أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المصري - صراع على الساحة القبطية بين الحق والباطل - 2















المزيد.....

صراع على الساحة القبطية بين الحق والباطل - 2


سامي المصري

الحوار المتمدن-العدد: 2350 - 2008 / 7 / 22 - 10:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وصلني الكثير من التعليقات حول موضوع المقال ووجدت من اللازم الرد عليها للتوضيح إن لم يكن الرأي واضحا كما هي فرصة لمناقشة الآراء السائدة اليوم فوق المجتمع القبطي.

رسالة الدكتور أمير تعبر عن فكر أكثر من واحد لذلك رأيت أن أبدأ بالرد عليها.

عزيزي د. أمير
أشكرك على مداخلتك
أولا أود أن أحصر النقاش في موضوع واحد حتى لا نتفرع لنقاشات فرعية تعوم موضوع الحديث الأصلي (Liqudate the main issue) فنحن لسنا بصدد مناقشة طرح مشاكل الأقباط بخارج الكنيسة أو بداخلها أو العرض على صفحات الجرائد ومن المسئول!! فهذا موضوع قائم بذاته يحتاج لتفهم ومناقشة أخرى. فتشعب موضوع النقاش هو أسهل وسيلة لنتوه معا عن الموضوع الأصلي. وأعدك بمناقشة كل ما تريد من مواضيع بس واحد واحد.

الموضوع الآخر، هل الأستاذ كمال زاخر يمثل الخط الفكري الوحيد في الكنيسة؟

طبعا أنا لم أقصد ذلك على الإطلاق، وإن كان هناك قصور في التعبير أو في فهم ما كتبته فأنا هنا أريد أن أوضح رؤيتي للموضوع .

إن هناك أعداد كبيرة من المثقفين الأقباط تكلموا بكل قوة وجرأة ويعرضون فكرا ناضجا سويا في مواقع كثيرة، وهناك كتابات كثيرة عظيمة ليس فقط من كتاب هذا الجيل. ومنذ أن بدأ الفساد يدب في الكنيسة وهناك أصوات كثيرة تطالب بالإصلاح ليس فقط بين الشعب بمثقفيه وكتابه بل أيضا بين الإكليروس. ولعل أهم مثل لذلك هو البطل الشهيد أبونا إبراهيم عبد السيد الذي وقف وحده يقاوم الفساد وكتب مجموعة رائعة من الكتب المحترمة صرف عليها من جيبه، بينما كان الأنبا شنودة قد قطع عنه مرتبه. فوقف وحده بكتاباته الحرة أمام الطغيان فاتحا صدره كما وقف سيده المسيح أمام صالبيه، دون أن يلين أو يتنازل عن قول الحق، في أدب جم، ووداعة بالغة، وقوة الروح. فشهٍّروا به وأطلقوا عليه كل ما في جعبتهم من قذارة. ثم مات الرجل فجأة في ظروف غامضة قيل انه اغتيل. وبعد ما مات منع الأنبا شنودة الصلاة عليه ليكون عبرة لمن لا يعتبر. وصار هذا الحدث عارا يًصِم عصر الأنبا شنودة بالإرهاب والفساد. تمنيت أن ألتقي بهذا الرجل الشجاع في حياته لكني لم ألتقي به إلا في كتبه التي وقعت في يدي بالصدفة، وهي تشهد لعظمة الرجل الذي وقف وحده أمام الطغيان يشهد أمام الله ويسجل أمام التاريخ ما رآه في عصر أسود. أنا أدعو كل الأقباط لقراءة كتب هذا الأب المستنير لمن يجدها، فهي طبعا ممنوعة. لكن هناك أحد المواقع القبطية وضع قليلا من هذه الكتب، ورابطه كالآتي
http://www.coptictruth.com/books/index.html

