أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جودت شاكر محمود - الموسيقى والإرشاد والعلاج النفسي















المزيد.....


الموسيقى والإرشاد والعلاج النفسي


جودت شاكر محمود
()


الحوار المتمدن-العدد: 2342 - 2008 / 7 / 14 - 09:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


العمل الفني كما يشير (هربرت ريد) هو معنى من معاني تحرير الشخصية الإنسانية، فحينما تكون مشاعرنا مكبوتة ومضغوطة، ونتأمل عملا فنيا فأننا نشعر بشيء من التنفيس عن تلك المشاعر، بل إننا لا نشعر بهذا التنفيس فحسب ولكننا نشعر أيضاً بنوع من الإعلاء والعظمة والتسامي.
الموسيقى تعتبر فن من الفنون العالمية، وهي ممارسة مرت بفترات متعددة وثقافات متنوعة. وهي ببساطة توصف على إنها (تقديرات للصوت) كما وصفها(Beaulien) . وهي تعتبر فعل إبداعي يضم إرهاف السمع للإيقاعات، والتي تحدث تلقائياً في الطبيعة. إن جميع شعوب والحضارات المختلفة غالبا ما كانت تُعرف وتُميز من خلال نمط الموسيقى الذي يُفضلونه، والدور الذي يلعبهُ ذلك النمط في نقل القيم الاجتماعية لتلك الشعوب. كما إن بعض أنواع الموسيقى الشعبية تلعب دوراً في خلق شعور معين حول الهوية الثقافية والحضارية لتلك الشعوب، فعلى سبيل المثال هذا ما نلاحظه لدى العديد من الشعوب الأوربية والأفريقية والأسيوية. وكثيراً ما استخدمت الموسيقى في أثارة الحماسة لدى الجيوش الساعية للحرب أو المدافعة عن أوطانها وعلى مر التاريخ.
كلمة موسيقى يرجع أصلها إلى اليونانية، وكان ينظر إليها بطريقة شبه أسطورية، وذلك على إنها فن أوحت به مباشرة وخلقته ربة الفن(موزيMuse ).
تخلق الموسيقى جواً، ربما يكون مفيداً أو مضراً. حيث إن الكثير من الناس والذين كانوا ضحية إلى الاعتداءات(مثل الأمريكيين الأفارقة)، ونتيجة لتلك الظروف والأوضاع التي يمرون بها، لذا فإنهم قد استحدثوا أساليب موسيقية متميزة مثل التراتيل الإنجيلية الروحية، والتي كانت بمثاب مخرج ومتنفس لهم، وبواسطتها هم يعبرون عن آلامهم، هذا ما أشار إليه (مورينوMoreno). في حين هناك مجاميع أخرى اختلقت أصوات مختلفة لتعبر عن عصارة تجاربهم وحدود إدراكهم. ففي الولايات المتحدة الأمريكية هناك تنوع كبير لأنماط مختلفة من الموسيقى.
كما إن بعض المؤسسات التعاونية مثل(MUZAK) كانت لها أعمال تجارية مزودة بخلفية موسيقية للتأثير على مزاج الناس وتصرفاتهم في الدوائر ومكاتب الأعمال ومحيطات أخرى وبصورة ايجابية. إن تأثير الموسيقى على الحياة اليومية هو شيئا ظاهراً وواضحاً حتى لو لم يتذكر الناس بعض قصائد الشعر الغنائي(lyrics)، فأنهم يبدون متأثرين بضربات الإيقاع والأصوات الموسيقية التي يسمعونها بانتظام.
لقد عُرفت ومنذُ القِدَم أهمية الموسيقى لصحة الإنسان، فقد تم حصر تأثير الموسيقى في كونها ذات نتائج مهدئة ومريحة، وتثير المتعة، ولها تأثير مباشر على النفس، فالموسيقى تلعب دوراً بارزاً في شفاء ودمل جروح الناس النفسية (وحتى العضوية منها) وذلك حسب ما تقدم به مورينو(Moreno). كما إن تأثيرها بات واضحاً ليس على سلوك الإنسان، وإنما لها قوة لا توصف على سلوك الحيوانات أيضاً.
