أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نزار عبدالله - الركائز الاساسية للحركات الاسلامية















المزيد.....

الركائز الاساسية للحركات الاسلامية


نزار عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 726 - 2004 / 1 / 27 - 05:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان القيام بطوي الصفحات التاريخية للحركات الاسلامية و تحديد الركائز المادية والطبقية التي انطلقوا منها والمصالح المادية والسياسية التي قاموا بتمثيلها ليس بكافٍ، بل ينبغي ومن الضروري ايضا ان نحدد ماهية تلك الحركات واركانها الاساسية حالاً ومستقبلاً. لاظهار السمة البرجوازية لتلك الحركات - رغم ان السوق السياسي مغمور الان بانتقادات غير طبقية واخلاقية وليبرالية لهذه الحركات والتيارات الاسلامية-  من الضروري تحديد اربعة محاور رئيسية:
الدين
مجمل الحركات البرجوازية يعتبرون الدين ركن اساسي من اركان النظام الرأسمالي. فرغم ان المجتمع البشري في مجرى تطوره وتكامله المادي والمعنوي خلق الظروف المناسبة لاضمحلال العقائد الغيبية والدينية، الا ان الحركات البرجوازية باتوا يركزون اكثر من ذي قبل على دور الاديان الرئيسية وخصوصا الاديان العالمية مثل المسيحية والاسلام و......الخ ويوظفونها فكرياً وسياسياً لحفظ النظام الرأسمالي.
ان ظهور الحركات البرجوازية- الدينية او ظهور الدول التي لاتحافظ على الدين فحسب بل تفرضه ايضا بواسطة العنف والقمع على المجتمع، جاءت كاستجابة لهذه الضرورة والحاجة الماسة العالمية والمادية.
ولاشك بان الحركات البرجوازية-الاسلامية لا يخرجون من هذا الاطار، فرغم ان تلك الحركات يعتمدون على عقيدة اكلت عليها الدهر ويعتبرونها ايدلوجيتهم وهويتهم الفكرية الا انهم قد جاءوا بناءا على هذه الضرورة الانفة الذكر واستجابة لها ويوظفون الدين الاسلامي حسب قراءاتهم وتفسيراتهم البرجوازية له، خدمة للنظام الرأسمالي وبغية ايجاد التفرقة وطمس الهوية الطبقية للعمال واحلالها بهوية دينية موهومة وبهدف ضرب الشيوعية والقوى اليسارية والتحررية.
ان المار ذكره يشكل بلا شك بنية وركيزة جميع الحركات البرجوازية- الاسلامية في العراق ايضاً. فبسبب تلك الحركات ووجودهم وتطورهم بات المجتمع البرجوازي العراقي يعتمد على الدين والعقيدة الدينية اكثر من مامضى وحتى المذاهب المنسية والنزاعات الطائفية بات في حال النمو والتجدد وتعمقت جذورها. ففيما مضى كانت صفوف الطبقة العاملة العراقية منقسمة على العرب والكرد والاقليات العرقية الاخرى اما الان اضيفت اليها الطائفية السنية والشيعية واضرت ضررا كبيرا بوحدة صفوفها وكيانها. وبدلا ان يتجه المجتمع صوب اليسار والتحرر وتطور الوعي والارادة الانسانية الخلاقة اتجه الى اليمين والرجعية الدينية وانعدام الارادة والجهل. ان تغيير هذه المعادلة وقلبها مرهون ببث واشاعة وترسيخ الانتقاد الماركسي والشيوعي لهذه الحركات ولاركانها العامة والمشتركة.
الملكية
ان الطبقة العاملة في المجتمع الرأسمالي لاتملك شيئاً سوى قوة عملها التي اصبحت سلعة وتقوم ببيعها في السوق. في حين ان جميع وسائل الانتاج والتبادل والنقل مملوك للبرجوازيين والرأسماليين وبواسطتها يقومون بشراء قوة عمل العمال ويستغلونها لتحقيق الارباح وتراكم الرأسمال.ان تراكم وتركز الملكية الخاصة في ايدي اقلية صغيرة في المجتمع أي البرجوازية وحرمان ونزع الاغلبية الساحقة من المجتمع أي العمال والكادحين من اية ملكية يعتبر من اهم السمات الاساسية للنظام الراسمالي. عليه فان الدفاع عن الملكية الخاصة هو دفاع عن البرجوازية والنضال في سبيل الغائها وحل الملكية الجماعية والاشتراكية محلها دفاع عن الطبقة العاملة وكفاحها.
