أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجيد محسن الغالبي - الدولة الدينية بين الايمان والنفعية














المزيد.....

الدولة الدينية بين الايمان والنفعية


مجيد محسن الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 2342 - 2008 / 7 / 14 - 05:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان الافتراق التاريخي بين البعد الديني الخالص والبعد السلطوي ينطلق من حيثيات الايمان الخالص والعميق الذي يرى ان المهمة الاساسية للدين هو خلق الامتلاءالروحي الذي يتجاوز مناحي الاغراق في الاهواءوالشهوات او السعي الدؤب لجعلها هدفا حياتيا لان ذلك يعني ان الحياة لاتعدو عن كونها مرعى وبهائم ولذلك فان السمو السلوكي ياتي من كون التسلسل في العلل والنتائج يفضي الى اللانهائي ومن ثم فان قيم الحياة ينبغي ان تكون واحدة من جزئيات الفيض بين السبب والنتيجة بمعنى اخر ان المعنى ياتي من الادراك الحقيقي للحقائق الموضوعية التي تحقق معرفتها مفهوما حيويا للحاجات الانسانية كوسائل للبقاء وليس اهدافا ومن ثم فان الوجود الانساني حدثا كونيا ساميا يستمد ديمومته من قدرة الانسان المتاتية من الفيض الازلي على ادراك الحقائق والتعامل معها كمحددات اوسبل دعم لوجوده لتحقيق هدف اسمى هوديمومة الحياة وتطورها سواء كان ذلك بالتعمير المادي او بالتعميرالروحي عندها تكون السلطة على مستوى التفكير والسلوك الفردي حاجة يمكن ان يحققها الاخرون اذا ماكان البرنامج السلطوي اذا جازالتعبير يحقق منحى العدالة التي تعني صيانة الحريات التي تؤدي الى منظومة من الالتزامات المتقابلة ( اعطي لتاخذ) وبالتالي تتعايش المعتقدات المتعارضة وتغدو السلطة خيمة للوقاية من هجير التزاحمات وهذا يوصلنا الى حقيقة مفادها ان سلطة الدين الواحد او الدولة الدينية اداة قمعية حتى وان كانت قائمة على قيم التسامح لانها اصلا تنشأ بسبب التعصب وهي وان كانت قائمة على مفردات الدين الا ان هناك افتراقا كبيرا بينهما لان الدين اصلا يتجاوز الحاجات والوسائل النفعية ويتحرى السمو الخلاق الذي يحفظ ديمومة الحياة ويطورها كما اسلفنا ولذلك فان اولى الوسائل التي تلجا اليها الدولة الدينية هو نشر ثقافة التجهيل بما يؤدي الى اعماءالبصائر بحيث ترى ان هذه الدولة هي الخليفة الشرعي لله سبحانه وتعالى ومن ثم فان سلطاتها الكارزمية تمنحها مساحة مطلقة من التحكم وهذه لايعنى ان الدولة الدينية التي قامت اثناءفجر التاريخ او عصر الخلافة الاسلامية كانت كذلك بل ان الدولة الدينية في تلك الحقب كانت وجودامبدعا استطاع ان يبني اكبر المدنيات في التاريخ بسبب وحدة المعتقد الى حد ما ولانها المحتوى الثقافي للعصر انذاك بينما نجد ان المحتوى الثقافي لعصرالصناعة وما تلاه يتصف بالتنوع الناجم عن الفنون الانتاجية التي يسرت الكثير من الحاجات الضروية للبقاء فاذا كانت الدولة الدينية تسعى الى تحقيق الامتلاءالروحي والمادي انذاك فان الامتلاءالمادي في عصر مابعد الصناعة اصبحت تحققه المنتجات والمصانع وان ذلك استتبع وجود ثقافة جديدة تبدأ من سبل الحصول الى الاقناء والاستعمال أي ان هنا ك علاقات جديدة سواءبين الادارة والعاملين او بين المنظمات المتنافسة اوبين المنظمات والمستهلكين وان هذاالانتاج ينطلق من مفردات المعرفة كما في التعليم وحتى المركبات الفضائية وانه من الغزارة والتعقيد بحيث ان التسلسل بين الاساب والنتائج ادى الى تعقيد الثقافة اوالمحتوى المعلوماتي للانسان وقد نجم عن ذلك التنوع والتعقيد نمطا جديدا للسلوك اهمه ضرورة وجود هياكل تنظمية أي هياكل للسلطة تحقق التوزيع الرشيد للموارد المتاحة اوالمتوقعة وتتحرى سبل الحصول عليها لضمان ديمومة الطاقة التي تحرك وسائل الانتاج للحاجات التي تجعل الحياةاكثريسرا واكثرتوجها نحو العقلانية والابداع وهذا يتطلب نمطا من الحريات ومنظومة من القيم يكون الدين واحدامنها وليس كلها عندها تكون الدولة الدينية عاجزة عن ادارةهذا الكم المعقد واذا ما اقتحمت هذا الخضم فان ثقافة الجهل هي الاداة الوحيدة امامها التي تضمن بقائها لانها توحد مناحي التفكيرباتجاهها أي انهاتسعى الى ان تخلق سلوكا جمعياجاهلا وهذا يتنافى كليا مع الايمان لانه يقوم على الوعي ويسعى الى بناءالحياة ولذلك فان توجه الدولة القائم على احترام حقوق الانسان هوالسبيل الوحيد وان الدولة الدينية من حيث المحتوى لاتمت الى الدين باية صلة بل انها تفترق كثيرا عنه لانها تسعى الى همينة مجموعة معينة بدوافع ذاتية صرفة وهي لاتملك أي محتوى معلوماتي و تتخذ من الدين اداة ايدلوجية فتضع تبعا لذلك معايير الاداء القائمة على الممارسات الدينية التي تعطي استحقاقات غير اعتيادية للمجموعة وترتب الواجبات الجسيمة على الاخرين فحينما تكون الدوافع قائمة على التجرد عندها يكون الايمان والوعي ادوات فاعلة لتحقيق البناء الخلاق الذي يحقق الامتلاءالروحي والمادي وفقا لمفهوم اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا واعمل لاخرتك كانك تموت غدا



#مجيد_محسن_الغالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعد الاخر
- العولمة واستراتيجية البؤرة الرخوة
- خطاب لرجل الاحذية
- عيون الحريق
- قوى اليسار والقيادة الاستراتيجية
- حين حزمنا اصبر
- تراتيل لقبيلة الغجر
- دور المنظمات الإنسانية لتحقيق وصيانة الديمقراطية
- سيد الازمنة
- من برج العجل الى شعر النثر الشعبي!
- الاحتلال استراتيجية العولمة لعقد المصادر الحرجة
- الديمقراطية بين القطيع والنخبة
- اوراد الشناشيل
- سفر العراق


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجيد محسن الغالبي - الدولة الدينية بين الايمان والنفعية