|
لماذا كانت هذه الرموز والاستعارات التي يحيطها الغموض موجودة بالكتب السماوية ؟وما الحكمة في صياغة كثير من الآيات في هذا القالب المجازي من التشبيهات؟
راندا شوقى الحمامصى
الحوار المتمدن-العدد: 2345 - 2008 / 7 / 17 - 11:01
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ان الكتب السماوية تختلف عن كل ماسواها من كتب وضعها البشر وذلك لان الانسان مهما بلغ من النبوغ ومهما وصلت اليه عبقريته فسوف لايتجاوز في كتابته حدود الماضى والحاضر واذا كتب عن المستقبل فانما يكتب عن امانيه واماله التي يحتمل ان تتحقق كما يحتمل العكس على السواء. اما الكتب السماوية فان كلا منها يشتمل على الماضي والحاضر والمستقبل الذي لابد وان يتحقق واليك بعض التفصيل: الماضي: يحدِّث كل كتاب سماوي امته عن ماضي الشعوب التي سبقتها فيقص عليهم من تاريخ تلك الشعوب ليبين فيه ماحدث منهم مع رسلهم وانبيائهم ويلقي باضواء بياناته على المكافأة والخير الذي احاط بالامم التي استجابت لدعوة الرسول وامتثلت لتعاليمه كما يسرد اسماء ماحدث للشعوب التي عنت واعرضت عن امر ربها وماحاق بهم من عذاب جزاء اعراضهم وهذا القصص التاريخي هدفه العبرة-عساها تصون افراد الامة من الوقوع في نفس تلك الاخطاء00او نظائرها! الحاضر: يحدد كل كتاب لامته معالم حاضرها في تشريع واضح محكم ويتناول كل تشريع سماوي جانبين احدهما- الامر بالمعروف والتحلي بمكارم الاخلاق باختصار القول حيث لاداعي لتعدادها فهي مذكورة في كل كتاب سماوي وهذه هي وحدة الاديان وهذه هي الحلقة المتينة والعروة الوثقى التي تربط بين جميع الاديان حيث لاتتغير في اي دين سماوي. والجانب الاخر هو مايحيط بعديد من الشئون الاخرى ومنها على سبيل المثال:نسبة الزكاة مواقيت الصلاة واتجاهاتها مواعيد الصوم توزيع الميراث وبقية المعاملات التي ترتبط بالافراد. وبما ان حتمية تطور البشرية تقتضي ضرورة تغيير هذا الجانب لان البشرية ليست جامدة على اوضاع ثابته ولن تكون، فلابد من نهضات سماوية متتالية متوالية ترتفع بمستويات الامم على مر الاحقاب حتى تتجه بالشعوب اخيرا الى مداخل الهدف الاعلى للخليقة وهو وحدة البشرية ببلوغها مراتب الكمال الانساني العديدة الدرجات ولن يتحقق الرقي في الارض ومن عليها بل لابد من ماء السماء ومن وراء هذه الحتمية ومن جرّاء هذه الضرورة التي لابد منها حدثت الزلزلة لكل قوم جاءهم نبأ جديد يتجه بهم نحو مايكفل لهم المزيد من الرقي والترابط والترفع عن مستويات الوحشية والحيوانية. فما بالك لو تجلت اضواء(النبأ العظيم) الذي يجمع بين شعوب الارض قاطبة حيث يبين لهم ماهم فيه يختلفون؟ هذا احد المداخل للهدف الاعلى، ويكفي العاقل المنصف ان يتأمل في الايتين التاليتين ويتعمق في ادراك مما اشرنا اليه نحو ذلك(الهدف الاعلى). (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ(انتهى) البحر قبل ان تنفذ(تنتهي) كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا) الكهف109 (ولو ان مافي الارض من شجره اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر مانفذت كلمات الله)-اي ماانتهت كلمات الله ورسالاته- نعمان 27 فنقول بان ظهور نبأ جديد بين قوم لاتقتصر اثاره على اهتزاز كيان الامة بمجموعات