|
العراق هو الموت والحياة والحياة فيها الموت والقيود
إبتهال بليبل
الحوار المتمدن-العدد: 2342 - 2008 / 7 / 14 - 02:40
المحور:
حقوق الانسان
الموت هو الحياة والحياة هي الموت والقيود، في الحياة نرى من خلال النور جمالها وعظمتها ، قد نراها بحرية مطلقة دون قيود أو أغلال فنكون أسياد أنفسنا ، وبذلك نستطيع قياس مدى فعاليتنا فيها ونستطيع تعداد منجزاتنا ، ربما نعطي أكثر مما ناخذ ونحب ولا ننتظر من المقابل الثمن ، تتولد لدينا مشاعر وتنبع فينا فلسفات تتخذ جانب ايجابي مشرق ، قد لا يكون صعباً الإجماع أو الاتفاق على أنّ الشعور بالسعادة ، معناه الميل ، إلى العطاء والجمال والإبداع، وبالتالي إلى العيش في الحياة، والموت يعني السجن والموت يعني القيود ، والموت يعني الانتهاء ، اللاوجود ، اليأس ، والظلام أندثار الامل وتفتت الاهداف وأنكسار الارادات ، الموت في الحياة معناه موت الروح ولا اهمية للجسد ، لانه مهمل الوجود ..بهذا المعنى ربما نحن أموات في الحياة أو بعضنا أموات في الحياة ، نفتقد الحياة أو الشعور بها ... وعندما يكون معنى الموت كالسجن ، فانا هنا اشير الى سجن الارواح وسجن الحريات وسجن الافواه، نتخذ من الموت لقبُ يطلق علينا ، فالموت له عدة مراحل ومااكثر تسمياته ، قد ينتقدني من يقرأ كلماتي ، حتماً ، اقولها أنه لا يعيش في ارض وادي الرافدين ، فقد كُتب على هذه الارض الموت باللون الازرق ، لنجد الزمان يجرجر ابناءها ، من موت الى آخر ، أنا اتحدث عن واقع حياة أعيشها بوجع ، فمن موت الى آخر يضفي الينا ، ومن شكل الى آخر يتلون بنا ، ستقول ، احمدوا الله ، نحمد الله ولما لا ، وهل يحمد على مكروه سواه ، لكني في حيرة من أمر هذه الارض ، وكثيرة هي الاسئلة التي تجول في خوالجي ، لماذا ، الانسان الذي يحترم قوانين البشرية ويبتعد عن الشواذ من العلاقات والتصرفات ، أي بمعنى اصح (نزيه ) يمتلك النزاهة في جميع المجالات ، يحب الخير ، يساعد الاخرين ، يمتلك الطيبة ، والسماحة ، لماذا يموت في هذه الارض ؟؟ لماذا يُدفن بين حبيباتها ؟؟ لماذا ينتقصون منهُ ويقتلونه ويجردوه من حقوقهُ ؟؟ لماذا ؟؟ بهذه المعانات كنت أشعر والمسها هنا في هذه الارض ، حين يكون الخيار لحياتُك هكذا ، أو هكذا، أو على أشلاءكَ ، هو الخيار بين حياتكَ وموتكَ ، فما الذي تختار؟ في بلد كالعراق لن تستطيع أختيار حتى الموت ، فاانكَ في كل الاختيارات والاتجاهات سيفرض عليك شيء لا تتوقعهُ ، أو ربما تتوقعهُ ولكنك لا تستطيع التفكير بهِ ، ولعل إدراك ذلك هو ما يدفعنا إلى محاولة الخلاص بشتى الطرق والوسائل ، أضافة الى أن بعض منا من لا يمتلك مبادىء الصدق ومناهج حب الوطن ، تتيح لهُ ظروف هذه الارض ، لتحقيق أي رغبة بدون الاعتبار للقيم والمبادىء، بدءاً من القتل الذي بات كمن يقتل ذبابة أو حشرة ، مروراً بالسرقات والخيانات وبيع الضمير والظلم والافتراء والبهتان وأكل مال الحرام ، وانتهاءً بمحاولات قتل الأبداعات المكمونة في دواخل الموهوبين ، والصعود على أكتافهم بل على أرواحهم وأجسادهم ودفنها باارجلهم وارجل من يعينهم على ذلك ، دون النظر ولو للحظة الى وجود السماء فوق روؤسهم ، كما أنّ كل محاولة من هذه المحاولات ، مهما كانت ، من شأنها أن تخلق لدى المظلوم او الميت ، آلياته الدفاعية عن ذاته وأحلامه وذاكرته، وبالتالي عن مستقبلهُ ، الفعل الإجرامي والارهابي في ارضنا هو فعل موت من جهة، وآلية أضطهاد من جهة ثانية، في ظروف أبرز سماتها أحتقار الضعيف والنظيف ، ربما سيأتي يوم ستجدون كل ميت بعد خروجه من هذه الارض يحاول الغاء كينونة هذه الارض ومعناها في دواخلهُ ، فإن أي محاولة يقوم بها المظلوم هو الخلاص من ارض الاموات لكثرة اموات الضمير واموات اصحاب الضمير ، من حقنا أن نصرخ لمفاعيل الطغاة ، كنا نعيش في زمان نوقن فيه ان ظالمنا واحد ، اليوم بات الظلماء لا يمكن تعدادهم منتشرين في كل الاماكن في المؤوسسات في الشوارع في الهواء وحتى في الماء ، شكلاً ومضموناَ . الحياة ، بالنسبة إليّ داخل هذه الارض ، كانها سبيلاً إلى الموت فيها وعليها، ولكن في سياق العدم ، والبحث عن أي سبل إلى استكمال طقوس الموت الاخيرة عليها. هموم وهواجس معلقة ومغلقة النوافذ تتلقى الضربات واحدة بعد الاخرى . تساءلتُ عمّا إذا كان هنالك من سبيل إلى الخلاص من هذا الموت؟