صادق الازرقي
الحوار المتمدن-العدد: 2347 - 2008 / 7 / 19 - 07:09
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
بالإعلان عن عودة نحو خمسمائة من الأطباء العراقيين من الذين كانوا قد تركوا العراق في المدة التي أعقبت سقوط النظام المباد وبالذات في فترة الصراع الطائفي وتزايد عمليات الاغتيال بحق العراقيين ومنهم الأطباء نكون قد وضعنا القدم الأولى على سلم استعادة كفاءات أبنائنا لإعادة ترميم و بناء الحياة العراقية التي تهدمت على شتى الأصعدة العمرانية والنفسية. وتأتي تصريحات رئيس الوزراء السيد نوري المالكي مؤخرا ً من أن حكومته وضعت خطة لعودة اللاجئين العراقيين المقيمين في النرويج وانها تسعى لعودتهم الى بلدهم والاسهام في إعماره لتعطي دفعا لعملية الإعادة تلك غير ان أمر اعادة العراقيين وتشجعيهم على العودة لا يتعلق بالبلدان الأخرى المتواجدين فيها أوطبيعة ذلك التواجد قدر تعلقها بتوفير أسباب الحياة اللائقة لـ (عراقيي الداخل) وجعلها أنموذجا ً يُفخر به عند ذاك ستفكر النسبة الأعظم منهم اذا لم نقل جميعهم بالعودة خصوصا ً اذا ما عرفنا ان اغلب الأطباء العائدين قد عادوا من البلدان التي تعاني أوضاعا اقتصادية غير مشجعة على العيش ومنها سوريا ومصر كما ان نظرة الى أوضاع البلدان الأوروبية التي يعيش فيها العراقيون يظهر الفرق الحاسم بين وضع العراق واوضاعهم في تلك البلدان فالسويدي مثلا ـ وذلك يشمل العراقيين بالأصل ـ سواء اكان الرجل والمرأة كليهما يستطيعان ان يطالبا باقتطاع وقت من عملهما من أجل الاعتناء بأطفالهما كما ان النظام الاجتماعي السويدي يوفر فرص عمل وحقوقا ً متكافئة كالإعانات المالية التي تقدم في حالة المرض و الإعاقة و التقاعد وفي حالة عدم وجود عمل مثلا ويقول الباحث النرويجي لارش سفنيدسن حين قيل بأن في النرويج فقراء موضحا ً بأنه وعلى وفق منظمة التعاون الاقتصادي الأوروبي إن كان معدل دخل الأسرة لا يغطي الا 50 او 60 بالمئة من احتياجات الأسرة يطلق على هذه الاسرة بالفقيرة و اذا ما طبقنا هذا المؤشر في النرويج فإن نحو 11 بالمائة من سكان البلاد هم فقراء لكن الباحث استدرك قائلا ً ان 76 بالمئة من هؤلاء الـ 11 بالمائة لديهم جهاز كمبيوتر كما ان 40 بالمائة منهم يملكون سيارة ويسافرون لقضاء إجازة الصيف فكيف يمكن ان نقول عنهم انهم فقراء ان كلمة الفقر بإعتقادي ـ يضيف الباحث ـ كلمة من الصعب التعامل بها عندما نتحدث عن أوضاع الناس في بلادنا.
ضربنا هذين المثلين ولا نود التعليق عليهما بقدر ما نود القول ان وضع بلادنا يتطلب منا جهودا ً مضاعفة لتحسين أوضاع الداخل خصوصا ً فيما يتعلق بالخدمات وتشغيل العاطلين او توفير الإعانات لهم وخلق مجتمع مرفه عند ذاك سيتشجع جميع العراقيين في الخارج على التفكير الجدي بالعودة الى بلدهم وسيعودون.
#صادق_الازرقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