والموسيقى من أقدم وسائل العلاج التي استخدمها الإنسان على الإطلاق. فالعلاج النفسي بالموسيقى واضح بالممارسات البدائية التي يقوم بها الساحر أو العراف، إذ يقوم هو أو الحاضرين بالغناء أو قرع الطبول والتي تصاحبها بعض الحركات التي يقوم بها الجميع إلى جانب المريض، وقد عرفت في بلاد الرافدين كجزء أساسي في طقوس العبادة والعلاج. وهي لا تزال تستخدم ولحد الآن بحلقات (الزار والذكر) وفي الكثير من بقاع الأرض وعلى وجه الخصوص الإسلامية والعربية منها.
لقد أوصى هوميروس(Homer) - وهو شاعر يوناني عاش في القرن التاسع أو الثامن قبل الميلاد وهو صاحب ملحمتي الإلياذةIliad والاوذيسّةOdyssey (المورد2008)-. بها لتفادي العواطف السلبية، أما بالنسبة إلى فيثاغورس وأفلاطون فان كلاهما أكدا على إن سماعها يومياً يطور ويحسن شعور الكائن الحي بالانتعاش والصحة.
فقد امتدح أفلاطونPlato(427-347 ق.م) قدرة المصريين على خلق الحان يمكنها قهر الانفعالات الغريزية في الإنسان وتنقية الروح.
ووفقا لآراء (أفلاطون) فان الموسيقى خدمت البشرية من خلال تحقيق التوحد في أحاسيس البشر، وبين مختلف عناصر الحياة المجتمع الواحد، وبين المجتمعات المختلفة. كما آمن أرسطوAristotle (384-322 ق.م) بأن للموسيقى القدرة على تشكيل الشخصية. واهتم أفلوطينPlotinus(205-270 م) بالقيمة الأخلاقية للموسيقى، غير انه أختلف مع (أفلاطون وأرسطو) في أنه لم يجعل هذه القيمة مبنية على أساس سياسي وإنما على أساس ديني. فبواسطة الجمال وعن طريقها يستطيع أن يطهر الإنسان دواخله. وتعد الموسيقى اقدر الفنون على الارتقاء بالإنسان إلى مراق أنقى وأصفى.
كما استخدم (Miller)و(Shamans) الموسيقى الإيقاعية ذات التأثير المغناطيسي لمساعدة مرضاهم في الوصول إلى نتائج نفسية عاطفية جيدة. وهذا تقليد مأخوذ بنظر الاعتبار في الكثير من البلدان. كما أشارتLinda Burton1985 إلى أن المعالجات المصاحبة للموسيقى أفادت كثيراً في أحداث التغيرات المطلوبة في الشخصية الإنسانية على اختلاف أنماطها.
وفي دراسة قام بها (Beth Kalish &Weiss 1989) حيث أدخلا ضمن برامج الصحة العقلية والنفسية الموسيقى كعامل مساعد، معتمدين على خبرة المختصين من الأطباء الإكلينيكيين (Psychiatrists) والمعالجين النفسيين في معالجة الطلبة المشخصين على أنهم مضطربين عاطفيا وبشكل خطير، وقد توصلا إلى نتائج ايجابية في هذا الصدد.
كما استخدم Robert Mays الموسيقى كعامل مساعد في علاج الكآبة، وكانت النتيجة حدوث تطور وتحسن ملحوظ في حالات المرضى.
كذلك دراسة قامت(الدكتورة مائدة الطعان 2000) والتي توصلت إلى فاعلية التخيل باستخدام الموسيقى في علاج أو التقليل من حد درجة التشاؤم لدى عينتين عينة سوية مشخصة بأنها لديها درجة عالية من التشاؤم، وأخرى عينة إكلينيكية مشخصة بكونها مصابة بالاكتئاب النفسي، ومن المترددين على عيادات الطب النفسي في محافظة البصرة –العراق، ومن الذكور والإناث. علما بان الباحثة قد استخدمت بعض السيمفونيات العالمية وهي:( السيمفونية الرابعة، والسادسة ومقطوعة بشائر الربيع لتشايكوفسكي) و(مقطوعة Afternoon of Afaun لديبوسي) و(مقطوعةDeath of Transfiguration لشتراوس) و(المقطوعة الخامسة(G. Minor) لموزارت) و(معزوفةRomantic Dream لجيمس ليست). وكانت النتائج ايجابية.*
فالمعالجة باعتماد الموسيقى مع جلسات الإرشاد بصورة مزدوجة أو كل على انفراد تعتبر المساعد الأول في شفاء الحالات المشخصة سريرياً ( إكلينيكياً)على إنها تعاني من الكآبة.
