رُبّ َ ضارة نافعـــة

عادل علي

الحوار المتمدن-العدد: 726 - 2004 / 1 / 27 - 04:11
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

الحزب الشيوعي العراقي يؤكــد بأنــه اشترك في محــا ( مجلس الحكــم الانتقالي ) لكي يعمل من داخل هذا المجلس لطرح وعكس وبلورة ..الخ وجهــة نظر القوى التقدميــة في العراق , وسيعرقل ويتصدى ويمنع ..الخ الافكار والطروحات التي سوف تتنافى وتطور المجتمع المدني العلماني.  ورغم ان هذة المهمــة صعبــة (من وجهــة نظري ) لأنهــا لا تستند على قراءة الواقع العملي للأطراف المكونـه  لــمحــا .  فكل حزب او جماعــة " تريــد النار لخبزهـــا ".  فـأقرب حلفاء للشيوعيين
هــم الآحزاب الكورديــة.  لكن هذة لهــا مهــام آنيــة وعاجلــة في هذة المرحلــة.  ونحــن نرى أنهــم يسعون جهــداً للحصول على أستقلال كوردستان.  فهــم سوف لا يعيرون بالاً لطروحات حشـع.   أمــا الاحزاب المدعومــه من قبل قوات الاحتلال / وهي معرفــة لدينــا /  فلكون فكرهــا  برغماتي  وهمـّـها الرئيسي الأســتحواذ على السلطــة ,  فهي لا تعبــه بمــا يفكــر حشع وأنهــا سوف تلعب ( على الحبليين )  لكي تظفر بمــا تريــد.  أمــا الاحزاب الاســلاميــة , ورغـم عدم وحدتهــا سياسياً , لكنهــا متفقــه على بناء جمهوريــة تستمد قوانينهــا من الشريعــة الاســلامية , وأن عدوهــا رقــم 1 هــم حشع.   اذاً اني أرى السيد أبــو داوّد وحيداً فريداً أثنـاء مناقشات القانون 137 , يلتفتَ الى اليســار فلا معين , ينظر الى اليمين فلا مـُجيب فـقرر ان لا يشـترك في التصويت , فســتأذن الحاضرين  ( وأخــذ أبريـج ) وعندما
عاد بعــد ( التنفيـس) وجــد كل شــيئ مُريـح ,  فمقابل أسمــه في قائمــة التصويت خـُطـَ باللون الاحمــر / حتى لا يزعل /  غا ئـب .  وحتى لا يخســر الشارع  كما خســر التصويت , عض على دشداشــته وركض حافيــاً فوصل لاهثــاً الى أقرب مقر للنســاء فقال : اسعفونــا فالجمهــوريـة في خطــر.. فحمــدَ اللــه / كشيعي وليس
كشيوعي/  بأنــه وجــدَ أذنٌ صاغيــه.  فتحركت جحافل النســوة ( ويبــدو ان نقابات النساء تتوالد أسرع من نقابات الرجال , لذا وصل عددهن الى الـ 80).   فسـبحَ وبســملَ ابا داوّد وذهب مباشرة الى  ( قاضي الحوائج)  ونذر لــه نذراًً / قالهــا همســاً فلم اتمكــن من سمعــه/ .
 
 
ما هو دور قوات الاحتلال؟
 
لا يمكن ان نتصـور ان قاعـة أجتمــاعات محــا كانت خاليــة من عيون وآذن الحاكم الفعلي/المدني للعراق.  فهــولاء الامريكان يســمعون نصيحــة حليفهــم ( أبــو ناجي) بــأن _ فــرق تســد _  ولانهــم يحســبون خطواتــهم عشرات المرت قبل التنفيــذ ,  ولانهــم سوف لن يسـمحــوا للاحزاب الاسلاميه باستلام السلطه بتاتــاً, ولانهــم يعرفون بأن القوى التي يدافعون عليهــا هــم من الخرنـكـَـعـيـه / وشكراً للمرحوم حســين مردان كرائد لاستخدام هذا المصطلح في الصحافه/ ,  فليس من الصعب التوصل الى الاستنتاج المنطقي بأن قوى الاحتلال تحتاج لاصطفاف حشع  مع الخرنـكـَـعـيـه لأسـتلام السلطة مسـتقبليــاً وضد الاحزاب الاسلامية.  وعليــه تركوا الحبل على الغارب / كما يُقال /  أثناء التصويت ليعطوا دروســاً مختلفــة ً للجميع في ضربة واحدة.  والاهــم ان ممثل بول بريمر في الأجتماع  وبعــد رفع يده علامـة للفيتــو ضد قانون 137 , غمز للسيد ابي داوّد ورفع أبهام يده اليمنى على الطريقه الروسـية بمعنى O.K.  وطلب منــه أن ينتظره.  وبعــد الدردشــه والفرفشــه وتبادل التهاني لانهاء اول محاولة انقلاب من الداخل , شـــكر ابا داوّد حليفــه الجديد وقال له أنتــم فعلاً تفعلون ما تقولون.  فأسـتغل هذا الأمريكي المتمرس الفرصــه ليجدد العهــد على أنهــم _ اي الامريكان_ مسـتعدين لمشاركة حشع بشكل أوسع في الحكومة القادمة , وانهم حلفاء للشيوعين في الدول الاسلامية وذكـَره بجمهوريات القوقاز السوفيتية , ولم يفوتــه القول : نحن نواجــه عدواً واحــداً.
 
قانون  137 وحشع!
 
اذاً فقانون 137 كان ضـاراً نافعــاً.  فهــو كان رجعيــاًً بكل معنى المـُفردة ليس فقط لنســاء العراق , وأنمــا لمســتقبل العراق ككل , وهــو كان " تقدميــاً " بمعنى سيدفع الاحزاب لان " تتعاضد"  فيما بينهــا. 
ونرجع الى " جماعتنــا " فنجــد ان احلى الشــراب أمامهــم هــو علـقــــمٌ.  فأمــا التحالف مع الخـرنـكـَـعيـه وأسـقاط شعار _ أنهــاء الاحتلال_ والقبض بالدولار ,
وأما التحالف مع الاسلاميين والموت شــنقاً , وأمــا الاسـتمرار هكــذا _ لا طايره ولا طايحــه_  فسـوف يفـقــد الحزب ما تبقى من أعضاءه اضافة الى تاريخــه..
أذاّّ , فالحل الاوحــــد_ بنظري_ هــو الرجوع للعمــل الســري والنضال المســتميت من أجــل أنهـــاء وطرد الاحتلال وكســب الشــارع للحزب وهــذا كفيــل بأن يمنــع الاســلاميين من استلام السلطه.
 
                                                                                    عادل علي / كنـــدا

#عادل_علي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات