|
معوقات عمل التعليم العالي في العراق
نجاح العلي
الحوار المتمدن-العدد: 2351 - 2008 / 7 / 23 - 11:39
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
تعاني المؤسسات والتشكيلات التابعة لوزارة التعليم العالي من تخبط في ادائها سواء في الاوامر الادارية او التضارب في التعليمات وضعف الاداء الاداري في جميع مفاصلها.. ونحب ان نشير هنا الى بعض هذه المعوقات:
* يعاني حاملو الشهادات العليا بعد تخرجهم من البطالة مما يضطر بعضهم للهجرة الى الخارج مما يسبب خسارة وهجرة للعقول العراقية.. لذا من الضروري للحد من هذه الظاهرة العودة الى العمل ضمن التعيين المركزي لاصحاب الشهادات العليا تقديرا لهم والاستفادة من خبرتهم العلمية وتشجيعا للطلبة الاخرين بالاجتهاد للوصول الى مرحلة الدراسات العليا.. وفي حال عدم وجود درجات وظيفية وضع آلية باعطائهم منحا مالية شهرية مناسبة لحين توفر الدرجات الوظيفية المناسبة.
* الغموض في الضوابط الموضوعة للتقديم الى الزمالات الدراسية والتي تتغير بين فترة واخرى حسب اهواء ورغبات بعض المتنفذين وذلك لشمول اقاربهم وبعض حاشيتهم.. وهذه الزمالات يفترض ان يتسم التقديم لها بالشفافية والوضوح وان تكون ثابتة ومستقرة على حد ما.. هذا اذا ما علمنا انه تم تخصيص حسب مصدر في وزارة التعليم العالي 10 الاف زمالة دراسية لهذا العام لكن لم يتم تخصيص الا نسبة قليلة جدا قد تصل واحدا بالالف للتخصصات الانسانية.. فتخصص الاعلام على سبيل المثال لم يتم حجز اي مقعد له طيلة السنوات الخمس الماضية سواء لدرجة الماجستير او الدكتوراه دون معرفة الاسباب الحقيقية وراء ذلك.. فضلا عن ان اغلب ابناء اساتذة الجامعات هم من المشمولين بالبعثات والزمالات الدراسية.. فهل حصل هذا مصادفة ام ان هناك امورا اخرى تجري خلف الكواليس؟
* عدم الالتزام بتعهدات الوزارة لتعليماتها التي اصدرتها هي نفسها.. ففي العام الماضي اصدرت الوزارة قرارا بتحمل نصف تكاليف الطلاب العراقيين الذين يرومون بالدراسة في الجامعات العربية والاجنبية بشرط ان تكون هذه الجامعات معترف بها من قبل الوزارة.. لكن هذا الامر لم يطبق على ارض الواقع ففي نهاية العام الماضي وبعد مرور اكثر من 6 اشهر على هذا القرار التقيت بمسؤولة الملحقية الثقافية في سفارتنا ببيروت للاستفهام عن التسهيلات التي صدرت بهذا الجانب الا انها قالت لي ان تفاصيل القرار لم يصل للسفارة العراقية وهم بانتظار التعليمات بهذا الشأن. وهو امر يثير الاستغراب والحيرة ولااعرف هل وصلت التعليمات حتى هذه اللحظة ام لا.. والشيء الاخر انني حصلت على تعليمات القبول من جامعة بيروت العربية "التابعة لجامعة الاسكندرية" والتي اشترطت معادلة شهادة الماجستير في مجلس الجامعات في القاهرة وعند اخذي هذه الاستمارة الى رئاسة جامعة بغداد لاخذ الرأي والمشورة عن كيفية معادلة الشهادة العراقية قالوا ان هذه الحالة لم ترد اليهم سابقا ولايعرفون اجراء اداريا مناسبا بشأنها.. ايعقل ان تكون جامعة بغداد التي تعد اقدم الجامعات العربية والمشهود لها برصانتها العلمية ان لاتكون على تواصل مع الجامعات العربية لتبادل المشورة القانونية والادارية لمواجهة اي غموض قد يحصل هنا وهناك.. وماذنب الطالب الذي يرغب بالدراسة في هذه الجامعات والى اي جهة يتجه لتسهيل اموره الادارية لالتحاقه بهذه الجامعة او تلك.
* المسألة الاخرى هو ظهور جامعات اهلية في بغداد والمحافظات دون الحصول على موافقة وزارة التعليم العالي.. فاحدى الجامعات الاهلية القريبة من الجامعة المستنصرية والتي تتخذ من جامعة البكر سابقا مقرا لها فتحت ابوابها واستقبلت العديد من الطلاب وباجر 300 الف دينار سنويا للسنة الواحدة، وعند سؤالي لبعض التدريسيين فيها هل ان الشهادة التي تمنحها هذه الجامعة معترف بها؟.. قالوا: لانعرف فهذه المسألة لم تحسم بعد.. فما ذنب الطالب الذي يتخرج من هذه الجامعة ومن الوارد انه لايتم الاعتراف بشاهدته عند تخرجه.. اما كان الاحرى ان تشترط بل وتلزم وزارة التعليم العالي اي جامعة اهلية استحصال موافقة منها قبل السماح لها بفتح ابوابها للطلاب.
* تعاني الجامعات من ضعف المناهج المقررة وضعف الجانب العملي الضروري جدا في بعض التخصصات مثل الفنون الجميلة والاعلام والتخصصات الطبية والتربية الرياضية...الخ وعدم الاستفادة من بعض الخبرات من محترفين غير اكاديميين لعدم وجود آلية ادارية لتعيين او التعاقد كمحاضرين مع هؤلاء.. وانقل هنا بعض النشاطات العلمية في الجامعة الامريكية في بيروت وذلك بعد حصولي على ثلاث شهادات منها مؤخرا لغرض الاستفادة من هذه التجربة والاستئناس بآلياتها المتبعة فأول شيء يتم تسجيله ان الجامعة استعانت بادارة النشاط الاقليمي للجامعة بالصحفية ماجدة ابو فاضل التي عملت في العديد من وكالات الانباء العالمية الشهيرة ومنها وكالة فرانس بريس الفرنسية رغم ان تحصيلها الاكاديمي لايتعدى البكالوريوس مما يدلل ان عامل الخبرة والمهنية والاحتراف لدى ادارة الجامعة الامريكية اهم من الشهادة الاكاديمية.. الجانب الاخر الملفت للانتباه ان الجامعة حرصت على الاستفادة من خبرات بعض الصحفيين الاجانب الذين يزورون بيروت منهم على سبيل المثال الصحفي الامريكي ايسن مدير الاخبار في شبكة (سي ان ان) الامريكية لمدة عقد ونصف من الزمن واستعانت به للالقاء محاضرات مفيدة وغنية بالمعلومات والخبرة الميدانية.. لكن اهم شيء لفت انتباهي هو ان تقوم ادارة الجامعة بتوزيع استمارات على المتلقين لتقييم اداء المحاضر لموضوعته واسلوبه في التعامل مع المتلقين وموضوع المحاضرة ووقتها ان كان طويلا او قصيرا او ملائما والاقتراحات بالمواضيع التي يرغبون باضافتها وادوات العرض المساعدة وتقييم مدى كفاءة قاعة المحاضرة ويتم هذا الامر دون ذكر الاسماء وبشكل يومي وملزم مما يساعد الجامعة على تغيير وتعديل مناهجها وقاعاتها ومحاضريها حسب رغبة الطلاب.. فأين نحن من هكذا تجارب فبعض الاساتذة فب جامعاتنا وليس اغلبهم وخاصة من الجيل العتيد يتصرفون بقصد او دونه، بدونية مع الطلاب _ حتى طلبة الدراسات العليا _ فضلا عن التصلب في الاراء التي قد تدفع البعض الى استغلال الاختلاف في وجهات النظر الى الغبن في الدرجة العلمية للخصم وهذا ما لاحظته عند مناقشة الرسائل والاطاريح الجامعية وخاصة في التخصصات الانسانية.
* ضعف البنايات من ناحية النظافة والخدمات الصحية والتأثيث والوسائل التوضيحية والتقنية حتى ان بعضها كان اقساما داخلية للطلاب واصبح نتيجة التوسع مبنى للكليات .. ولاحظت هذا بأم عيني ان بعض الطلاب يعمدون الى جلب بعض وسائل التنظيف من بيوتهم للقيام بهذا الامر رغم وجود العديد من المنظفين الذين يقتصر دورهم على الاهتمام بنظافة مكاتب الاساتذة وتلبية طلباتهم .. واعود هنا الى الجامعة الامريكية فمما يثير الاستغراب ملاحظتي عدم وجود منظفين فيها لكنها دائما تظهر بشكل نظيف لايكاد يصدق لكن "اذا عرف السبب بطل العجب" كما يقال فالجامعة عندما تغلق مساء يبدأ عمل المنظفين طيلة الليل مستغلين عدم اشغال الجامعة من قبل الطلاب وفي الصباح يكون المنظفون قد اتموا عملهم على اتم وجه فلماذا لايحصل هذا عندنا ومن وجهة نظري ان السبب الامني لا يقف حائلا لعمل ذلك لكن تبقى مشكلة الكهرباء التي يمكن تجاوزها بان يبدأ عمل المنظفين من الساعة الثالثة عصرا الى الساعة السابعة مساء وهو وقت مناسب تماما لانهاء العمل على اتم وجه.
* ضرورة الاعتماد على المدينة الجامعية النموجية مثل مجمع جامعة بغداد في الجادرية الذي يعتبر نموذجا يحتذى به وذلك لجمع الجامعة ورئاستها واقسامها الادارية وكلياتها في مكان واحد فضلا عن امكانية توفير خطوط خاصة باسعار مدعومة للطلبة اضافة الى سهولة اتخاذ الاجراءات الادارية لقرب المسافة.
* التوأمة بين الجامعات العراقية ومثيلاتها الاجنبية والعربية للاحتكاك وتحقيق الفائدة بعد مرور سنوات عجاف على التعليم العالي في العراق متمثلا بسنوات الحصار والعقوبات الدولية وقبله الحرب العراقية الايرانية التي اثرت بلا شك على مستوى التعليم الجامعي ومكانة الجامعات العراقية العالمية.
هذه الملاحظات نضعها على منابر الصحافة ليطلع عليها من يهمه الامر للاخذ والاستئناس بها للنهوض بواقع التعليم العالي في العراق.
* اعلامي واكاديمي
#نجاح_العلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معالجة ظاهرة الفساد الاداري من جذورها الاجتماعية
-
تحفيز المواهب الكامنة عند الاطفال
-
مشاهير المبدعين يؤلفون على ضوء الاوهام !
-
مناهج التعليم في العراق ونظرة واقعية للمشهد الاكاديمي
المزيد.....
-
برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع
...
-
إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه
...
-
ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
-
مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
-
العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال
...
-
اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
-
هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال
...
-
ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
-
مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد
...
-
موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|