فاطمة العراقية
الحوار المتمدن-العدد: 2346 - 2008 / 7 / 18 - 10:56
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
الاساس الفسيولوجي_الحب وتطوره في الفرد كما قال ارسطو الحب اسمى شيءفي الوجود واحلى واعذب ما يمر به الانسان
ان من يحب يصبح متسامحا رقيقا هادئا متاملا الحياة بجما لها يبتعد عن التشائم ويركن الى الهدوء والسكينة
الحب بانواعه جميل ومعطاء لكل الناس للوطن للحياة للامل كل هذا حب تشفى النفوس المريضة مع الحب الحقيقي المنزه عن كل الرغبات الذاتية والمصلحية الحب الحقيقي ..
اذا اردت ان تفهم حقيقية شء ما فعليك ان تبحث نشاته وتطوره (ارسطو )أيوجد في الطفل ما يضاهي عاطفة الحب التي تظهر فيما بعد ؟..يجيب فرويد في ثقةعن هذا عن هذا السؤال مثبتا اياه وشيد قصورا مدهشة من علم النفس الطبي اقامها على الاحتمالات الشبقية لمص الاصابع ورضع الثدي ولكننا حين نفصل الوقائع عن النظريات تجدالوقائع ضئيلة جدا .فهذا واطسن واعوانه وضعوا مئات عدة من الاطفال تحت الرقابة فترة طويلة من الزمن فلم يجدوا عندهم اي سلوك جنسي من اي نوع
ومع ذلك فلا يلبث الطفل ان يظهر وعيا بالجنس الاخر فيبدو عنده ضرب من الفضول التشريحي يشجعه عليه الاخفاء والمراوغة .ويصبح كل جنس شيئاغامضا بالنسبة الى الجنس الاخر ,ويثير فيه رد الفعل عبارة عن مزيج من الخجل والجاذبية .ولا يكاد يوجد بين الجنسين الصغيرين اكثر من ذلك واذا حصل الحب قبل البلوغ فاالاشبه ان يكون في هيئة ((عقدة اوديب))اي يتعلق الصبي بامه والفتاة بابيها .ولكن ليس ما يشبه فرويد هو الشيء الفضيع فعقدة اوديب ليست لا شعورية ولا شاذة بل هي سبيل الى اعداد الطفل لحب سليم اما اذا كانت العلاقة على غير تلك الصورة اي حين يتعلق الابن بابيه ,او تتعلق البنت بامها فعند ئذ يكون من المعقول ان ينزعج علماء الطب النفسي ..
وعند البلوغ يغني الحب انشودته الواضحة ..والمعنى الحرفي للبلوغ
Puberty يدل على السن التي ينبت فيها الشعر على جلد الذكر ,وبخاصة شعر الصدر الذي يتيه في توحش ,وكذلك شعر الوجه والذقن الذي ينتزعه في صبر ايوب . ويبدو ان نوع الشعر وغزارته ينبتان
ويقعان (في الظروف العادية )مع دورة القوة الجنسية ,ويبلغان الاوج عند ازدهار الحيوية ,هذا الشعر الذي ينبت فجاة الى جانب خشونة الصوت من ((الصفات الجنسية الثانوية ))التي تصيب الذكر عند البلوغ .اما الفتاة الصغيرة فا اءن الطبيعة تجعلها لينة الاطراف ثقيلة الارداف حتى تفتن العين ,عريضة الحوض لتيسير الحمل ,بارزة النهدين لارضاع الطفل ..
فما الذي سبب هذه الصفات الثانوية ؟لا احد يدري .ولكن الاستاذ ستارلنج
Starlinj اكتشف ما يؤيد نظريته التي تذهب الى ان الخلايا التناسلية
عند البلوغ لا تشرع في افراز البويضة والمني فقط ,بل كذلك بعض ((الهرمونات )) التي تنفذ الى الدم وتكون علة حدوث تغير جسمني ونفساني ولا يوهب الجسم فقط بقوى جديدة ,بل يتاثر العقل والخلق بالوان شيء من التاثر ,وفي ذلك يقول رومان رولان ((تمر بالرجل فترات من العمل يحدث تغير عضوي صامت ))او بالمرأة.ومرحلة البلوغ هي اهم هذه المراحل ثم تغمر مشاعر جديدة الجسم والنفس .ويسوق حب الاستطلاع العقل الى الامام ,وبرده الحياء الى الوراء .ويصاب الشاب بالارتباك في حضرة الجنس الاخر ,وتتعلم الفتاة كيف يحمر وجهها خجلا ,وقد يصبح الطفل فجاة ذكيا بعد ان كان غبيا ,او يصبح عنيدا بلا سبب معقول بعد ان كان مطيعا وتنتاب البالغ نوبات من النظر في باطن نفسه ,واحوال غريبة من التامل والشرود ..ويتفتح الخيا ل وتظهر دولة الشعر ,ويطمع جميع المثقفين اذا بلغو هذه السن في التاليف
ويحلمون بشهرة خالدة ,وتسرع كل قوة عقلية في النمو ويهجم العقل باسئلة جديدة على الكون .واذا استمر الشاب سائرا في طريق التفكير اصبح عالما او فيلسوفا ,اما اذا هجره سريعا فقد يصبح رجلا ناجحا في الحياة ويرتقي اعلى المناصب ..
وفي هذه الفترة يروي ماء الحب المتدفق جذور الفن للمجتمع والاخلاص له .ذلك ان الحب يتخيل الجمال ,ويبحث عنه ,وقد يبتدعه . الحب يتخيل الخير ,ويسعى اليه ,ويبرز عازما على تحقيقه ,واذا كان الدين يعرض نفسه في هذه المرحلة على انه عقائد الهية فقد يثير في نفس الشباب شهوة الجدل وتتمزق بذلك اوصال الدين.اما اذا عرض نفسه على انه يطلب الخير تاثرت به مثالية النفس المتغيرة ,واصبح الدين جزءالا يتجزأمن الشخصية ..
جملة القول مرحلة البلوغ اعجب مراحل حياتنا .فهو عصر العقل وهومع ذلك فترة الانفعال ,اذينر العقل والقلب في كل جانب وابلا من افكار مثالا ومع ذلك اسهل نيلا ,كما يبدو في هذه السنين التي يتنقل فيه الانسان من طور الى طور ,حتى ليشتاق المرء في كل عمر متاخر الى الرجوع اليها .من البلوغ هو ربيع كل قوة ,وزمان البذر لكل حصاد ,وفيها تجد سائر العواطف الشريفة غذاءها ,هذه السن هي نهضة الحياة
ومع ذلك اي قوة داهية هذه التي تسوق الفتى في خوف نحو الفتاة وتجعل الفتيات يتمتعن وهن الراغبات ؟اي سر غامض يعمل في جنيات الجسم ليخلق ابهى زهرة في جميع ...حب الرجل والمرأة؟ وتأخذالخلايا الجرثومية في البدن تهتاج وتتفجر بالحيوية وكانها قد عقدت العزم على مغلبة كل جهد لللاحتفاظ بهذا النشاط الجديد .وكما ان الاصل البيولوجي للحب هو الانتخاب الطبيعي ونمو الغريزة الى تحقيق الاتحاد ,, كذلك اساس الحب هو الفسيولوجي في الفرد هو تجمع المادة الجرثومية ,فيهتاج الكائن باسره .لاحساسه بتوقف النمو وقلق الحياة المتوسعة .ويمتلى القلب بحزن لذيذولكنه ثقيل وكانه قد ادرك انه ناقص فتعطش الى ان يكمل نفسه ..وفي ظل هذا الاهتياج يتأثر الشباب بالاف من الؤثرات كانت تمر به دون ان يشعر بها من قبل ,وتروقه بعض الاصوات ,وتفتنه الوسيقى والغناء الى اقصى حد ,ويتصف الصوت برخامة جديدة (لعلها بدات في نداء الذكر من الحيوانات الدنيئة ))ويستمتع المحب بسماعه .ويعجب الشباب ببعض الروائح بعبير البدن النامي ,واريج النظافة ,وقوة العطر المنبه للغريزه ,وهي جميعا كالخمر التي تسكب في كأس الحب ,وتفتنه كذلك بعض الحركات ,,ايقاع الرقص ومخاصرته ,وهزة جسم الرياضين وثقتهم بأنفسهم ,ورشاقة الفتيات وخقتهن ,اما المناظر
فتفتتن الشباب أكثر من اي شيء اخر ,اذ يفيض موسم الحب بالالوان ,ويفضي اللون الاحمر الى حب الامتلاك .ويتأنق الشباب في الملبس في زمان الالفة ,كما ينبت العرف والريش للطير والحيوانات ,ويطلي المتوحشون اجسادهم بالنقوش فيشوهون انفسهم ليلفتو ا اليهم الانظار ويثيرو ا الحواس ,ولا يصبح اللباس وقاية بل زينة ,ومصدرا للوحي .وباعثا على التاثير .وتخفق القلوب الرقيقة للشجاعة والقوة ,وتثير رؤية الاجسام البضة رغبة الشباب .فهذه التجارب الجديدة من الروائح وألاصوات والملموسات والمناظر ومن العطر والغناء والرقص وشتى انواع الاستعراض ,تشغل ايام الشباب وافكارهم الحالمة ,بواعث لا يمكن صدها الى الحب ..
ثم تجتمع سائر المؤثرات وتظهر فجأة جميع الشروط ,وتنطلق حاجات الجنس بلسان جوع البدن والروح .وعندئذ يولد الحب ويشرق في القلب كما يبزغ النور في الصباح ثم ينتشرفيمتلا الكون نورا ونارا ,وفي ذلك ينشد لوكربتيوس العظيم ..
_((ايه ايتها الزهرة انك وحدك سيدة طبيعة الاشياء ولاشيء يرتفع بغيرك الى عوالم الحياة المقدسة ,أو يصبح بهيا او مرحا ,وانك تمثلين جميع القلوب بالحب العميق ,وتسوقين كل قلب الى أليفه يعملان على استمرا الجنس بالرغبة الحارة ,من خلال سائر الجبال والبحار والانهار الانهار ,وأعشاش الطيور المورقة ,والسهول المكسوة بالحشائش ,,اذ ما يكاد الربيع يشرق مع الصباح حتى تثب القطعان البرية فوق المراعي الباسمة,وتعوم في المياه الجارية ,وقد اسرت أسرت قلوبها المباهج الساحرة ,وساقها الحب الى اتباعك ))..
#فاطمة_العراقية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