أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - الأصل والصورة














المزيد.....

الأصل والصورة


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 2350 - 2008 / 7 / 22 - 11:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أتوجه بهذه السطور إلى أبناء مصر التي في خاطري وفي دمي، إلى أصحاب النوايا الطيبة والنوايا السيئة على حد سواء.
إلى هؤلاء الذين يخشون على صورة مصر من التشوه في الخارج، نتيجة لتظاهرات الأقباط في مختلف العواصم الغربية، احتجاجاً على ما يحدث في مصر، من قتل وحرق وتدمير للأقباط وممتلكاتهم وكنائسهم، من قبل جماعات من الغوغاء، الذين تحركهم شخصيات معروفة، يحتل بعضها مناصب في أجهزة الدولة ومجالسها المنتخبة، ودون أن تنتهي أي من تلك الحوادث بضبط الجناة وتقديمهم لمحاكمة عادلة، وإنما ينتهي الأمر دائماً بمجالس تدليس (صلح)، يفرض فيها الجاني شروطه على المجني عليه، لتكون تلك النهاية بداية جديدة لحلقة جديدة من مسلسل استسهال واستمراء الغوغاء التعدي على الأقباط وتدمير ونهب ممتلكاتهم.
إلى جميع السادة المهتمين "بصورة" مصر في عيون الآخرين، والغير مكترثين "بالأصل" وما يرزح فيه، ولا يفكرون في إصلاحه وتجميله، إن لم يكن من أجل مصر ذاتها وشعبها، فمن أجل أن تأتي "الصورة" جميلة بصورة طبيعية، دون مجهودات خارقة وفاشلة، لتجميل "صورة" وجه هو بالأساس قبيح.
بعض من هؤلاء السادة الغيورين على "الصورة" حسني النوايا، ولم تطرق أسماعهم مسلسل استهداف الأقباط متواصل الحلقات، وربما لا يدري هذا البعض أن عقوبة الاعتداء على الأقباط صارت هي الحكم على الجاني بأن يقبل توسلات المجني عليه طلباً للعفو والسماح!!
ولا يدري هذا البعض أن الأحاديث عن المواطنة والوحدة الوطنية هي ممارسات تدليس، يتم فيها نثر ورود صناعية على جثة متعفنة تزكم رائحتها الأنوف، كما لابد وأن هؤلاء لا يدرون أن دولتنا السنية وأجهزتها الجبارة غير راغبة وغير قادرة على وقف هذا المسلسل، وأن بعض عناصرها وأركانها راغبة في استمراره ومشجعة له.
والبعض الآخر ممن يشجب ويدين المظاهرات القبطية حرصاً على "الصورة"، هو سيئ النية بجدارة، لأنه يعلم –وربما هو مشارك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة- لكنه يتحدث عن خوفه على "الصورة" الكريمة، لأنه يتعمد صرف الأنظار عن بشاعة "الأصل"، ذلك أنه يري ما نعده بشاعة من قبيل الجمال، الذي يريد وينتوي الاستزادة منه!!
هؤلاء لا تزعجهم "الصورة" حقاً، لكنهم منزعجون لأن الأقباط بدأوا في الصراخ والشكوى، بعد صمت العقود والقرون الطويلة، وقد أعلنها صراحة أحد زبانية الإخوان المسلمين، حين قال أن "الأقباط قد رفعوا رؤوسهم أكثر مما ينبغي"!!
هؤلاء الذين يريدون أن يعيدوا الأقباط لدفع الجزية، وإلى إلزامهم أضيق الطريق.
هؤلاء الذين يشجعون الضارب والظالم على المزيد من الضرب والظلم، ويستديرون للمضروب والمظلوم ينهرونه وينهونه عن الصراخ والشكوى، حتى لا يعكر صوته مزاج الضارب الظالم ويشوه صورته، ويطالبونه أن يتلقى اللطمات والإذلال صاغراً، شاكراً سماحة الظالم وتسامحه.
هؤلاء يطالبون أقباط المهجر أن يجملوا "صورة" مصر بشعار "بلد الأمن والأمان"، فيها أهاليهم بمصر تزهق أرواحهم وتنهب وتدمر ممتلكاتهم وتزدرى مقدساتهم دون رادع، وأن يرسلوا الورود والقبلات إلى من أحالوا مصر إلى وكر لذئاب التخلف والكراهية.
أقول لهؤلاء وأولئك، لأصحاب النوايا الحسنة وأصحاب النوايا السيئة الدنيئة: عفواً أيها السادة، فقد صرنا في عصر لابد وأن تتفق فيه "الصورة" مع "الأصل"، وأن كل محاولات التزييف والتضليل والتجميل لا أمل لها في النجاح، فعدسات العالم صارت الآن في كل مكان، وهي تنقل كل ما يحدث داخل مصر على الهواء مباشرة، وبالتالي فلابد أن تأتي "الصورة طبق الأصل"، وأن من يشوه مصر حقاً ليس المتظاهرين من أقباط المهجر، وإنما الغوغاء والمتعصبون والمدلسون عليهم.




#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية: ينابيع وادى حوران
- الإخوان المسلمون والدولة المحظورة
- الرفض العنتري الرث
- مسألة الصلح – تساؤلات بريئة
- في زمن الغيبوبة والجنون
- الحوار المتمدن قصة نجاح
- مصر مصرية يا د. أبو المجد
- الأقباط ومصيدة الفاشية
- المظلوم ينقذ ظالمه
- تهمة ازدراء الأديان
- هذا يحدث في مصر
- فسيولوجيا القيم المجتمعية
- يوم الحداد الوطني
- ثقافة الهيمنة
- العقل والميتافيزيقا والوجود
- الشرق وفلسفة التواطؤ
- وداعاً عمرو موسى
- البابا شنوده والانقلاب على الذات
- تساؤلات قبطي ساذج
- ومن العقل ما قتل


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - الأصل والصورة