|
التنظيم آلة للسيطرة - لويس آلتوسير
التجمع الشيوعي الثوري
الحوار المتمدن-العدد: 724 - 2004 / 1 / 25 - 05:13
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
ثمة حاجة مزدوجة تنشأ لدى العديد من مناضلي الحزب: اكتساب رؤية واضحة لخط الحزب السياسي ورؤية واضحة لسيره الداخلي. ولا تنشأ هذه الحاجة عند المثقفين فقط، بل تنشأ بالحدة نفسها عند المناضلين العمال في المؤسسات الكبرى. لا يخفى على أحد أن المناضلين لم يكونوا على علم بأسرار الآلهة. وهذا الوضع قائم منذ زمن طويل، إذ إن اتفاقية عام 1972 (1) قد تم التفاوض بشأنها وتوقيعها على مستوى "القمة". ولم تكن السياسة الوحدوية على الإطلاق سياسة وحدة شعبية بل بقيت من بدئها حتى نهايتها سياسة وحدة بين تشكيلات سياسة تديرها قياداتها. وعندما انتهى المؤتمر الثاني والعشرون (2) للحزب وحان وقت الأمور الجدية، ساد عند المناضلين انطباع، تعزز بقوة خلال الأشهر الأخيرة هو انطباع بأن المؤتمر الثاني والعشرين قد تم وضعه على الرف وان كل الوعود بالديمقراطية و الحرية التي بشر بها تمت التضحية بها لصالح التجريبية وسلطوية القيادة. لم يعد أي شيء يصعد من القاعدة إلى القمة: كل شيء بات يأتي من فوق. ولو تضمنت رسائل المكتب السياسي واللجنة المركزية وإرشادات جورج مارشيه على شاشة التلفزيون شيئا من الانسجام والوضوح، لهان الأمر!كلا: كانوا يعدون على الدوام بانتصار اليسار، لكن الشعارات كانت تتبدل أو تصبح بالفعل مستعصية على الفهم. فماذا يمكن، مثلاً، أن تعني تلك الاستغاثة المثيرة للشفقة وللسخرية – " ساعدونا ! " – التي ظهرت يوم 23 سبتمبر بأحرف ضخمة على عرض الصفحة الأولى لجريدة "الاومانيتيه" (3)؟ وما قيمة الاستغاثة عندما يجهل لمن تتوجه بالتحديد، ومن هو المستغيث، وماذا أصابه بالتحديد؟ ربما كان في اعتقاد القيادة أنها تطلق نداء "تعبويا": أما في القاعدة، فقد نظر كل عضو إلى الآخر بصمت. زمن الاسقاطات الكبرى : واما الشعارات الأساسية، فقد سقطت من فوق، شعار تلو الآخر. كان ذلك زمن الاسقاطات الكبرى. وعندما اطلع المناضلون على الارشادات الساقطة، لم يصدقوا، لفرط دهشتهم، ما رأته أعينهم وما استعادته ذاكرتهم: كان يطلب منهم بكل بساطة أن يتخلوا عن أهداف تم جرهم إلى معارك في سبيلها طوال سنوات، وجرى فجأة تبني مواقف مناقضة لها مئة بالمئة! وهاكم التعداد: من فوق، جاء نبأ المنعطف المدوخ حول الموقف من القوة الضاربة، وانقلاب السياسة الأوروبية، وتقليص جدول الأجور إلى نسبة واحد إلى خمسة، وإدخال فكرة التسيير الذاتي "البغيضة" في عقيدتنا(4). بين ليلة وضحاها، ودونما استشارتهم ولا حتى إنذارهم، وجد المناضلون، الذين كانوا يخوضون الكفاح منذ سنوات،"إن قيادتهم بالذات التفت عليهم من الخلف!" وإذا ظنت القيادة أنها حلت الإشكال عندما كشفت أن "أخصائيين"، (بينهم إذن عسكريون من ذوي الرتب العالية) قد "درسوا لمدة سنتين" مسألة القوة الضاربة، فلأن هذه القيادة لا تملك ادنى فكرة عما يمكن ان يشعر المناضلون به إزاء "الأخصائيين"، وهم يعرفون معرفة مباشرة، مآثر هؤلاء في تقسيم العمل والاستغلال. فقد تم وضع المناضلين، على نحو مكشوف، أمام الأمر الواقع بالنسبة لهذه القرارات: القرار الأميري. هذا في حين أن هذه المسائل التي خالجت بال الأعضاء كان يمكن أن تجري مناقشتها أمام المؤتمر الثاني والعشرين. كلا: تمت معالجتها من فوق، بنعمة من الدولة، بشكل سلطوي، دون استشارة القاعدة وبدون مؤتمر. إن المناضلين، بوصفهم كريمي الأخلاق ومليئي الثقة، يستطيعون أن ينسوا العديد من الاشياء. لكن عندما يعاملون كالبيادق، ليقادوا إلى الهزيمة في معركة ضحوا بذاتهم لاجلها، عندئذ يريدون أن يعرفوا الحقيقة. المناضلون في وضع لا يطاق: بيد أن المناضلين هم الذين تحملوا قاعدياً ثقل الحملة الانتخابية بما فيها من منعطفات 180 درجة، ومن ألغاز وتعرجات ومفاجآت في الخط السياسي. وهم الذين جرت محاسبتهم في المؤسسات، وفي الأحياء والقرى، على قرارات مستعصية على الفهم، او قرارات قلبت كل المعطيات السابقة رأساً على عقب. وعلاوة على أن هؤلاء المناضلين فرض عليهم وضع لا يطاق عندما اجبروا على الدفاع عن القوة الضاربة وعن أوروبا وعن جدول الأجور من واحد إلى خمسة، الخ، علاوة على ذلك جرى إلقاؤهم في افخاخ أخرى عندما تم، من فوق أيضا، شن حملة "من اجل الفقراء"تزاوجت حتماً مع شعار: "جعل الاغنياء يدفعون". اذ ان الطبقة العاملة، بما فيها الملايين الثلاثة من العمال المهاجرين وغيرهم من العمال الذين يقبضون الحد الأدنى للأجور، لا تتعرف على نفسها عفوياً في مفهوم "الفقر"، وهو مفهوم اتى من القرن التاسع عشر وما قبله، ويقترن بمعاني البر والإحسان: ان أحد مكتسبات الحركة العمالية يتمثل في جعل العمال ينظرون الى انفسهم ليس كـ"فقراء" بل كعمال منتجين مستغلين. فهل اجابت القيادة يوماً عن هذا السؤال: ما هو الثري؟ بدءاً من أي مدخول أو ارث يكون المرء ثرياً؟ هذا بينما كان الحزب في الامس (راجع المؤتمر الثاني والعشرين)، يعتبر ان السكان الفرنسيين بمجملهم (اغنياء وفقراء)، ما عدا 600 الف شخص، هم ضحايا الاحتكارات ... فكيف تريدون ان يجد المناضلون طريقهم وسط هذا الارتجال، الذي وضع الفقراء فجأة في مركز الصدارة دون التعريف بالثراء؟ لقد أدى ذلك الى اخافة الاجراء المتوسطين بلا طائل، بدون ان يشعر حقاً الأجراء الأسوأ حالا انهم معنيون بتلك المبادرة الخارقة. وزيادة في بلبلة المناضلين، أطلق شعار لم يكن بوسعهم أن يستفيدوا منه بشيء: يستحسن الحصول على نسبة 25% من الأصوات، أما نسبة 21% فليست بكافية" (5). ما هذا؟ شعار، لكن من هو المقصود به؟ أم هو تنبؤ؟ أم ابتزاز مستور؟ أو بكل بساطة حلم يقظة؟ لم يفهم أحد شيئاً من ذلك. إن المناضلين هم الذين تعاملوا مباشرة مع أفراد الشعب وهم الذين "جسوا نبضهم" حقاً، لا في مسرح مهرجان ضخم ضمن فيه جورج مارشيه سلفاً مفعول خطابه، بل في العمل، في الحياة،بالالتفات إلى مشاكل أفراد الشعب وهمومهم وآمالهم وقلقهم. المناضلون هم الذين يسعهم أن يشهدوا على ثقة الشغيلة المؤثرة والعميقة، التي لم تكن ثقة بالبرنامج المشترك المفرط في الطول وفي الطابع التقني والبارد بصورة مدهشة، بقدر ما كانت ثقة بواقع وحدة اليسار. هذه الثقة جاءت الشغيلة من بعيد: من ذاكرة تاريخية لم تتضمن فقط اخاء الجبهة الشعبية(6)، بل ذكرى جميع الثورات العمالية المسحوقة دوما في تاريخ فرنسا، بدءا بثورة 1848 ومروراً بالكومونة، وذكرى النضالات التاريخية العظيمة التي أعقبت الحرب العالمية الأولى والآمال الاجتماعية الهائلة التي رافقت معارك المقاومة ضد الاحتلال النازي. الأمل في متناول اليد، أخيرا: هذه المرة، أخيرا، بعد قرن ونصف من الهزائم، من خطوات التقدم الأليمة لكن دون تحرر فعلي، غدا الأمل حقيقة وبات النصر مضموناً، في متناول اليد. هل تتصورون حقاً ما يعنيه ذلك: أن يكون ممكنا، لا بل شبه مؤكد، للمرة الأولى في التاريخ، كسر تقليد قرني ثم الانتصار؟ هذه الثقة بالاتحاد، ضمانة الانتصار، صمدت، صلبة وعنيدة ، منغرسة في التمرد على الاستغلال والاضطهاد اليوميين، وذلك رغم انفراط الوحدة. هل ندرك ما تفترضه تلك الثقة من فهم تاريخي ونضج سياسي إذا ما عرفنا انه كان عليها أن تتجاوز الذهول الذي أصاب العمال أمام فظاظة قطيعة لم يهتم أحد، في الظاهر، بتدارك الأثر المثبط للتعبئة وللمعنويات الذي تحتم عليها في الأمد القريب؟ وقد لاحظ المناضلون أنفسهم، إن الحملة على الحزب الاشتراكي، بالشكل الذي جرت فيه، ومهما كانت أسبابها وجيهة، لم تقنع أحدا، عدا العصبويين ، وقد أسف لها جميع ذوي العزائم الحسنة وثبطت هممهم. والمناضلون هم ايضاً الذين يسعهم أن يشهدوا كيف انه بعد انقضاء الاندفاع الأول للحزب، بعد 22 سبتمبر،(7) قل تدريجياً الحضور في اجتماعات الخلايا، وانخفض نشاط الحزب حتى انتهت كل سياسته إلى الانحصار في حملة ضخمة قائمة على تطويع أعضاء جدد وعلى "استعراضات" جورج مارشيه على شاشة التلفزيون . (كانت فرنسا كلها تتابعه، لموهبته، ولا بد أن الدولة البرجوازية، وهي احنك مما يظن، رأت مصلحتها في إعطائه الأولوية على جميع قنوات البث العامة والخاصة). هل ثمة من يعتقد أن كل هذا مجرد تفاصيل؟ والحال ان بين احتكار جورج مارشيه الظهور على التلفزيون، وإسقاط الشعارات التي قلبت رأساً على عقب مواقف كفاح الحزب، ومعالجة المسائل، ليس من قبل المناضلين أو المؤتمرات، بل من قبل "اخصائيي" القيادة أو الملحقين، والتعامل مع المناضلين من فوق بل التلاعب بهم، بين كل هذا من جهة، والحفاظ على سرية تغيير الستراتيجية واسبابه، من جهة اخرى، ثمة علاقات عميقة ، بجلاء تام. لقد اضطرت القيادة إلى الكشف عن سرين من أسرارها: التقرير الذي قدمه جورج مارشيه إلى اللجنة المركزية في يونيو 1972، بعد التوقيع على البرنامج المشترك(8)، وسقف التنازلات التي يمكن تقديمها للحزب الاشتراكي بعد 22 سبتمبر (تقرير فيترمان). وقد قنعت القيادة بالكشف عنهما لأنها كانت بحاجة إلى ذلك لتعطي مواقفها استمرارية ظاهرية، ولتثبت أنها لم تبدل استراتيجيتها. لكنها لم تكشف إلا ما أرادت أن تكشفه وهي تحتفظ بالباقي. هذا ويمكننا أن نراهن بثقة على انه، ما لم يتدخل المناضلون لتغيير هذه الممارسات، سوف تستمر القيادة في كتمان جوهر الأمور. طبعاً سوف تفسر نتيجة الاقتراع بالتفسيرات التقليدية المعهودة، وهاكم علم السياسة وعلم السكان ونزوحهم وعلم الاجتماع الانتخابي، وعلم موازنة خسارة الأصوات هنا بالربح هناك، لكن هل تمضي القيادة إلى ابعد من ذلك، وتتخطى التحليل السطحي للنتائج الانتخابية لتصل إلى الجوهر: إلى التحليل السياسي لتغييرها ؟ لا يمكن حتى التفكير بذلك عملياً، إذا ما أخذنا طبيعة القيادة بعين الاعتبار. فالسكوت عن الجوهر هو للأسف عادات القيادة. انه جزء عضوي من عاداتها، الراسخة في كل التراث الستاليني الذي ما زال حيا في جهاز الحزب. إن الأمل الكبير الذي أثاره المؤتمر الثاني والعشرون، رغم نواقصه وتناقضاته، كان في أن يضع حدا، أخيرا، لهذا التراث الاوتوقراطي. لكن الأمل خاب. والحال أن حرية النقاش في القاعدة كانت مكتسبة قبل المؤتمر الثاني والعشرين الذي لم يبدل شيئاً في ممارسات القيادة. إذ إن الجهاز سبق أن اكتشف اكتشافاً عمره عمر العالم البرجوازي، هو انه قادر على الترف القاضي بترك المناضلين يناقشون بحرية في خلاياهم، دون طرد أو عقاب، طالما أن ذلك لا يجر، على كل حال، أية عواقب عملية: "كم يسعدهم ذلك ولا يكلفنا ما يذكر، قول يضعه الكاتب شامفور على لسان مركيزة كريمة بمفاتنها. والواقع أن المناقشات الحقيقية والقرارات السرية تجري دائماً في الوسط الذي يعلو فوق سقف لجان المحافظات، في المكتب السياسي وفي أمانة السر أو بالأحرى ضمن مجموعة صغيرة غير منصوص عليها في النظام الداخلي تشمل أمانة السر وجزءاً من المكتب السياسي وبعض "الخبراء" أو الأعوان من اللجنة المركزية. هناك تتخذ القرارات الحقيقية، التي يعلنها المكتب السياسي وتقرها اللجنة المركزية بالإجماع لأنها تعرف السر أو تعتقد أنها تعرفه، أو على الأقل تعتقد أنها قريبة من الحقيقة ومن السلطة. نمط من السير الداخلي ينبغي تبديله من الأساس: يقول مناضلون عديدون انه "لم يعد ممكناً أن نستمر هكذا"، وانه ينبغي فضح النمط الذي تسير عليه هذه "الآلة" التي هي الحزب، وتبديله من أساسه: ليس فقط من أجلهم، من اجل حريتهم كمناضلين، أي من اجل الحزب (لان الحزب إنما هو المناضلون) بل من اجل جمهور شغيلة فرنسا، الذين لا يمكنهم الانتصار في الصراع الطبقي من دون الحزب الشيوعي، ولكن لا يمكنهم أيضا أن ينتصروا مع هذا الحزب الشيوعي، كما هو . أولئك المناضلون أنفسهم لا يريدون أن يصبح الحزب "حزباً كالأحزاب الأخرى"، لانهم يدركون تماماً ما هي "الأحزاب الأخرى"، الأحزاب البرجوازية الخاضعة لسيطرة طغمة، تهيمن عليها بلا منازع فئة مغلقة من المحترفين والخبراء والمثقفين المرتبطين ارتباطاً وثيقا بإدارة الدولة العليا. ويعتقد هؤلاء المناضلون أنفسهم انه ينبغي إيجاد حزب ثوري لنضال المستغلين الطبقي، وإيجاد قيادة ومسؤولين لمثل هذا الحزب، ويعتقدون انه يمكن المحافظة على الديموقراطية بل يجب المحافظة عليها، شرط تغيير قواعدها المتبعة تغييراً عميقاً ، واكثر من ذلك، تغيير ممارستها، أي ليس القانون فحسب بل ما يقرر مصر القانون: حياة الحزب وممارسته السياسيتين. وبما أننا وصلنا إلى قلب المسألة، أي الحزب، فعلينا أن نأخذ حذرنا من نزعة ممكنة. وبالفعل، فلكي نفهم سير الحزب الداخلي، نجد أنفسنا مضطرين إلى شرح آليته في حد ذاتها، وبالتالي إغفال المركز الخاص بالحزب الفرنسي في تاريخ الصراعات الطبقية لشعب فرنسا وتاريخ الحركة الشيوعية الدولية. فهنالك بالفعل، خلف الآلية التي سوف نشير إليها بخطوطها العريضة، تاريخ خاص: تاريخ شكلي الصراع الطبقي، البرجوازي والعمالي، الخاصين بفرنسا، اللذين جعلا من الحزب ما هو وطبعاه بسمات خاصة وحددا له مكانا خاصا في المجتمع الفرنسي. حزب منسوخ عن جهاز الدولة والجهاز العسكري: بعد هذا التحفظ، ما هو الحزب؟ إني استعمل كلمة"آلة" عن قصد، لأنها الكلمة التي استعملها ماركس ولينين بالنسبة للدولة. وفي الواقع فتلك ملاحظة مدهشة يمكن لأي كان ملاحظتها: مع أن الحزب ليس، بالطبع، دولة بحصر المعنى،فان كل الأمور تجري وكأنه منسوخ، في بنيته وفي سيره الداخلي الهرمي، نسخاً دقيقاً عن جهاز الدولة البرجوازية وعن الجهاز العسكري. هاكم الوجه البرلماني للحزب. في أحد الطرفين، يوجد شعب المناضلين، الذين يناقشون بحرية في خلاياهم وفرعياتهم. انه "الشعب السيد" : لكنه يقف بشكل قاطع عند بلوغ عتبة أمانات سر لجان المحافظات التي يديرها متفرغون. هناك الانقطاع، حيث تصبح الغلبة للجهاز على القاعدة.وهناك تبدأ الأمور الجدية (بالنسبة للقيادة). وإذا عبرت الإرادة الشعبية القاعدية عن نفسها في الانتخابات، فذلك بأشكال مفرطة في الرجعية (الاقتراع بالأكثرية في دورات ثلاث، لانتخاب المندوبين إلى المؤتمرات) وتحت رقابة صارمة من قبل "لجان الترشيحات، وهي لجان منصوص عليها في النظام الداخلي بالنسبة لانتخاب "المسؤولين" لكن صلاحياتها جرى توسيعها بصورة غير شرعية لتشمل انتخابات المندوبين إلى المؤتمر. هذه الانتخابات تنتج تسلسل المسؤولين الهرمي: أعضاء لجان ومكاتب الفرعيات، لجان المحافظات، اللجنة المركزية، التي يقف على رأسها مكتبها السياسي وأمانة سره. ويفترض في اللجنة المركزية التي ينتخبها مندوبون عن المحافظات تم اختيارهم بعناية، أن تكون الهيئة السيدة في الحزب، هيئته التشريعية والتنفيذية. أما عمليا فان ما تفعله هذه الهيئة السيدة هو إقرار قرارات القيادة والعمل على تطبيقها. وهي لا تتقدم بأي اقتراح جديد. فلم يسمع أحد يوما أن اللجنة المركزية اتخذت ابسط مبادرة. في الواقع، فان اللجنة المركزية هي بالأحرى الهيئة التنفيذية التابعة للقيادة لا هيئتها التشريعية: وهي، بصفتها هذه نوع من الجمعية العامة لولاة المحافظات الذين ترسلهم القيادة إلى جميع أنحاء فرنسا وتوكلهم بـ"المتابعة"، أي بالإشراف عن كثب على لجان المحافظات وتعيين أمنائها وحل المسائل الحساسة. ولا تستند القيادة إلى أعضاء اللجنة المركزية وحدهم، بل تستند أيضا إلى قوة هائلة، وغالباً ما تكون خفية، هي قوة موظفيها على اختلاف انواعهم، المتفرغين ومعاوني اللجنة المركزية، هؤلاء المجهولين غير المنتخبين الذين تم تجنيدهم على أساس كفاءتهم أو بالواسطة، بالتعيين دائما – بالإضافة إلى الأخصائيين على اختلافهم. وهاكم الوجه العسكري للحزب. أن كل ما قلناه يبقى ناقصا إذا لم نضف إليه مبدأ يلعب دوراً أساسيا، عنينا مبدأ الحجازة العمودية المطلقة، الذي يذكر بالشكل الموجز للتراتبية العسكرية. وللحجازة نتيجة مزدوجة. فمن جهة تحبس كل مناضل قاعدي ضمن التسلسل العامودي الذي يصعد من خليته إلى الفرعية، وبعدها إلى لجنة المحافظة واللجنة المركزية. هذا "السير الصاعد" يقع تحت سيطرة المتفرغين المسؤولين الذين يكررون (تكريراً) بكل عناية ما يأتي من القاعدة، وفقاً لقرارات القيادة. ومن جهة أخرى، لا يمكن للمناضل القاعدي، خارج اطار مؤتمرات الفرعية ومؤتمرات المحافظة إذا انتدب إليها ، أن يقيم أي علاقة مع مناضلي أية خلية أخرى، تنتمي إلى تسلسل عمودي صاعد آخر، فكل محاولة لاقامة" علاقة افقية" ما زالت حتى اليوم تعتبر محاولة "تكتلية" . قد يظن المرء فعلا انه في تشكيل عسكري، حيث الفعالية العملياتية تقتضي القيادة المطلقة والسرية في آن واحد، بل ايضاً حجازة صارمة بين الوحدات المشتركة في المعركة. وليس في هذا التشبيه أي إهانة . فهو يذكرنا بالمراحل التي اضطر الحزب فيها إلى اللجوء إلى أشكال التنظيم والأمن العسكريين ليدافع عن نفسه وينشط: سرية حزب لينين، سرية الحزب في مرحلة مقاومة الاحتلال النازي، الخ. وبقدر ما كانت الظروف تبرر آنذاك إجراآت الحجازة، بقدر ما تجعل الظروف الحالية مثل هذه الإجراءات نافلة، في غير زمنها ومعقمة: وذلك ليس فقط بالنسبة للمناضلين القاعديين بل أيضا بالنسبة للجماهير، وعند الحد الأخير، بالنسبة للمسؤولين أنفسهم. نمط السير البرجوازي في السياسة: إن الحزب بتركيبه نموذج الحجازة العسكري مع نموذج الديموقراطية البرلمانية، لا يسعه إلا أن يعيد إنتاج نمط السير البرجوازي في السياسة، مع تقويته. انه يجني من النموذج البرلماني فائدة معروفة: فتماماً مثلما تنجح البرجوازية في جعل "المواطنين" الأحرار يعيدون إنتاج أشكال سيطرتها السياسية، تنجح قيادة الحزب في جعل المناضلين يعيدون إنتاج أشكال سيطرتها. وهي تجني من نموذج الحجازة العسكري فائدة، بين فوائد اخرى لا يستهان بها: إمكانية إظهار تعيين المسؤولين بمظهر الانتخاب. أما نتيجة هذا التركيب، فهي التوصل الى إعادة إنتاج لا شكل السيطرة للقيادة فحسب، بل جسم القيادة ذاته. والحال أن ضيق مجال الاختبار بالنسبة لاعادة إنتاج القادة يجعل هؤلاء غير قابلين للعزل عمليا، مهما كانت أَفشالُهم ولو بلغت أحيانا حد الإفلاس السياسي (راجع مثلا خط "اكتساب الشرعية" بأي ثمن الذي اتبع في خريف 1940)(9). في هذه الظروف، تؤدي "لعبة" الديموقراطية في الحزب، كما في الدولة البرجوازية، إلى معجزة التحول من مادة إلى أخرى: فمثلما تتحول الإرادة الشعبية إلى سلطة الطبقة الحاكمة، تتحول إرادة قاعدة الحزب إلى سلطة القيادة. هل تأمل أحد بالواقع التالي؟ ان ما يقابل الآلية التي تؤدي إلى إعادة إنتاج القيادة وتسمح لها بالاستمرار، غير قابلة للعزل، عبر جميع التقلبات الاستراتيجية والتكتيكية وعبر جميع الأخطاء، إن ما يقابل الآلية هذه هو هروب المناضلين، نزيفهم الدائم، استبدالهم الدائم ،بـ "أجيال جديدة" لم تعش المعارك والتقلبات التي حصلت منذ خمس أو عشر أو عشرين سنة. اجيال تلقى بدورها في المعمعة بعد ان تشحن بـ"نظريات" او بشعارات ووعود، فـ"تحترق" فيها خلال بضع سنوات. لماذا يوجد مثل هذا العدد الكبير من الشيوعيين القدامى، وعددهم اكبر من عدد اعضاء الحزب الفعلي وحتى الرسمي؟ ولماذا مثل هذا العدد من المناضلين المسجلين في الحزب، الذين تخلوا عن النضال النشط في صفوفه؟ ولماذا ثمة اجيال كاملة من المناضلين المجربين في النضالات (نضالات المقاومة ضد النازية، والحرب البادرة، وفيتنام والجزائر و1968، الخ) شبه غائبة عن الحزب، غائبة عن نشاطه أو عن مراكز المسؤولية؟ فلقد وجد الحزب، من جهته، بوصفه "جهاز دولة "صغير، حل المشكلة الشهيرة التي لمح برشت اليها بعد تظاهرات برلين الدامية(10) بقوله:" فقد الشعب ثقة الحكام به؟ فليجر انتخاب شعب آخر!". والحال ان قيادة الحزب تقوم دوريا، من حملة تطويع الى اخرى، بـ "انتخاب شعب" جديد، أي قاعدة اخرى، اي مناضلين آخرين. اما القيادة فهي تبقى في مركزها. معاهدة بين القادة: ان القيادة، وبهدف منح اعادة انتاجها صفاتها القانونية، قد نبشت موضوعة ذات مظهر اخلاقي رفيع: موضوعة القيادة الجماعية، التي سمحت لها بالاصل، منذ بضع سنين، بأن تجنب نفسها مشقات التطهيرات التي كانت تجري دوريا في السابق ("قضايا" مارتي وتيون، ولوكور، وسرفان وكازانوفا، الخ..) فالقيادة الجماعية يسهل وصفها بأنها الموضوعة النقيضة لـ"عبادة الشخصية". ما حقيقة ذلك؟ تخفي موضوعة القيادة الجماعية، في الواقع، معاهدة تربط بين القادة، وتفصلهم كجسم واحد عن المناضلين، وتساهم في ادامة سلطتهم. فالقادة بذلك ملزمون بالحفاظ على "تضامن" السلطة. هذا يعني بوضوح : لن يتعرف احد على اي شيء مما يجري ضمن المكتب السياسي وفي امانة السر ( او بالاحرى ضمن المجموعة القيادية الصغيرة)،الا اذا قررت المجموعة خلاف ذلك. اي بوضوح: لن تستطيعوا ابداً ان تلتقطوا في كلام احد القادة فارقا يميزه عن الآخرين- وهو وضع اصبح يعتبر غير معقول في ايطاليا منذ زمن طويل. فالاختلافات او الخلافات تسوى في ظل قانون التكتم المطلق، ومن المقر سلفا ان على اي معارض يمثل "اقلية" ان يمارس سياسة الاخرين دون اي تردد علني، (اعطى جورج مارشيه، احيانا، انطباعا بانه يتكلم بخلاف قناعته الداخلية). هكذا فان ما يقدم على انه الكمال ذاته في وحدة القيادة هو في واقع الحال نفي اية مسؤوليةشخصية موضوعية ونفي اي تناقض معترف به والصمت المطبق المقر في القيادة. ان القيادة الجماعية التي يسبغ عليها كل هذا المديح ما هي إلا اعتراف بأن حيازة السلطة والحقيقة حكر على بضع من "رجال الظل"، أولئك الذين شوهدوا على شاشة التلفزيون، عشية الدورة الاولى للانتخابات، يتسللون خلف جورج مارشيه، بابتسامات ساخرة، لانهم كانوا، هم، يعرفون كل ما سوف يحصل. وبصمت، لأن الصمت هو الذي يصك معاهدة القيادة الجماعية. بصمت، إذ أن السكوت ممكن عندما يملك المرء السلطة والمعرفة. فالصمت هو فعلاً الحاجز الذي يفصل بين البشر: من جهة، يقف أولئك الذين يعاملون البشر بالصمت، لانهم يملكون السلطة والمعرفة، ويقف في الجهة الاخرى هؤلاء الذين تركوا يلفهم الصمت، لكي