افرادها عندما يفاجئها ذلك الظهور السماوي الذي يأخذ من افئدتهم مأخذه ثم يستمر الماء في نزوله حتى يتم التطهر فتتبلور الدعوه في تجلياتها وتستتب الامور بعد ذلك تنظر الافراد والجماعات فيما حولها من ديانات اخرى ورسالات تشتمل في مجموع تشريعاتها على توجيهات تختلف عما بين يديها من تشريع اصبحت تعتز به وتتمسك بتفاصيله فيعتري الافراد والجماعات موج اخر شديد الاضطراب حيث تظن كل امة ان كتابها وحده هو الصواب ويستقر في اعتقادهم ان كل مادونه من كتب ورسالات قد اعتراها لون من الانحراف بعيد المدى. ومن هذا الاعتقاد لدى كل امة أنشأت الاختلافات اعقبتها التعصبات التي اثمرت النفور والكراهية والبغضاء وتمخضت تلك الثمار عن الوان من الحقد والعداء سواء كانت مستترة او علانية، ولقد تبين لنا ان الحاضر هو الاجدر بالاهتمام والعناية بالبحث الراشد في روية واتزان حيث ينير لنا وجهتنا نحو مستقبل مشرق بالتقارب والمحبة. هناك نقطة على جانب كبير من الاهمية وهي ان الايات التي تتناول بيان التشريع السماوي بجانبيه وهي واضحة التوجيه محكمة التعبير عما نحدده من تخطيط وليست بها غموض او كناية او استعارات مجازية لان ايات التشريع هي التي ترسم بوضوح اساليب حياة الافراد بما يتعلق بارتباطهم ببعضهم كما توضح لهم صراطهم المستقيم الذي يسلك بهم الى رضوان الله وهو هدف الاهداف ومنتهى الغاية القصوى. المستقبل: الذي لابد وان يتحقق بما ان المستقبل هو الغيب المستور فلا تتفق معرفته من الجهر والعلانية في وضوح الا ان كل كتاب سماوي قد تحدث عنه مشيرا الى هدفين وهما:لقاء الفرد بالله بعد الوفاة وهو انطلاق الروح الى عالم خلودها- إما منعمة في قرب الله ورضوانه او معذبة بحرمانها من ذلك الهناء المقيم والهدف الاخر هو لقاء الامة بالله وذلك بظهور احد المظاهر الالهية والمتعددة الاشراق مما لانهاية له. والهدف الاول هو موضوع حديثنا التالي: اكثر الاضواء روعة والهدف الثاني نلخصه في ان كل رسول قد اشار في اسلوب مجازي الى ظهور من سوف يأتي من بعده سواء كان هذا الظهور القادم سيتم في نفس المنطقة التي بدأت فيها دعوته او يكون ظهور القادم سوف تشرق انواره من افاق بقعة اخرى من بقاع الارض، وعلاوة على ان احداث المستقبل لاتتفق معرفتها مع الجهر والعلانية طبيعة الحال فانه اذا فرضنا ان الرسول(الحالي)قد اعلن الزمان والمكان اللذين سوف تتلألأ فيها شمس من يأتي بعده لترتب على ذلك امور عديدة منها: اولا: ان افراد الامة سيعلمون ان كتابهم (مؤقت) ودعوتهم ليست بالباقية وانهم(امة وسطا00) وهذا مالم تكن ترتضيه العقول القديمة بمفاهيمها الغابرة والمغربه ورغم ان عصرنا هذا يمتاز بالتفتح العقلي الذي لاتدانيه عقلية من كانوا منذ مائة عام فقط الا اننا محاطون بمن ظلت عقولهم جامدة على ماكان عليه قوم العصور الجاهلية. ثانيا: ان افراد مابين الظهورين سوف يكونون على علم بانهم لن يعاصروا زمن ذلك القادم لان مابين اي رسالتين مئات السنين فيكون هذا داعيا لتسرب الفتور في نفوسهم ويعمل على الاسراف في انحدارهم اكثر فيما مضى عليه من ضرورة دخول الانحرافات والتقاليد التي يبتدعها من يظنون انفسهم اكثر معرفة من الباقين وهؤلاء المبتدعين هم الذين اطلقنا عليهم عبارة(اصحاب الجهل الاول) وهو