هل سيشرق نيسان جديد على ربوع سوريا

نوري العلي

الحوار المتمدن-العدد: 727 - 2004 / 1 / 28 - 06:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

بتاريخ 27/12/2002 كتبت مقالاً (انقل نصه في نهاية هذا المقال) عن قيام نظام المقابر الجماعية بإخفاء أسلحته للدمار الشامل في سوريا... الملاحظ في الآونة الأخيرة إطلاق تصريحات من أعلى المستويات بشأن إخفاء نظام المقابر الجماعية تلك الأسلحة في سوريا , فمن كونداليزا رايز مستشارة الآمن القومي إلى كولن باول وزير الخارجية الأمريكية اللذان لم ينفيا وجود الأسلحة في سوريا بل أجابا بعدم وجود أدلة , أن تلك التصريحات تعني ان الأسلحة قد تكون موجودة و البحث جار عن الأدلة لإثبات وجودها, وقد ختم التصريحات مؤخراً ديفيد كاي خبير أسلحة الدمار الشامل وكبير مفتشيها في العراق حين قال إلى صحيفة الديلي تلغراف البريطانية باحتمال قيام نظام صدام بنقل تلك الأسلحة إلى سوريا, وقد رافق تلك التصريحات موضوعان هامان, الأول اصرار توني بلير بامتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وإصرار دك شيني وكولن باول أيضا, أما الموضوع الثاني هو تسريب معلومات بأن عدداً من المسؤولين العراقيين السابقين اعترفوا لدى استجواب القوات الأميركية لهم بنقل تلك الأسلحة إلى سوريا ومنها الكيماوية والبيولوجية. مع الملاحظة أن سكوت أمريكا عن تحركات سوريا وسعيها لحشد تكتل إقليمي معاد لأمريكا وتورطها في التآمر مع بعض الأطراف العراقية من المرتزقة السابقين والمنتفعين من نظام المقابر الجماعية وبشكل مكشوف واجتماع أعلى مستويات القيادة السورية المتمثلة ببشار الأسد مستورث رئاسة الجمهورية السورية و عبد الحليم خدام قائد حشد الحرس السوري القديم, مع وفود من تلك المرتزقة ولأكثر من مرة ومن ثم استدعائهم لذوي الأقلام الرخيصة التي كانت تطبل لصدام ونظامه والاحتفاء بهم في سوريا, اما القضية الأكثر خطورة وتأثيرا على الوضع الداخلي العراقي واستقراره هو تورط المخابرات السورية سيئة الصيت بتهريب مجرمي القاعدة والمرتزقة العرب عبر حدودها للقيام بقتل الأبرياء من أبناء الشعب العراقي وجنود الحلفاء بدواع من تفكير مريض وقصور في العقلية , بأن الأمريكان سيغادرون البلد بسبب فعاليات الإرهابيين ضدهم كما حصل في لبنان والصومال ومن بعدها يفرغ الجو لسوريا ومن تحالف معها للإطاحة بالنظام الديمقراطي في العراق و إعادة نظام المقابر الجماعية إلى سدة الحكم, وكأننا نعيش زمن المرحوم عبد الكريم قاسم وكيف التأم جمع الخيانة والغدر والجريمة للإطاحة بنظامه وإقامة النظام العنصري الشوفيني بديلا عنه ... أن سكوت الولايات المتحدة أو مواقفها المائعة من كل ذلك يبعث على الشك من أن يكون لديها ما هو اكبر و أوثق و أقوى والذي من الممكن أن تكون تلك الاعترافات التي تسربت أخبارها والتي قد تعتبر حجة كافية للقيام بعمل كبير ضد سوريا وهذا العمل الكبير قد يكون تفاهماً كحالة ليبيا او حرباً كحال العراق... فهل سنشهد نيسانا آخر يشرق على ربوع سوريا... لننظر وننتظر...

 

نوري العلي

زيزون و شارون و صدام حسين

الجمعة 27 ديسمبر 2002
تناقلت وكالات الأنباء إن الإرهابي أيريل شارون رئيس وزراء إسرائيل،أتهم مثيله الإرهابي الأول صدام حسين دكتاتور العراق، بإخفائه أسلحة دمار شامل وصواريخ في سوريا... هذا الخبر يدفع إلى ربطه مع انهيار سد زيزون القريب من حماة على بعد 350 كم شمال دمشق بتاريخ 3/6/2002، والذي غمرت مياهه المقدرة ب 71 مليون متر مكعب قرية زيزون، وبلغ عدد ضحايا الانهيار 20 شخصا إضافة إلى الأراضي الزراعية القريبة للسد، قدمت الأمم المتحدة والولايات المتحدة ودول أخرى مساعدات لسوريا لتلافي الأضرار الناجمة عن انهيار السد كما تبرع الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال إعادة بناء قرية زيزون كاملة... ولكن ما الذي فعله نظام صدام (لمساعدة) سـوريا؟... لقد أقام نظام صدام جسراً جوياً بين بغداد ودمشق لعدة أيام... نعم جسرا جوياً...هذا الجسر الجوي يذكرنا بالجسر الجوي الذي أقامه الاتحاد السوفيتي بعيد نكبة حزيران 1967 لنقل الأسلحة والإمدادات العسكرية لمصر لتعويضها عما خسرته في الحرب... ولكن يا ترى ما الذي نقله صدام بجسره الجوي مع دمشق... هل يعقل قيام جسر جوي ولعدة أيام لنقل خيام وأدوية وبعض مواد الإغاثة ... لا يستبعد أن يكون صدام أرسل ما بين الخيم والأدوية ما ليس بخيم ولا أدوية... بل شيءً من سمومه وجراثيمه وصواريخه... فمعروف عن صدام رأس الشر والجريمة، تعميمه للجريمة وتلطيخ ما يمكن له تلطيخهم معه، من اتباعه وعاضديه، سواء كانوا أشـخاص أو دول، فليست حرب البوابة الشرقية واحتلاله الكويت ببعيدتين وكيف ورط صدام الكثير من الدول والمنظمات العربية في هاتين الحربيـن القذرتيـن... كل شيء متوقع من مجرمي العوجة، كما لا يستبعد أن يكون نظام بغداد، هو الذي سرب معلومات عن إخفائه في سوريا بعض من مواده للإبادة الشاملة وبعض من صواريخه، التي يبحث عنها الآن مفتشو انموفيك، بهدف توريط سوريا معه، وبالتالي اتخاذها موقف دفاعي عن نفسها وعنه... ستكشف الأيام العجب العجاب مما فعله هؤلاء المجرمون بما سيذهل العالم، فما ظهر على السطح من جرائمهم وأساليبهم الدنيئة، لا يشكل سوى القليل اليسير مما خفي عنا ...
كوبنهاكن  نوري العلي -

#نوري_العلي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات