|
بمناسبة انحسا ر الارهاب في العراق
عبد الزهرة العيفاري
الحوار المتمدن-العدد: 2350 - 2008 / 7 / 22 - 10:09
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
بقي العراق ينشـد الا نفراج وانحسار الارها ب وقتا ً طويلا ً . وكافح من اجل ذلك زمنا ًيعد بعشرات السنين اضافة الى السنوات الخمس التي اعقبت سقوط الطاغية . ويحق لنا اليوم ان نصرح با طمئنان انه قد تحقق جزء لا يستهان به من هذا الهدف العظيم . ويسعى العراق الآن جاهدا ً بفضل حكومته الوطنية وبرلمانه للمزيد من الانفراج وتوطيد الاستقرار في ربوع بلادنا . هــذا وان الوطنيين اليوم يتطلعون الى تعاون واسع بين المكونات السكانية والسياسية ، بين منظمات المجتمع المدني والجهات الرسمية ، والى تشديد العلاقات الحميمة بين الجماهير الشعبية والقوات المسلحة وقوات الامن والشرطة الوطنية ، بين الحكومة والشعب . واخيرا ً الحفاظ على اللحمة مع العشائر التي اصبحت قوة ضاربة تطارد الارهاب في كافة المحافظات . وربما ستندمج القوى العشائرية بمنظمات المجتمع المدني وذلك بسبب الخواص الوطنية المتـأ صلة في عشـا ئرنا . ولعل الكلام هنا يجري عن خاصية ينفرد بها العراق كنتيجة منطقية للمصاعب الاسطورية التي تحــمـلها عبــر الزمن بكل شجاعة وثبات . وقد لا نبا لغ اذا ما اعتبرنا ان بلادنا بهذا الخصوص تـقع على طرفي مستقيم مع كثير من البلدان سواء كانت عربية اوغيرها . والشئ الملفت للنظر ان النـجـاحات الكبيرة التي احرزتها الحكومة العراقية بقيادة رئيسها دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي في جبهة الحرب على الارهاب و العصا بات الصدامية والتشكيلات الاسلاموية ( المتلبسة بزي ميليشيات دينية ) المتخفية وراءالاسماء الكبيرة وذات الاحترام لدى الشعب ، كل ذلك لم نجــد له اي صدى في الصــحـافة العربية والفضائيات التي تحيط بنا . بينما عندما كان التقتيل يجري في العراق على يد عصا بات جيش المهدي وجند السماء وانصار محمد !!! وغير ذلك من كلمات الشعوذة الصدرية و عصا بات حارث الضاري (( وعلمائه من الزعا نف المأ جورة )) القابعيـن في الجحور القومية والاســـلاموية والبـعـثـيـة العفنة الكائنة تحت حماية طـغـاة البعث السوري في دمشق اوعصابة القتلة ـــ الملالي في ايـــران اوفي اوكار تتخذ مواقعا ً في دول اخرى مجا ورة لبلادنا ، كانت الفضائيات تزعق متشفية بالقتلى وتنفخ في اعداد الجرحى العراقيين لتبيان بشاعة " المصير العراقي "بعد ازالة سيدهم صدام من عرشــه ، ثم ترحيل المصا ئب العراقية عل سجلات امريكا وقوات التحالف وتبرئة ساحة العصابات الارهابية . ومن خلال هذا كا نوا يسوقون ـــ باستعراض مفتعل ـــ " وطنيتهم " الزائفة ( وكأنهم يـحـاربون شيئا اسمه " الاحتلال ") بينما في واقع الامر ، هذه ليس الا صورة من صور تأييدهم للجريمة المكشــوفة التي يقترفها الارهابيون و اسلوب من اساليب التعاون مع تلك الزمر ، وما هي الا تغطية مفضوحة للقوى الشريرة المنهزمة في بلدان عربية التي يثقل متنها الاحتلال الحقيقي سواء كان عسكريا ً اوفكريا ً اوسياسيا ً. انهم حاقدون على العراق وشعبه . بل ويريدون الانتقام لسيدهم الطاغية ونظامه الفاشي المهزوم . لقد اخذ العراق يستعيد امنه ، ثم