زيد ميشو
الحوار المتمدن-العدد: 2342 - 2008 / 7 / 14 - 02:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إعذروني إخوتي على فكرة مجنون ، لم يكتفِ بتفكيره بل دوَّنه ونشره ، إن راق لكم تفكيره فقولوا حكمة صغيره في أفواه مجنون ، وإن لم يرق فلا تكفروني بل قولوا مجنون لا لوم عليه .
الله خلق الانسان ورآه حسناً والطبيعة رآها حسنة وكل شيء حسن ، ويقال أيضاً بأن ألله أبدع في خلقه . وبنو البشر يكررون هذه العبارات حتى في غنائهم وطربهم ومواويلهم . ولو سُئل المؤمن مارأيك بعمل الله لأجاب على الفور بأنه عظيم ورائع ، لكن إن سألْنا غير المؤمن فهل سيكون له نفس الجواب ؟ ولماذا يكون جواب المؤمن إيجابياً بالإجمال ؟ وهل يحق لنا أن نقيّم عمل الله ؟ .
فلو سُئِلنا عن الطبيعة هل هي عظيمة ورائعة على الدوام ؟ اليست الطبيعة ناقصة وغير كاملة ؟ فلماذا نعطيها 100% ؟
أبدع الله بخلق الإنسان ، نعم صحيح ، إلا إن الإنسان خليقة ناقصة وليست كاملة ! .
الملائكة ، أجمل التعابير تقال عنهم ، كيف شكلهم ؟ وما عملهم ؟ هل هم كاملون 100% ؟ إن كانوا موجودين فهم ليسوا متكاملين ودليلنا في القصة التي أتبنَّى الرأي من إنها رمزية على إعتبار إن الشيطان كان ملاكاً وتمرَّد .
الكواكب السابحة في الفضاء الخارجي تعج بالمخاطر والدمار ، كواكب تضرب بعضها ، نيازك تدمِّر كل ماتسقط عليه .
الحيوانات ولا أبشع منها ، القوي يأكل الضعيف .
والأرض مليئة عبر التاريخ بالزلازل والفياضانات والبراكين وهي سبب الشرور الطبيعية .
ولو عُدنا إلى الإنسان فحدِّث ولا حرج ، فلن أضيف شيئاً إن تكلمتُ عن سلبياته .
فمن يتجرَّأ ويعطي درجة لعمل الله أقل من 100% ؟ وهل يحق لي أنا ؟ أكيد سأفعل وأقول بأن كل ماأراه فهو غير كامل ، لابل في أحيان كثيرة سلبي ، لكني في إثنين فقط أنحنى إجلالاً وأحتراماً، وأخجل ان أعطيهما 100%؛ أبقى قلقاُ إن لا أكون قد أعطيتهما حقهما :-
محبة الله وحرية الإنسان ، محبة الله التي لايمكن وصفها بكلمات ولايمكن سبر غورها. وحرية الإنسان - هذه النعمة المجانية التي ميَّزَته عن سائر الخليقة . أحبَّ بكل كيانه وأعطى الحرية للإنسان حتى في منحى الإيمان وعدمه . وللأسف الشديد ، فإن الإنسان تمسَّك بكل شيء وأهمل هاتين النعمتين لابل شوَّهَهما . وإلشيئان الوحيدان اللذان بمقدور الإنسان أن يحققهما بحياته جذرياً هما أن يحيا بحب وحرية مطلقة لكنه لايفعل ، بل نراه يحاول أن يفعل كلَّ شيء ضدهما ! عجباً ! ، مع كل ذلك ندَّعي بأننا نعرف الله ولانعرف كيف نعيش بحب وحرية . فأيَّة معرفة هذه ؟
#زيد_ميشو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