أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - محمود كراجة - العمل السياسي دون رؤية..توهان في - الصحراء السياسية-














المزيد.....

العمل السياسي دون رؤية..توهان في - الصحراء السياسية-


محمود كراجة

الحوار المتمدن-العدد: 2346 - 2008 / 7 / 18 - 03:40
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


هل يوجد جماعة، حركة سياسية،مجتمع دون وجود قيادة؟ هل يوجد قيادة لجماعة، لحركة سياسية، لمجتمع،لمؤسسة، دون وجود رؤية ؟كيف يمكن أن تكون الرؤية خميرة العمل/الفعل التغييري؟
تفيد التجربة التاريخية، بأن ما من شعب/أمة إلا وبرز فيها رموز، أبطال، قادة، نشأوا في سياقات فكرية وسياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية وتربوية، صنعت منهم قادة غيروا مجرى حياة شعوبهم، بل وأثروا على شعوب وحضارات أخرى، هذا الى جانب الخصال والصفات الشخصية التي اتصفوا بها، وأهلتهم لأن يصبحوا قادة، يعبرون عن آمال جماعاتهم، وأحزابهم، ومجتمعاتهم، وليس ذلك فحسب، بل يمثلون احتياجاتهم وتطلعاتهم وتوقعاتهم، إضافة الى، قدرتهم على تمثيلهم وأسرهم بأحلام كبيرة، شكلت "الأيدلوجية التحفيزية" لديهم التي ألهبت عقول وعواطف الناس، ما جعلتهم يضحون بحياتهم من أجل تحقيق ذاك الحلم.
هنا ينشأ الإشكال الآتي: هل يوجد قيادة دون رؤية يعملون من أجلها ولخدمة مجتمع أو قطاع مجتمعي معين، تشكل المحفز الدائم للعمل وبذل الطاقات والتضحية بالنفوس إن توجب ذلك؟ لا جدال، بأن جوهر القيادة يكمن في مضمون الرؤية وجوهرها، ومدى قدرتها على تحريك/تحفيز/وتثوير المخيلة لدى الناس، وتمثلها بصورة ملازمة للعقول والعواطف والأفئدة، وتشكل الخميرة التثويرية للمجتمع/الجماعة/ الحركة السياسية. إذ أن العمل وخاصة السياسي، دون وجود رؤية يعني الفوضى، والتوهان، والتخبط، وليس مبالغا القول، الفشل.
فالرؤية الصورة المستقبلية التي نود أن نرى فيها أنفسنا ومجتمعنا، أي بمعنى آخر، تحتوي على فكرة التغيير، والتحول من وضع معين الى وضع/حالة أخرى، في المجالات المختلفة التي تهم الناس/المواطنين. وإن كانت فكرة التغيير، فكرة جذابة، إلا أن المجتمعات بطبيعتها، تميل الى المحافظة أحيانا، لكن إجتماع وتفاعل السياقات الفكرية والسياسية والاقتصادية تجعل من مسالة التغيير مسألة مرغوبة وغير مقاومة، ومن هنا تكون اللحظة التاريخية المناسبة/المواتية لإحداث التغيير. فهل يمكن إحداث التغيير دون وجود قيادة، دون وجود حامل سياسي-اجتماعي لرؤية التغيير.
إذ أن القيادة بمفهومها غير الإجرائي، تعد البوصلة/المؤشر الدائم نحو الرؤية/الحلم التحفيزي للمجتمع/الجماعة. وهذا ينطوي على دورها في تمثيل الجماعة او غيره، والتعبير عما هو مكنون في دواخلهم، وبالتالي تلعب دور الموجه والمؤثر نحو الحلم الذي تتمثله/ تريده الجماعة، كما أنها أيضا ملهمتهم الدائم/ ومحفزهم المستمر نحو تحقيق ما يتطلعون اليه.
تنطوي القيادة على فكرة الإقناع والتأثير على الآخرين نحو تحقيق الرؤية والاهداف، فهي عملية معقدة، وليست مسألة حسابية بحتة ومجردة. فالقيادة تعني القدرة على الإقناع / التأثير على الآخرين وتعبئتهم وتحشيدهم وتنظيمهم نحو تحقيق رؤية وأهداف محددة، تمثل جوهر تطلعاتهم واحتياجاتهم ورغباتهم، فهي عملية تنطوي على القدرة عن التعبير عما يريده الآخرون، وتمثيل ذلك من خلال فعل وممارسة، وصهر لإمكانياتهم وطاقاتهم وقدراتهم من أجل العمل على تحقيق ما يريدون.
من الطبيعي أن لا يكون كل أفراد المجتمع قادة، هكذا لسان حال الواقع يقول، بل ويثبت، إذ لا يمكن من الناحية المنطقية أن يكون الجميع قادة، كما أن القادة ايضا لا تلدهم أمهاتهم قادة، أو ترسلهم الآلهة ليصبحوا قادة، او تخلقهم الطبيعة ليكونوا كذلك، أو يورثون "جين" القيادة. فالقيادة أيضا هي فن وعلم، وإن كانت كذلك فهي لا تهبط من السماء أو تصنعها الطبيعة أو تورث جينيا، بل تكتسب اكتسابا/ تعليما/ تربويا/ تجريبيا/ حيث أن الجماعة/المجتمع أساس بروز القادة، إضافة الى الظروف المجتمعية، والحاجة الى التغيير.
هكذا التجربة السياسية تفيد، بأن العمل السياسي دون رؤية، توهان في "الصحراء السياسية"!



#محمود_كراجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلا الثقافة... لم يصرف عليها ما يستحق ذكره!!


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - محمود كراجة - العمل السياسي دون رؤية..توهان في - الصحراء السياسية-