السبب الاول للنكسة التي تعتري الامة في اي زمان ثالثا: ان الافراد الذين سوف يكونون من المعاصرين لذلك الظهور السماوي سيكون كل منهم على بينة من المكان والزمان فتكون درايتهم الكاملة سببا في اقبال الجميع جزافا دون ان تتحقق عمليات الفرز والانتقاء والاختيار التي تحدثنا كثيرا عنها وضروريتها وملازمتها لكل ظهور ولايتحقق ايته الكبرى(هل يستوى الذين يعلمون والذين لايعلمون انما يتذكر اولوا الالباب)الزمر9 اولوا الالباب يعني اصحاب العقول الراجحة رابعا: من البديهي ان لايصبح الغيب اذا اعلن مما يعتبر من (الغيب) فكيف يكون غيبا حينذاك؟ وبناء على هذا لابد وان تكون الاشارات عن احداث المستقبل مغلفة في ذلك القالب من الكتابة وتلك الصياغة الرقيقة في التشبيه والاستعارة فتكون آيات السماء التي تومئ الى المستقبل ايماءة المنبئ بالامر في قالب المتنبئ به مستترة المعاني كأنها الحوريات الحسان في خيام الالفاظ الظاهرة تلمح حيور عينها تلميحا لاولي الالباب الذين يلمحون مكنون اشاراتها الخفية اولئك الذين عرفوا قدر اعمارهم النفيسة وقيمة مالديهم من اوقات الفراغ فعرفوا جانبا منها لايستهان به في التعمق لادراك مايعود على عقولهم وارواحهم بالكسب فداوموا على المزيد من اكتساب المعرفة والروح بما يلازمها من مشاعر والعقل بما يخصه من الذاكرة والادراك. كل هذه الجوانب المعنوية من الخالدين والذين صاروا من العارفين لقيمة حياتهم قد اصبحوا من الباحثين عن الخلود ومايتعلق به ويدور في افلاك مراميه. وختاما لهذه النقطة الدقيقة نأتي بمثال واحد يناسب المقام الذي نحن نصدده من حتمية تحقق مستقبل الخليقة باسرها حيث اشارت احدى نبوءات اشعيا الي يوم يسكن فيه الذئب مع الخروف ويأكل الاسد تبنا مع البقر ويمد الطفل يده في جحر الثعبان فلايصيبه باذى(اشعيا الاصحاح6:11-8 ويقرأ رجل العلم هذه التعبيرات وعقله يدرك ان هذه الامور لن تتحقق علميا فاذا هو سأل واحد من اياهم عن كيفية تحقق هذه العبارات وماهي الفائدة التي تعود على الانسان من وراء كل هذا؟ قذفه بالمروق والالحاد لانه يشك في ان هذه الامور لابد وان تتم كما هي بنصها حتى لقد اوحت تأكيداتهم هذه الى بعض الرسامين فصوروا تلك المناظر العجيبة على لوحاتهم وانتشرت بكل ترحاب في منازل المساكين من الضحايا الذين تجمدت عقولهم واذهانهم على التمسك بالالفاظ نصا حرفيا. ونقول:هل مسكن الانسان اولا مع اخيه الانسان في سلام ووئام دون ان يغتاله بمالم تصل اليه وحشية الحيوان حتى يتوقع المتشبثون باذيال الدين ان يتحقق مسكن الذئب المفترس مع الحملان الوديعة؟ ان هذه النبوءة هي اشارة رمزية الى ذلك اليوم الذي يتحقق فيه معيشة ذئاب البشر مع الودعاء وتسكن البغضاء في نفوس الشعوب المتعادية المتحاربة فتهدأ بينهم نزعة الوحشية ويسكنون الى جوار بعضهم في تقارب ويتبادلون التعامل في محبة واخاء. ويؤيدنا في هذا الاتجاه المستتر قوله تعالى في بقية تلميحاته البديعة ذات الشفافية الرقيقة لذوي البصائر التي تخترق رقائق الغلالات ( لان الارض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر) واذا قارنت هذا مع ماتنبأ به حبقوق في الاية14 من الاصحاح الثاني وجدت: (ان الارض تمتلئ من معرفة مجد الرب كما تغطي المياه