أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد التاوتي - ثقافتنا بين قيدي التاريخ و الجغرافيا














المزيد.....

ثقافتنا بين قيدي التاريخ و الجغرافيا


أحمد التاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 2346 - 2008 / 7 / 18 - 10:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


جرى عندنا تناول مسألة الموقع و الثقافة على خطين.
في خط اول ، ننظر الى الامتداد الوطني فالمغاربي أو العربي فالاسلامي و في خط مواز ننظر الى الامتداد المحلي أو الجهوي ثم الافريقي أو المتوسطي.
هذا بكل ما للخطين من امتداد صاعد الى التاريخ بالمنظور الثقافي لكل واحدة من محطاتتهما.
في اطباع مبدئي، نذهب مباشرة الى تأييد الأول بمعطيات التاريخ. و تأييد الثاني بالمعطيات الجيوسياسية ، أو- مع بعض الاطياف بمعطيات التاريخ أيضا.
خطان ممكنان معا، و لكن بمجاليهما، لو صح العزم لاي منهما.
امتداد التكتل التاريخي السياسي.. والامتداد الاستراتيجي ضمن لعبة الرهانات الدولية الجارية.
لكل واحد منهما منطقيته و سياقه..و لكل منهما فعاليته و ريعه.
غير انني لا اتوقع أفقا لهما في المجال الثقافي غير الاستئناس بالعموم المخفف مع الأول، و الارتهان التدريجي مع الثاني.
ذلك ان المجالين، السياسي و الاقتصادي قطاعات محكومة الى أصالتها الاجرائية في اختيار الامتداد.. فاين الامتداد الاصيل ثقافيا؟؟
من الامور الشائعة في تاريخ جدل العلاقة بين الفكر و الوظيفة، هي ان سياسة ترويض الفكر و ادارة المصالح باقل الخسائر على الوضع المكرس و بكلها على البدائل المناضلة، سياسة تصنع الثقافة محدودة الرؤية بالعهدة، و ثقافة العهدة تصنع الوصايات الفكرية و الادبية المجازة باللون السياسي قبل التاهيل.. وهذه تصنع العدمية السياسية و الحضارية لدى المجتمع.، بحيث يتصدع الواقع الثقافي الى أغاني رسمية على السرابي المغرر، واغاني شعبية على اليومي المكرر.. ويصادر بينهما الحيوي المجدد لفضحه للاولى و نفضه للثانية.
لذلك أرى اصالة أي مشهد أو حقيقة ثقافية في اللحظة الحيوية التي يرتسم بها المجتمع في خارطة الزمن و المكان تقاطعا " و هنا الخصوص الثقافي" مع خارطة المعرفة الشاهدية و الحدس الذاتي.
فالامتداد بالنسبة للثقافي المعتمد اليوم في تطوير الذهنيات نحو السلام العالمي و المعيش الأفضل، لا موطن له. هو سفر مع القيمة المطلقة وضعيا.، اي افقا معرفيا منتهى اليه. و سفر مع القيمة المطلقة و جوديا.، أي افقا غائيا نرمي اليه و نصدر عنه معا.
هو من طبيعة مختلفة عن الامتدادين الآخرين.. هو لهما معا.. مقوم و خزان لها باستمرار..قد يحصل الشتباه مع البعد الانتروبولوجي المرتبط بداهة بالمكان و التاريخ. و هذا بعد متحفي يجب حصره في مكانه المقرر له و فقط.
فلا يمكن اذن أن يربط البعد الثقافي الا بأفق الادراك..
و لكن أي ادراك؟
الادراك كقيمة ذات بعدين:
أولا بالمفهوم الوضعي كآخر مرمى لهندسة العلاقات البشرية المنتهى اليها اليم في تطورها الاعلامي و المعلوماتي و تالقها التنظيمي المدني.
ثانيا بالمفهوم الوجودي باعتبارنا كائن حيوي مدرك قبل بدء الثمرات المركبة للادراك، من عهد الحجارة الى عصر الرقمية العددية.. كان مستقل في فضائه الانساني منذ أحدث منعطف تطوري، قبل أن يصنع فضاءه المركب.
ربط الوعي بهذا البعد ضروري لتجنب الاستقالة المتكررة للعقل الوجودي امام صنعة ذكائه الطبيعي.. فالتاريخ سجل انبهارات و استقالات متكرره - و خاطفة لحسن الحظ- لهذا البعد لدى كل منعطف معرفي للبشرية.
ثم ان البعدين متلازمين.. و لا يؤدي انفصالهما الا الى هروب الواقع من تحت أرجلنا و اختناقنا الى مثل و قيم من سنة تحققها على الأرض استجابة الأرض أولا..
كما يؤدي في الحالة الأخرى الى تكريس "الآلة" الذكائية البشرية و انتحارها على حائط الدورة الحضارية القاهرة في أقر الأحوال.
و عود على مسالة الخطوط لتقرير الآتي:
الثقافة لا تشحذ خطها من المجالات الاخرى. على العكس هي ممون علمي دائم لها. و الا وقعت في التدجين و التزييف كما أسلفنا.. فامتدادها الادراك وحده بغصنيه الموضحين؛ الوجودي و الوضعي الذين عليهما معا يكون قياس الادراك..
و كلما شفت و خلصت أداة قياس الادراك، كلما تقدمنا في رحلة المكارم.. و كلما علقت ببارقة على جنب الطريق، كلما استرحنا طاعمين كاسين..،
مرة مع خناقات الأعناق التي تفرضها التخندقات الصالونية .،
مرة مع اطعمة الولاء اللامشروط للمهديين.،
و أخرى مع الستراحة الغبية الى ألقاب قتل الابداع ان وجد اصلا.



#أحمد_التاوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياق الانسداد بالثقافة الجزائرية
- الشغب الفلسفي و الأمر الواقع
- الشغب الفلسفي و الامر الواقع
- الأسئلة القاتلة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد التاوتي - ثقافتنا بين قيدي التاريخ و الجغرافيا