|
التربية الخاصة: هل جربت يوما أن تكون أصما؟ فافعل ان شئت!(3)
نورس محمد قدور
الحوار المتمدن-العدد: 2354 - 2008 / 7 / 26 - 03:45
المحور:
حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة
هل فكرت يوما أن تعرف أي الحواس ذات فائدة أكبر وأهمية أعظم لديك؟جرب يوما أن تكون اصما!!! ولا أخفيكم أني الآن وأنا أكتب هذا المقال جربت قبلكم أن أكون كذلك لأشعر الشعور الحقيقي بمن هم أناس مثلنا يمتلكون كل المقوّمات التي يمتلكها الناس العاديون حتى الابداع ،لكن تنقصهم حاسة السمع، ليس المهم ما يفقده الانسان بل المهم هو ما يعطيه، فربما يعطي هذا الفاقد (للسمع)أكثر مما تعطيه أنت الذي لاينقصك شيء.
ما هوتعريف السمع وما مقياسه؟ : السمع: هو الصوت الذي تنقله الأذن البشرية الى مناطق السمع في الدماغ ويحتوي على سمات بعضها يمكن للآذن البشرية الاحساس بها بينما هناك سمات أخرى تحتاج الى أجهزة قياس خاصة بها ومن هذه السمات التي يمكن الاحساس بها علو الصوت وطبقته فمثلا أي شخص سليم لايعاني من صعوبة في السمع يميز بين الصوت العال والصوت المنخفض ويميز أيضا بسهولة بين صوت الرجل وصوت المرأة وصوت وبين صوت العصفور وصوت القطة ،أما السمات التي تحتاج الى أجهزة قياس للتعرف عليها فهناك : * تردد الصوت ونعني بالتردد عدد الاهتزازات في الثانية الواحدة وقياسه هرتز(Hertz). *وشدة الصوت وقياسه بالديسبيل وتعني .لكل صوت شدة معينة وتردد خاص ولا بد من التفريق بين الشدة والتردد فمثلا صوت الطائر الصغير(العصفور) تردد 20 هرتز ،أما صوت الطائرة حين اقلاعها فيبلغ تردده 4000 هرتز وشدته 120 ديسبيل ،بينما الأصوات القوية والكلام دون الصراخ يتراوح من 30-60 ديسبيل، وعلى ترددات مختلفة ابتداء من 250 هيرتز إلى ما فوق 4000 هيرتز وذلك اعتماد على الصوت الذي ننطقه فعلى سبيل المثال: الأصوات ف ـ ث ـ ش - س - ص هي من الأصوات عالية التردد وتكون على مستوى 4000 هيرتز وتسمع على شدة صوت من 30 إلى 60 ديسبل.
الإعاقة السمعية Hearing impairment: تعرّف الاعاقة السمعية بأنها: " تلك المشكلات التي تحول دون ان يقوم الجهاز السمعي عند الفرد بوظائفه أو تقلل من قدرة الفرد على سماع الاصوات المختلفة". وتتراوح الاعاقة في شدتها بين البسيطة والتي ينتج عنها ضعف سمعي وبين الشديدة والتي ينتج عنها صمم. ويمكن ان نعرّف الضعف السمعي بأنه: "حرمان الفرد من حاسة السمع الى درجة يجعل الكلام المنطوق(من المرسل) ثقيل السمع (على المتلقي)مع أو بدون استخدام المعينات الصوتية ، وتشتمل الاعاقة السمعية فئتين رئيسيتين هما : - الصـم ( Deaf )::هو من يعاني من فقدان سمعي يبدأ ب70 ديسبيل( Decibel ) فأكثر بعد استخدام المعينات السمعية مما يحول دون اعتماده على حاسة السمع في فهم الكلام. - ضعاف السمع ( Hard of hearing ):هو من يعاني من فقدان سمعي يتراوح بين 35-65 ديسبيل (Decibel) فأكثر بعد استخدام المعينات السمعية مما يجعله يواجه صعوبة في فهم الكلام بالاعتماد على حاسة السمع.
