الحلقة السابعة من مؤلف الاستاذ بهاء الدين نوري (قضايا العصر ) الديمقراطية

فاطمة العراقية

الحوار المتمدن-العدد: 2344 - 2008 / 7 / 16 - 10:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يعتقد البعض بان البيروسترويكا التي ابتدعها كورباتشوف هي التي ادت الى انهيار النظام السوفيتي وهذا اعتقاد خاطيء فالانهيار نتج عن جملة من الاسبا ب بينها بل في مقدمتها غياب الديمقراطية نعم كان هناك برلمان ولكنه كان اشبه ببرلمانات البلدان المتخلفة المقامة اصلا بارادة حاكم مستبد او فئة قليلة من الحاكمين والمستعدة دوما لتنفيذالاوامر الصادرة اليها من الحاكم وكان سلطات البوليس السري اقوى من سلطان المجلس النيابي وكان من يجاهر بمعارضته لنظام او لارادة الحزب السياسي الوحيد يتعرض للملاحقة والسجون .
ان غياب الديمقراطية كان ثغرة كبرى نفذت منها المخاطر القتالة ورغم ان كورباتشوف لم ينجح في تحقيق مااراد من اصلاح لنظام السوفيتي الا انه قام بماثرة تاريخية من اخراج المجتمع السوفيتي من دوامة ذلك الموروث الذي لم تفلح السنوات السبعون بعد ثورة اكتوبر في اخراجه منه لقد كانت البيروسترويكا هبة حضارية ديمقراطية اجتاحت البلدان السوفيتيه التي اثقلتها اعباء التخلف الموروث وكانت صرخة اناس ارادوا دفع هذا العالم كله خطوة جديدة نحو الديمقراطية والتطور الحضاري ومن المؤكد ان هذه البيرو سترويكا هي الاخرى غير قادرة على التصفية الفورية التامة لجميع مظاهر التخلف واللا ديقراطية
التي لازمت المجتمع الروسي وسائر الشعوب السوفيتيه
طوال القرون المتعاقبة ولكنها وضعت البداية الناجحة لنهاية التخلف واللاديمقراطية ..
لاتزال في العلم الثالث بلدان تعيش للان في ظل دكتاتوريات سافرة رغم ان عددالانظمة الدكتاتورية من هذا الطراز قد تقلص ويتقلص اكثر فاكثر غير ان غالبية هذه البلدان قد توصلت في السنوات الاخيرة الى اقامة انظمة للحكم شبيه بعض الشيء بالديمقراطية صوريا وهي لاتزال دكتاتورية من حيث الجوهر لناخذ دولة اليمن مثلا ونرى ما فيها فهي تجري انتخابا ت نيابية وتؤسس برلمانا وحتى انها
تجيز احزابا وصحفا وتملك دستورا سجلت فيه حقوق ديمقراطية للشعب ويحلف حكامها انهم .ديمقراطين ............
لكن جميع هذه المؤسسات الديمقراطية ليست سوى مؤسسات صورية يراد منها التستر على الدكتاتورية فالحكم الحقيقي في يد شخص دكتاتور فردي يستخدم اجهزة القمع لسحق اي حزب او شخص مشكوك في ولائه لحاكم المستبدان اليمن نموذج لعديد من بلدان العلم الثالث تسودها الديكتاتوريات رغم كل الادعائات الزائفة بالديمقراطية ..
وهناك نموذج اخر اقل ادعاء بالديمقراطية ويمثل بقايا الانظمة الاقطاعية القديمة كما نرى في بعض الدول الخليجية حيث يحكم الملو ك والامراء حكما فرديا بدون اي برلمان منتخب او مع تواجد برلمانات صورية لا حوة لها ولا قوة ان البعض من حكام هذه الدول ومن الحكام والحركات السياسية في دول اخرى كالسودان والباكستان والجزائر وغيرها ... يرفضون علنا الديمقراطية كااسلوب في الحكم ويقدمون الشريعة الاسلامية كبديل وقد قطعت رقاب وايدي بعدالادانة وفق هذه الشريعة ان مشكلة غياب الديمقراطية هي المشكلة العامة المشتركة بين بلدان العالم الثالث بوجه عام وحتى البلدان التي سارت خطوات في طريق التطور الديمقراطي (كما هي الحال في مصر والاردن وتركيا ...الخ) فان الطابع العام لها هو الطابع الاستبدادي اللا ديمقراطي وان الديمقراطية مقننة ويسمح لها بالقدر الذي ينسجم مع امزجة ومصا لح الحكام اللا ديمقراطين المتمسكين بالنهج الديكتاتوري ..
وفي بلدان العالم الثالث عراقيل جدية تعترض سبيل التطور الديمقراطي في مقدمتها التخلف الاجتماعي من جهة والمعارضة العنيفة التي تبديها الفئات البيروقراطية الطفيلية_وهي عسكرية في معظم الاحيان _لكل تطورديقراطي في البلادمن جهة اخرى وما دامت السلطة في ايدي هذه الفئات فان تحقيق الديمقراطيةا امر بالغ الصعوبة فالنضال من اجل الديمقراطية يتطلب خوض نضال دائب نشيط ضد تلك الفئات ولازاحتها من مواقع التحكم بامور البلد والتسلط على مقدرات الشعب خصوصا في تلك الاقطار التي مورس فيها الكفاح المسلح لسنوات طويلة وتعززت فيها بنية الفئات العسكرية البيروقراطية وما تحت ايديها من ميليشيات مسلحة ان اشاعة الديمقراطية في بقاع العالم الثالث كااسلوب في الحكم وكتعامل مع الجماهير هي عملية بالغة الصعوبة والتعقيدولامناص من ان تسير ببط ءشديد وتحرز النجاحات بصورة تدريجية وعبر انتكاسات تقع هنا وهناك وقد تعود بالوضع الى الوراء ولو لفترة معينة ان تحقيق النصر لقضية الديمقراطية في العالم الثالث يمر عبر نضال تاريخي _جماهيري شاق وطويل وتضحيات جسمية تقدمها القوى غير ان النصر سيكون في جميع اقطار العالم الثالث للديمقراطية ضد الاستبداد والديكتاتورية ..وكما كان تحرر الشعوب من نير النظام الكولونيالي انتصارا تاريخيا وبداية عهد جديد في تاريخ تلك تلك الشعوب فان تحررها من نير الاستبداد والطغيان الدكتاتوري وفوزها في قضية النضال من اجل الديمقرطية سيكون هو الاخر انتصاراتاريخيا وكبيرا ليس فقط لشعوب هذه الاقطار بل كذلك لشعوب باسرها وسيكون بداية عهد جديد من الازدهار الحضاري فوق كوكبنا

#فاطمة_العراقية (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات