هشام اعبابو
الحوار المتمدن-العدد: 2346 - 2008 / 7 / 18 - 02:49
المحور:
دراسات وابحاث قانونية
استغرب الرؤساء العرب و شعوبهم من قرار محكمة الجنايات الدولية بلاهاي و القاضي بإدانة الرئيس السوداني عمر البشير,و الذي يتهم بإعطائه أوامر لمليشيات الجنجويد المسلحة و المدعومة من الحكومة السودانية بالمال و السلاح و التي هي متهمة بلقيام بمجازر و بتطهير عرقي في دارفور ضد قبائل" الفور" الغير العربية, وهي تهم لم تعد خافية على أحد, والتى معظم الحجج و الشهود تؤكد مسؤولية الجنجويد و االرئيس السوداني عنها. قامت السودان و الدول العربية سخطا و تحاملا على المدعي العام و على المحكمة الدولية و على حكمها بالمطالبة بالرئيس عمر البشير,باعتبارها سابقة في العالم العربي و في العالم أن يتم تسليم رئيس لا يزال يمارس الحكم,سارعت الدول الإفريقية و العربية إلى الإدانة بحكم المحكمة و للتضامن مع السودان و رئيسها لماذا كل هذا؟ألهذا الحد نقدس رؤساؤنا الديكاتوريون منهم؟ ألهذا الحد دماء و أرواح شعوبنا رخيصة في أعيننا ؟ أسئلة صعب علي الإجابة عليها و أنا أشاهد التضامن و الإحتفال بالرئيس عم البشير في الخرطوم و حتى تضامن العديد من الدول العربية و شعوبها مع الرئيس السوداني, هل هي ردود فعل تلقائية أم هي مفبركة حتى يتهرب عمر البشير من جرائمه ضد الإنسانية و التي عان منها ساكنة دارفور.أنا مع الحكم الذي صدر من محكمة الجنايات الدولية ضد الرئيس السوداني و مع أي حكم يصدر من تلكم المحكمة ضد رئيس دولة عربية أو إفريقية ارتكب مجازر ضد الإنسانية في شعبه,لأننا نحن مواطنوا و شعوب العالم العربي و الإفريقي لا نقل قدرا من الشعوب الأخرى خاصة الغربية و التي لن يقدم رئيس من رؤسائها على الفتك بشعبه حتى يفكر ألف مرة,و انا أشاهد ردود فعل الساسة في السودان و الشعب السوداني استوقفني كلامهم وتحججهم بعدم الإعتراف بحكم المحكمة الدولية بحجة وجوب إصدار حكم ضد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جورج بوش بسبب مسؤوليته في تدمير العراق و أفغانستان و تسببه في قتل الألاف من الأرواح في كلتا البلدين, نعم أنا متفق معهم و لكن الرئيس جورج بوش لم ينكل بشعبه و لم يعطي أوامر بقتل الأمريكيين العزل, أما رؤساؤنا فمعظمهم يقومون بذلك في تحد سافر لكل الأعراف و المواثيق الدولية ,فلعل حكم محكمة الجنايات الدولية ضد الرئيس عمر البشير لعله يكون عبرة للرؤساء العرب و الأفارقة المتفرعنين و الجبارين على شعوبهم و يجعلهم يفكرون ألف مرة قبل الإقدام على الفتك بمواطنيهم و بأرواحهم..
#هشام_اعبابو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