والجواب أتوقعهُ لدى اصحاب الحياة ...يقيني أنه لا يمكن الخلاص وان تم الخلاص فهناك لعنة وَجب أستكمال طريقها ، فما دام ، اهلكِ ياارض ياطيبة يحللون الظلم واكل الحرام ومادام سجانيك ملتفين حول السجناء ، فان هذا يعني لاوجود للحياة .. حقيقة أنها حياة زائفة مميته ، ربما نحن أحياء ، أو نعتقد نحن أحياء ، وربما نحن أموات ، او نعتقد اننا اموات الضمير والأخلاق ، في هذه الارض يتراجع الحق ويتقدم الظلم والخداع والخيانه ، انهم خونة جميعهم خونة ، خانوا ارضهم ، خانو ا أنفسهم ، خانوا كل شيء حتى الهواء ، لا ألومكم ولا أعتب عليكم ، لان الخائن تحتقره جميع الدواب حتى هو نفسهُ يحتقر ذاتهُ ، لعنة عليكم ياظلمة ويامجرمين يامن تسقوننا مر السقم ، يامن كنتم أعوان عهد أبيد بيد محتل وظالم ، واليوم تجعرون باانكم اقوياء ومستندون على عهد جديد ، ألم تعلمون ان هذا العهد خرافة وصدقتموها ، ألم تعلموا انكم مثلما ظلمتم ستظلمون ، اليوم اقولها بااعلى صوت لي وحقيقة غير احباري لا أملك طريقة للصراخ ، نحن لسنا بحاجة اليكم ولسنا بحاجة الى الحياة ولسنا بحاجة الى موتنا في الحياة ، لاننا فعلا أموات ، ماتت ارواحنا ، وغمضت ابصارنا وسارت اجسادنا بدون وعي ، ولا روح ، فقط لتسير ، متنا يوم عاد زمن الطغاة بوجوه اصحابنا وجيراننا ومعارفنا ، الموت اسطورة قديمة تنتحل ملابس جديدة ، وهذا على مدى أهمية الاحتفال والمناسبة ، وبما أننا نعيش على أرض العراق ، فمعنى هذا ان مناسباتنا واحتفالياتنا ، لاتنتهي فهي مستمرة بااستمرار الحياة الى لحظة الخلاص الكبير .
#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
(1)تعاليم الدين الجديد بلسان ( أبو المنصب )
-
الجزء الثالث / قبعة الدين للمرأة .. سلسلة تقاليد سياسية محلي
...
-
الجزء الثاني / قبعة الدين للمرأة ، لتقاليد سياسية محلية
-
قبعة الدين للمرأة ، سلسلة لتقاليد سياسية محلية
-
الدكتورة نادية (( روح أنثى ملوكية )) ، تعقيباً على مقالة الك
...
-
تَصفيات بوجوه أخرى
-
- مفاهيم خفية- مع أوضد ؟؟
-
البطالة والفقر والتنمية الاجتماعية
-
الشر رديف الحياة
-
على ذمة الراوي
-
مجرد أسماء ...
-
أمراة مفخخة بالحزن
-
رجل ميت ...
-
الغموض النووي
-
غٌل القيود ، لبئر النساء في جدران الظلام ..
-
مرآة الوهم وأزمة الانسان واغترابهُ....
-
من قصص الشعوب ....أسطورة أسلحة الدمار الشامل
-
فحمُ كلمات ... زبانيتها إعلاميون
-
دراما الحياة ... نساء بين مبخرة ومجمرة الإسلام
-
ثوب ماكان ليستر ملامحها الشاحبة
المزيد.....
-
الجزائر تستعجل المجموعة الدولية لتنفيذ قرار اعتقال نتنياهو و
...
-
فتح تثمن قرار المحكمة الجنائية الدولية: خطوة نحو تصويب مسار
...
-
نتنياهو: قرار المحكمة الجنائية الدولية إفلاس أخلاقي.. ويوم أ
...
-
السلطة الفلسطينية تُرحب بإصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغا
...
-
رويترز عن وزير الدفاع البريطاني: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو
...
-
رويترز عن وزير الدفاع الايطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو
...
-
الجزائر ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتق
...
-
البيت الأبيض: مذكرات الاعتقال بحق المسؤولين الإسرائيليين مرف
...
-
نتنياهو ردا على قرار المحكمة الجنائية الدولية: لن نستسلم للض
...
-
قادة ورؤساء صدرت بحقهم مذكرات اعتقال من الجنائية الدولية
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|