أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عبد العالي الحراك - تداعيات العمر ام تداعيات العقل؟















المزيد.....

تداعيات العمر ام تداعيات العقل؟


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2344 - 2008 / 7 / 16 - 03:11
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


عندما يتداعى العمر , يخرف الانسان ويتداعى عقله . وها هم معظم ليبراليونا وقد تجاوزت اعمارهم السبعين , وبدؤا يخرفون وينتجون اشبه ما يكون بالخرافة, في وقت يحتاج الشعب الى ثقافة . ذلك الشعب الذي ما انفكوا يتهمونه ويلومونه على انعدام الوعي وانعدام الثقافة. صحيح يا استاذ عزيز الحاج ( ليست عندنا تقاليد للحوار) لان عندنا (تقاليد للقتال) ومعظمكم اساتذتنا الكرام لم تجهدوا انفسكم في سبيل هدم تقاليد القتال وبناء تقاليد الحوار. وتقاليد الحوار هذه تقاليد التمدن والحضارة ونحن عنها ما زلنا بعيدين . لقد اسس بعضكم تقاليد الانتهازية عبر التطبيل للحكام بكتاباتكم واشعاركم , فسلكتم طريق وعاظ السلاطين وشعراء البلاط زمنا وما زلتم فبدل صدام صار بوش وامريكا . ولو راجعتم ماضيكم القريب(خلال السبعينات والثمانينات) لوجدتموه يمتلأ بالمديح لصدام ونظامه وللقومية العربية, وانتم اكراد . عندما سقطتم من قمة اليسار العالية على رؤؤسكم ووشيتم برفاقكم الى اعمدة المشانق في قعر الانتهازية والخذلان وساومتم بمبادئكم بوظيفة (ملحق ثقافي) في سفارة العراق في فرنسا , في بلد كانت تقتل فيه الثقافة, لم تنتبهوا الى ما فعلتم . الآن ومنذ السقوط وانتم لا تبارحون الكلام عن تحرير امريكا للعراق , وكأن شيئا من ثوريتكم الماضية لا اثر له في الذاكرة وهي تتداعى. انتم على كبركم وشيخوختكم وما زلتم تستعملون اسلوب الاعتدال وبأنكم المصيبون وحدكم وتطالبون الجميع بضرورة اتباع سياسة الاعتدال والتوافق وهي سياسة انتهازية. يفترض ان تكونوا اخرالناس الذين ينتقدون الاخرين ويصفونهم (بالكتاب العراقيين المتسيسين) بعد ان تركتم السياسة او ان السياسة قد تركتكم , وصرتم تكتبون لامريكا وتطبلون , لها بسبب فقدان البوصلة الفكرية التي كنتم تمتلكون. ( رغم ان امريكا هي التي حررت العراق) كيف حررته يا استاذ , وقد دمرته وقيدته وسلمته الى الطائفية والظلام (وقد ادخلت الى غرفته كل زنات التاريخ... ثم تبكون على عذريته). انت تؤيد امريكا في احتلالها للعراق وتدعي بأنك تحارب الطائفية , وهذا تناقض صارخ . فالاحتلال والطائفية يتحالفان في العراق ويدمران. ليس الموضوع حب الغرب والاعجاب بحضارته فقط , وانما الوقوف بوجه استغلاله للشعوب الاخرى , واحتلالها وتدميرها ونهب خيراتها. فالمتخلف من ابناء شعوبنا ينبهر للتقدم الصناعي والحضاري الذي حققه الغرب , وعليه ان ينتهل منه ويتقدم , ولكن يجب ان لا ننسى بان هذا التقدم بني على اساس استعمارهم لبلداننا لفترات طويلة , وما زالوا يستغلوننا . وما احتلال امريكا للعراق الا عودة ثانية الى الاستعمار والاستغلال يا استاذي المحترم. وليس كل من ينوي التقدم والتحضر عليه ان يأتي الى الغرب, فكثير من عباقرة العالم لم يشاهدوه
ولم يعيشوا على اراضيه . لا يستحيل حب الغرب والاعجاب به الى كره بمجرد العودة الى بلداننا المتخلفة, فالموضوع اصلا ليس حب وكره , وانما فائدة واستيعاب وتمثيل . وان حصل ما تقول فلأن الغرب في بلادنا ليس جميل ,لانه يحتل ويقتل ويسرق ويجبر الحكومات الضعيفة على توقيع اتفاقيات مذلة وقوانين جائرة , لاستغلال خيراتها . فلا تتعجب ولا يتعجب السيد حسين فوزي مما لاحظتموه في الغرب او في الشرق. ليس بالضرورة ان يعيش المرء في الغرب لأهميته, من اجل التكوين وبناء الثقافة والوعي . ان هذا الانبهار بالغرب دليل السطحية والبساطة في التفكيرواختزال الذات وتبعيتها . صحيح ما يعتقده الانسان عن شرق اوروبا عندما كان اشتراكيا , وصحيح ايضا عن غربها عندما كان استعماريا . ان توجهاتكم الليبرالية هذه نتيجة طبيعية للفشل السياسي الذي حققتموه بعد السقوط من قمة اليسارية الى الانتهازية البعثية , فلا احد يقبلكم ولا احد يتقبل تحليلاتكم ولم تجدوا ملجئا الا طلب (للجوء الانساني) الى الليبرالية , ففيها وجدتم فسحة كبيرة للصعود والنزول بين اليسار واليمين, والتمدن والتحضروالرجعية في بعض الاحيان , عندما ينغلق بكم باب الانحياز الى امريكا وبوش المحافظ الرجعي . ان ما تكتبونه يا اساتذة الليبرالية(انتم وعبد الخالق حسين وشاكر النابلسي واخرين) هو تعبيرعن تفاهات تداعيات العمرالتي تعانون منها , ينتقدها ابسط الكتاب, وان كانوا من المبتدئين امثالي.
فهذا الاستاذ شاكر النابلسي يقول , وقد كرر قوله ليبراليون اخرون , بأن ( الرئيس بوش قام بعمل تاريخي من اجل العراقيين بأسقاطه لنظام صدام حسين الاستبدادي) لو كان الامر بسيط هكذا (اسقاط اوتحرير) , وليس احتلال وانتهى الموضوع , ثم سلمت السلطة لحكومة وطنية تكنوقراطية , او حتى لو كانت حكومة عملية للامريكان , وتحت حمايتهم وهذا ما توقعه كثير من العراقيين البسطاء ولا نقول حماية الامم المتحدة , لان مجرد الاستعجال ورفض تدخل الامم المتحدة يدحض نظرية الاستاذ النابلسي في حسن النوايا الامريكية . ان التغيير والسقوط والتدمير لا يريد ان يعترف به الاستاذ النابلسي ولا غيره من زمرة فقراء الليبرالية العرب, لكان عمل بوش فعلا عملا عظيما ولأنبرت الاقلام والحناجر تهتف لبوش كما هتف الكويتيون لبوش الاب , عندما اعاد لهم الكويت , من قبضة صدام , ولأستمر الاستاذ وجماعته يكيلون لامريكا المديح ولارتاح اعداؤها التقليديين من التفسير والتحليل والتركيب. ولكن كيف تفسراستقدام الجيوش الامريكية والسلاح والاجهزة والمعدات والتحالفات والمصاريف والاموال والشركات.. هل كان كل هذا من اجل عيون العراقيين (الله) كيف انهم مدللون ومعززون عند امريكا وبوش هؤلاء العراقيون ..؟ لو كانت امريكا هكذا سخية وكريمة تسقط النظم الاستبدادية لتخلص شعوبها منها مجانا فالانظمة الاستبدادية في العالم كثيرة . ولكن نلاحظ العكس فكلما ازدادت استبدادية نظام سياسي او حكومة كلما ازداد ارتباطها بامريكا وازدادت حمايتها لها والا لوضعت مع الامم المتحدة قوانين وبرامج لانهاء حالات الاستبداد والدكتاتورية في العالم دون حروب او تدخلات اممية محدود في حالات استبدادية معينة . هنيئا لكم على هذه البساطة وعلى هذه الخفة في التفكير والاستنتاج انتم ايها الليبراليون العراقيون والعرب بسطاء شأنكم شأن الاسلاميين حين تعلقون وحين تكتبون ..لا تقدرون الذهاب الى العمق , تخشون الغرق , فتمسكون بحافات الضفاف , وتقولون
امريكا ستأتي بالديمقراطية.. امريكا دولة ليبرالية , تريد للعالم ان يكون ليبراليا .. امريكا تحارب الارهاب , وليست لها اية علاقة سابقة وحالية بالسعودية , وابنها البار ابن لادن .. وان الشعب العراقي لم يرد الجميل لعمل امريكا العظيم . وامور وكلمات تتلفظونها , يستحي الانسان البسيط من اعادة ذكرها او التعليق عليها .كما ليس من المصلحة التفرغ لكم , وهناك اعداء كثيرون , فلا تجعلونا نعتبركم من الاعداء في وقت يفترض ان يصدر منكم دورا ايجابيا في التصدي للرجعية والخرافة والطائفية. فاذا كنتم صادقين للحرية وللديمقراطية في نواياكم , فهاكم استلموا الاسلاميين المتسيسين والارهابيين والطائفيين , وانقدوهم وافضحوا اهدافهم واساليبهم , واتركوا التطبيل لامريكا . اذا اردتم مساعدتها فاستلموا جزءا من هؤلاء وهي أي امريكا لا تحتاج دعايتكم . فلها من الاعلام والدعاية ما يجعلها تستغني عنكم . واعلامها يفوق كثيرا تطبيلكم و يصل الناس بشكل افضل من اعلامكم المفضوح. ان الليبراليين الاوائل في اوروبا لم يطبلوا لاحد , بل انتقدوا وواجهوا اعداء التحرر والانفتاح . فهل تعتقدوا بان بوش المحافظ الذي تطبلون له ولحكومته ولأحتلاله الذي رفضه الشعب الامريكي لولا الكذب والحيل .. في سلوكه وايمانه حتى العظم , متحررا او يدعو الى التحرر والانعتاق؟ ام انه رجعي اكثر من رجعيي السعودية ولكن بثوب ديني اخر ؟ اتركوا التطبيل وحرروا انفسكم من التبعية لأمريكا.. تكونون ليبراليين كما كان الامريكان والاوربيون .



