أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر درويش - جسد الدين














المزيد.....

جسد الدين


جعفر درويش

الحوار المتمدن-العدد: 2353 - 2008 / 7 / 25 - 06:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ إن مشى خطواته الاولى على الارض، مشاها الانسان مختاراً،وسعى فيها ويده مبسوطة على كل العالم، تحمّل إدارة الارض ومَن عليها،كاشفاً عن قدراته العظيمة في حمل اوزارها، حتى صار سلطاناً في الكون، لا يضاهيه مخلوق، رغم انه أظهر نزوعاً غريباً للحرية والانعتاق من كل شيء، إلا أن علاقته بالاخرين، شكّلت له هاجساً مهماً في حياته، وعرف انه اذا صلح هو صلحت الدنيا، وفسدت اذا فسد،عندها أدرك حاجته القصوى الى نظام ٍ يضبط إيقاع هذه العلاقة، ويوجّه الصراعَ ويقيّده، كيّلا يحتدم ذات يوم ويفضي الى فناءه، وهو الساعي دوماً الى البقاء، وجذوة الخلود في دمائه لا تنطفئ.
جدلية الصراع وثنائيته، بين الفرد والجماعة، التي حكمت حياة الانسان كقدر ٍ لا فِكاك منه، دفعت الطرفين إلى إبتكار وسائل ٍتحول دون انتهاك احدهما لحقوق الاخر، وصارت هذه الحقوق جوهر الصراع التاريخي، والمحور الذي تدور حوله حياة الناس، وما مجيء الانبياء كدعاة للمثل العليا، إلا لإيقاف التسلط من قبل الملأ الذين استكبروا، والعمل على ايجاد منظومة ٍعادلةٍ، تؤمّن لأطراف الصراع ِ على الارض، تبادلاً متوازناً في الحقوق والواجبات، وتحريك قدرة المجتمعات على التحرر من طواغيتها، واشاعة السلام، وحماية حقوق الناس، وعلى راسها حقهم في الحرية،ورغم إن الاسلام اعتبر الحرية هي الطريق الاجمل الى الله سبحانه وتعالى، وهي حق طبيعي للانسان، أوجب عليه طلبها، وجعله مسؤولاً في الحفاظ عليها، وليس له الحق في التنازل عنها لكائن ٍ من كان.
الا ان فقهاء السلطة الدينية، لم يتركوا الطريق الى الحرية سالكاً، بل زرعوه بألغام الردة، وعبوات التكفير، وسيوف ولاة الامر، وصادروا عقول الناس، وغيّبوا إراداتهم، وتحكّموا بمقدّراتهم، بدعوى حماية العقيدة. ورغم ان سلطة كهذه لا تمثل الدين الحقيقي، إلا إنها تمكنت من ترسيخ تقاليدٍ لها على جسد الدين، واستطاعت أن تكون هي اكبرَ أجزاءِ الصورةِ ظهوراً في المشهد الاسلامي اليوم. الامر الذي خلق مأزقاً، وخلط الاوراق، واوقف الجميع امام سؤال لا يستثنى من اجابته احد: هل ان عقيدتنا تحتاج الى حراس!
و الاجابة تستدعي منا جميعا موقفا مسؤولا نحكم به انفسنا، ونخرج من صدى اصواتنا الى الاصل.. نحن بحاجة الى فضيلة تتألق بيننا شعلة، وتلقي بضيائها على ما تبقى لنا من وطن وحب وقيم





#جعفر_درويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر درويش - جسد الدين