أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عمرو اسماعيل - أقتصاد السوق الحر أم اقتصاد النهب الحر














المزيد.....

أقتصاد السوق الحر أم اقتصاد النهب الحر


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 727 - 2004 / 1 / 28 - 06:48
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


لقد أثبتت تجارب الأقتصاد الموجه و سيطرة الدولة على وسائل الأنتاج فشلها فى معظم بلاد العالم و استطاعت الرأسمالية بعد تحولها ألى اقتصاد السوق الحر أن تصمد و تثبت نجاحها ليس فقط فى الدول الغربية بل فى معظم دول ما يسمى بالعالم الثالث ألا فى مصر فقد نجحنا بعبقريتنا المعتادة الى تحويل سياسة أقتصاد السوق الحر التى فرضتها علينا أمريكا بالتعاون او التواطؤ مع صندوق النقد الدولى ألى اقتصاد النهب الحر نكاية فى أمريكا و صندوق النقد الدولى و الأدهى نكاية فى أنفسنا.
فالحكومة تنهب الشعب و رجال الأعمال ينهبون الحكومة و البنوك و كل ما تسطيع أن تصل أيديهم أليه و لكن الشعب بخبرة آلاف السنين من القهر و ما أكتسبه من فهلوة فى مقاومة الظلم دخل اللعبة و بدأ سياسة النهب هو الآخر ليعيد توزيع الثروة رغم أنف الحكومة والحقيقة المؤلمة المبكية أن الرشوة هى السبب الوحيد لعدم انهيار المجتمع المصرى ووصوله ألى حد الأنهيار و المجاعة فى ظل سياسة اقتصاد النهب الحر التى تتبناها الحكومة التى أدت ألى غلاء الأسعار و انهيار الجنيه المصرى فبالله قولوا لى كيف يستطيع أن يعيش موظف مرتبه لا يزيد عن بضعة مئات من الجنيهات  هو و أسرته دون أن يرتشى أو يختلس و الحكومة تعلم ذلك بل و تشجع عليه لتضمن استمرارها و عدم حدوث ثورة اجتماعية.
أن ما تسميه الحكومة حوافز و خاصة لرجال الأدارة العليا من ألاف الجنيهات ما هو ألا رشوة مقنعة لتضمن ولائهم فماذا تنتظر من موظف صغير فى الضرائب أو المرور أو أى قطاع خدمات أن يفعل , أن يظل شريفا و يموت من الجوع هو و أسرته ام يتصرف و هو فى النهاية يلجأ ألى الخيار الثانى مهما قاوم هذه هى الحقبقة المرة يا سادة. لقد تحولنا بفضل الحكومة الى مجتمع من الحرامية و المرتشين و المنافقين و لا أستثنى أحدا مهما تجملنا و لبسنا ثوب الفضيلة فالعامل يسرق الموظف و الموظف يسرق المواطن و الحكومة تسرق الشعب و رجال الأعمال يسرقون الجميع ومفهوم الأدارة تحول فى مصر ألى مفهوم واحد أرضى رؤسائك و اقهر مرؤوسيك.
أن اقتصاد السوق الحر هو بلا شك وسيلة اقتصادية ناجحة للتنمية الأقتصادية والتقدم ولكنها وسيلة لابد لها من مقومات من رقابة شعبية ممثلة فى مجلس تشريعى و رقابى فاعل و ليس مجلس سيد قراره, و صحافة حرة مستقلة و ليس صحافة ابراهيم سعدة أو ابراهيم نافع.
أن اقتصاد السوق الحر ليس معناه أهمال العدالة الأجتماعية و زيادة الفجوة بين الأغنياء و الفقراء فالحد الأدنى من الأجور لابد أن يكفى الحاجات الأساسية من مأكل و مسكن و تعليم و علاج , أن اقتصاد السوق الحر يعنى سيادة حقيقية للقانون و ليس سيادة المحسوبية و الواسطة , يعنى منع الأحتكار و ليس ما نراه الآن من تسهيل النظام للمرضى عنهم  و المحسوبين عليه احتكار كل شىء من رغيف الخبز لأنتاج السيارات, أن المقولة الشهيرة فى المجتمعات الرأسمالية دعه يعمل دعه يمر معناها العمل و أداء حق المجتمع من ضرائب حقيقية أما فى مجتماعات اقتصاد النهب الحر مثل مجتمعاتنا فان المقولة الشهيرة أصبحت دعه يسرق دعه يمر.
أن لم تصلح الحكومة من نفسها و أن لم نواجه أنفسنا بصراحة فأن النهاية الحتمية هى انهيار الجميع حكومة و شعبا و البوادر واضحة فأن النظام الحالى يفرز أيمن السويدى و نواب القروض من علية القوم كما يفرز النشالين و المتسولين و يؤدى ألى انتشار البانجو و التطرف الدينى و التعصب المقيت وكل ما نشكو منه من ظواهر سلبية فى المجتمع و سوف يكتب التاريخ أن الحكومة الحالية بل و الجيل الحالى من الأدارة العليا مسئولان عن هذا الأنهيار الذى لم يحدث له مثيل فى تاريخ مصر.
أن الحقيقة العارية أننا أصبحنا, بفضل الحكومة الحالية و بفضل سكوتنا عليها,  مجتمعا من المرتشين و المنافقين مهما حاولنا أن نهرب من هذه الحقيقة بارتياد المساجد و الكنائس و الذهاب للحج و العمرة و لبس الحجاب و شيخ الأزهر و البابا شنودة يتحملان جزءا كبيرا من المسئولية لأنهما متواطئان على الأقل فى منظومة النفاق التى هى أكبر آفة أخلاقية حاليا كما يتحمل كل فرد فى الشعب المصري جزءا من المسئولية أمام الله و التاريخ كمشارك أو متفرج على هذه المهزلة.
وفى النهاية فالنتيجة الوحيدة هى أما أن نملك مقومات نظام اقتصاد السوق الحر من ديقراطية و حرية فردية فى ظل سيادة القانون على الجميع بلا استثناء أو نرجع الى الأشتراكية أما ما نحن فيه الآن فهو عار علينا جميعا.

د/عمرو اسماعيل 



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسامة بن لادن.. الفرص الضائعة وفشل النظرية
- المرأة.. هل هى العقدة.. أم هى الحل
- العلمانية هى الأمل فى مستقبل أفضل.. والمرأة هى الأمل فى هذا ...
- هذا قميص ألبسينه الله فلا أخلعه
- قرار منع الحجاب فى فرنسا.. بيوتنا من زجاج و بنحدف الناس بالط ...
- أسامة بن لادن..الخطر المحدق و كيفية مواجهته..استلهام التجربة ...
- الخطاب الدينى السائد..هل هو خطاب فاشى؟


المزيد.....




- كم سعره اليوم؟.. أسعار عيارات الذهب اليوم في العراق الجمعة 2 ...
- بعد اجتماع البنك المركزي بتثبيت سعر الفائدة .. سعر الدولار ا ...
- بسعر المصنعية .. سعر الذهب اليوم بتاريخ 22 من نوفمبر 2024 “ت ...
- بعد اجتماع البنك المركزي بتثبيت سعر الفائدة .. سعر الدولار ا ...
- بسعر المصنعية .. سعر الذهب اليوم بتاريخ 22 من نوفمبر 2024 “ت ...
- سؤال يؤرق واشنطن.. صنع في المكسيك أم الصين؟
- -كورونا وميسي-.. ليفاندوفسكي حرم من الكرة الذهبية في مناسبتي ...
- السعودية: إنتاج المملكة من المياه يعادل إنتاج العالم من البت ...
- وول ستريت جورنال: قوة الدولار تزيد الضغوط على الصين واقتصادا ...
- -خفض التكاليف وتسريح العمال-.. أزمات اقتصادية تضرب شركات الس ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عمرو اسماعيل - أقتصاد السوق الحر أم اقتصاد النهب الحر