#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يوافق الرأي بالاشتراك في العملية السياسية عليه ان يبرر
- متى نكف عن ادعاء القبيح واخفاء الجميل في ثورة 14تموز الخالدة ...
- تحية الى كل نادية(شيوعية) في بلادنا..تحية الى ابراهيم علاء ا ...
- سمة اليساريين استباق الاحداث لا انتظارها والتعثر بها
- ابحث عن وطني .. مرتين
- احزاب الاسلام السياسي تستغل الدين والناس البسطاء
- حماية بعبع من بعبع
- تحية للاخ ناصر السماوي وهو ينتفض
- كان المسيح لاجئا...فأرحموا اللاجئين اليكم ايها الاوربيون
- المستقل والمنتمي
- شتان ما بينه وبين الزعيم
- رفض الاتفاقية اساسه التجربة والواقع وليس الايديولوجية
- هل يحصل الانسان العراقي على حقوقه بالاستجداء؟؟
- بيلماز جاويد وسؤال مالعمل؟
- ;وتبقى الوطنية ارضية اللقاء
- ذات الاتفاقية التي ما زلنا نرفضها
- الطائفية كفر والحاد
- وزير التربية العراقي الحالي ايراني بأمتياز
- قوانين تحت المجهر المثقوب
- تحية لكم وانتم تعانون


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عبد العالي الحراك - تداعيات العمر ام تداعيات العقل؟