أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - فاطمة ناعوت - هنا فنزويلا














المزيد.....

هنا فنزويلا


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2343 - 2008 / 7 / 15 - 10:12
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


أي بلاد هذه! أي فطرةٍ وبكارة، وجمال وشراسة أيضا. بلادٌ اختارَت أن تظلَّ أبدا علي طبيعتها الأولي. أعربتُ عن دهشتي من الخضرة التي تُغرِقُ كلَّ شيء فاندهشوا من دهشتي.

كأنهم لا يعرفون أن بلدانا وشعوبا سقطت في الصحاري، فإن منَّتِ السماءُ عليهم بشجرةٍ ذبحوها! درجات لونية تغني في تناغم موسيقي مدهش، من الأصفر وحتي الأخضر الداكن. الحق أن كلَّ شيء هنا يغنّي. في النهار لا تكفُّ الطيورُ التي تسكنُ الشجر الكثيف من ببغاوات وبلابل عن الشدو، وفي الليل حشراتُ الحقل أيضا لا تكف عن الشدو.

مفردة «الشدو» هنا دقيقة. لأن نقيق الضفادع وعرير الصراصير واليعاسيب يتناغمان سويا كأنما أوركسترا موسيقي ساحر. لا أعرف لغة الحشرات لكن شعورا خامرني أن هذا الكونشرتو يسخر من البشر. تلك هي فالينسيا/فنزويلا المدينة الساحرة ذات الطابع الكاريبي الواقعة في شمال أمريكا اللاتينية.

خمسٌ وثلاثون ساعة طيران من أجل هذه البقعة النائية! هل يستحق الشِّعرُ هذا العناء؟ سؤال ما برحني وأنا أتنقّل بين المطارات والطائرات وفقرات ظهري تتفتت وجعا. متي يصل العلماء لمعجزة أن ينتقل الإنسانُ علي شعاع ضوء أو حتي شعاع صوت؟ هذا هو السؤال الثاني. نعم، الشعرُ طبعا يستحق. سيما إن كان بين الجمهور طلبةٌ في عمر الصبا الغضّ جاءوا من أطراف المدينة ليسمعوا الشعر.

عيونُهم تبحث في وجهي عن ملامح شاهدوها في كتب التاريخ ومخطوطات الإيجبتولوجي التي دونت أرقي حضارات الأرض. حضارة مصر الفاتنة. وآذانهم تفتشُّ في صوتي عن أثر الهيروغليفية التي دوّخت البشرية. لم يخبْ كثيرا بحثهم الأول إذْ أخبروني أن ملامحي فرعونية، ففرحتُ. أما بحثهم الثاني فقد عادلَ خيبتَه افتتانُهم بجرْس العربية الموسيقي، فسامحوا جهلي بالهيروغليفية.

أجمل ما أطربني هنا، عدا الشِّعر، حفلةٌ موسيقية قدمتها فرقةٌ اسمها «آمادو لوفيرا». آلة «الهارْب» بصندوقها الخشبي الضخم وأوتارها الطويلة. يسمونها الآربا. اندهشوا حين أخبرتهم أنها اختراعٌ فرعوني. يا الله! هل ترك الفراعينُ شيئا مدهشا لم يبتكروه لهذا الكون؟

علي نغمات الـ آربا وجيتار يسمونه الـ كواترو لأنه رباعي الأوتار، عزفتِ الفرقةُ مقطوعات من تراث أمريكا اللاتينية الشعبي. سامبا البرازيل، فالس بيرو، سالسا الكاريبي، ميوزيكا يانيرا الفنزويلية، إضافة إلي تانجو الأرجنتين، ثم مقطوعات تعتمدُ الإيقاع البطيء الناعم اسمها بوليرو مشهورة في المكسيك ومنشؤها الأصلي في كوبا.

ملامحُ الشعوب التي تطلُّ علي الكاريبي تشبهُنا. بشرتُنا الخمرية تحاكي بشرتهم الخلاسية، وكذا شَعرنُا الأسودُ الجعدُ وبريق العيون وحرارة الروح. يتكلمون الأسبانية طبعا ولا شيء سواها. أما الإنجليزية فمعدومة تقريبا. ولا عجب، فالعدو الأكبر لهذه الشعوب هو أمريكا التي وصفها تشافيز في خطابه عام ٢٠٠٦ بقوله: «الشيطان يسكن البيت».

لكنك ستجد العديد من المفردات العربية في حديثهم. أخبرتني صديقتي اللبنانية منوا البعيني، الباحثةُ في التفاعل اللغوي العربي - الإسباني بجامعة كارابوبو، أن أربعة آلاف كلمة أسبانية تحمل أصلا عربيا!

كما أن الراحل الجميل رجاء النقّاش كان أخبرني أن «تروبا - دور»، وهي الفرقة الغنائية التي تتجول من مدينة إلي أخري في التراث الأسباني، ذات أصل لغوي عربي أيضا هو (طربٌ يدور). كذلك استخدامهم أداة التعريف العربية (ال) كثيرا في معجمهم. فيقولون: السُّكر- الكايرو- الفرعون. المصري اليوم- ٧/٧/٢٠٠٨



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اِستمرْ في العزف يا حبيبي!
- لسه الأغاني ممكنة؟
- ارفعْ مسدسَك عن أنفي، أُعْطِكَ فرجينيا وولف
- سؤالُ البعوضةِ والقطار
- ترويضُ الشَّرِسة
- مَن يخافُ -حين ميسرة-؟
- ولم يكنِ الفستانُ أزرق!
- أعوامٌ من النضال والاعتقال-مشوار فخري لبيب
- إلى أين تذهبُ الشمسُ... يا جوجان؟
- انظرْ حولك في غضب
- ثقافةُ الوقوف في البلكونة !
- بالطباشير: فقدانُ الهالة
- داخل رحم
- الأحدب والجميلة
- ناعوت: «الهدم والبناء» في الوعي أصعب من «المعمار!-
- السوبر قارئ
- عينا الأبنودي
- اِصمتْ حتى أراك!
- كلام شُعَرا...!
- أنفي والجيرُ المبتّل


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - فاطمة ناعوت - هنا فنزويلا