أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ساطع راجي - الحشد الخطر ...كركوك وسقراط وهتلر














المزيد.....

الحشد الخطر ...كركوك وسقراط وهتلر


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2350 - 2008 / 7 / 22 - 07:42
المحور: المجتمع المدني
    


الديمقراطية حرفيا تعني حكم الشعب، لكنها عمليا تعني حكم الاغلبية والاغلبية هنا مصطلح سياسي برامجي لا علاقة له بالدين أو العرق أو الطائفة وإلا صار الحكم هو إستبداد الاغلبية لا ديمقراطيتها كما يوجد إستبداد الاقلية، غير إن الاغلبية السياسية قد تخطئ وقد تدفعها كثرتها الى الغرور والتمادي فتتجاوز حقائق الارض وثوابت الاخلاق وأعراف العمل وسياقات التعامل، وكل ذلك لا يشكل ثلمة للديمقراطية ولا عيبا فيها إنما هو نقاط ضعف تستوجب المعالجة وهنات تحتاج للإحتياط.
لقد أدرك منظرو الديمقراطية إن اللجوء الى مبدأ الاغلبية لوحده قد يجر الى كثير من الكوارث والاخطاء وهو ما حدث فعلا، ففي تاريخ المعرفة الانسانية وتحديدا الفلسفة أحدثت الديمقراطية قبل آلاف السنين جرحا لا يندمل تمثل في إصدار وتنفيذ حكم الاعدام بالفيلسوف اليوناني سقراط، كما إن الديمقراطية الحديثة هي التي جاءت بالحزب النازي وزعيمه هتلر الى سدة الحكم في ألمانيا لتتوالد الكوارث المعروفة في التاريخ الحديث، كما إن الديمقراطية حدت أحيانا من الحقوق الفردية وحقوق الاقليات وأرست نظما عنصرية ولمعالجة كل ذلك تم توسيع الفكر الديمقراطي لتضاف إليه حقوق الانسان والدستور والليبرالية وروح الديمقراطية وهي كلها تخفف من عسف الاغلبية ولا تحرمها من حقها.
في قضية كركوك برزت مخاطر حشد الاصوات وتكوين الاغلبيات تحت ضغط الشعارات القومية وحمى التنافس السياسي وهذا المناخ كان كفيلا بدفع عدد من النواب الى تجاوز روح الديمقراطية والاطار الدستوري لتكوين تكتل عددي يضغط بإتجاه سلب بعض الحقوق الدستورية وتجاوز مفهوم المواطنة والاعتداء على المصلحة الوطنية والاستقرار السياسي عبر تكوين غيتوات (معازل) إنتخابية تحد من حرية المواطن في الترشيح والتصويت إستنادا الى حصص عرقية يراد لها أن ترسم مستقبل المدينة، ليكون ذلك دليلا على سذاجة فهم هذه القوى السياسية للديمقراطية التي لا ترى في هذا النظام غير حشد الاصوات بدفع من العواطف الآنية والمصالح الضيقة.
لمؤيدي مقترح تقسيم كركوك الى أربعة دوائر دوافع سياسية وربما لهم حججهم التي يدافعون بها عن مقترحهم مثلما لرافضي المقترح دوافعهم وحججهم ولكن في كل الاحوال يجب أن لا يمس جوهر العملية السياسية القائمة في العراق والمتكون من ثنائية الدستور والديمقراطية على ما في الامرين من ثغرات يمكن إصلاحها من خلالهما فقط.
عملية تقسيم كركوك الى أربع مناطق إنتخابية على أساس عرقي تشبه عملية إقامة الحواجز الكونكريتية الفاصلة بين الاحياء المختلفة طائفيا في بغداد، لكن خطرها في كركوك أكبر لأنها قابلة للإمتداد الى غيرها من المحافظات، كما إنها ستتحول مع مرور الوقت الى جدران غير مرئية لا يمكن إزالتها رغم وجودها في حين إن الامر أبسط من ذلك مع الجدران الكونكريتية الحقيقية على قبحها وما تعنيه من مخاوف وإحتقانات.
في حمى التنافس بين الاحزاب والكتل السياسية لا يمكن نسيان الرابطة الوطنية بتأثير غرور مشاعر الاكثرية السياسية، فالمواطن أو الفئة التي تعامل على إنها أقلية بطريقة تسلبها حقوقها الدستورية هو بداية الطريق المؤلم لحالة عدم الاستقرار، والنزعات الانفصالية ويتزايد الضغط عندما يكون الوطن حصصا جاهزة للإقتسام ليس فقط في الثروات والمناصب ولكن أيضا في العقول.
كان المؤمل أن تكون كركوك نموذجا لعراق مصغر من حيث التماسك والتنمية والتنوع فإذا ببعض الساسة يريد تحويلها الى مرآة قاتمة للعراق تحتشد فيها كل الاحتقانات والصدامات ليحول هؤلاء الساسة مهنتهم من صنع الحلول الى إختراع الأزمات.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حروب الحنين
- ظروف الاستبداد
- تغيير مفاجئ
- مفاتيح كركوك
- صراع الرموز
- دفاع ضعيف
- لغم مكشوف
- موسم الحصاد
- تقييم سلطة المحافظات
- تعطيل الديمقراطية
- تجميد العملية السياسية
- الاتفاقية ...شذرات وأوهام
- الآخرون في العراق
- تكاليف الترميم
- فشل المعارضة
- موت بسبب الكتمان
- دولة..دولتان...دولة
- محاصصة مبتكرة
- إمكانية ترميم الحكومة
- المقامة اللبنانية عراقيا


المزيد.....




- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ساطع راجي - الحشد الخطر ...كركوك وسقراط وهتلر