هنيئا للاسرى ، هنيئا للمقاومة وصبرا يا سمير الكبير

نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 726 - 2004 / 1 / 27 - 04:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

طالعتنا نشرات الاخبار يوم امس السبت بنبأ التوصل لاتفاق لتبادل الاسرى  بين المقاومة اللبنانية واسرائيل، وينص الاتفاق على اطلاق سراح 400 اسير من سجون الاحتلال، وهذا بحد ذاته يعتبر انجازا عظيما للطرف العربي المقاوم الذي لطالما ظلت اسرائيل ومعها امريكا تعتبره ارهابيا، وليس سهلا على اسرائيل ان تطلق سراح هؤلاء الاسرى دفعة واحدة وتنحني مجبرة امام الشروط العربية التي فرضتها المقاومة اللبنانية بعل امتلاكها لمقومات المجابهة والإملاء.

 

رغم ان اسرائيل وضعت العراقيل في قضية اطلاق سراح الاسير سمير القنطار ، عميد الاسرى اللبنانيين والعرب في السجون الاسرائيلية، وقد ارادت باستثناء سمير مرحليا من عملية التبادل ان تحفظ ماء وجهها امام الجمهور الصهيوني، وأن ترسل رسالة لهذا الجمهور مفادها انها لم ترضخ لمطالب الطرف العربي ، وأنه لن يتم اطلاق سراح سمير القنطار بدون الحصول على معلومات قيمة و جديدة عن الطيار اراد.

 

 لكن بيان المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله أكد أن اطلاق سراح سمير القنطار سوف يتم في غضون ثلاثة اشهر من الآن، وقد جاء المؤتمر الصحافي للسيد حسن نصرالله ظهر هذا اليوم ليؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن هناك  مرحلة ثانية من الاتفاقية هي الأهم من حيث العدد والنوعية، وأن سمير القنطار سيكون من الآن وصاعدا القضية المركزية للمقاومة اللبنانية، كما حيا الزعيم الالبناني المناضل سمير الاقنطار وشكره على ارادته الصلبة ورسالته الهامة التي بعثها مهنئا بانتصار المقاومة على الاحتلال، ومعاهدته شعبه ووطنه على مواصلة النضال من داخل السجن.

 

وكان هذا الموضوع ذكر ايضا عبر الوسيط الألماني في حديثه عن الصفقة، حيث اعتبر ان اطلاق سراح سمير القنطار والحصول على معلومات عن الطيار المفقود اراد والدبلوماسيين الايرانيين الاربعة المفقودين منذ 1982 سوف يكون بمثابة الشق الثاني من اتفاقية التبادل بين الطرفين. وهنا لا يمكن ان يشك أي شخص بنزاهة الوسيط الالماني الذي بذل جهدا خارقا في حل هذه القضية الانسانية الهامة، حيث ان 400 عائلة عربية في الوطن العربي الكبير سوف تحتفل يوم الثلاثاء القادم بعودة الأبناء والآباء من سجون الاحتلال، ومن الاسرى المتوقع تحريرهم من قضى سنوات طويلة خلف قضبان السجون والزنازين وفي المعتقلات والأقبية السوداء، حيث لا حقوق انسان ولا حقوق اسرى ولا شيء سوى المعاملة الغير الحضارية والغير انسانية.

 

أن رسالة المناضل الكبير سمير القنطار للسيد حسن نصرالله زعيم المقاومة اللبنانية وما جاء فيها من كلام هام ومواقف شجاعة و عظيمة، تعبر بكل صدق وامانة واعتزاز عن نوعية سمير القنطار المميزة، فهذا البطل القومي العربي ليس سوى المثال القوي والحيّ، مثال العنفوان والامانة والثقة بالنفس والصدق والصمود والمثابرة والتحدي والصلابة الثورية، والمبادئ النضالية الغير قابلة للتفكك رغم تفككات الدول والاتحادات والبلدان في زمان ما بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وجدار برلين وصعود نجم اسرائيل بمساعدة وتدخلات الولايات المتحدة الأمريكية مباشرة، ومع عودة أزمنة الجدران العازلة عبر بناء الجدار العنصري الذي يقام على اراضي فلسطين المحتلة للفصل بين الاحتلال والقابعين تحت نيره.

 

هذا الموقف الكبير يليق بالاسير العميد سمير القنطار، لأنه خير دليل على ان هذا الرجل المناضل، الجهادي الفكر والعقيدة والارادة سوف يبقى سفير العرب قاطبة في سجون الاحتلال الاسرائيلي ، لأنه سوف يكون الأسير العربي الوحيد بين آلاف الاسرى الفلسطينيين في سجون اسرائيل، نقول الوحيد لأن المعلومات المتوفرة لا تشير الى بقاء غيره من العرب في السجون، خاصة ان الاسرى العرب الآخرين سوف يطلق سراحهم جميعا.  أما سمير القنطار هذا البطل اللبناني القومي فليس بالاسير العادي، لأنه اسير فوق العادة وهذا ما اثبته صعوبة المفاوضات حول اطلاق سراحه، وهذا ما اثبته الاحداث والايام والمواقف الصهيونية التي استثنته من التبادل ومواقف الطرف العربي الذي اعتبر ان قضية سمير قضية كل عربي ولا يمكن التخلي عنها، ولا نشك ابدا في كلام القائد حسن نصرالله يوم قال ان سمير القنطار مثله مثل  الحاج مصطفى الديرواي والشيخ عبد الكريم عبيد ، وهنا تكمن اهمية الموقف ، فلا يمكن للشيخ نصر الله ان يقول كلاما ولا يتحمل مسئوليته، فهو فعلا يعي ويعرف ماذا يقول وماذا قال في السابق، والكلام عن عميد الأسرى وسفير العرب والعروبة في سجون الاحتلال ليس كلاما عابرا ولا للمتاجرة، بل هو كلام مسئول سوف تثبت الايام انه كلام الرجال الذين يحفظون مواقفهم وكلماتهم، وفي الاسبوع القادم لا بد اننا سوف نسمع من الشيخ نصر الله ما لا نعرفه ، وكذلك بعض الأخبار والمعلومات الجديدة التي لازلنا نجهلها.

 

هنيئا للأسرى حريتهم ، وللمقاومة العربية انتصارها وفرض ارادتها و ما يعتبر أهم شروطها في عملية التبادل التي تعتبر أهم انجاز لتبادل الأسرى منذ النكبة الفلسطينية الكبرى وحتى يومنا هذا، فالشق الثاني من الاتفاقية يعني شموله أبناء فلسطين ال48 من حملة الجنسية الاسرائيلية وابناء الجولان العربي المحتل من المجبرين على حمل الهوية الاسرائيلية، كذلك الفلسطينيين من ذوي المحكوميات العالية والذين قضوا سنوات طويلة في السجون، هذا بالاضافة للمناضل العربي المميز سمير القنطار ، عميد الاسرى العرب وسفيرهم في سجون الاحتلال الصهيوني، فصبرا يا سمير الكبير، الفجر آتٍ لا محالة..

#نضال_حمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات