سليم سوزه
الحوار المتمدن-العدد: 2351 - 2008 / 7 / 23 - 11:29
المحور:
تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
للنصب والاحتيال والسرقة، وجوهٌ عديدة، تختلف باختلاف الغاية والهدف.
اليوم استعرض نموذجاً جديداً من نماذج النصب والاحتيال على المواطنين المساكين في عراق ما بعد الدكتاتورية .. العراق الذي ابتلى بمجموعة من اللصوص والنصّابين، فاقوا الشيطان مكراً وغلبوه خبثاً ودهاءاً.
فبعد شركات الهواتف النقالة الفاشلة في العراق، ابتداءاً من شركة (عراقنا)، مروراً ب(آسيا سيل)، وانتهاءاً ب(الاثير)، والذين يسرح اصحابهم ويسرق العراقيين (عيني عينك) دون ادنى محاسبة او سؤال من مسؤولي (العراق الجديد) .. انضمّت الى قائمة الاحتيال شركة (اتصالنا) للخدمات اللاسلكية والانترنيت، بل فاقت كل ما قبلها في استخدامها للحيلة واستغلالها لطيبة الناس، حيث لم تقدّم هذه الشركة الحد الادنى من الخدمة المعقولة التي وعدت بها جمهورها في مجال الانترنيت، في حين لم ينفك كذبها عن ان خدمتها ممتازة وسليمة ولا شك في ذلك.
لقد رماني مُر التعامل مع مقاهي النيت ومعضلة الشبكات التعيسة، الى الاشتراك في خدمة شركة (اتصالنا) الموقرة لخدمات الانترنيت، علّني انتهي من مشكلة الخطوط التي ما عرفت (القولون) و(القرحة)، الاّ بسببها وبسبب خدماتها البائسة .. لكني سرعان ما وجدت بأن ما قد سبّب (القولون) و(القرحة)، كان بحق افضل وارقى واحسن من (اتصالنا) تلك، بل لا توجد مقارنة بينه وبينها اليوم، حيث لا يمكن ان يتصفح المرء اي موقع الكتروني عبرها، الاّ بعد الانتظار لدقائق طويلة، وقد يستغرق الدخول الى البريد الالكتروني اكثر حتى من نصف ساعة.
تصوّروا نصف ساعة تقضيها، كي تعرف من هو سعيد الحظ الذي ارسل رسالة ً لك.
القضيّة المُحيّرة في موضوع الاتصالات بصورة عامة، هو السكوت الواضح للمسؤولين العراقيين عن هذه المهازل، وما يجري من فوضى في هذا الحقل المهم من حقول الاستثمار الحيوي.
ولا ادري ما هو السبب في عدم اصغاء المسؤولين لنداءات الناس حول محاسبة ومعاقبة المستهترين والعابثين باموالهم، كشركات الاتصالات هذه؟
ان شركة (اتصالنا، امنية، عراقنا، اثير، آسيا سيل وتوابعهم)، ما هم الاّ شركات نصب واحتيال وسرقة علنية في وطننا الجريح، وامام مرأى ومسمع حكومتنا وبرلماننا ومسؤولينا، الذين لا يحرّكون ساكناً بصدد هذا الموضوع.
باختصار شديد، تلك الشركات اساءت الادب، لأنها امنت العقاب.
#سليم_سوزه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