ان الحركات الاسلامية، ايا كانت ادعاءاتهم السابقة ورغم انهم دافعوا عن الملكية الخاصة الصغيرة في بعض الاحيان الا انهم نصيرين للملكية البرجوازية بالاجمال. فهم عدا مناهضتهم للملكية العامة يعتبرون الملكية الخاصة حقا الهيا مقدساً ويدافعون عنه بضراوة، وان قبلوا ببعض القيودات فهي لغاية الاحتفاظ بها وصونها من الاعتداءات المحتملة ولاكسابها الشرعية المطلوبة. فان فرض على صاحب الملك زكاة او ما شابهها من الفرائض الشرعية فانها بدافع كم الافواه المحتجة للناس الذين احرقتهم الحرمان والجوع والفقر. فاذا كانت المنظمات الخيرية في المجتمعات البرجوازية الليبرالية تقوم بتمثيل هذا الدور فان ذلك في المجتمعات البرجوازية الاسلامية اضحت واجبا شرعيا وفرضا من فروضات العقيدة الاسلامية.
ان الدفاع عن الملكية الخاصة البرجوازية يعتبر الركن المشترك لمجمل الحركات الاسلامية وهو النقطة الجوهرية التي يتقاسمونها لالتقائهم مع سائر الحركات البرجوازية الاخرى. وخلافاتهم تنطلق من هذه الفرضية المشتركة وهي تتمحور حول سبل صون الملكية الخاصة وكيفية الاستفادة من هذا الحق المقدس الالهي وكيفية استثماره و.....الخ.
العائلة
ان العائلة البرجوازية تستند على ركيزتين أساسيتين: هما تبعية المرأة للرجل وتبعية الاطفال للوالدين. ان الملكية الخاصة البرجوازية والربح والتراكم الرأسمالي تحمي دوماً هاتان الركيزتان وتعيد انتاجهما.
الا ان تطور وتقدم المجتمع المعاصر قد هيأت الظروف لحل واضمحلال هذا النموذج البرجوازي للعائلة وفرضه كواقع لابد منه. فقد قلت تبعية المرأة للرجل في المجتمع كما ان الدولة في المجتمع الحالي حملت على نفسها الكثير من المسئوليات تجاه تربية وتنشئة الاطفال وخففت من ثقل هذا العبء على كاهل الوالدين.
ففي الوقت الذي ادركت معظم الحركات والقوى البرجوازية ماهية ومغزى تلك التغيرات المعاصرة ويسعون الى التكيف معها نرى بان القوى والحركات الاسلامية تدافع عن العائلة البرجوازية وعن ركائزها وتحمي بضراوة وبرجعية منفلتة عن العائلة البرجوازية-الاسلامية. ففي النموذج الاخير أي العائلة البرجوا-الاسلامية فان المرأة تتحول لا الى تابع فحسب بل الى عبيدة لا حق لها ولاحقوق، والاطفال لن يكونوا تابعين للوالدين فحسب بل يخضعون لسلطة بطريركية مطلقة ومهمة انتاجهم وتربيتهم وتنشئتهم تصبح وظيفة مقدسة وابدية محصورة بالمرأة فقط.
يضربون الكثير من الامثلة على تخلف ورجعية الحركات الاسلامية خاصة فيما يتعلق بموقفهم من العائلة البرجوازية-الاسلامية، وحقيقة الامر فان هذا النموذج اثبت بأنه من اكثر الاشكال تخلفا للعائلة البرجوازية المعاصرة ومقارنة مع سائر الاشكال الاخرى فانها عبء ثقيل على الطبقة العاملة والكادحين والتحررين ولايمكن تحملها. فهي تمثل عائقا كبيرا بوجه النضال الثوري للطبقة العاملة.
ان حل العائلة البرجوازية (أي انهاء تبعية المرأة للرجل وتبعية الاطفال للوالدين) هو مهمة اساسية ورئيسية للشيوعيين، الا ان حل النموذج الاسلامي للعائلة هو مهمة فورية ومستعجلة للنشاط الشيوعي في هذه المرحلة.
الدولة والنظام
ان الدولة هي آلة لحفظ مصالح الطبقات الحاكمة. ان الدولة في النظام الرأسمالي تحمي عبر مؤسساتها القمعية (أي الجيش والشرطة والمخابرات والامن) الملكية الخاصة البرجوازية وعبودية العمل المأجور.
ان نضال الطبقة العاملة والحركة الشيوعية هي للقضاء على الدولة البرجوازية، واحلال الدولة العمالية المؤقتة( دولة المجالس) محلها بحيث تكون وظيفتها الرئيسية هي القضاء على الانقسام الطبقي في المجتمع تمهيدا لاضمحلال وجود نفسها.
ان الحركات الاسلامية البرجوازية عدا انهم يعتبرون وجود الدولة مسألة ازلية ولاتاريخية يعتبرونها ضرورة الهية على الارض. عندهم يتحول مفهوم الدولة من مفهوم اجتماعي ومادي الى مفهوم ثيوقراطي والهي. بحيث يمارس الله حكمه عبر الدولة وخلفائه على الارض. انهم لايحمون الدولة البرجوازية فحسب بل يكسونها بقدسية الهية. ففي الاماكن التي تمكنت تلك الحركات من الاستيلاء على السلطة السياسية وتأسست دولة برجوازية-دينية طالبوا من العمال والكادحين اطاعة الدولة كما يطيعون الله ورسوله والا فانهم يدخلون الجهنم الذي خلقته المؤسسات القمعية لتلك الدولة عقاباً على عصيانهم.
وفي الواقع فان دولة الحركات الاسلامية من الناحية الفكرية والعملية تحمل المحتوى نفسه للدول البرجوازية ولاتختلف معها بشيء وحتى من الناحية الشكلية فانها منظمة حسب نفس الترتيبات التي نظمت بها الدول البرجوازية الاخرى (الفصل بين السلطات، البيروقراطية، خلق المؤسسات القمعية والجاسوسية و...الخ).
والنظام الذي تحميه تلك الدولة هو الرأسمالية وجوهرها الاستغلالي وقوانينها الظالمة. بعكس ماتدعيه الحركات الاسلامية فان النظام الاسلامي تمثل الشكل والتنظيم الاكثر تخلفا للنظام الرأسمالي ولادارة تناقضاته وازماته. الى الحد الذي وصلت بالبرجوازية نفسها في تلك البلدان الى عدم القبول به والبحث عن بديل اكثر تجانسا مع التراكم الرأسمالي ومع كبح جماح تناقضات النظام الرأسمالي.
وبالنسبة للطبقة العاملة فانها تواجه نظاما راسماليا اكثر تخلفا وهمجية، فابسط الحقوق المدنية والسياسية، حق التنظيم والاضراب،حق الرأي والمعتقد، الحرية السياسية... الخ محظور لا من العمال وحسب بل سلبت من المجتمع ككل وتغتصب وفق قواعد وحدود شرعية ومقدسة. ان التمييز السياسي والعنصري والمذهبي والديني تعتبر من السمات والركائز البارزة للنظام البرجوازي-الاسلامي.
ومن الناحية الاقتصادية ايضاً فان هذا النظام لايختلف بشيء عن الاقتصاد البرجوازي وقوانينه وآلياته. رغم الادعاءات المتكررة بصدد وجود نموذج متميز للاقتصاد الاسلامي فان تجربة الحركات الاسلامية ودول مثل السعودية وباكستان وايران وسودان اثبتت بجلاء بان هذه الحركات لايملكون على الاطلاق ستراتيج اقتصادي مستقل ومتميز وفي ظل سيادة سلطة تلك الحركات وحكوماتهم الدينية والثيوقراطية لايمكن الحديث على الاطلاق عن الرفاه والرخاء الاقتصادي بل وحتى لايمكن تأمين الحد الادنى الضروري للازدهار الاقتصادي وفق المعايير البرجوازية (عدا دول مثل السعودية التي تمتلك سمات خاصة لايمكن التطرق اليها بهذه العجالة) وتتكرر فيه الكساد والازمات بصورة مستمرة.
----------------
* ان المقال المذكور  جزء من كراس كتبه الرفيق نزار عبدلله بعنوان "الخطوط الاساسية للنقد الشيوعي للحركات الاسلامية" في آب 2000  ولاهمية ماجاء فيه ارتأينا نشره في جريدة بلاغ الشيوعية..

 



#نزار_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة انبثاق حزب العمال الشيوعيين-العراق: الـضرورة والهدف
- ملاحظات على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1483 الخاص برفع العقو ...


المزيد.....




- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما ...
- قائد الثورة الاسلامية: لا يكفي صدور احكام اعتقال قيادات الكي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نزار عبدالله - الركائز الاساسية للحركات الاسلامية