قا م ببناء قواته المسلحة ولايزال يوطد بناءها . واخذ المواطنون يتمتعون بأمن بعد خوف وانفراج بعد ضيق . وذلك بفضل التفافهم حول حكومتهم الوطنية وتآ خي المكونات الدينية والقومية والتسابق لبناء الوطن في عمليات البناء والاعمار . ومن دواعي الفخر والاعتزاز ان هذا التسابق الشعبي للبناء بدأ يرا فقه تسابق دول العالم على اقامة العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع بلادنا . ويبدو ان الجميع يسعون للاسراع في اعادة بناء و تأهيل الصناعات المخربة وحتى انها تفضل ضخ الاستثمارات وان تعقد مع العراق اتفاقات ومعاهدات و علاقات اقتصادية وعلمية وتكنولوجية طويلة الامد بما فيها الدولة الكبرى في العالم ـــ الولايات المتحدة الامريكية . وبالمناسبة يجب ان نشير الى ان بعض الاؤساط العربية " ممتعضة " من هذا الالتزام الامريـــكــي امام العراق بعد ان حررته من النظام البعثي وسلطة الطاغية وعا ئلته وازلامه . وهذه الحقيقة وحدها تثبت العجــز المميت للاعلام العربي ، بل وللسياسة العربية عموما . وكذلك تعكس الخذلان العربي للعراق ــ بلدا وشعبا ــ الى درجة الاستعداء عليه وتمكين العدو لينشر الموت والدمار في ربوعه الخضراء ونخيله . ان اكثر الانظمة العربية لا تريد ان تعترف بالحقيقة المطلقة من ان العراق باق . وهو قابل فقط للحياة ، و هو جاهز دائما ً الى اثبات الذات رغم كل الاهوال والمصائب . والدليل واضح كرأد الضحى . ان اخواننا العرب ( باكثريتهم وليس كلهم ) لم ينتبهوا الى انفسهم ولم يــعا لجـوا تخلفهم عن الركب العالمي . ولذا لم ينقلوا شيئا ً في صحافتهم عــن الانـجـازات الـعراقية هذه الايام التي تكللت بالا نتصار على الارهابيين وتجار الموت واتحسار الارهاب عندنا . ثـــم لم يشاركوا اهلنا با فراحــهــم اليوميــة بالحرية المتمثلة بتمتعهم بالتــنزه بــشوارع و حدائق ومتنزهات مدنهم ، هم واطفالهم . ومن المفارقات المقرفة ان هناك افراد ا ً عراقيين ( خارج البلاد ) يشاركون العناصر الاعلامية المأجورة في تخرصاتهم على العراق وحتى انهم ينسجون " ايديولوجـيــات " ومفاهيم موجهة لتأليب الارهابيين على وطنهم ـــ العراق ، بعد ان يصوروا جرائم قتل المواطنين عبارة عن " مقاومة " " للاحتلال " ورغم ذلك يظهرون انفسهم وكأ نهم اكثر وطنية من غيرهم من العراقيين . ومن " الغريب ان انحسار الارهاب وتمتع اغلب بقاع البلاد بالامن لم يجد صدى عندهم ايضا ً وهم مستمرون بالتزمير مع جوقـــة الاعلام البعثي و السلفي المقيت وقــد وصل بهم القــرف الى انهم ينشرون مقالاتهم الصفراء مــع البكاء على فلول العصابات الذين تتصيدهم قوات التحالف والقوات المسلحة الوطنية وتقتلهم قبل ان يفلتوا ويقتلوا المواطنين با لاحزمة الناسفة والصواريخ وغيرها . وبكل وقاحة يعتبرون العــصابات هذه هي الشعب . ولذا يرفعون عقيرتهم بالزعـيق ضد القوات الامنية الـتي تقابل العصابات بالسلاح وذلك بحجة ان هذه القوات تــداهــم وتقتل "" ابناء الشعب ""!!!!! . وهكذا يعتبرون عمليات ( صولة الفرسلن وام الربيعين وبشائر السلام ...) كلها اعمال معادية للشعب !!! اما ان هذه العصابات تقتل في الاسواق والجامـــعات والشوارع انما تـقــتــل ـــ حسـب هؤلاء المرتزقة ــــ " جماعة