الاحصائيا ت المخيفة التي تتكلم عن الاعاقة السمعية: - بشكل عام نسبة الأطفال الذين يعانون من ضعف سمع حسي عصبي في المجتمعات الإنسانية تصل تقريباَ ما بين 9-27 من كل ألف. ويتساوى توزيع صعوبة السمع بين الذكور و الإناث ، و تحدث الإصابة غالباً منذ الولادة و 10-20% تكتسب بعد فترة الشهرين الأولين من الولادة. - عشرة من كل ألف طفل في أمريكا لديهم صعوبة في السمع ، منهم واحد لكل ألف لديه صعوبة سمع ملحوظ و 3-5 من كل ألف طفل لديه صعوبة سمع بسيط إلى طفيف. مع العلم أن 3% من مجمل سكان أمريكا لديهم ضعف في السمع. وبمعنى آخر ثمانية وعشرون مليون شخص يعانون من صعوبة السمع في أمريكا, 80% منهم لديه فقدان سمع غير قابل للعلاج. - أكثر من مليون طفل في أمريكا يعانون من فقدان السمع. 5% من الأشخاص دون سن 18 سنة في أمريكا لديهم فقدان سمع. - واحد من كل اثنين وعشرين رضيعاً في أمريكا يعانون من فقدان السمع. واحد من كل ألف رضيع في أمريكا لديه ضعف في السمع شديد إلى صمم كلي. -9 من كل 1000طفل في سن المدرسة لديهم ضعف في السمع شديد يصل إلى صمم كلي.و 10 من كل1000 طالب من طلاب المدارس لديهم فقدان سمع حسي عصبي دائم. - 1من كل 10إلى 15 طفلا ً في أمريكا يعانون من مشكلة في اللغة أو الكلام يعني بنسبة 7,7%.
أنواع الإعاقات السمعية: 1- الإعاقة الطفيفة: Slight ، درجة السمع بين 25 و 40 ديسبل. ولا يستطيع الأطفال الذين يعانون من صعوبة سمع طفيفة من سماع الأصوات الخافتة أو البعيدة مع عدم وجود صعوبات في التعليم. 2- الإعاقة المتوسطة: Mild : درجة السمع بين 40 و 55 ديسبل. ويفهم الأطفال الذين يعانون من صعوبة سمع متوسطة أحاديث الآخرين عندما يكونون وجهاً لوجه وعلى مسافة قريبة تقدر بثلاثة إلى خمسة أقدام ، أما إذا كان الكلام خافتاً أو ليس في مستوى نظرهم فقد يفقدون 50% من فهم الحوار. 3- الإعاقة الملحوظة:Moderate درجة السمع بين 55 و 70 ديسبل. ولابد أن نتحدث مع الأطفال من هذه الفئة بصوت مرتفع لكي يستوعبوه. هؤلاء الأطفال يعلنون صعوبة واضحة في الكلام واللغة الاستقبالية والتعبيرية مع العلم أن مفرداتهم محدودة. 4- الإعاقة الشديدة: *إعاقة شديدة Severe ، درجة السمع بين 70 و 90 ديسبل. ويسمع الأطفال من هذه الفئة الأصوات العالية التي تبعد قدماً واحداً عنهم ، وقد يتعرفون على أصوات البيئة من حولهم , ويميزون بعض الأصوات، ولذلك فهم بحاجة إلى إلحاقهم بمدارس للصم مع التأكيد على تطوير مهارات اللغة و الكلام وقراءة الشفاه و التدريب السمعي باستخدام المعين السمعي. 