محمد قاسم الصالحي
الحوار المتمدن-العدد: 2346 - 2008 / 7 / 18 - 10:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس النسيان وحده آفة للعقول بل هناك ماهو أخطر , فما لم يكن في حسبان من لم يدخروا جهدا لإسقاط نظام بائس, أن يبتلوا بما هو أكثر بؤسا منه. فإذا كانت الكفاءات والعقول العراقية سابقا تدار قسرا من قبل شذاذ الآفاق فاليوم إن كان الوصف قاسيا أن نقول في (سلة المهملات) فهي بلا شك تفترش مقاعد المتفرجين تنتظر بشغف بدء سيمفونية التغيير الحقيقي التي سوف تعزفها أنامل الشعب البنفسجية عما قريب,نعم فإن الوضع على ماهو عليه لايبدو تغييرا بقدر ماهو إنشطارا للدكتاتورية وإستبدلا لنظام البعث بنظام المحاصصة .
قد لايدرك من إقتنى مركب المحاصصة خطر الرحلة فهو في الحقيقة يبحر بالإتجاه المعاكس لضفة الشعب حيث الأعاصير البنفسجية التي قد تكلفه في نهاية الأمر خسارة الضفتين , فالعقول الواعية هي القيادات الحقيقية لمكان يراد له أن يعمّر ولزمان يراد له أن يطول وشعب العراق زاخر بهذه العقول التي أراد لها ( المتحاصصون) أن تعطل وتقصى وكان ماكان ولكن إرادة الشعب غير قابلة للإفول ..
لايمكن لأي حضارة أن تكون بمعزل عن أصحاب الكفاءات وذوي الإختصاصات فأهمية العقل الواعي في صيرورة الرقي والتمدن كأهمية النقاط للحروف العربية , فعلى سبيل المثال لاالحصر (الخصخصة) التي أسقطت على أساسها الديون العراقية ومنحت الهبات الدولية إن لم نقل ضمانة لإستمرار الدعم الدولي للعراق ليس من السهل أن نتجاهل نقاطها لتصبح بين ليلة وضحاها (حصحصة).
الحصحصة والمحاصصة والتحاصص سرطان أصاب حاضر العراق ومسؤوليتنا التاريخية بلورة فكر شعبي يدعو لإجتثاثه تماما كما فعل المخلصين للعراق بإجتثاث نظام البعث البائد فهي لاتقل خطرا عنه, وصحيح إن المرض قد سرى في أكثر المحافظات إلا إن لمحافظة ذي قار ( الناصرية ) وضع سريري طارئ يستدعي العناية المركزة ويستحق منا وقفة أخرى.
#محمد_قاسم_الصالحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