إن التداخل والاندماج ما بين الموسيقى المخصصة (للمناسبات المقدسة) والموسيقى(الدنيوية) في الحصول على نتائج إيجابية، هو موجود في الوقت الحاضر بين مؤدي التراتيل الدينية(blues) وبين الذين يعزفون موسيقى دينية. إن الكثير ممن يعزفون(blues) قد حددوا اتجاههم بعزف هذا النوع بعد صراعهم داخل أجواء الكنيسة المحدودة والمغلقة، وان قناعاتهم في هذا اللون من الموسيقى جلب لهم ولسامعيهم الكثير من الفوائد.
وعلى كل حال فأن الموسيقى تسمح بإباحة المشاعر بما لا يمكن تعريفه أو التعبير عنه باستخدام الكلمات. فالموسيقى جوهريا تعتبر شكل من أشكال التواصل والتفاهم مطابقة تماماً إلى استخدام اللغة للتعبير عما في الداخل، ولكنها تحتوي على تناغم صوتي ووقفات. فعلى سبيل المثال موسيقى العصر الحديث، والتي تعتمد أفكاراً مطولة وإيقاع بطيء، والتي تعبر عن العاطفة وبذات الوقت لا يمكن ترجمتها إلى مكافئ لفظي فعلي. ومن هنا يمكن اعتبار الموسيقى كحليف دوائي لوسيلة البلوغ الفعلي للمشاركة الوجدانية في عملية الإرشاد. إنها تُجمع الناس مع بعضهم وتزودهم بالقاسم المشترك الذي يتصلون من خلاله ببعضهم.
والموسيقى تعتبر كحليف قوي للدواء بسبب تشابه تأثيرها على الناس. وفي الحقيقة إن في بعض الدول مثل فرنسا يبقى هذا الترابط بين الموسيقى والدواء قويا، وان استخدام تقنية الموسيقى النفسية يعتبر محك صدارة ووسيلة ممتازة لسبر غور الأحلام والأفكار في الوعي واللاوعي، وبتعبير آخر هي عامل وجداني مؤثر على الفرد. وقد أشار(William L. Schurk) إلى إن الموسيقى ليست شكل فني منعزل ووحيد، بل هي تضم استجابات صوتية، فيزيائية، اجتماعية، عاطفية. فالموسيقى هي علم وفن وأسلوب في العلاج.
ما هي المنطلقات المنطقية والتي يستند إليها المعالجون النفسيون في استخدامهم للموسيقى ضمن جلسات العلاج والإرشاد النفسي التي يقومون بها ؟
على الرغم من إن كل الفنون الإبداعية تؤكد على وجود ترابط بين العالم الداخلي للإنسان وحقيقة العالم الخارجي. فان الموسيقى تزيد من القيمة الجمالية لهذه الحقيقة التي تتطلب ترتيب زمني وقدراتي باستعادة الاستجابة، وبزيادة الاستجابة الحسية. كما إن الموسيقى تتطلب أيضاً تنظيم نفسي وتقدم فرصة لتقوية الحالة الاجتماعية عند الفرد. لذلك تخدم الموسيقى أغراضاً متعددة في مساعدة الفرد لزيادة خبرته، قدرته، ثقته، واجتماعيته.
ومقدرة الموسيقى في المساعدة في الإرشاد والعلاج يتوقف على عمق ارتباط الناس بها، حيث أن الموسيقى تستخدم على الصعيدين العاطفي والقيمي. والناس الذين تشكل لهم الموسيقى جزءً عاطفياً رئيسياً، فان الكيان النفسي يتأثر بقوة بالقيم المشترك مع بعض الموسيقيين والمؤلفين والمستمعين الآخرين، حيث أنهم يبدون مستعدين وراغبين لتقاسم الفعاليات التي تضمها الموسيقى. وفي تلك الحالة فأن الكثير من الكلمات والأصوات والمشاعر التي يعتنقُها هؤلاء الأفراد وتكون في داخلهم، فأنهم يبدون متلهفين لعرض تجاربهم الموسيقية ومشاركة الآخرين بها. لذلك فالمعالجين الذين يستخدمون الموسيقى، هم أكثر نجاحا مع زبائنهم(المرضى) الذين يشاركونهم الذوق، أكثر من الزبائن الذين يتخذون الموسيقى كتسلية فقط. ولكونهم يعرفون قيمة الشعر الغنائي والألحان العذبة والتي تكون مفضلة لدى مراجعيهم، والموسيقى الأخرى التي ربما تكون كمكمل لعملهم، فأنهم بذلك يزيدون من وسيلة التواصل وأسلوب التفاهم فيما بينهم.
