الجريمة البشعة التي اقترفتها زمر الشر مساء الخميس الماضي بتفجير مقر الحزب الشيوعي في المشتل ،ببفداد الجديدة، والذي أدى إلى استشهاد اثنين من حرس المقر وتدمير البناية بكاملها ،يثير الاستنكار والاستهجان لدى كل من يهمه أن يسود الأمن والسلام في ربوع العراق العزيز .
أن هذه الفعلة الخسيسة والجبانة من قبل أعداء شعبنا ،وأعداء المسيرة الديمقراطية والذين يسعون إلى إرهاب الأحزاب الوطنية لكي يخلوا لهم الجو لتنفيذ مأربهم الدنيئة في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وإعادة الحياة لنظام حكمهم المقبور ، ولكن هيهات أن تتحقق أحلامهم الشريرة فعصر الطغيان البعثي الصدامي قد ولى إلى الأبد ، وانطلق شعبنا العراقي العظيم من سجنه الرهيب ، وتنسم نسيم الحرية ،وبدأ يقرأ ما يشاء ويسمع ويشاهد ما يشاء عبر وسائل الأعلام المرئية والمسموعة التي حرم منها قرابة الأربعة عقود من عهد الطغيان البعثي الفاشي ، وأخذ المواطنون يعبرون عن آرائهم وأفكارهم بحرية بعد كم أفواههم ،مسلطاً عليهم زبانيته الإرهابية المنتشرين في كل مكان .
لكن إيماننا بقدرة شعبنا على التصدي لهذه الزمر المجرمة والحيلولة دون تحقيق أهدافها الشريرة يتطلب تكاتف الجهود لسائر القوى والأحزاب الوطنية وتحشيد كل طاقاتها للتصدي لهذه الهجمات الشريرة ، ويخطئ من يظن أن هذه الجرائم تستهدف حزباً بعينه ،فكل الأحزاب الوطنية مستهدفة بكل تأكيد ، ولنا مما جرى في تلك الجمعة الحزينة يوم اغتيل الشهيد محمد باقر الحكيم وكوكبة من رفاقه ومناصريه ، والاعتداء الآثم على أحد مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني ،خير دليل على صحة نظرتنا للأحداث الجارية توقعاتنا بتوجه المجرمين القتلة إلى مقرات الأحزاب السياسية الوطنية لغرض الاعتداء عليها .
إن هذا الحدث الأليم الذي أدى إلى تدمير مقر الحزب الشيوعي في بغداد الجديدة ، واستشهاد اثنان من رفاقه الحراس المناضلين هو بلا شك ناقوس خطر يدق أبواب سائر القوى والأحزاب الوطنية لكي تأخذ جانب الحيطة والحذر أولاً ، وتعبئ طاقاتها ،وتركز جهودها من أجل إفشال المخططات الإرهابية المجرمة التي لا تستثني منها أحداً .
كما ندعو مجلس الحكم ،اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بحماية كافة المقرات الحزبية ، وتشديد الحملة لكشف العناصر التي تقف وراء هذه الجرائم البشعة وإحالتهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل.
25 كانون الثاني 2004