5- الإعاقة التامة: *إعاقة تامةProfound ، درجة السمع 90 فما فوق. قد يسمع الأطفال من هذه الفئة بعض الأصوات العالية ولكنهم في الحقيقة يدركون اهتزاز الصوت أكثر من معرفته ، ويعتمدون على قدراتهم البصرية عوضاً عن القدرات السمعية للتواصل مع الآخرين ، وهذا النوع من الضعف يعد إعاقة حقيقية للغة وللكلام. اسباب الاعاقة السمعية: تكاد تشترك معظم انواع الاعاقات بالاسباب نفسها فمعظم الاعاقات سببها وراثية وبيئية أولا: الاسباب الوراثية: 1-الأسباب الجينية الوراثية :وهي الاعاقة السمعية ذات الأصول الوراثية التي تنتقل من الحالات المرضية للوالدين الى الجنين, وهذا النوع من الصمم الوراثي في الطفولة المبكرة يتضمن فقدان السمع بدرجة حادة ويكون غير قابل للعلاج، وغالباً تكون مزدوجة تصيب الأذنين. وتتضمن عيوبا حسية عصبية في نفس الوقت. ومن بين العوامل الجينية/الوراثية مايلي: * التكوين الخاطئ في تكوين عظام الأذن الوسطى مثل:صغر حجم أذن الطفل * الفيروسات:كفيروس الحصبة الالمانية الذ يصيب الأم خلال الشهور الأولى من الحمل ، وفيروس الجدري الكاذب وفيروس الالتهاب السحائي والتهاب الغدد النكافية الانفلونزا الحادة. 3-أمراض تصيب الأذن الداخلية: كأمراض الالتهاب السحائي للقشرة المخية والبكتيريا اللاسبحية والبكتيريا العضوية والانفلنزا ، ولاحصبة ، والتهابات الغدد النكفية. 4-أمراض تصيب الأذن الوسطى: منها التهاب السحائي المخي،وله أنواع كثيرة كون الالتهاب السحائي شائع بين الأطفال في فترة الطفولة المبكرة لعلني أذكر ايضاحات هامة حوله. 5- الخداجات أي الولادة السابقة للأوان وصغر حجم الوليد ( أقل من 1500 غرام) 6-تسمم الحمل -7التعرض الى أشعةX أثناء الحمل 8-الزواج المبكر للفتاة ( صغر عمر الأم) 9-نقص في مادة اليود في الجسم وانتفاخ الغدة الدرقية 10-نقص الأكسجين أثناء الولادة 11-اختلاف الزمر الدموية بين الزوجين وهو العامل الرايزيسي 12-أمراض القلب ثانيا: الاسباب البيئية: * الأسباب عند الولادة: مثل نقص الأكسجين و إصابات الرأس بسبب عملية الولادة.. *الأسباب بعد الولادة: مثل التهاب السحايا الدماغي أو أي مرض من أمراض الطفولة كالتعرض لفيروس الحصبة أو النكاف و الإصابات والحوادث التي تتعرض لها الأذن.
ما هي المؤشرات التي تدل على وجود مشكلة في السمع؟: * استجابة الشخص للصوت تكون غير ثابتة. * تأخر الطفل في تطور اللغة والكلام. * كلام الشخص غير الواضح. * يرفع الشخص صوت الراديو والتلفزيون. * لا ينفذ الشخص التوجيهات بسبب عدم الانتباه. * ادارة الرأس نحو المتكلم وطلب اعادة الكلام. * لا يستجيب الشخص إذا نودي ولايتبع التعليمات اللفظية. *يرفع الشخص صوته بدون مبرر. *افرازات الأذنين بشكل متكرر ووجود ألم ورنين فيهما. *التهاب اللوزتين والحلق بشكل دائم تقريبا. هناك خصائص يتصف بها الشخص المعاق سمعيا: 1- يتجاهلون مشاعر الآخرين بمعظم الأحيان . 2- مبالغة وتشوّش في مفهوم الذات لديهم. 3- يعانون من سوء توافق شخصي واجتماعي. 4- الرغبة في الاشباع المباشر لحاجاتهم. 5- يتسمون في الغالب بالاندفاعية والحركة وعدم القدرة على ضبط النفس. 6- يعانون من عدم استقرار انفعالي. 7- تسيطر عليهم مشاعر الاكتئاب والقلق بدرجة مرتفعة . 8- يتمتعون بدرجة مرتفعة من السلبية والجمود وتقلب المزاج. 9- يلجأون الى التلامس الجسدي للفت انتباه الآخرين. 10- ينتشر لديهم السلوك العدواني والانسحابي.
تأثيرات السمع المتعددة: :أ- تأثير الضعف السمعي على تطور اللغة و الكلام: 1- المفردات: يكون اكتسابهم للمفردات بشكل أبطأ من المعدل الطبيعي ، ونلاحظ أن تعلمهم الكلمات المادية مثل: قطة ، قفز ،خمسة ،أحمر: أسهل من تعلم الكلمات المجردة مثل: قبل ، بعد ،غيره. و يظهر لدى هؤلاء الأطفال صعوبة في معرفة وظائف الكلمات مثل أدوات التعريف و فهم الكلمات متعددة المعاني. 2- الجملة: بعض هؤلاء الأطفال يفهمون ويتكلمون الجمل القصيرة سهلة التركيبية، ويجدون صعوبة في الجمل المعقدة في تركيبها النحوي مثل :المبني للمجهول ، وكذلك سماع أو نطق أواخر الكلمات مما يؤدي إلى سوء الفهم وعدم وضوح الكلام. 3- النطق: يصعب على هؤلاء الأطفال سماع بعض الأصوات الساكنة مثل السين والشين والفاء والتاء والكاف , ولهذا لا تظهر هذه الأصوات في كلامهم مع صعوبة فهم ما يقولون وفهم ما يقوله الآخرون لهم. ولأنهم لا يسمعون أصواتهم بشكل واضح فقد يتكلمون بدرجة صوتية أو بسرعة أو بنبرة صوتية غير ملائمة. ب –تأثير الضعف السمعي على تحصيلهم اللغوي: يعاني هؤلاء الأطفال من صعوبات في التعليم بشكل عام وخاصة في القراءة , والفارق التعليمي بين ضعاف السمع و ذوي السمع الطبيعي يتسع مع التقدم العلمي. ج- تأثير الضعف السمعي على المهارة الاجتماعية: الأطفال ذو الضعف السمعي الشديد أو الكلي يشعرون بعزلة اجتماعية كبيرة مع محدودية أصدقائهم. د- تأثير درجة الضعف السمعي على استيعاب الكلام واحتياجات التعليم. هـ- تأثير الضعف السمعي على الاتصال بالآخرين: 1-اذا كان فقدان السمع من 30 إلى 45 ديسبل: يتأثر انتباه الأطفال من هذه الفئة مع حدوث انفصال عن البيئة نتيجة لعدم تمييز أصوات البيئة المحيطة بهم بوضوح. أما اجتماعيا فيمكن لهؤلاء الأطفال التغلب على مشكلة التخاطب بمجرد اقترابهم من الشخص المتحدث أو باستخدام المعينات السمعية. 2-أما اذا كان فقدان السمع من 45 إلى 65 ديسبل: يصبح تفاعل الأطفال الاجتماعي من هذه الفئة أكثر صعوبة ، إذ يصعب استخدامهم للسمع لإدراك أصوات البيئة من كل الاتجاهات , فعلى سبيل المثال لو استخدم هؤلاء الأطفال المعين السمعي فانهم يستطيعون متابعة حديث شخص واحد فقط ولكنهم لا يستطيعون متابعة حديث مجموعة من الأفراد. 3- وان كان فقدان السمع من 65 إلى 80 ديسبل: يصبح اتصال هؤلاء الأطفال الشخصي بالآخرين و البيئة صعباً ، حيث يجب عليهم أن يعتمدوا على الوسائل الحسية الأخرى غير السمعية كالبصر و اللمس. 4- فلو كان فقدان السمع من 80 إلى 100 ديسبل: يصبح الأطفال من هذه الفئة معتمدين على البصر و اللمس بصورة أكبر وعلى قراءة الشفاه للاتصال مع الأسوياء ومن الممكن أن يستفيدوا من المعين السمعي لإدراك الأصوات العالية. ما مدى تأثير الاعاقة على الذكاء والتحصيل الدراسي ؟ هناك بعض الدراسات التي تقول أن الاطفال الذين يعانون من ضعف أو اعاقة سمعية متأخرون من 3- 4 سنوات مقارنة بالأطفال العاديين ، و نجد الذكاء يلعب دورا فعالا في قدرة الانسان على التكيّف مع اعاقته, فكلما كان أكثر ذكاء زادت قدرته على التوافق والتكيف بعكس محدودي الذكاء من ذوي الاعاقات السمعية الذين تصبح الحياة لديهم أكثر تعقيدا ويأسا، بينما فريق آخر ينحاز لهذه الفئة موضحا أن الاصابة السمعية لاتؤثر على الجانب العقلي لدى الشخص ولاتوجد فروق جوهرية بينهم وبين العاديين في القدرات العقلية, وتؤكد اختبارات الذكاء أن معظم الصم تفوق قدراتهم العقلية الاطفال العاديي السمع ، ولاتتضمن الاعاقة السمعية بالضرورة التخلف العقلي . أما بالنسبة للتحصيل الدراسي لديهم :أشارت دراسة الى أن ذوو الاعاقة السمعية متخلفين عقليا بمقدار 3-5 سنوات وقد أجريت دراسة مسحية على مدارس المعاقين سمعيا فأوضحت أن العمر الزمني لهم هو 12 سنة ، وظهر التخلف في الدراسة لديهم من خلال فهم الفقرات والكلمات والعمليات الحسابية والهجاء .ومن ناحية آخرى ربطت الدراسة بين التحصيل الدراسي وبين المتغيرات كالذكاء والاصابة بالاعاقة السمعية وزمن الاصابة ، فكلما كان وقت حدوث الاعاقة في سن متأخرة كلما كان تفاعله بعد الاصابة أفضل وكانت التجارب السابقة لديه أقوى، وان السن الخطير عند الاصابة من 4-6 سنوات, الفترة التي تنمو فيها اللغة وقواعدها الأساسية, لهذا فكل من يعانون من الاعاقة من سن 6 فما دون فانهم يعانون من تخلف في تحصيلهم الدراسي في المستقبل لو قورنوا بمن أصيبوا في سن متأخر.
دعوة للحوار والتواصل: من الحكمة ورجاحة العقل أن نخاطب الناس على قدر عقولهم ، ونساعد الناس بحسب حاجاتهم ، ونتكلم معهم بلغتهم ، فهل رأيت شخص عربي يذهب الى بلد أوربي ويتكلم بلغته العربية ؟ طبعا لا لأنه لا أحد سوف يفهم عليه، فنحن نفهم بعضا من لغة الحيوانات فعندما نسمع صوت القطة تصدر نواء فنعلم بأنها جائعة، ونفهم لغة الطفل بل الرضيع فنميز بين بكائه من الجوع وبكائه من المرض وبكائه ان كان دلعا أو دلالا أو أنه يحتاج لجرعة حنان، فهذه كلها فقط من خلال سلوك واحد وهو البكاء. ومن هنا فهذه دعوة للتواصل مع الذين حرموا نعمة السمع بأن نتعلم لغة الاشارة التي يتعاملون بها من أجلهم ومن اجل التواصل والتفاعل والاحساس بهم. ما هي لغة الاشارة؟ - إن لغة الإشارة لا يمكن أن تترجم كل ماهو منطوق، كما أنها لا تفهم بسرعة مثل الكلام. - والايدى لا يمكن أن تترجم الإشارات بالسرعة التى يقوم بها اللسان، والعين لا يمكن أن تفهم الإشارات بسرعة الأذن عند سماع الصوت، كما أن إخفاق الطفل الأصم في الكلام في السن العادي، وعدم قدرته علي تفهم كلام الآخرين، وانعدام تجاوبه وتمييزه للأصوات، يجعل هذا الطفل يدخل المدرسة دون رصيد لغوي ويعتمد ذلك بصفه أساسية علي تلبية حواسه، وتدريب أعضاء النطق لديه. -الإشارات هي خليط من الأوضاع والأشكال والحركات في اليد. - لغة الإشارة ليست مجرد حركة لليدين بل يسهم في إنتاجها :اتجاه نظرة العين ، وحركة الجسم ، والكتفين ، والفم، والوجه . وهذه الإشارات غير اليدوية هي السمة الأكثر حسماً في تحديد المعنى وتركيب الجملة ووظيفة الكلمة. ( الطريقة الشفهية المنطوقة )أو طريقة الاتصال اللفظي: إن أول من طبق هذه الطريقة صموئيل هانيك في ألمانيا (1723-179م)، وهذه الطريقة هي إحدى الوسائل الأساسية المتبعة في أسلوب التعليم الشفهي التي كانت سائدة في القرن الماضي، واستمرت حتى النصف الثاني من هذا القرن، وتعتمد على قراءة الشفاه التي تعتمد بالتالي على فلسفة العين بدل الأذن . وتعتمد هذه الطريقة على التفاهم عن طريق الكلمة المنطوقة من الصم، وتشمل القدرة على لفظ وفهم الكلام المنطوق، وتستخدم طريقتان لتدريب الأشخاص المعوقين سمعياً على مهارات قراءة الشفاه ، هما : - الطريقة التحليلية : وتشمل تعليم المعاق سمعياً، وتعريفه بالشكل الذي يأخذه كل صوت على الشفتين، وتدريبه على تحديد كل صوت، وبهذه الطريقة يتم تعليمه أصوات الحروف منفردة، وبعد أن يتقن نطق كل صوت على حدة، تشكل منها كلمات ويتدرب على نطق تلك الكلمات، ثم يكوّن منها جملاً . ومن عيوب هذه الطريقة أن الطفل الأصم قد يعمد إلى نطق كل حرف في الكلمة كما هو لو كان منفرداً، فيكون نطقه متكلفاً ويتعذر على الفهم . - الطريقة التركيبية : وبها يتم تدريب الفرد على التعرف على أكبر عدد ممكن من الكلمات المنطوقة، ومن ثم تعريفه بالكلمات التي لم يفهمها بالاعتماد على كفاءته اللغوية ، وتعتمد أيضاً على تدريب الطفل الأصم على نطق الكلمة ككل منذ البداية ، يلي ذلك تدريبه على بناء الجملة، حتى إذا ما بلغ مرحلة الاستعداد لتصحيح النطق ، دُرب على الكلمات غير المنطوقة بشكل سليم . كما تستخدم طرق أخرى للتدريب على قراءة الشفاه، منها : أ- طريقة يكون فيها التركيز على أجزاء الكلمة، ويطلق عليها الصوتيات، بهذه الطريقة يتعلم الطفل نطق الحروف الساكنة والحروف المتحركة، ثم يتعلم نطق مجموعة من الحروف المتحركة، ثم يتعلم نطق هذه الحروف مع بعض الحروف المتحركة، ثم يتعلم نطق هذه الحروف مع بعض الحروف الساكنة ..وهكذا . ب- طريقة تهتم بالوحدة الكلية أو المعنى: فقد تكون هذه الوحدة قصة قصيرة، حتى وإن كان الطفل لا يفهم منها سوى جزء صغير جداً . ج- طريقة تعتمد على إبراز الأصوات المرئية أولاً، ثم بعد ذلك الأصوات المدغمة. العوامل التي تساعد المعاق سمعياً على قراءة الشفاه: 1- سرعة الكلام : تبين أن القراءة في حالة الكلام البطيء أفضل من حالة الكلام العادي، على أن يكون الكلام غير بطيء جداً. 2-الوسط الذي يعيش فيه الطفل الأصم : تبين أن الأطفال الصم الذين يذهبون إلى بيوتهم بعد انتهاء اليوم الدراسي، كانوا أفضل حالاً في قراءة الشفاه من أولئك الموجودين في المدارس . 3-القدرات الفردية: تبين أن الأطفال الذين لديهم القدرة على الانتباه لمدة أطول، يمكنهم قراءة الشفاه أفضل من الأطفال الذين ليست لديهم مثل هذه القدرة .