الاحتلال " . والمضحك في الامر ان اصحاب هذه الافكار " العبقرية " يترأسون معاهد في دول اوربية للتحليل السياسي ومنهم من يترأس فضائيات عربية ولهم ماضي مع جماعات تكتلية في الحركة الوطنية (كالمنبر ) وغيرها عــدا ان شاعراً سكيرا ً بائسا هنا و" طبالا ً " في جوقة من المرتزقة هناك . علما ً ان تواجد مثل هؤلاء في ظروف مثل ما موجــود اليوم في العراق امــر ليس غريبا ًبل هي ظاهرة مألوفة في الظروف الشاذة . الا اننا كوطنيين نطمح ان يجتمع ابناء الشعب جميعا ًعلى مصلحة الوطن . وانطلاقا من هذا المبدأ ندعو ان تنوجه انظار جميع مثقفينا في الخارج الى ناحية العراق ويلبون نداءه الذي لا ينقطع لجـمـع الصفوف وتوحيد الكلمة الـتي تقول نعم للديمقراطية ، نعم للعراق ،ونحن بهذه الاثناء ننتظر من اخواننا من المثقفين العرب ايضا ً ان يشمروا عن سواعدهم ويؤازروا بلاد بين النهرين . فمجرد ان العلم العراقي يرفرف على صاريته بجانب الاعلام الوطنية لدول العالم هو نصر وفخر لكل البلدان العربية . نعم ....نحن العراقيين ننتظر من مثقفينا ومن المثقفين العرب ، الالتحاق بنصرة العراق ، عراق الابجدية والتشريع . عراق دجــلــة والـفــرات !!!! الد كــتور عبد الزهرة العيفاري موسكو 21/7/2008
#عبد_الزهرة_العيفاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسائل الى المثقفين والاعلاميين العرب
-
السيد حسقيل قوجمان يدخل على الخط !!!
-
ايران لن تهدأ في حالة أن العراق يتفدم !!!
-
العصابات البعثية والميليشيات الصدرية والايرانية تستبيح العرا
...
-
العصابات البعثية والميليشيات الصدرية والايرانية تستبيح العرا
...
-
خمسة اعوام على سقوط نظام البعث في العراق
-
تعليق على مقالة - مد نيون والضحك على الذ قون -
-
رسالة عراقية ..الى متى تبقى الدماء تجري في العراق ؟؟؟!!!
-
- مثقفون - ولكنهم يعزفون على آلات قديمة .
-
رسالة الى دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي
-
مجلس النواب والعلم العراقي!!!
-
هل بدأت مرحلة البناءالاقتصادي في العراق ؟ !
-
الثقافة في العراق تتقدم رغم الارهاب والمتصالحين معه
-
الدستور العراقي ومشكلة قتل النساء
-
الاخطاء ذات التاريخ الطويل
-
الاقتصاد في النظام الفيدرالي وسجناء الدستور
-
المؤامرة الكبرى على العراق الجريح
-
المرأة العراقية . ماذا يريد البعض ان يكون مصيرها ؟؟
-
تقسيم العراق ليس اقتراحا ًبل اشارة وتحذير
-
تقسيم العراق ليس اقتراحا ً بل اشارة وتحذير
المزيد.....
-
كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
-
إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع
...
-
أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من
...
-
حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي
...
-
شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد
...
-
اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في
...
-
القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة
...
-
طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
-
الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
-
الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|