عبد صموئيل فارس
الحوار المتمدن-العدد: 2344 - 2008 / 7 / 16 - 03:33
المحور:
المجتمع المدني
النداء الذي وجهته مجموعة من المثقفين في مصر بضرورة وقف العنف ضد الاقباط كان بادره أضعف مما كنا ننتظر، فنداءات في بلد مثل مصر كأنك تبرئ ذمتك من واجب عليك ولكن ليس هناك فاعلية لهذا النداء لما يحويه من فتور.
ولا يوجد له أي أجندة عمليه، مجرد تصريحات كلامية إعلامية ليس أكثر، وكأنك لم تفعل شيء ولن يكون هناك أي استجابة من النظام أو العامة لهذا النداء أو غيره، لأن أبعاد المشكلة أكبر من ذلك، ولأن دائرة العنف في مصر قد اتسعت رقعتها واختلفت أنماطها بشكل غير مسبوق، فهناك العنف ضد النساء والعنف ضد الاطفال والعنف المنتهج في عمليات التعذيب داخل أقسام الشرطة وهناك العنف ضد الاقليات والعنف القاسي في تنفيذ بعض الجرائم ضد أشخاص عاديين، فالعنف أصبح سمه أساسية وجزء من ثقافة الشعب المصري والأسباب في ذلك معروفة وكثيرة بالطبع.
الحالة الاقتصادية التي تزداد سوءً يوماً بعد يوم داخل مصر والتي يعاني منها المواطن العادي ولا يتحمل نتيجتها سوى هذا المواطن المطحون قد خلفه نوع من الكبت الداخلي نتيجة الضغوط المعيشية، فنسبة الفقر في مصر قد أصابت ثمانين في المائة من إجمالي الشعب المصري هذا بخلاف بعض الثقافات الدخيله التي استوردتها الحكومة المصرية مثل السماح بانتشار أفلام الأكشن والرعب الأمريكية والتي سيطرة على عقول قطاع كبير من الشباب المصري عزز هذا اختفاء حرية الفكر والرأي والتعبير داخل المجتمع المصري، ناهيك عن الاهمال الجسيم الذي يعانيه قطاع الشباب في مصر بمختلف انتماءاتهم، فلا مراكز شباب ولا ملاعب ولا أي نشاط ترفيهي قد يستغل فيه طاقات هذا الشباب، كل ما هو متاح داخل منازل المصريين انتشار كبير للفضائيات وما تحويه من أفلام جنسية مدعومة بمعارك دينية فهذا هو ما يقدم للشباب وكل هذا يحدث ضغوطاً نفسية نتج عنها هذا العنف الذي أصبح مشكلة كبيرة تعاني منها مصر الآن وستزداد يوماً بعد يوم ولا أحد يعلم مدى عاقبتها والتي بوادرها قد ظهرت باختفاء الشعور بالامان داخل الشارع المصري فلا يستطيع أي مواطن أن يسير بمفرده في الشارع لأنه في أغلب الأحيان سيتعرض للتحرش إما من البلطجية أو قطاع الطرق أو سكان هذه الشوارع من المشردين والذين ليس لهم مأوى، فحينما نسمع أن في مصر حالات اغتصاب قد انتشرت بصوره كبيرة لتتخطى 50 ألف حالة سنوياً وهناك بعض التقارير الحقوقية التي تشير إلى أنَّها تصل إلى 100 ألف، هذا يعني أننا نقف على حافة الهاوية فمن الواضح أنَّ هناك حالة انفلات أخلاقي وجنسي، قد انتشرت بصورة كبيرة والعلاج لهذا العنف المتنوع متى وكيف لا أحد يعلم ولكن هل هناك من مجيب؟
#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