أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق حربي - متى يتناول العراقيون كعكتهم الوطنية!!؟















المزيد.....

متى يتناول العراقيون كعكتهم الوطنية!!؟


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 726 - 2004 / 1 / 27 - 03:54
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كلمات
-39-
  تزايد في السنوات الأخيرة، استخدام مصطلح الكعكة في الصحافة والإعلام والفضائيات ومواقع الإنترنت، ناهيك بأفواه السياسيين ورجال الأعمال وغيرهم، ووجد المصطلح الجديد صدى في أوساط النخب السياسية العربية، قبل وبعد سقوط الطاغية صدام، محققا شرقا وغربا انتشارا واسعا، قلّ أن يحققه مصطلح آخر في زمن قياسي، ضمن مصطلحات سياسية وإقتصادية جديدة، تطرأ بإستمرار ولها محمولاتها ودلالاتها.
   فبعد إنجاز تقدم ملحوظ في البرنامج الإقتصادي الذي تعلنه أحزابهم، يضع السياسيون في العالم المتحضر نصب أعينهم، استحقاقات الإنتخابات القادمة، وتحقيق أكبر رصيد ممكن من الأصوات، وبالإستناد إلى المصطلح الجديد، غالبا مايتبع الصحافيون خطوات السياسيين ومقولاتهم، فيخترعون آليات تسويغية لترويجه، والسعي به إلى غاياته!
   لكن ماهي غاياته : إنها عملية خطف الكعكة من أفواه الشعوب، واحتكار أسواقها والهيمنة على مقدراتها.
 فالولايات المتحدة مثلا وعبر صحافتها المقروءة والمسموعة، لقنت أجيالا جديدة من الصحفيين، ورجال الأعمال ومدراء الشركات وخبرائها، مصطلح الكعكة الجديد!
ولحقت بها أوروبا
  ودخلت على الخط الدول العربية، لاسيما الدول التي فيها صناعات، مصر على سبيل المثال.
لقد اتضح لنا عبر متابعة دقيقة لمصطلح الكعكة، أنه يحيل إلى الدول الغنية بالنفط، أكثر ممايحيل إلى الفقيرة، ببساطة لأن الأخيرة ليس فيها من الكعك مايكفي، لكي تسيل لها لعاب الشركات الغربية، ويلحق بالشركات السياسيون، وبمجاز الشعر لن تجد تلك الشعوب المغيَّبة عن الإرادة الوطنية في بلدانها خبزا، لأن الطغاة الجدد هم أسوأ كثيرا من ماري إنطوانيت، فلاخبز ولاكعك ولابطيخ، إنما فقر يتضاعف على أمم مجروحة في كرامتها قبل خبزها!
 أما الدول العظمى فلن تجد وقتا تضيعه حول مصائر شعوب، أذاقها حكامها المتفرعنون كل أنواع المرارات، وأتى على اقتصاداتها جراد أمم أخرى تنتج السلاح، كذلك فإن التي ليس فيها كعك لايهم الولايات المتحدة من أمرها شيئا كما لايخفى، إلا أن كعكة العراق، حيث فرطت بها سياسة قمعية دكتاتورية مجرمة بحق شعبنا، حملت الولايات المتحدة وحلفاءها، إلى إزالة الدكتاتور بطريقة محكمة، وأرسلوه  إلى مزبلة التأريخ.
  ان العراق البلد الطافي على بحيرات النفط، وصاحب الإحتياطي الضخم لخمسين سنة قادمة على الأقل، حسب الخبراء، وحسب المصطلح الرائج في زماننا، فإن تحت تراب بلدنا (كعكة هائلة)، يمكن أن تسعد شعوبا، وتطيل في عمر دول وحكومات وإدارات في الشرق والغرب، وتحرك جيوشا وأساطيل وتنشّط أسواق العملات، وهو ماانتبه إليه الغرب وتحمس له، فإذا كان أهل الكعكة عاشوا فقرا مدقعا، وقطاعات واسعة من فئات الشعب العراقي كانت مسحوقة ومعذبة، (ليس خلال سنوات الحصار اللعين بل قبل ذلك بعقود، أي منذ تسلط الطاغية على رقابنا)، فإن الكعكة العراقية من جهة ثانية، حملت بلدا مثل الإتحاد السوفيتي قبل سقوطه، والوريثة روسيا فيما بعد، أن يطالبا بحصة من الكعكة، ضاربين عرض الحائط وشائج القربى الإيديولوجية بالأمس مع الحزب الشيوعي العراقي، ووحدة المصير مع الأحزاب التقدمية، والتصدي للإمبريالية وغيرها من الخطاب الشيوعي السوفيتي، فالمعروف أن الإتحاد السوفيتي ووريثته فيمابعد، استقتلتا من أجل الفوز بالإستثمار في حقول مجنون الجنوبية الغنية بالنفط، وجرت مباحثات الدولتين على التوالي مع الطاغية قبل سقوطه، ثم مع الولايات المتحدة بعد السقوط، ضمن برنامج التخادم السياسي وبيع المواقف في مجلس الأمن وتقاسم النفوذ، لكن اللافت أننا كعراقين، لاعلم لنا بمبلغ معرفة روسيا الجيولوجية داخل أرضنا واحتياطي نفطنا!!؟، فهي لم تطالب بجزء من نفط كركوك ولاالبصرة ولاالرميلة مثلا، وكل تلك المناطق فيها من الإحتياطي مايعادل نفط مجنون وأكثر!؟
