|
دعوة لإنشاء مطار الناصرية الدولي!
طارق حربي
الحوار المتمدن-العدد: 2350 - 2008 / 7 / 22 - 07:49
المحور:
الادارة و الاقتصاد
كلمات -2004- دعوني أوجه جزيل الشكر والتقدير للجهود المبذولة في إنشاء وافتتاح مطار النجف الدولي، أي مواطن عراقي اليوم يفرح أشد الفرح لهذا الانجاز الكبير، التي عجزت عنه بريطانيا في البصرة منذ 2003 وهي الدولة العظمى، والنفط يجري بين أيدي الأحزاب الاسلامية هناك، تهريبا وسرقة تحت جنح الظلام وضعف الدولة المركزية، وبقي مطار بغداد عاطلا إلا عن المهمات العسكرية للمحتل الأمريكي والوفود الدبلوماسية. أتمنى أن يكون في كل محافظة مطار وفي كل قصبة، ويستقل المواطن العراقي الطائرات في داخل وطنه، كما يستقل سيارات الأجرة، حاله في ذلك مثل حال بقية الدول النفطية والغنية. ثمة مدن صغيرة هنا في النرويج لايتجاوز عدد سكانها، سكان ناحية الفضلية في محافظة ذي قار، مدينة (Mo i Rana) على سبيل المثال لاالحصر وعدد سكانها خمسة وعشرون الف نسمة لاغير، وهي اول مدينة أقمت فيها سنة 1993، ايبعد وصولي وأشقائي الثلاثة قادما من مخيم رفحاء خمس نجوم، في هذه المدينة يوجد تلفزيون محلي وصحف ومجلات ومطار ومرفأ، هذا هو حال المدن الصغيرة في أوروبا..فكيف بحال مدننا العراقية المليونية!؟ لاشك أن الذي أنضج فكرة المطار هي الأحزاب الدينية الحاكمة في العراق اليوم، لجهة السياحة الدينية، وقدمته على مشاريع خدماتية تهم الشعب كله، كما أرجو أن لايكون للدعاية السياسية والانتخابية، وتنمية رأس المال وحظوظ البازار النجفي، إحدى الخطوات التأسيسية لمشروع النجف باعتبارهاعاصمة دينية للعراق الجديد، ولاتستوي آليات الدولة الدينية مع المشروع الوطني الديمقراطي، ولاأعرف كيف ستنهي الولايات المتحدة تحالفها مع رجال الدين في العراق، وتفصم العلاقة المصلحية معهم لصالح مشروعها الديمقراطي الأكبر الذي احتلت البلد كله من أجله ومزقته شر ممزق، وحطمته شر تحطيم! أرجو أن لاتزدهر تلك المدينة المقدسة لدى الشيعة، على حساب بقية المدن الجنوبية، التي ستؤسطر يوما ما في رثاء أور جديد، فهي إن تكن ذاقت المر وعانت الاهمال في العهد البائد، لم يكن حظها أفضل فأثقلتها تلال الزبالة والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في العهد الجديد، وأن لايكون مصير المطار مثل مصير مشروع الماء العذب، الذي أنشاته شركة (فلورا) الأمريكية، قبل بضعة سنوات في ناحية البدعة بمحافظة ذي قار، لتغذيتها بالماء العذب، حتى إكتشف المهندسون والمسؤولون أن المشروع لن ينتج أكثر من خمس طاقته، لعدم وجود تيار كهربائي كافي. أرجو أن لاتكون النجف تكريت العراق الجديد، وتخضع مدن الجنوب والفرات الأوسط المهملة لهيمنتها، ويصبح النفط الذي تحت أرضنا في الناصرية مثلا، هبة ونذورا ينفقه فقراء الشيعة على الأضرحة المقدسة، ويخرج من المولد بغير حمص، أي تستفيد منه النجف التي تتنافس سياحيا حتى مع جارتها كربلاء، ويُفضل الزائر الإيراني على المهاجر العراقي القادم من أوروبا والولايات المتحدة واوستراليا وغيرها، وتقدم الخدمات للايرانيين أكثر مما تقدم للعراقيين وهم أهل البلد وملاّك المطار! ولشدما تألمت أن تقدم الحكومة مطار النجف (رغم فرحي به)، على مشاريع هامة، أصبحت في السنوات التي تلت السقوط الشغل الشاغل للعراقيين، مشاريع حيوية لو قدمتها الحكومة على المطار لهونت الحياة العسيرة على الملايين العراقية، أقصد التيار الكهربائي المتقطع، حيث لم تخطو الحكومة أي خطوات جدية لإنجاز هذا المطلب الحيوي للشعب العراقي. ولشدما آلمني كذلك أن تشير كلمة دولة رئيس الوزراء، خلال افتتاح المطار إلى أنه أنشىء لاستقبال الزوار، وليس للمسافرين العراقيين وهم أولى به فهذا مطار عراقي وليس طائفيا، وقبل المسافرين لو كان المالكي أعلن أن أولى شحنات محطات الكهرباء الحديثة، ستهبط في مطار النجف، بعدما تعاقدت الحكومة مع دول صناعية كبرى، وستنتهي أزمة الكهرباء مع حلول السنة الجديدة 2009. لاشك سيكون الفرح مضاعفا بالمطار والكهرباء معا..وعصفورين بحجر واحد! أتمنى مخلصا أن يكون مطار النجف مهبطا للعراقيين أولا، حتى لايمروا بمطارات الدول العربية التي أذلتهم مثل سوريا، وعاملتهم في مطاراتها بسوء ليس أقله ذلّ الرشاوى في مطار دمشق وغيرها! ومادام الأمر يتعلق بالسياحة الدينية، فإني أدعو إلى إنشاء مطار دولي في مدينتي الناصرية، حيث زقورة أور التي يعرفها السياح الأوروبيون منذ اكتشافها مطلع القرن العشرين، وولادة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، ولاشك ستكون الناصرية قبلة للزوار المسيحيين واليهود ناهيك بالمؤرخين والباحثين ومحبي زيارة آثار العالم القديم، وماهي إلا هنيهة من عمر الزمن حتى تتدفق العملة الصعبة على المدينة، المهملة المنسية المسروقة بيد القادمين الجدد، الأحزاب الايرانية الحاكمة فيها، وتجد الأيدي العاطلة عن العمل فرصا جديدة، ويكون للناصرية شان لدى الدول التي يأتي منها السياح والزوار، شأن مهم في أحاديثهم وبوستراتهم وصحفهم وتلفزيوناتهم ومكاتبهم السياحية، كما هو شأن الدعاية للحضارة المصرية ولحضارة المايا والأزتيك في أمريكا اللاتينية، كذلك لدينا الأهوار أكبر مستودعات المياه في الشرق الأوسط، حسب توصيف الباحث الأستاذ حسن علي خلف في كتابه القيم عن الأهوار، جنة الله في الأرض لو أعيد تأهيلها سياحيا، وينشأ فيها مطار سياحي دولي يسمى مطار الأهوار، وتخطف أهوارنا العزيزة الأضواء من منتجع شرم الشيخ، وتعقد فيها لافي غيرها المؤتمرات السياسية التي تعالج قضايا شرق أوسطية ملحة!! هل أنا أحلم أم أن كل شيء جائز في عالمنا اليوم!؟ هنيئا لشعبنا العراقي، هنيئا للشعب المنفي والمهاجر القادم من أرجاء العالم المختلفة، الهابط في مطار النجف الدولي، بعد سنوات طويلة من الغربة والضياع، وكنت أتمنى لو تحققت نبوءة الشاعر الكبير مظفر النواب، وتم كذلك إنشاء مطار في السماوة، لكي تتجسد قصيدته/حلمه على أرض الواقع : يجي يوم الناس تنزل بالسماوة..وانه أنزل بالوطن كله وأضيع!
#طارق_حربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أدين الاعتداء الآثم وعلى متعددة الجنسية الاعتذار الرسمي من أ
...
-
صوت الشعب العراقي هو الأقوى في الانتخابات القادمة
-
التكليف الشرعي انتهاك صارخ لحقوق الطفل العراقي!
-
مدينة المليون عريف هل حقا ستصبح مدينة المليون نخلة!؟
-
أهمية منع استخدام الرموز الدينية في الانتخابات القادمة!
-
كلمات -198- إطردوا اطلاعات ومجاهدي خلق من بلادنا!
-
هل نحن عبيد لايران وأولنا رئيس الوزراء نوري المالكي .. أم ما
...
-
حملة إيمانية بمناسبة الانتخابات في الناصرية!
-
القوى السياسية والمرجعيات الدينية : بوادر إجهاض الاتفاقية ال
...
-
النفط مقابل السفير !
-
أقراص -مكين- المنومة أربع سنوات أخرى!
-
صورة النخلة المقلوبة على رأسها في الناصرية !
-
وزارة زيباري تطالب بإعادة الجزر العربية الثلاث!
-
مجزرة الشرطة في سوق الشيوخ (2008).. تذكر بمجزرة كيمياوي سنة
...
-
رسالة إلى مقتدى الصدر
-
شكثر بيك فلوس ياعراق..وشكثر حراميه !!؟
-
تيتي تيتي الفضائية العراقية مثل مارحتي إجيتي !!
-
عراق الصحوات والصولات !
-
مخابرات دول الخليج وإيران..والبصرة الذبيحة!
-
أهلا وسهلا : رئيس الجمهورية لايقبل بأقل من الوزارات السيادية
...
المزيد.....
-
الشعب السويسري يرفض توسيع الطرق السريعة وزيادة حقوق أصحاب ال
...
-
العراق: توقف إمدادات الغاز الإيراني وفقدان 5.5 غيغاوات من ال
...
-
تبون يصدّق على أكبر موازنة في تاريخ الجزائر
-
لماذا تحقق التجارة بين تركيا والدول العربية أرقاما قياسية؟
-
أردوغان: نرغب في زيادة حجم التبادل التجاري مع روسيا
-
قطر للطاقة تستحوذ على حصتي استكشاف جديدتين قبالة سواحل ناميب
...
-
انتعاش صناعة الفخار في غزة لتعويض نقص الأواني جراء حرب إسرائ
...
-
مصر.. ارتفاع أرصدة الذهب بالبنك المركزي
-
مصر.. توجيهات من السيسي بشأن محطة الضبعة النووية
-
الموازنة المالية تخضع لتعديلات سياسية واقتصادية في جلسة البر
...
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|