ورغم أن هناك كثيرون ممن تكلموا فقد كانت الإدارة الكنسية تتعامل مع كل واحد على حدة بأساليب متعددة من الإرهاب مما دفع الكثيرين منهم لترك الكنيسة لكنائس أرثوذكسية أخرى، وطبعا لم يكن هذا هو الحل لأن الإدارة الكنسية لا تريد أكثر من ذلك لتنفرد بشعب جاهل لترتع في فسادها دون أن يقلقها أحد. وقبع الآخرون من المثقفين الأحرار يكتبون لكن كانت أصواتهم ضعيفة أمام صوت الفساد الكنسي الذي يستخدم كل وسائل الدجل الديني مع الإرهاب والقمع. وكان الحل الوحيد هو أن يجتمع المثقفون من الأقباط معا، وهم من تسميهم الدسقولية بأراخنة الشعب، للقيام بعمل مشترك من أجل تصحيح المسار الكنسي، وإنقاذ ما تبقى لنا. وهذا العمل تقره القوانين الكنسية فالأراخنة هم وحدهم أصحاب الحق في الترشيح لانتخاب البطريرك والأسقف والكاهن وحتى الشمامسة، وهم أصحاب الحق في محاسبة المخطئ وتوجيه الاتهام للإكليروس لمحاكمتهم. ولقد عرضت في كتاباتي أهمية اجتماع المثقفين، فهذا العمل الجماعي المحترم حدث مرات كثيرة في تاريخ الكنيسة, لا ليتكلم واحد عن الجميع ولا ليفرض رأيه بل ليمكن تدارس الموقف من جماعة مثقفة لها دراية كافية بالقانون الكنسي والتقليد والكتاب المقدس. وبذلك يمكن إيجاد حلول ليصل الجميع لرأي واحد تحت إرشاد الروح القدس، كما هو وارد بسفر الإعمال إصحاح 15. ولم يكن عقد اجتماع مثل هذا ممكنا تحقيقه في ظل الإرهاب الكنسي وفي ظل التعصب الديني من الدولة. لكن الأستاذ كمال زاخر وجد أخيرا طريقه ليقيم هذا الاجتماع الأمر الذي لم يستطيع أحد قبله القيام به. إن كمال زاخر لم يدع لفكرة بل دعا لاجتماع العلمانيين لتدارس الأفكار بطريقة جماعية للوصول معا لرؤية لوسائل الإصلاح الذي يقوم على القانون الكنسي والكتاب المقدس. وهذا أمر حضاري جدا، وكنسي لأقصى الحدود، وكان متعذرا القيام به من قبل. ولهذا فهو عمل متفرد لا لأن كمال هو أقدر المثقفين دراية وفهما بالقضية القبطية كما فهمت بل لأنه الوحيد الذي استطاع أن يدع المثقفين للاجتماع معا. وهذا في حد ذاته يعتبر عملا في غاية الأهمية.

والسؤال هل هناك أصوات أخري في الكنيسة القبطية تقوم بتجميع المثقفين لعمل واحد من أجل الإصلاح الكنسي؟ الإجابة لا ... وكما قلت في مقالي الأول بالأسف هناك كثيرون من المتسلقين يقفون فوق الأكتاف في خارج مصر وداخلها يقومون ليصنعوا من أنفسهم زعامات جديدة تحل محل المثقف القبطي، الذي كان الحارس الحقيقي لقيم وتراث هذا الشعب العريق. من فضلك انظر مقالي الأول.

وبذلك أرجو أن أكون قد أوضحت بذلك المقولات التي كانت غامضة بمقالي السابق.

وطبعا هذا الاجتماع يتعرض لأقصى حملات التشهير والإساءة والتشكيك من كل من يحب الفساد ويتمنى استمراره. فهو الوسيلة الفعالة لقيام المثقفين معا بعمل جماعي من أجل خير المجتمع القبطي كله بل من أجل خير مصر. ولعودة المثقف القبطي الوطني لموقعه الذي انتزع منه في ظروف من التخلف الفكري والقهر. وقد استخدمت الإدارة الكنسية اقذر الأساليب لمحاربة الاجتماع لأنها لا تريد عودة المثقف القبطي لموقعه. ومن بين هذه الأساليب هو دس عملاء بالاجتماع ثم بعد ذلك يقوموا بالاستقالة فيظهر أن الاجتماع فشل وتعلن أخبار فشل الاجتماع بالجرائد!!! أما أخطر وسيلة فهي استخدام العملاء والمغيبين لبث الشائعات العدائية ضد الاجتماع، وهذا هو موضوع حديثي.