توجيهات عامة يجب إتباعها عند تعليم طريقة قراءة الشفاه: * يجب التركيز على الكلمات السهلة في البداية، وأن تكون هذه الكلمات مرتبطة بالواقع وبدائرة تجارب الطفل وخبراته . فمثلاً ، كلمة (بطاطا، أو مستشفى) أسهل للمعاق سمعياً قراءتها من قراءة كلمة( قط) * يفترض أن يكون قارئ الشفاه مدركاً للغة الشفهية . * مساعدة الطفل الأصم بالتدريب على ملاحظة الوجه والشفاه بدقة، ثم الربط بين ما يراه من تعبيرات وحركات وبين المواقف، ثم تعويده على الفهم المجرد، دون أن يرى مواقف مماثلة أمامه أثناء التحدث . * الاستفادة من قدرة الطفل على التقليد في تدريبه على قراءة الشفاه، وتعليمه الأنشطة أو الخبرات المختلفة . *ربط المهارات اليدوية والتدريب الحسي بالكلمات، واستغلال كل الأوقات المناسبة للتدريب على قراءة الشفاه . *ربط الكلمات بواقع الطفل، حتى يكون لها دلالة بالنسبة له، مما يزيد من تعلمه وفهمه بصورة سريعة . *الاستمرار في التدريب الموزع على مدة زمنية معقولة ، مما يساعد عل تثبيت المعلومات . *أن تتم عملية قراءة الشفاه من خلال الأنشطة والعمل، وأثناء اكتساب الخبرات والتجارب . *درجة وضوح حركات الكلمات وسلامة الفم والأسنان والشفاه من العيوب المختلفة . * التحدث بصوت مسموع وليس مرتفع . *أن يتأكد المعلم من سلامة نظر الشخص الذي يتعامل معه بلغة الاشارة ويضع الذين يشكون من ضعف في البصر في المقاعد الأولى في الصف *ألا تزيد المسافة بين المرسل (المعلم /الوالد/المدرب)والمتلقي(الأصم) عن خمسة أقدام و في حال الاقتراب أكثر من ذلك لايمكن للشخص المتلقي أن يفهم حركة عضلات الوجه. * وعدم المبالغة في أداء نطق الحروف لأن أي حركة غريبة توهم الشخص المتلقي بمعان آخرى. * وينبغي نطق الكلمات عدة مرات ليتم التأكد من أن الشخص المتلقي فهمها . * يمكن استخدام الكلام المكتوب على السبورة لمساعدته على الفهم. مثال عملي: هناك بعض الاشارات البسيطة والواضحة والتي يمكن تعلمها وفهمها بسهولة فمثلا: للدلالة على الرجل تضع يديك فوق الفم للاشارة على الشاربين ، أما على العروس فستضطر لرفع يديك قليلا الى الرأس مؤشرا على وجود اكليل (التاج)، وللاشارة الى فعل الشرب فسترفع يدك الى الفم وكأنك تحمل الكوب، وهكذا فالاشارة تعتمد على اعطاء صورة مبسطة عن الأشياء، ونحن بحاجة الى معلمين ومدربين وأولياء أمور يتعلمون لغة الاشارة ويتعاملون بها، وحبذا لو كانت هناك حملات توعية في المجتمع ، وعبر وسائل الاعلام عن الاهتمام بهؤلاء الفئات ومساعدتهم بالفهم عليهم والتحدث معهم بلغتهم. فهل لغة الاشارة أصعب من لغة عدم الاشارة؟ فربما رجل عاقل لايحب المشاكل والنكد ويعود الى بيته متعب من العمل فتأتي زوجته لتقول له انظر ماذا فعلت معي فلانة وماذا قال لي فلان وماذا وماذا فهوقد فهمها وأصبح اتقاء لشرها يجيبها قبل أن تسأل ويعطيها قبل أن تطلب ومن قبل أن تتكلم حتى قبل أن تصدر أية اشارة؟ ورغم أني من معاشر النساء فبالله عليكم هل تعلم لغة الاشارة أصعب أم التعامل مع تلك الزوجة؟ وهل من الأولّى أن نجيب طلب هذه المرأة أم هذه طلب هذه الفئة؟؟؟؟
#نورس_محمد_قدور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التربية الخاصة: المعوّقون والمجتمع (2)
-
التربية الخاصة: الأهمية,المفهوم,الأهداف (1)
-
التربية الابداعية: فنّ يجب تعلمه؟!
-
اللعب عند الأطفال:رؤية سيكولوجية
-
اللعب جنة أطفالنا
المزيد.....
-
ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ
...
-
أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق
...
-
العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال
...
-
البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن
...
-
اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
-
البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا
...
-
جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا
...
-
عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س
...
-
حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة
المزيد.....
-
الإعاقة والاتحاد السوفياتي: التقدم والتراجع
/ كيث روزينثال
-
اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
/ الأمم المتحدة
-
المعوقون في العراق -1-
/ لطيف الحبيب
-
التوافق النفسي الاجتماعي لدى التلاميذ الماعقين جسمياً
/ مصطفى ساهي
-
ثمتلات الجسد عند الفتاة المعاقة جسديا:دراسة استطلاعية للمنتم
...
/ شكري عبدالديم
-
كتاب - تاملاتي الفكرية كانسان معاق
/ المهدي مالك
-
فرص العمل وطاقات التوحدي اليافع
/ لطيف الحبيب
المزيد.....
|