ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)
الحوار المتمدن-العدد: 2341 - 2008 / 7 / 13 - 08:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
جمعتناالصدفة على طاولة واحدة في حفلة عرس . ما إجتمع عراقيان إلاّ وكان الجُرح العراقي النازفُ موضوع حديثهما ، ولم تمنعنا المناسبة التي جمعتنا من تبادل أطراف الحديث في الفرقة التي فُرضت علينا جوراً ولم نكن في ما مضى غير أُناس تعيش جيرة حسنة في مجتمع متجانس يحبّ أفرادُه بعضهم بعضاً ، لا تُفرّق بينهم إختلافاتهم الدينية أو العرقية أو الطائفية . تبادلنا الآراء في أسباب الفُرقة ونشأتها أو بالأحرى إنشائها أو بعثها بعد أن كانت قد وُئدت لعقود مضت . ثمّ عرج بنا الحديث إلى مسؤولية المثقف في هذه المرحلة في مكافحة ما آلت إليه الفرقة من شمول الطائفية والعرقية العقول حتى أصبحت جزءاً من لغة المجتمع كجدار حاجز بين الناس يمنع لمّ شملهم .
كان جليسي من المعترف لهم بالثقافة في مجتمعنا ، فهو حامل شهادة جامعية من عقود ، في فرع من العلوم ، وقد عمل في وظائف حكومية حتى وصل المستويات العليا من السُلّم الوظيفي ، فهو ذو شخصية إجتماعية معروفة ، وبنيته تشير إلى ما يوحي بالثقة بما يقول .
دار الحديث عن مقالاتي التي أنشرها في الصحف والمواقع الألكترونية والتي ما فتئتُ ألتزمُ مبدأ الدعوة إلى رص الصف الوطني بدون التفريق بين العراقيين لأيّ سبب كان ، والتي إتخذت أشكالاً عديدة من التوعية والتحريض والنداءات الموجهة إلى كافة الأحزاب السياسية وممثلي القوميات وقادة الحركات الدينية المختلفة لتوحيد الصف الوطني . ويقال أن الإنسان صندوقٌ مُغلق مفتاحُهُ لسانه . فما نطق جليسي حتى تبيّن لي أنه لم يقرأ من مقالاتي غير واحدة ، بل قد يكون قد سمع بمحتواها دون أن يقرأها . نطقَ . ونطقَ كُفراً . ومن باب ما يشبه الولاية الأبوية عليّ أخذ ينصحني أن لا أبذل نتاج قلمي في الدفاع عن الطائفة ( الفلانية ) حيث أن لهذه الطائفة مدافعين كثيرين ، بالإضافة إلى أنهم سبب البلايا في جميع أنحاء العالم ، ولأنهم إحتلّوا أرضاً غير أرضهم وشرّدوا شعباً بعد إغتصاب أرضه . سألتُ نفسي ، هل تصلُ الطائفية إلى النُخاع فيصعُب على العلوم إجتثاثها ؟ هل الحقد يُغشي البصيرة أو يصيبها بعمى الألوان بحيث لا يُفرّق الفرد بين من ينتسب إلى طبقة الرأسماليين العمالقة الذين يتمكنون من تسيير أنظمة الدول وبين أناس بسطاء مسحوقين يعيشون بتأجير قوة عملهم يومياً لكسب حد الكفاف من أسباب المعيشة ؟ فكنت فعلاً في حرج حقيقي تجاه جليسي الطائفي الذي حسبته في البداية مثقفاً متنوراً .
#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)
Yelimaz_Jawid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