البحر) وفي خطراتها وهي تهدي قلوب العقلاء من الظامئين الى معرفة الرب وامجاده التي افاض علينا بها اكثر الاضواء روعه استقبل الصباح بوجهك عند شروق اية النور تشعر بنشوة الحياة تدب في كل جارحة منك بينما اشعة ضيائها البهية تغمرك في اجمل من المتعة وتبعث دبيب البشر ينساب خلال دقائق مشاعرك كأنما يهمس في اعماقك:انك بهذا الحضور في مولد يوم جديد وكأنما هذا الفيض الذي يسري بجوارحك هو معنى من الخلق وفي كل شروق ترى لوحة رائعة من لوحات الخالق يتبارى الفنانون في الاقتباس من وحيها ويستلهمون، وفي لمحة بارقة من لمحات الفكر يتبادر الى العقل سؤال هل يمكن لروائع ضياء الاشراق ان تتفجر من صفحات الورق فتلك ايات المبدع الاول وهذه ايات من صنع الانسان ولقد قلنا ان ابتكارات الانسان هي معنى من الخلق فاذا تم اللقاء بين الذي هو معنى من الخلق وبالتي هي معنى من الخلق لم يكن لمراتب الانسان الاخرى الا ان تخشع وتبارك هذا اللقاء حتى لكأن الطبيعة باسرها والحياة بظروفها تتعاون على الجمع بينهما. هاقد طلع الصباح وانتهينا من لقاء طلعته بالامنيات والامال تحدونا وتسبقنا ويبدأ كل انسان عمله ثم ينتهي منه الى لقاء تلك الفترة الطويلة التي تمد امامه قدرا لايستهان به من الوقت لتحصيل مايكفل له الاعتدال والاتزان ذلك باعطاء الروح والعقل مايشبعهما. اذا كانت الغفلة قد انتقلت من توارث ماوضعه(الجهل القديم)وتناقلت الى شمل الاجيال المتعاقبة فقد ارجعنا ذلك-من بعض نواحيه-الى صغر السن وعدم المقدرة على التمييز بين خطأ الامور وصوابها في تلك السن المبكرة وهذه جناية الجهل القديم على ضحايا من الغافلين القدماء. لننتقل الى الاجابة على السؤال الاخير الذي يستهدف معرفة الحكمة في صياغة الكثير من ايات السماء في ذلك الاسلوب المجازي المغلف بالكنايات: بديهي انه من العسير جدا بل ومن المحال ان تحاول شرح احد الاجهزة اللاسلكية او العقل الالكتروني مثلا او اي نموذج من احدث الابتكارات لسكان المجاهل والغابات او الذين لايعرفون من امور الحياه إلا ماهم عليه من معلومات بدائية فجة ومفاهيم محدودة ضيقة الآفاق الا اذا اصطفيت نخبة اقل من القليل وجعلت تلقنهم العلم والمعرفة من المبدأ ومن المنبع. هذا مافعله كل رسول من اقرب الاقربين من خاصته00فقط اما الغالبية العظمى فانهم لايدركون حقائق مايحيط بهم من اشياء الا عن طريق الحواس الجسدية فكيف يمكن ان يوصف لهؤلاء عالما وهو عالم الروح لاوجود فيه للحواس الجسدية بل كله معنويات تحيط بالمشاعر ويدركها العقل المجرد والافق الواسع القدير على الاستيعاب، الا ان الرسل قد اكدوا بعبارات لاتقبل الشك ضرورة حدوث امور معينة وذلك باستخدام اللغة والكيفية الوحيدة التي تصلح لتصوير هذه الامور للعقل المحدود تلك هي لغة الرموز والتشبيهات، فلقد رسموا صورا بدائية جدا في اول الامر لتساير العقل البشري في تلك المرحلة من مراحل اطواره وتطوره من قبيل الجنة والنار. فالحريق والبكاء وصرير الاسنان والعذاب من ناحية والحدائق الغناء والخمر والذهب والحوريات من ناحية اخرى. وهذا هو الاسلوب العبقري في تصوير المعاني للاذهان وان البشر بطبيعتهم لايحبون العذاب ولا النار ولا البؤس بل يهيمون حبا بالجلوس في اماكن محاطة بوسائل الراحة والجمال والتكريم والتمتع والتنقل بين اسباب الرفاهية. وانه رغم تباين عبارات وتعدد التشبيهات المختلفة التي استخدمها الرسل فان الرسالة مع الصورة للناس كانت واحدة لاتتغير في مضمونها، فانت اما ان تكافأ او تجازى لدى مثولك بين يدي الله في العالم الاخر عالم الروح والخلود بعد الوفاة وينظر الكثير من الناس الى هذه التعبيرات على انها مجرد وعظ وارشاد وانها لاتخرج في اهدافها عن نطاق النصائح ولم يدر في خلد احد منهم ان يسأل نفسه عما اذا كانت هذه المعنيات التي تهدف اليها الرسل والانبياء من وراء تلك الرموز والارشادات ليست مبنية على قوانين وقواعد ثابته شاملة لاتتغير كما هو الحال تماما في عالم المادة والملموسات. ان الثواب والعقاب او المكافأة والجزاء هما بدون شك الدعامتان اللتان ترتكز عليهما الحياة جميعا سواء في صورتها المادية الحسية او الروحية بمشاعرها المعنوية فالحيوانات بما في ذلك الانسان لها من الفطنة مايمكنها من معرفة القوانين الطبيعية للحياة التي تنتظمها ولا من قوة الادراك مايجعلها تعرف تماما ان في مخالفة تلك القوانين ايذاء لها وان في اتباعها وطاعتها للقوانين صيانه لها وسلامة وامان. نجد الصبيه الصغار- يعرفون ان الطاعة نتيجتها المكافأة وان عدم الطاعة معناه العقاب او الحرمان مما يستهويه. فاذا كانت امثال هذه التصرفات تصدرمن المخلوقات البسيطة المحدودة الفكر والادراك وتدل معرفتها الاكيده بان الانقياد للتعاليم واطاعتها تجلب الراحة والرضى وان العكس يؤدي الى الشقاء والتعاسة فانه اولى بمن رجحت عقولهم ونضج ادراكهم ان يوقنوا بضرورة وجود القوانين التي تنظم الحياة كلها ونتائج العمل بها او عدمه. انظر مثلا الى نتائج تطبيق القوانين ومعاقبة المجرمين ثم تصور النتائج المريعة لو اننا فتحنا ابواب سجون العالم، او انظر الى نتائج صد الوحوش المفترسة عن ان تجوس خلال المدن والقرى ثم تصور النتائج المرعبة لو اننالم نعمل على صدها. اذا تصورت هذا لامكنك معرفة مدى الفوضى والتخريب واختلال التوازن للانسانية اذا لم تكن هناك قوانين شاملة وعقوبات لمن يخالفها، او رأيت الى نتائج مخالفة اشارات المرور مثلا، واترك لعقلك الرحيب بقية تصور المآسي والكوارث التي تترتب عليها حالات المرور دون ان يكون هناك منظم لها، اذا عرفت هذا ثم ادركت الى جانبه ان روح الانسان هي كل مايقام له وزن وان جسمه ماهو الا وجود مؤقت لفترة قصيرة من الزمن هذا علاوة على انه قد اتضح لذهنك ان الروح هي مركز الشعور والاحساس، فانه من مجموع هذه اللمحات السريعة يمكنك ان تطل من اعلا المراتب على ماتدور حوله وتنصب عليه هذه القوانين ونتائجها. ولقد علمنا ان السعي المتواصل الذي تسعاه للحصول على المزيد من المعرفة في نواحيها المتعددة ومنها امثال هذه الدراسات التي تصل الى اعماق النفس وتطلع الانسان على حقيقته المتشابكة المتفاعلة مع بقية من يحيطون بها كل هذه انما هي الوان من الاكتساب والتحصيل الذي يهدف الى ترقيات الروح في عالمنا هذا حتى تصبح على بصيرة بما ستؤل اليه في عالمها، كما وان هذه الضربات التي تنبض بها قلوبنا وشرايننا المفعمة بالحياة يجب ان تذكرنا على الدوام بان هذه النبضات عرضة لان تتوقف سواء في ذلك ان سبق هذا التوقف انذار او لم يسبق. فالحياة ينبغي ان ينظر اليها دائما من ثنايا الوفاة لان الحياة هي انبات وانماء وازهار اما الثمار والمحصول فيجمع فيما بعد الوفاة، وان هدفنا من زرع القمح مثلا ليس لكي يظل اخضرا على اعواده في هذا الحقل فهذا محال ولن يكون بل ان هدفنا ولاشك هو ان نجني محصوله والجني يتم بالانتقال من هذا الحقل الى مكان اخر فالهدف اولا هو المحصول، ولكي نصل الى الهدف نزرع هذا الحقل وننمي ونسقي ونتعهد بالزرع وما الزراعة والانماء والتعهد الا وسائل للوصول بها الى هدف الحصاد. والحياة بكل مافيها من تجارب ومحاولات واكتساب وجمال وامال وتمنيات ليست الا عالم الرحم والوفاة هي بدء الحياة الحقيقة التي نولد فيها والوفاة تسير دائما في ركابنا والحد الفاصل بين الحياة والوفاة لايقاس انها مجرد لحظة ولكنها تنتقل بنا من حالة الى حالة اخرى مغايرة لها تماما ولارجعة فيها. ورغم وضوح هذه الحقيقة فانه قلما نشغل تفكيرنا بهذا الامر الجلل اللهم الا اذا حدث مايوجب ذلك من قبيل المرض الشديد مثلا او من انباء الوفيات او ما الى ذلك ثم نعود بعد ايام طالت ام قصرت الى مزاولة حياتنا اليومية العادية وننسى او نتناسى ماكان لدينا منذ ايام على جانب كبير من الاهمية! ترى هل هذا لون اخر من الوان الغفلة بانواعها المتعددة؟ ونتابع فى مقالين قادمين.......................
#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما هو معنى يوم القيامة فى البهائية ومفهومها وما معنى الجنة و
...
-
قد قامت القيامة- فأخلعوا عنكم أثواب الغفلة وأصنام الظنون وال
...
-
هدف الأمر الإلهى-2
-
هدف الأمر الإلهى-1
-
القصاص الإلهي
-
تبيّنوا كى لا تصيبوا ولا تُصَابوا
-
انتهت اليهودية والمسيحية والإسلام وحل أجل الله
-
عفواً يا أمة الإسلام قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خبر ما بعدكم
...
-
عفواً يا أمة الإسلام قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خبر ما بعدكم
...
-
عفواً يا أمة الإسلام قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خبر ما بعدكم
...
-
عفواً يا أمة الإسلام قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خبر ما بعدكم
...
-
عفواً يا أمة الإسلام قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خبر ما بعدكم
...
-
عفواً يا أمة الإسلام قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خبر ما بعدكم
...
-
عفواً يا أمة الإسلام قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خبر ما بعدكم
...
-
عفواً يا أمة الإسلام قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خبر ما بعدكم
...
-
عفواً يا أمة الإسلام قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خبر ما بعدكم
...
-
عفواً يا أمة الإسلام قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خبر ما بعدكم
...
-
عفواً يا أمة الإسلام قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خبر ما بعدكم
...
-
عفواً يا أمة الإسلام قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خبر ما بعدكم
...
-
عفواً يا أمة الإسلام قد انتهى حكم ما بينكم وجاء خبر ما بعدكم
...
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|