 ان مفهوم الكعكة في عصرنا الراهن يخرج حتى من فهم تشرشل للسياسة الدولية في : ليس هناك صداقات بين الشعوب بل مصالح، ليأخذ بعدا ميكيافييلا بإعتبار أن الغاية تبرر الوسيلة، ففي الطريق إلى الإستحواذ على الكعكة وحرمان دول أخرى من تذوقها، سقط آلاف من العراقيين، وجاعوا وانجرحوا في أجسادهم ونواتهم البشرية الأعمق، وهي نفس الكعكة التي جاءتنا بالإحتلال والحبل على الجرار.
  مفهوم الكعكة وطريقة الحصول عليها، بأي ثمن بالنسبة إلى تلك الدول، بالحروب والنزاعات أو بالعصا والجزرة، خرج علينا بأخلاقيات سياسية جديدة، كلما ابتعدت الشعوب عن مساءلة حكوماتها، كلما ازدادت تلك الحكومات غطرسة ولعبا بمقدرات الشعوب، ولاريب أن سياسة الكعكة الجديدة أخرجت دولا عظمى من مسارات الديمقراطيات وحقوق الإنسان إلى مسارات الشركات وتطلباتها.
كنت جنديا مكلفا في حرب لاناقة لي فيها ولاجمل (الحرب العراقية الإيرانية)، أحرس كعكة حقول نفط مجنون لصالح روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها، وإذا كنت نجوت من تلك الحرب، وفي تلك الهجومات التي يلعنها كل دين ومبدأ إنساني، فإن أرواح أصدقاء لي في يفاعة الشباب أزهقت على أرضهم، وسالت دماؤهم فوق كعكتهم الوطنية.
  أنظروا رجاء إلى كعكتنا التي مازالت تنهب، إلى عدد كبير من المواطنين الكويتيين والمصريين والأردنيين، يشترون دينارنا العراقي الجيد، أو دينار بريمر كما يسمونه، ويدخرونه لمستقبلهم وأولادهم، ضاربين عرض الحائط حاضر شعب مايزال يتضور جوعا، رغم سقوط الطاغية، ضارّين الإقتصاد العراقي الذي يشهد أولى خطوات انقاذه من تحت حطام الحصار والدمار والحروب.
   أنظروا رجاء إلى قوائم كوبونات النفط، التي سلمها الطاغية إلى شخصيات عربية ودولية، ومنظمات وأحزاب وأعضاء برلمانات وصحفيين وغيرهم، ممافضحتهم به صحيفة المدى الصادرة صباح هذا اليوم في بغداد، وعليهم طبعا إرجاع كل دولار إلى خزينة الدولة العراقية والإعتذار من الشعب العراقي.
وغير ذلك كثير مما تأتي به الأيام، فمتى إذن يتناول العراقيون كعكتهم الوطنية!!؟

2004.1.24
http://home.chello.no/~harbi/
 [email protected]
   



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوائد محاكمة صدام العلنية
- قراءة في صورة صدام الأخيرة
- لكل طاغية حفرة حتى يلقى فيها القبض عليه!
- صحافة التسلية ردا على مقال* سمير عطاالله - البحث عن الدوري
- خابت صواريخ البعثيين ضد شعبنا وبلادنا
- محنة الدينار العراقي
- من أين يأتي عمرو موسى بأيتام النظام للطعن بمجلس الحكم؟؟
- ظافر العاني إلى الوراء درّ
- في ذكرى انقلاب 17-30 تموز المشؤوم
- حرب
- شرعية مجلس الحكم وشرعية الأنظمة العربية
- مع المخرج السينمائي عبد الهادي ماهود
- رحم الله شيخنا أحمد الوائلي
- صوت الطاغية من جديد في قناة الجزيرة
- قبر مالك
- قصيدة حب إلى الأرض
- حول تظاهرات الضباط الأخيرة في بغداد!
- رسالة إلى أهلنا في الناصرية
- ساعات
- أين الرقم واحد ياجماعه!!


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق حربي - متى يتناول العراقيون كعكتهم الوطنية!!؟