أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - وديع بتي حنا - نعم أيها الرائع شفيق المهدي/ المسيحيون ليسوا إستيراد














المزيد.....

نعم أيها الرائع شفيق المهدي/ المسيحيون ليسوا إستيراد


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 2352 - 2008 / 7 / 24 - 04:10
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تقضي الأم احيانا اكثر من نصف يومها واقفة في المطبخ لتحضير وجبة هانئة متميزة لابنائها واهل بيتها , وتبدو علامات الاجهاد والتعب واضحة عليها وهي تضع اللمسات الاخيرة على المائدة وتدعو الأحبة اليها , لكن كلمات الشكر والتقدير والثناء البسيطة الخارجة من القلوب الصادقة تفعل فعلها السحري بسرعة الضوء فيختفي حالا الاجهاد على الوجه لترتسم عوضا عنه ابتسامة الحب والرغبة في التضحية وتقديم المزيد . مع اشتداد إسوداد النفق ورهبة ممراته التي تفوح منها فقط رائحة الموت الكريهة والعنف المقيت حيث يبدو الوطن وقد أصبح محلا صغيرا للجزارة يُذبح فيه صاحبه والداخل والخارج , ولكن مع بصيص من الضوء تشعر به ان حبل الانقاذ بات في متناول اليد يعود الوطن الى اصله , واحة خضراء تكفي للجميع , الى بضع أرغفة وسمك يقتات منها الملايين , وبركة الرب تتركها لاتنقص بل تزيد. هكذا كان حال المسيحيين على الدوام , يؤمنون ان الكلمة الطيبة صدقة , يفتحون ابواب القلوب على مصراعيها لمن يقولها بنقاء , يمسحون بها ظلم السنين. ربما ينعتهم البعض بالسذاجة , ولكنها السذاجة النابعة من الايمان بالعقيدة وطبع متوارث اصيل.

عرضت قناة عشتار الفضائية قبل ايام مقابلة رائعة أجراها مراسلها في بغداد حسن البغدادي مع الدكتور شفيق المهدي المدير العام لدائرة السينما والمسرح . شخصيا , لم يسبق لي شرف معرفة الرجل او متابعة نتاجاته ولذلك كانت المقابلة هي الفرصة الاولى , لكنني اعتقد ان كل من تابعها , ايا كان لونه الديني والمذهبي وطيفه القومي , يشعر انه قادر بسهولة بناء جسور , بصيغة الجمع , مشتركة , مع الاراء والطرح الذي تناوله الدكتور المهدي , شخصية تقول للمتلقي انها تضرب في الجذور وتتباهى بها وتنفتح في نفس الوقت على الاخر بلا حدود . لقد تكلم الدكتور المهدي وأسهب في الحديث عن ( الامن الثقافي ) معتبرا اياه جزءا رئيسيا من الامن الوطني والذي على اساسه يجب ان يُنظر الى وزارة الثقافة كوزارة سيادية من الدرجة الاولى , لقد اشار الدكتور المهدي وبشجاعة باسلة الى الظواهر المرضية الغريبة التي طرأت على المجتمع العراقي في السنوات الاخيرة والمتمثلة بالتهجير والارهاب والنهب والذبح على الهوية , مستهجنا , بقلب يعاني من الغصة والمرارة , محاولات نفر ضال اشاعة تقاليد التخلف والجهل. لقد كان الدكتور المهدي بحق صوت صارخ في برية العراق يدعو الجميع الى العودة الى اصله وقيمه ومبادئه . لقد انتابني , وانا اتابع المقابلة , شعور بالرغبة في توجيه اللعنة الى نظام المحاصصة الذي ربما لم تفسح شروطه وألياته المجال لهذه الشخصية العراقية الفذة في ان ترى مكانها الطبيعي على كرسي وزارة الثقافة . لقد ذكرتني المقابلة كيف تفتخر( مصر ) بوزير الثقافة فيها السيد فاروق حسني حتى انه اصبح وكأنه ( ابو الهول الوزارة المصرية ) فتتغير الوزارات وتتبادل الوجوه المواقع , و فاروق حسني حجرة ثابتة على مدى عقود وكأنه قد اختصر بشخصه الفولكلور والثقافة المصرية , ترى لماذ لايكون لدينا في العراق الشئ نفسه والدكتور المهدي بنظرته الى المثقفين والفنانين , بل والى عموم شعبه , ورؤيته المتجذرة المتحضرة المنفتحة هو المرشح الافضل لكي يكون ( فاروق حسني العراقي ).

وعندما جاء الدكتور المهدي الى الاجابة على سؤال حسن البغدادي حول شعبنا ودوره وحقوقه , كانت اجابته بعيدة كل البعد عن النمطية التقليدية كما يفعل الكثيرون , نعم لم تكن اجابته ( جيفيان شر او إسقاط فرض ) كما يفعل بعض السياسيون , كما لم تكن الاجابة هي عبارات المجاملة الباردة التي اعتاد البعض الاخر استخدامها في مثل هذه المناسبات . لقد كنت اسمع الدكتور المهدي وهو يتكلم عن شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وكأن كلماته تأتي خريرا لشلاًل يتلو سورة مريم . المسيحيون لايحتاجون الى شهادة فتاريخهم وسلوكهم شهادة , المسيحي لايعرف الحقد ولامكان للبغض في قلبه , لايسرق , لايعتدي , لاينهب المال العام , كل المؤسسات والدوائر التي يقودها المسيحيون هي مؤسسات ودوائر ناجحة , المسيحيون أسسوا الكنيسة والثقافة , لايتوهم احد انه يحمٍل المسيحيين مِنًة عندما يعطيهم حقوقهم او يطالب بإعطاء حقوقهم لان المسيحيين ليسوا إستيراد , بل هم من قام بفعل التأسيس في هذه الارض قبل ان يصل الاخرون اليها, وكانوا أوفياء للارض على مدى الدهور والأزمان هذا ما أتذكره مما قاله الدكتور المهدي وغيره كثير , وكان جميعه , من خلال الايماءات وتفاعلات الوجه , يخرج من قلب صافي نقي يعني مايقول ويؤمن به بحق أول واقدم , ومن بقي صادقا على الدوام , ماركة مسجلة بإسم هذا الوطن وهذه الارض .

لقد قالت الشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة يوما , انها ربما لن تكون شاعرة كبيرة ولكنها لاترضى في ان تكون انسانا صغيرا . ها هو الدكتور شفيق المهدي على المنوال نفسه , فربما لن تسمح له قوانين المحاصصة والاقتسام في الحصول على الفرصة التي يستحقها , لكنه , وهذا هو الاهم , قد قرر ان يكون كبيرا يستحوذ على ملايين الفرص , أمكنة للسكن , في قلوب ملايين العراقيين الغيارى الشرفاء .
أيها الرائع شفيق المهدي , لقد ألقيت تحية وتستحق جوابا افضل منها.






#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزيرالتخطيط والقطة والدجاجة والفراخ
- لقاء المالكي والحكم الذاتي لشعبنا في ( أُوجٍبْ مايا )
- نمرود بيتو وسهل نينوى / وَهب الوزير ما لايملك
- على الخط مع تيريزا إيشو وسولاقا بولص
- كُتًابنا وحب الاخوة الاكراد والسياسة
- مسيرة أكيتو وحفل فيشخابور
- هذا لاعبنا السياسي مِن المأسي جابْ فرخة
- ايران – تُنتج الوقود أم تصنع القنابل
- إنهاء الاحتلال لن يتم بقتل المسيحيين
- كتابات مابعد المطران رحو – عودة الى التجارة البائسة
- إستشهاد المطران – كابوس ثقيل أم خبطة في الرأس
- صوته يملأ الافاق يصرخ أين شوكتك ياموت
- طهاة الحكم الذاتي ووجبة البرغل
- ايها المطران الجليل , ألا يكفيهم انهم قتلوك خمسة عشر مرة
- التجربة الكردية – جسيم في داخل صندوق
- هل في قناة عشتار, زوعا والاخرون رِجسُ من عمل الشيطان
- سهل نينوى وجولة الصراع العربي الكردي المرتقب
- فرحة الاكتشاف وخيبة الأمل
- لينين وغبطة الكاردينال وطارق عزيز
- عشتار و جورج منصور وكلمة الوفاء


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - وديع بتي حنا - نعم أيها الرائع شفيق المهدي/ المسيحيون ليسوا إستيراد