرصة على اعداء شعبنا من فلول النظام والإرهابيين والمتطرفين الإسلاميين وكل عناصر الفرقة والتناحر .. فالشعب العراقي بجميع قومياته وأديانه وأحزابه السياسية مطالب أن لا يقف مكتوف الأيدي أمام قوى الظلام هذه , بل العمل على اجتثاث جرائمها وآثامها من عراقنا والحيلولة دون تمكينها من دفع بلادنا إلى اتون احتراب داخلي وحرب أهلية , ومن أجل لبننة العراق والتي تسعى هذه القوى الشريرة جر وطننا وشعبنا إلى هاويتها لكي يتسنى لها القفز مجددا إلى دست السلطة ..
وإذا كان هذا ما تحلم به هذه القوى الشريرة , فالشعب العراقي والشيوعيون في مقدمتهم ستكون لهم الكلمة النهائية , وسيلجموا تلك القوى الظلامية الساعية لتمزيق الأمة وتعريض حياة ومستقبل أبناء شعبنا إلى الخطر.. كما يدرك الشيوعيون جيدا أن نسائم الحرية ورغم زحف الإرهاب والاحتلال إلى أرض الرافدين , فإن ربيع آذار القادم بكل ما يحمله من عنفوان وشباب سبعين عاما من النضال الدؤوب لا بد وان يزهر ورودا زاهية وملونة تطرز بها جماهير شعبنا وكادحيه صدر الحزب الشيوعي العراقي المدافع الأمين والثابت عن آمال وأماني ومصالح عموم الشعب ..
فعلى الرغم من الخسارة الفادحة البشرية والمادية التي حلت بهذا الحزب المناضل جراء هذا العمل الإرهابي الجبان فإن حزب الشيوعيين سيتخطى وكعادة المناضلين الصلبين هذه الصعوبات وسيعمل مع باقي قوى شعبنا الخيرة من اجل توحيد الجهود لتحقيق تطلعات شعبنا نحو آفاق رحية من الديمقراطية واحترام لحقوق الإنسان واسترداد سيادة واستقلال البلاد..