بالإضافة إلى تمركز الموسيقى كمتعة فأن المشتركين بهذا الشعور قد اختاروا وسائل خاصة بهم للتأليف والعزف والاستماع إلى نمط صوتي معين. إن نظام المشاركة هنا يعني وجود ما يسمى بالتعبير العلاجي والدوائي، والذي يتحقق حتى عندما تكون تلك الفعاليات الموسيقية مبدئياً غير معروفة من قبل المرضى. فعلى سبيل المثال يمكن للمريض أن يعزف على آلة جديدة بالنسبة له، ويكتشف قابليات وقدرات جديدة لدية لم يكن يعرفها من قبل، وذلك مثل الموسيقى الخاصة بالأجناس والعروق البشرية، وبما يُقحِم المريض بتجربة موسيقية لنمط شاذ وغريب لم يعهدهُ سابقاً.
فالمرضى غير المعتادين على الموسيقى الكلاسيكية ربما يكون عندهم رد فعل قوي عندما يتم اختيار الموسيقى الكلاسيكية بحذر وتعزف بهدوء أمامهم يمكن لها أن تكون كمساعد هائل في خلق جو هائل من النشاط الإبداعي. أن الهدف الرئيسي في اختيار النشاط الموسيقي إن وجد سوف يكون مستنداً على المشاركة في الرأي، سواء كانت الموسيقى وقائية أو علاجية أو إصلاحية. فعلى سبيل المثال فان البعض يفضل الموسيقى الكلاسيكية مثل موسيقى بتهوفن، باخ، برامز، جايكوفسكي، موزارت، بينما يفضل البعض الآخر الروك الشعبي الشائع مثل معزوفات مجاميع تدعى(Poison) و(Bread) و(Foreigner) ، بينما يبقى البعض يفضل إيقاعات مجموعة المستشرقين الأفارقة والتي تعزف على الطبول أو الموسيقى التقليدية الهندية التي تساعد في تحفيز الخيال وتنمي التأمل.
وكموقف حاسم يعتبر احتياج الأفراد للمشاركة في تذوق الموسيقي الشرقية قطعياً، مثال ذلك: ضحايا الصدمات العاطفية يحتاجون عادة إلى نوع هادئ من الموسيقى، في حين تحتاج المجاميع المؤدية إلى التمرينات الرياضية إلى موسيقى (الروك أو البوب) وموسيقى العصر الحديث. ويجب الشارة هنا إلى إن بعض المرضى يكونون منغمسين فعلاً في عمل وتأليف الموسيقى وذلك مثل المرضى الذين يعانون من الكآبة والحزن، بينما يستفاد الآخرون من الاستماع فقط إلى الموسيقى مثل القلقين، والأشخاص الذين لديهم هوس.
وأخيراً فأن القرار حول النشاط الموسيقي يجب أن يستند إلى المشاركة الفاعلة والاباحة النفسية والكشف عن مكنون الذات. وفيما إذا كان الطرفين المعالج والمريض منفتحين على بعضها من اجل استكشاف وسبر غور تلك الوسيلة المساعدة، وإذا كان هناك توجه ايجابي للمشاركة، فان الموسيقى تستعمل للوصول إلى نتائج ايجابية لان جو الثقة والتوقع والتأمل سوف يتم خلقه في الجلسة العلاجية. تلك المواصفات مع مهارات المعالجين وشجاعة المرضى سوف تظهر قوة التجربة الموسيقية في المساعدة في العلاج النفسي. وإذا كانت الموسيقى لها القدرة على منح الفرد الشعور بالهدوء والاسترخاء فأنها لا بديل من إعطائها صفةٌ بشريةٌ.
كيف يتم تطبيق استخدام الموسيقى في جلسات العلاج والإرشاد النفسي ؟
تعتمد العلاقة بين المعالج والمريض أو بين المرشد والمسترشد، عندما تكون الموسيقى جزء من جلسات العلاج النفسي على الكيفية التي يتم بها استخدام تلك الموسيقى. فيما إذا كانت الموسيقى تستعمل كعلاج بذاتها، أو إنها تستخدم كأداة مساعدة إلى جانب غيرها من الأساليب وخاصة خلال عملية الإرشاد. فحينما تستخدم كعلاج فان المعالج يأخذ دورً فاعلاً، بينما عندما تكون كوسيلة مساعدة في الإرشاد فان المشاركة للمعالج تختلف.
• الموسيقى كنموذج في العلاج
يعرف (Bruscia)استخدام الموسيقى كعلاج على أنه عملية تسديد هدف، والتي يتم بموجبها مساعدة المعالج للمريض على أن يستعيد حالة الاستقرار والتوازن إلى كيانه بعد أن فقدها. بشرط على أن تمارس تحت إشراف شخص مختص بالمساعدة النفسية والعقلية (أي متخصص بالأمراض النفسية والعقلية)، والتي من الممكن أن تأخذ أحد الأشكال العديدة والمتعارف عليها. فقد قدم (Peters) نموذجا مكون من خمسة عناصر رئيسية لاستخدام الموسيقى في العلاج وهي:
• إنها موصوفة كوصفة طبية.
• تشمل استعمال الموسيقى أو النشاطات الموسيقية مثل: الغناء ،عزف على بعض الآلات موسيقية، الاستماع للموسيقى، تأليف بعض المعزوفات، الرقص (الحركة) على الموسيقى، مناقشة القصائد الغنائية أو خصائص ومميزات الأغنية أو التأليف الموسيقي.
• يجب أن يشرف عليها شخص مختص.
• يتم استعمالها من قبل المرضى حديثي الولادة إلى عمر الشيخوخة(أي إنها لجميع الأعمار).
• تتركز للوصول إلى أهداف علاجية بدنية جسمانية، أو نفسية أو عاطفية.
عند استعمال الموسيقى كعلاج يبرهن المرضى على المستوى الوظيفي الموسيقي، بينما في ذات الوقت ينجزون أشياءً أو مواضيع متعلقة بالتصرفات الجديدة الأكاديمية، الاتصالية، التداخلات الاجتماعية أو العاطفية. أن المطلب الرئيسي للقائم بالعلاج بطريقة الموسيقى يجب أن يكون متعدد المواهب ومبدع، ويجب أن يكون ذو مهارة لغوية ويتميز بالطلاقة في استخدامها، ومعبر في لغة الموسيقى. وان يتمكن من بعض المهارات والتقنيات الموسيقية التي يمكن أن يحتاجها المعالج بالموسيقى والتي تتضمن: لوحة المفاتيح، العزف على آلة، مهارات صوتية، المقدرة على الترتيب، التأليف، القدرة على ارتجال أغنية بسيطة ومسايرة موسيقية لها، وجود حذق ومهارة في عزف بعض أنواع الألحان النغمية، امتلاك بعض المهارات إيقاعية. وخلاصة القول انه يجب على القائم باستخدام الموسيقى كعلاج أن يكون ذو تخصص موسيقي إلى جانب التخصصات ذات الطابع النفسي والسلوكي الإنساني.
ولكي يكون المعالج بالموسيقى محترف وذو تخصص، أي يجب أن يكون متخرجاً من إحدى الجامعات، وكحد أدنى من حملة شهادة البكالوريوس(الليسانس) في العلاج بالموسيقى، علما بأن المستوى التعليمي في تلك الجامعة يتم وضع أساسياته من قبل جمعيتين أو رابطتين هما: جمعة العلاج بالموسيقى الوطنية(ENAMT) والتي تخصص نسبة معينة من العمل في أجزاء معينة مثل (الموسيقى أو الثقافة العامة). أما الثانية فهي الجمعية الأمريكية للعلاج بالموسيقى(AAMT)، والتي تملك مستوى معياري استيعابي (مثل المستوى الموسيقي والطبي). وكلا الرابطتين تقوم بعدد من البرامج مثل تثقيف الأطباء الذين تحت التمرين مع قيامها بتقديم بعض البرامج التطويرية الأخرى.
• الموسيقى في العمل الإرشادي
أن اللقاءات الإرشادية والتي تتخللها الموسيقى هي لا تكون بمثابة علاج مباشر بالموسيقى لكنها تضم بعض النشاطات مثل الاستماع، العزف، الارتجال، والتأليف، والتي تكون مهمة للمريض، وكل نشاط له شعبيته ويتم الاستفادة منه عند استعماله.
أن الاستماع للأصوات بعمق وبطريقة تقديرية هو بحد ذاته فن. والموسيقى تفيد المستمع في الاسترخاء وتساعده في أبعاد تركيزه عن صراعات الحياة اليومية وتعقيداتها. كما يسهل فهم الإيقاع أو فهم القصائد المغناة، وهذه الحالة الأخيرة يشار إليها في بعض الأحيان بالعلاج السمعي. وبموجب التقليد الهندي فان الاستماع يمكن له أن يقع في أربع مستويات، المستوى الأول هو (المعنى)، والثاني يكون(الشعور)، والثالث(الانفعال والتركيز والمعرفة الثابتة والحضور)، والرابع يعرف(بالصوت الصامت) هذا ما قدمه(Beaulien). ولكن كل مستوى منها موضح بنفسه، ما عدا المستوى الرابع(الصوت الصامت) والذي يحتاج لبعض التوضيح، حيث انه يعبر عن اللحظات الصامتة الإيقاعية، والتي تمر عند الانسجام مع سماع المقطوعة الموسيقية، والتي تجعل منها ممتعة. إضافة لذلك فان الاستماع له قوة بحيث يمكنه مناداة العاطفة من اللاشعور وجلبها إلى الشعور. وان اختيار الشخص للأغنية هو(نوع من تقنية تخطيطية هندسية)، والذي يكشف عن الاحتياج اللاواعي لنوع معين من التحفيز بتعقب واقتفاء أثر الفكرة التي تنطوي عليها الموسيقى التي تم اختيارها من قبل المعالج أو المريض. كما يمكن للمعالج باستخدام الموسيقى أن يؤكد المستوى العاطفي له، وخطة العلاج التي سوف يتبناها، إضافة إلى تمكينه من أن يفهم أية وصفة موسيقية تكون ناجحة ومفيدة لحالة المريض.
أن عزف الموسيقى هو عبارة عن تجربة شخصية لمقدار من الطاقة الكامنة تضم الموسيقى والآلة وبعض الأحيان مستمعين. ومن خلال عملية العزف فأن هؤلاء الأشخاص يقومون بتوظيف الموسيقى كوسيلة للاتصال، وللتعريف كهوية، ولمعرفة التقاليد الاجتماعية، إضافة إلى لكونها وسيلة للتعبير. حيث أن العازف يقدم نفسه بطريقة لا يمكن إعادتها وتكرارها من قبل غيره. ففي بعض الأحيان تكون الموسيقى التي يتم عزفها بسيطة(كونها أصوات فقط)، وفي أحيان أخرى متطورة وتضم العديد من الملاحظات المتناسقة بطريقة واضحة ومميزة.
لقد تم استخدام الموسيقى في المستشفيات الفرنسية النفسية والعقلية منذُ بداية القرن السابع عشر لمعالجة الكآبة. وفيما بعد وفي القرن التاسع عشر تم تطوير العمل إلى شكل فعال وذلك من خلال تنظيم المرضى النفسيين على شكل كورس أو أوركسترا. وفي النصف الأول من القرن العشرين تم اعتبار الموسيقى كعلاج تدريبي للمريض لرفع معنوياته، مع التركيز على إعادته للحياة الاجتماعية وليس التآم جرحه وشفاءهِ فقط.
إذن وخلال تاريخ الموسيقى والعلاج النفسي أثبتت الموسيقى إنها نافعة لمختلف أنواع المرضى وبضمنهم المرضى العقليين. ففي هذه الحالات ينشط العزف ويحث الأفراد للتركيز على واقع النفس، الآلات، الوقت، وأشياء أخرى مرتبطة بذات الفكرة. كما إن درجة السرعة الواجب اعتمادها في غناء القطع المعزوفة، وطبقة صوت المغني تؤدي إلى إظهار بعض المؤشرات حول المشاعر المترجمة.
