أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - نجاح العلي - مناهج التعليم في العراق ونظرة واقعية للمشهد الاكاديمي














المزيد.....

مناهج التعليم في العراق ونظرة واقعية للمشهد الاكاديمي


نجاح العلي

الحوار المتمدن-العدد: 2348 - 2008 / 7 / 20 - 00:16
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


في ظل ثورة المعلومات التي يعيشها العالم في عصر اطلق عليه عصر المعلومات، من غير المقبول وغير المنطقي ان تظل المناهج التعليمية المتبعة في العراق بجميع مفاصل العملية التربوية ابتداء من الابتدائية وانتهاء بالدراسة الاكاديمية في الجامعات والمعاهد العلمية، جامدة وغير متطورة معتمدة في الاجابة على اسلوب التلقين في منهاج وضع منذ عشرات السنين وما زال دون تطوير باستثناء طباعته الحديثة مع بقاء المضمون نفسه.
من الممكن ان بعض المناهج قد تكون مفيدة وذات اثر كبير في العملية التربوية عند زمن وضعها وفي وقت معيـــن وفي فترة محددة لكن لا بد من ان تتعرض هذه المناهج بين فينة واخرى الى التعديل والتغيير بما يواكب روح العصر الذي نمر به، في ظل الانفجار المعرفي والمعلوماتي والتقني وظهور مصطلحات جديدة مثل الانترنت والحكومة الالكترونية والتبادل المعرفي والالكتروني والاستنساخ البشري والتقني وغيرها الكثير من المفردات التي دخلت الى قاموس الحياة العلمية والعملية.
فاصبح لزاما على المؤسسات التربوية في ظل "تقادم المعلومات" ان تضع في اولى اهدافها مسألة الاهتمام بالثورة المعلوماتية والاسترشاد بها في اجراء تعديل وتغيير مناهج التعليم وتحديثه باستمرار بالاعتماد على الخبراء والكفاءات العراقية والاجنبية من خلال التبادل المعرفي والاطلاع على مناهج التعليم العربية والاجنبية والاستئناس بتلك التجارب والحذو حذوها مع الاخذ بنظر الاعتبار خصوصية المجتمع العراقي.
ومن الضروري هنا تطوير عناصر العملية التربوية المتمثلة في فلسفتها واهدافها التربوية والمناهج الدراسية وطرقها ووسائلها من خلال صياغة جديدة ونظرة جديدة للفلسفة والاهداف والمناهج وطرق التعليم والمستلزمات التربوية، وان تعمل المؤسسات التربوية على توظيف الثروة والثورة المعلوماتية في خدمة الفرد والمجتمع، وان تعمـــل ايضا على خلق فروع وتخصصـــــات سيما في مؤسسات التعليم العالــــي ومراكزه البحثية تعبر عن هذه الاتجاه وتصب في خدمته وان تجعل من النظام التعليمي التربوي نظاما مرنا ومتنوع المسارات والاختصاصات يقبل التغيير والتجديد والتحديث يرتبط ارتباطا وثيقا وفعالا مع حاجة السوق المحلية ومتطلبات عملية التنمية وحاجات المجتمع.
ان الخطوة الاولى في مسار عملية تغيير المناهج وتطويرها وهي عملية مهمة وخطرة بحاجة الى دراسة دقيقة وموضوعية من قبل خبراء مختصين لهم باع طويل في هذا المجال، تتمثل بادخال التكنولوجيا الحديثة الى العملية التربوية وبشكل واسع وبخاصة في المرحلة الابتدائية باستخدام مستلزمات التربية الحديثة والمتطورة التي تساعد الطالب على التعرف على الاجهزة والبرامج الحديثة وبخاصة حقل الكومبيوترات والتعامل معها باسلوب تربوي نافع، وليس للتسلية واللهو وقضاء وقت الفراع وذلك بالاستفادة منها بالتزود بالمعلومات والأفكار في بعض المواد مثل الكتابة والقراءة والرياضيات مما يساعد على سهولة