الموضوع الخطير هو حالة الغيبة التي بلغها الشعب القبطي في موقفه السلبي من كل ما يحدث في الكنيسة من فساد. وهذه الغيبة بدأت بتعليم فاسد انتشر في الكنيسة القبطية لأول مرة عند بلوغ الأنبا شنودة للكرسي البطريركي، مفروضا من الحكومة بطريق غير شرعي، مخالفا لكل القوانين الكنسية. وبدأ أسلوب جديد في التعليم للتغطية على الوضع الغير قانوني للبابا، فتحول البابا إلى قوة لا تقبل محاسبة أو تحتمل خطأ. وهنا بدأ الفساد يسري في كل نشاط كنسي مدججا بسلاح عصمة البابا وحكمته الإلهية وسلطانه الكنسي الغير قابل للمعارضة. ورغم أن هذا التعليم تعتبره الكنيسة الأرثوذكسية هرطقة إلا أنه لاقى استجابة غريبة من شعب جاهل يحب عبادة الأوثان. فحتى المثقف القبطي اليوم يعزل نفسه تماما ليس فقط عن المشاركة في انتخابات مجلس الشعب بل عن فهم ما يدور من فساد في انتخابات المجلس الملي أو في اختيار الكهنة أو الأساقفة التي أصبح الشعب معزولا عنها لأول مرة في التاريخ في عصر الأنبا شنودة، بينما الشعب هو صاحب الحق الوحيد. الشعب القبطي لم يعد مشاركا في الكنيسة بل صار متلقيا لما يقوله الإكليروس دون فهم أو نقاش وأصبحت الحكمة الذهبية التي تلغي العقول، "ابن الطاعة تحل عليه البركة"(وهذه بدعة وليست آية) و "رئيس شعبك لا تقول فيه سوء" و "لا تدنوا لكي لا تدانوا". ومع كل احترامي لآيات الكتاب المقدس فهي تستخدم بأسلوب قمعي يسيء أولا للكتاب المقدس. إنها نفس حالة الإرهاب الإسلامي وقد تكون بصورة أخطر وأكثر عقما. فتحول القبطي لأول مرة في تاريخه العريق لإنسان سالبي، مغيب، لا يسمح لنفسه مجرد مناقشة ما يفرض عليه من تعالم دينية مغشوشة، والتي تعد نفسه لتقبل فساد رجل الدين دون أن يعترض. هذا الوضع الجديد للشعب القبطي هو الذي شجع الإدارة الكنسية على التمادي بلا حدود في الفساد الذي دمر كل شيء في الكنيسة. ومن يحاول أن يعترض أو يناقش الواقع يُعرِّض نفسه لهجوم ليس فقط من أصحاب المصالح في ابتزاز الشعب القبطي، بل من الشعب نفسه المخدوع في قيادة كنسية مؤتمنة على مصالحه لكنها لم تكن أمينة في رسالتها.

لذلك أتمنى لو أن المثققون الأقباط تكاتفوا جميع لإنجاح هذا العمل فكل واحد منهم لن يستطيع أن يعمل وحده وخصوصا في ظل الإرهاب الكنسي.

ولحديثنا بقية







#سامي_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع على الساحة القبطية بين الحق والباطل
- الفوضى الخلاقة هل تجتاح مصر اليوم للخراب كما اجتاحت العراق؟
- النكسة 1- بكاء على النكسة بعد 41 عاما
- العلاوة الجديدة مخدر لمريض بالسرطان
- صرخة من أجل مصر
- جيل أكتوبر لم يعرف التفاح والياميش
- الحوار المتمدن اسم على مسمى
- حول قضية ماكس مشيل والأوضاع القبطية المتردية
- رأي حول لائحة انتخاب بطريرك الإسكندرية المقترحة
- محنة الأقباط
- لبنان وتقرير فينوغراد
- مفاهيم خاطئة بالمجتمع القبطي
- مطالب الإصلاح ورد الفعل -6
- مطالب الإصلاح ورد الفعل -5
- مطالب الإصلاح ورد الفعل –4
- مطالب الإصلاح ورد الفعل –3
- مطالب الإصلاح ورد الفعل –2
- مطالب الإصلاح ورد الفعل -1
- القوانين الكنسية لانتخاب بابا الإسكندرية... والأنبا شنودة
- ما بين التحضر والتحجر... (2) البابا بندكتوس... والبابا شنودة


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المصري - صراع على الساحة القبطية بين الحق والباطل - 2