• نموذج تطبيقي مع للأطفال
الأطفال خاصة من هم بأعمار ما قبل المدرسة، والذين يمكن تصنيفهم في الدرجات الأولى من مرحلة الدراسة الابتدائية، يظهرون حبهم للموسيقى وفنون أخرى بتلقائية وعفوية. وعادة يستقل المرشدون النفسيون درجة الصلة بين الأطفال والموسيقى، أو تعلق هؤلاء الأطفال بالموسيقى، لإثارة حالات الفرح، أو التعلم بالإضافة إلى تجميع المشاعر المشتركة بين الأطفال الذين لهم خلفيات متنوعة، وتنشئة مختلفة.
كما إن الموسيقى تعتبر من المكونات الأساسية لتعليم الدروس القيادية. تلك الدروس القيادية التي تركز حول المساعدة الأشخاص لتحديد اختيارهم، وتكسبهم إحساس أقوى بالشخصية، على النقيض من جلسات الإرشاد التي تنطوي على أحداث تغيرات. والتقنية الوحيدة التي تعمل في هذا المضمار هي استخدام الموسيقى للتعبير عن المشاعر. ففي هذا النموذج يعمل المرشد ومدرس الموسيقى مع بعضهم لابتكار لعبة حول تقسيم الأطفال إلى مجاميع (من أربع أطفال مثلاً)، ويتم تبليغهم باختيار طرق موسيقية للتعبير عن شعورهم بدون استخدام الكلمات. ويخصص شعور واحد للتعبير عنه ولكل مجموعة، حيث أنهم يستنبطون طريقتين أو ثلاث طرق للتعبير عن عواطفهم، وتتراوح مدى استجابتهم من تشكيل همهمة ودندنة مع تكرار إظهار صوتاً للتعبير عن الحزن، أو استعمال جهازين من البيانو لعمل محادثة موسيقية غاضبة.
يجد الأطفال الغناء حالة مسلية، وعادة يتذكرون الأفكار الرئيسية لدروسها. وعند استخدام الموسيقى في الدروس القيادية فأن النظام التالي من الممكن إتباعه لتحقيق ذلك:
• يتم تقديم كلمات الأغنية كقصيدة.
• تنغم تلك الكلمات بإيقاع.
• ممارسة ترديد الكلمات من 3 إلى 4 دقائق إلى أن يتم حفظها.
• بعد أن يفهم الطلاب وتحفظ الكلمات تغنى الأغنية. ويفضل استخدام جهاز تسجيل لذلك.
• محاولة المشرف فصل كلمات القصيدة عن اللازمة أو القرار(refrain)(وهي المقطوعة التي تتكرر على نحو موصول في القصيدة أو الأغنية)، ووضعها على ورقة أمام الطلاب.
مع الشكر.......

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
*الطعان، مائده مردان.(2000). اثر أسلوبي التخيل بالموسيقى والكرسي الفارغ في علاج الشخصية التشاؤمية(دراسة تجريبية). رسالة دكتوراه غير منشورة. جامعة البصرة كلية التربية قسم الإرشاد التربوي: البصرة.



#جودت_شاكر_محمود (هاشتاغ)       #          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدخل باب الوهم نظرية في العلاج والإرشاد النفسي
- الإنسان والعراق والديمقراطية
- إرشاد ولكن!!!!!
- إيران والمنطقة والضربة الموعودة...,وجهة نظر
- إهداءُ من القلب
- فكر معي رجاءً
- التخيل والإرشاد والعلاج النفسي
- متعةٌ ولكن!!!!!
- البحث العلمي وأنواعه
- العراق والفكر ألاستئصالي
- طرق ومصادر المعرفة
- العلم والتفكير العلمي
- المعرفة الانسانية وأنواعها
- وجهات نظر: أفيون ولكن !!!!!
- وجهات نظر: امرأة واحدة ولكن!!!!!
- وجهات نظر: نظرية أنسانية ولكن....


المزيد.....




- برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع ...
- إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه ...
- ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
- مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
- العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال ...
- اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
- هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال ...
- ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
- مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد ...
- موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جودت شاكر محمود - الموسيقى والإرشاد والعلاج النفسي