ادراكه للمادة وترسيخها في ذهنه، على ان يستمر هذا الامر مع المرحلة المتوسطة والاعدادية حيث يتعلم الطالب معالجة النصوص وبعض البرامجيات والرسم وبرمجة بسيطة تمكنه من تعلم مهارات ابداعية تثير مخيلته وابداعاته الذاتية الكامنة والتي بحاجة الى تحفيز وتشجيع من قبل القائمين على هذه المختبرات، واقصد بهم هنا المعلمين والمدرسين الذين يفترض بهم ان يكونوا على قدر المسؤولية والامانة المعلقة باعناقهم بخلق جيل واع ومثقف ومتعلم متحصن بجميع الوسائل التقنية والعلمية تؤهله للدخول الى سوق العمل بقوة معتمدا على كفاءته ومعلوماته التي استقاها من مرحلة الدراسة، لا ان يأتي مادة خام ـ كما يحصل مع الأسف الشديد مع معظم الخريجين الاكاديميين الجدد ـ الى المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، وهناك يتم ادخاله لدورات تأهيلية وتطويرية لكي يتمكن ان يساير متطلبات العمل الوظيفي.
اتطرق الى هذا الموضوع الخطير والحيوي لانني احد ضحايا المناهج التعليمية العقيمة والجامدة وقد خضت في فترة الدراسة الجامعية نقاشات وجدالات كثيرة مع اساتذتي بشأن المنهج المقرر، وتلمست لدى البعض منهم عدم قناعته في المنهج المقرر، لكننا في جدالتنا العقيمة هذه، عادة ما نصل الى طريق مسدود وهو ان هذا هو ما مقرر في خطة الجامعة ولا يجوز للطالب او الاستاذ تغيير المنهج الا بعد عدة اجراءات ادارية روتينية وبنسبة مئوية محددة ووفق ضوابط وتعليمات لا حصر لها لذلك يبقى الحال على ما هو عليه دون ان يكون هناك بصيص امل في تغيير المناهج في الأفق. فعلى سبيل المثال في مادة الحاسوب (الكومبيوتر) والتي تدرس في اغلب الجامعات العراقية ما يحصل عليه الطالب من معلومات خلال اربع سنوات، من الممكن ان يحصل على نفس القدر من المعلومات او اكثر وبالاعتماد على مناهج سلسلة وحديثة في دورة مبسطة في احد معاهد التعليم الاهلية او الحكومية التي لا تستغرق سوى اسبوعين و،ينطبق الحال على دورات تعلم اللغة الانكليزية.
لذلك فمن الضروري على القائمين على المؤسسات التربوية سواء في وزارة التربية او التعليم العالي او وزارة العلوم والتكنولوجيا والمؤسسات الاخرى ذات الصلة، الخروج من هذه العزلة الخانقة التي تعاني منها مناهجنا التعليمية الموضوعة على شكل محاضرات وكتب اكل الدهر عليها وشرب، والا فان تداعياتها المبكرة ستعرض التعليم في العراق الى أزمة حقيقية والتي من المؤكد حسب الخبراء والمفكرين ان تدفع به الى الفشل في تحقيق اهدافه الوطنية الكبرى في عملية التنمية وفي زيادة الفجوة الحضارية والعلمية بينه وبين العالم.





#نجاح_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...
- مصر.. تقرير رسمي يكشف ملابسات قتل طفل وقطع كفيه بأسيوط
- السعودية تقبض على سوري دخل بتأشيرة زيارة لانتحال صفة غير صحي ...
- القضاء الأمريكي يخلي سبيل أسانج -رجلا حرا-
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- رئيس ناسا: الأمريكيون سيهبطون على القمر قبل الصينيين
- في حالة غريبة.. نمو شعر في حلق مدخّن شره!
- مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
- نصائح لمرضى القلب في الطقس الحار


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - نجاح العلي - مناهج التعليم في العراق ونظرة واقعية للمشهد الاكاديمي