ماذا عني أنا الملحد ؟؟؟

محمد كليبي

الحوار المتمدن-العدد: 2349 - 2008 / 7 / 21 - 10:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

بدعوة من الملك السعودي / عبدالله بن عبدالعزيز , وتنظيم رابطة المؤتمر الاسلامي عقد في الفترة 16 - 18 يوليو / تموز الحالي في العاصمة الاسبانية " مدريد " المؤتمر العالمي " لحوار الأديان " . ويأتي هذا المؤتمر في اطار عديد المحاولات لايجاد أرضية مشتركة أو قواسم مشتركة للأديان المختلفة والمتناقضة وأتباعها , كما يدعي أصحاب تلك المبادرات والمؤتمرات . فقد عقدت سابقا سلسلة مؤتمرات ولقاءات وندوات ومحاضرات ووو تصب جميعها في هذا الاطار ونحو هذا الهدف . جمعت في أغلبها ما يسمى " بالأديان السماوية !؟ " أي اليهودية والمسيحية والمحمدية , وبمبادرات من عدة جهات ومن أتباع الأديان الثلاثة . الا أن جميع تلك اللقاءات ووو لم تؤد الى نتيجة تذكر , وذلك يعود بالرجة الأولى الى أن الأديان - جميع الاديان - مختلفة ايدولوجيا وعقديا , وستظل مختلفة , ولا يمكنها أن تلتقي لا على أرضية مشتركة ولا على قواسم مشتركة , لأنها في الاساس تنكر بعضها البعض . فاليهودية تقول بأن المسيح المخلص لم يأت بعد , فكيف تعترف بالمسيحية ؟ والمسيحية لا تقر بوجود دين بعدها . فكيف تعترف يالاسلام ؟ والاسلام يقول بأن اليهودية والمسيحية محرفتان وباطلتان ولاغيتان . فكيف يعترف بهما ؟ . وقد ذكر كلا من الدكتور حسن حنفي والدكتور طارق حجي هذه الفكرة في حديثين منفصلين .

وهنا نود أن نضع القارئ الكريم أمام بعض النقاط التي نعتقد أنها جديرة بالطرح :

أولا : أن المملكة العربية السعودية و ملكها و حكومتها - في رأيي - آخر من يحق لهم الحديث عن حوار الاديان . وآخر من يحق لهم المبادرة الى عقد مثل تلك المؤتمرات العالمية التي تهدف الى خلق حوار بين الاديان وايجاد نوع من التسامح الديني الذي يفضي بدوره الى خلق نوع من التسامح الانساني . ان السعودية غير مؤهلة وغير جديرة بهكذا أدوار . فالسعودية تكاد تكون البلد الوحيد في العالم الذي يمنع اقامة دور عبادة على أرضه , رغم وجود جاليات أجنبية كبيرة فيه ومن أتباع جميع الاديان . ومن المؤسف أن هذا المنع يقوم على حجة واهية ومتخلفة وهي اعتبار جميع أن أراضي المملكة أراض اسلامية مقدسة !! ؟؟ بحكم وجود الكعبة ( قبلة المسلمين ) فيها . وبالاضافة الى كون هذه الحجة واهية ومتخلفة فهي أيضا حجة عنصرية تنتزع القداسة عن الأديان الأخرى من جهة ومن جهة أخرى تنتزع حق الآخرين , أتباع الأديان الأخرى غير الاسلام من مواطنين وجاليات , من ممارسة حقهم في اقامة دور عبادة طبيعية وعلنية في السعودية بما فيها مدينة مكة . بينما نجد - وهنا مكمن التناقض العربي الاسلامي - أن السعودية من أكبر الدول الداعمة لنشر الاسلام في الغرب من خلال دعم انشاء المساجد والمطبوعات الوهابية ووو الخ . كما أن النظام السعودي - السياسي والديني على السواء - يكاد يكون النظام الأكثر تضييقا على الحريات العامة والحريات الفردية وعلى رأس ذلك الحريات السياسية والفكرية والدينية , والنظام الأكثر قمعا واضطهادا للأقليات الدينية الشيعية بشقيها الاثنى عشرية والاسماعيلية .

ثانيا : ألم يكن من الأولى قبل الدعوة الى مثل تلك المؤتمرات العالمية ومثل تلك الحوارات , الدعوة الى والعمل على عقد مؤتمرات والدعوة الى حوارات بين المسلمين أنفسهم , بين أتباع المذاهب الاسلامية المختلفة والمتناحرة فيما بينها في العالم العربي ؟ألم يكن الأولى والأجدر بالمملكة السعودية اقامة حوار مع المذاهب الاسلامية في المملكة , المذاهب غير الوهابية , بدلا من اقصاءها وقمع واضطهاد أتباعها ؟ ألم يكن من الأولى عقد مؤتمر للحوار بين السنة والشيعة مثلا في العالم العربي ؟

ثالثا : ماذا عني أنا الملحد ؟ ماذا عنا نحن اللادينيين العرب ؟ متى سيتم الاعتراف بنا ؟ متى سيتم الحوار معنا ؟ متى سيتم القبول بحقنا في الوجود وفي الاختلاف وفي المواطنة ؟ انها دعوة أوجهها من هنا , من هذا المنبر الحر , منبر " الحوار المتمدن " , الى جميع اللادينيين العرب للتضامن والنضال معا في سبيل الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان , وعلى رأس ذلك حقنا في " حرية الاعتقاد " , حرية الالحاد , حرية الكفر بالمعتقدات الدينية , مع الاحتفاظ بحقنا في المواطنة الكريمة والشريفة . انها دعوة الى تأسيس اتحاد أوجمعية للادينيين العرب بهدف الدعوة الى والمطالبة بالحوار معنا - على غرار الحوار بين الأديان والمذاهب - والاعتراف بنا وبحقنا في الحياة الطبيعية جنبا الى جنب وبالتساوي مع المتدينين العرب , دون أن يمارس علينا وضدنا العنف والارهاب والقتل باسم الله والدين . وبهدف الوصول بالانسان العربي والمجتمعات العربية الى ما وصل اليه الانسان الغربي والمجتمعات الغربية من حرية في المعتقد , حرية الايمان وحرية الالحاد , تلك الحرية التي لا تنقص ولا تزيد من حق المواطنة باعتبار أن الاعتقاد مسألة شخصية لا ترتبط بالمواطنة والانتماء الوطني .

# كاتب علماني يمني

#محمد_كليبي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات