أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد هجرس - هل استعار -الأخوان- شعار -الإسلام هو الحل- من أمريكا؟!














المزيد.....


هل استعار -الأخوان- شعار -الإسلام هو الحل- من أمريكا؟!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2345 - 2008 / 7 / 17 - 11:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فى انتخابات مجلس الشعب التكميلية التى جرت يوم الأحد الماضى فى دائرة المنشية والجمرك بالإسكندرية كان ملفتاً للنظر إصرار جماعة الأخوان المسلمين على رفع شعار "الإسلام هو الحل".
ونسبت صحيفة "المصرى اليوم" إلى على عبد الفتاح، القيادى فى الجماعة المحظورة قوله أن الجماعة لن تتنازل عن رفع هذا الشعار "لأنه يتوافق مع الظرف السياسى الذى تعيشه مصر"، مضيفاً أن رفع هذا الشعار "يأتى رداً على الممارسات الأمنية، وإعمالاً للمادة الثانية من الدستور التى تتيح رفع الشعارات الدينية".
بينما كان رأى جريدة "الجمهورية" فى صدر الصفحة الأولى لعددها الصادر يوم الأثنين الماضى أن ما فعله "الأخوان" بالإسكندرية يمثل "تحدياً للدستور" و"للتعديلات الدستورية الأخيرة التى حظرت استخدام شعارات دينية فى الانتخابات" خاصة أنه رغم أن تلك التعديلات أصبحت سارية المفعول فإن الجماعة المحظورة لا تعترف بها. الأمر الذى جعل المرشحين الأخرين – أى غير المنتمين للأخوان المسلمين – يتساءلون عن "قانونية إجراء الانتخابات مع مرشحين يرفعون الشعارات الدينية ويوزعونها فى وضح النهار". كما تساءلت "الجمهورية": لماذا لم يقدم الحزب الوطنى طعنا على الشعارات الدينية؟!
هذه الواقعة وتلك التساؤلات المشروعة تعيد إلى جدول أعمال الجماعة الوطنية هذه المسألة المزمنة التى مازالت بدون حل منذ عقود طويلة، ألا وهى علاقة الدين والسياسة، التى اشتد الأخذ والرد حولها بنحو خاص منذ ثمانين عاما أى منذ ظهور جماعة الأخوان المسلمين فى مصر على يد مؤسسها حسن البنا.
ولا أريد – فى هذا المقال – العودة للإجابة على هذا السؤال المطروح من عقود، فرأيى فيه معروف. لكن أريد العودة إلى شعار "الإسلام هو الحل" الذى يتم الترويج له باعتباره "ابتكارا" أو اكتشافاً إخوانياً لا يمكن التنازل عنه.
والمناسبة ليست فقط ملابسات الانتخابات التكميلية لمجلس الشعب وإنما أيضاً صدور كتاب عن اليمين المسيحى الأمريكى: "إنجيليون فى البيت الأبيض". تأليف البروفيسور مختار بن بركه وترجمة وتقديم الزميل أحمد الشيخ.
وفى هذا الكتاب بالغ الأهمية يلاحظ المترجم فى مقدمته الرائعة للكتاب أن هناك مفارقة مروعة تنطوى عليها "المسالة الأمريكية" يجتمع داخلها العلم والتخلف، فأمامنا أمريكا القوة العظمى الأولى فى العالم والتى تملك أعلى مستويات التقدم العلمى والتكنولوجى، وأمامنا أيضاً أمريكا أخرى يكشف عقلها السياسى والدينى عن حالة من التخلف والجمود قد لا نجد لها نظير فى دول العالم الثالث أو الرابع. وبتعبير آخر نحن أمام أمريكتين : أمريكا العلم والحريات الدينية والفصل بين الكنيسة والدولة، وأمريكا أخرى مضادة هى أمريكا الأصولية التى تؤمن بالخرافات والأساطير والتى يتداخل فيها الدين مع الدولة.
وهذه المفارقة التى تقودنا إلى مفارقة ثانية بين ما تروجه أمريكا الأصولية عن أن التطرف نشأ أولاً فى البلاد العربية والإسلامية وأن الإسلام ينتج بالضرورة الأصولية ويخلط دائماً بين الدين والسياسة، بينما من يقرأ التاريخ السياسى والدينى للولايات المتحدة قراءة فاحصة ومدققة سيكتشف بوضوح ان الأصولية نشأت أولاً فى أمريكا، وقبل أن تظهر فى بعض البلدان العربية الإسلامية، وأن الحركة الأصولية المسيحية هى الأكثر قدما والأكثر قوة ونشاطا من الأصولية الإسلامية المعاصرة، وأن "الصحوات" المسيحية الكبرى بدأت فى أمريكا منذ قرنين أو اكثر، وأن ما تشهده امريكا اليوم يعتبره بعض الباحثين "صحوة مسيحية ثالثة"، وذلك قبل "الصحوة" الإسلامية المعاصرة، لكن بفضل جهل العلماء المسلمين ووسائل الاعلام بهذه الحقائق فإن العكس كان دائماً ما يروج له.
ومن يقرأ التاريخ جيدا سيدرك أن الأصولية الأمريكية – فى بدايات القرن الماضى – كانت قد نجحت بالفعل فى خلط السياسة بالدين، وذلك فى الوقت ذاته الذى كان كمال أتانورك يقوم فيه بعلمنة تركيا وفصل الدين عن الدولة، وكانت الأصولية المسيحية أيضاً متقدمة زمنياً على الثورة الإسلامية الايرانية (1978) عندما أعلن عام 1976 عام الأنجيلية فى أمريكا، وهو العام الذى وصل فيه جيمى كارتر، وهو واعظ معمدانى من الجنوب الأمريكى، إلى سدة الرئاسة الأمريكية. وبعد ذلك سنوات قليلة جاء إلى الرئاسة الأمريكية رونالد ريجان، الذى كان يرفع شعار "الانجيل هو الحل" - لاحظ هذا الشعار وتاريخه – أثناء حملته الانتخابية عام 1980.
ولذلك يقرر أحمد الشيخ بحق أننا " لم نكن نحن إذن مصدر التطرف ولم نكن أول من سبق إليه. ولم يكن شعار "الاسلام هو الحل" سابقاً على شعار "المسيحية هى الحل". بل يراودنى شك فى أن من رفعوا شعار "الاسلام هو الحل" قاموا بترجمة الشعار من أمريكا، واستبدال كلمة المسيحية بكلمة الإسلام، ولاسيما أن هذا الشعار عرف طريقه إلى حياتنا السياسية بدءاً عن عامى 1986 و 1987، وفى فترة انتخابات أيضاً، اى بعد عدة سنوات من تداول الشعار فى الحملات الانتخابية الأمريكية، مع فارق كبير هو أن اللذين رفعوا الشعارات لدينا لم يكونوا رؤساء دول، ولم يكونوا من النزلاء الدائمين على وزارة الدفاع ورئاسة الجمهورية، كما كان عليه الحال فى أمريكا".
فهل هى مجرد مصادفة أم ان الأكمة وراءها ما وراءها؟!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- .. و على المتضرر اللجوء الى .. الجماهير
- السفيرة وفاء: رغم كل شئ .. مصر تتغير
- -الشخص-.. الذى نحب أن نكرهه!
- شعاع أمل: رئيسة جمعية أهلية ترفض «التمويل الأجنبي»
- تصوروا: كيسنجر يرفض دبلوماسية العضلات الأمريكية!
- تأملات عبر المحيط الأطلنطى (2)
- تأملات عبر المحيط الأطلنطى: يوم الاعتذار القومى
- فتنة ملوي.. واستراتيجية المصاطب!
- عشاء ساخن جداً مع سفير كندا
- أجريوم .. شكرا
- سر أجنحة كلمات الأبنودى
- قنبلة طلخا... الموقوتة
- عش الدبابير !
- عصر الاضطراب (1)
- -طوارئ- .. فى الزمان والمكان فقط
- هوامش على دفتر النكبة (3)
- أزمة رئاسة مجلس الدولة: ضعف البصر له حل.. وعمى البصيرة ليس ل ...
- ثلاثية التراجعات
- اعتذار ل »دمياط«.. ورسالة حب ل »رأس البر«
- مطلوب تفسير من وزير الصحة


المزيد.....




- قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية ...
- من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس ...
- الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة ...
- اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي ...
- بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب ...
- مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج ...
- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد هجرس - هل استعار -الأخوان- شعار -الإسلام هو الحل- من أمريكا؟!