لا يحصلوا على المعرفة أو على السلطة. كان "رجال الظل"اولئك منسجمين مع دورهم الى درجة انه لم يخالجهم ادنى شعور بأن ذلك الإخراج المهلس يمكنه لا أن يثير خوف بعض الناس فحسب، بل أن يصدم أحاسيس الشغيلة وشعورهم بالحرية والكرامة... ولن يجرؤ أحد على الاعتقاد بان ذلك "المشهد"، ذلك "الإخراج" كان وليد صدفة: انه العارض المذهل الذي يكشف أي حد من اللاشعور والصلافة بلغته القيادة في تلاعبها بالمناضلين والشغيلة. ان آلة السيطرة والرقابة والتلاعب بالمناضلين تلك لا تنجلي في أعمالها بمثل الوضوح الذي تنجلي به في نوع المناضل الذي تنتجه، بكل معنى كلمة الإنتاج، بوصف ذاك النوع ناتجها الخصوصي، الذي لا يسعها إلا الاستغناء عنه: المتفرغ مدى الحياة، الذي يشده الى الحزب قانون فولاذي، يتطلب منه الخضوع اللامشروط مقابل المعاش. ولا يسع المتفرغ التخلي عن المعاش هذا، لأنه، اي المتفرغ (وهو غالباً ما يطوع في صفوف منظمات الشبيبة او في اتحاد الطلاب الشيوعيين) اما انه لم يمارس اي مهنة قط، او انه فقد القدرة على ممارسة مهنته السابقة. وهو في اغلب الاحيان لا يكسب من تفرغه حتى احتكاكا فعليا بالجماهير، طالما انه يمضي وقته في الاشراف على هذه الجماهير. فيا لهما من تعزية ومن اضلولة بائستين أن يكتب المتفرغ على بطاقته الانتخابية مهنة: "عامل بناء" أو "موظف بريد": أو "عامل معدن" الخ، بينما سبق له، منذ عشرين أو ثلاثين عاما، ان استبدل وضعه كعامل بوضع المثقف الموظف، "المسؤول" إلى هذا الحد أو ذاك. انها لمأساة في معظم الاحيان، لا يمكن لصاحبها أن يعيشها وان يتحملها في المراتب المرؤوسة حيث لا وجود لتعويضات السلطة العليا، الا بأن يحول بكل قوته لا عقلانية الحزب- التي يراها المتفرغ عن كثب نظراً لمركزه- إلى عقلانية مصعدة، ولكن شرط أن يسكت أو أن يقنع بدون أمل. الأمانة والخضوع، بدفع من الامتثال أو من الحاجة، إلا إذا كان مهووسا خاضعاً بلا شروط، ذلك كل ما يتبقى للمتفرغ من حرية : لا شيء. (1) الاتفاقية بين الحزب الشيوعي الفرنسي والحزب الاشتراكي وحركة الراديكاليين اليساريين (تنظيم برجوازي اصلاحي عديم النفوذ تقريباً) التي شكلوا بمقتضاها "وحدة اليسار" وهي جبهة انتخابية على أساس "البرنامج المشترك" أنهارت سنة 1977 على عتبة الانتخابات النيابية التي جرت في مارس 1978 والتي كان مقدرا أن تنتصر فيها "وحدة اليسار " لو لم تفرط. وقد كان لقيادة الحزب الشيوعي الفرنسي دور رئيسي في فرط الجبهة. بررته بحجج سياسية ذات طابع "يساري" لم يقتنع بها حتى العديد من أعضاء حزبها. (2) المؤتمر الثاني والعشرون للحزب الشيوعي الفرنسي انعقد سنة 1976 وقد اشتهر بتخليه عن مفهوم "ديكتاتورية البروليتاريا". غير أن ما يقصده آلتوسير هنا هو كون ذلك المؤتمر تميز، للمرة الاولى منذ الانحطاط الستاليني للحزب، بحرية نسبية في المناقشات التي دارت خلاله. (3) يوم 22 سبتمبر 1977، اتخذت قيادة الحزب الشيوعي الفرنسي القرار الذي ادى الى القطيعة بينها وبين الحزب الاشتراكي. (4) يعدد آالتوسير جملة منعطفات سياسية مفاجئة قررتها قيادة الحزب الشيوعي الفرنسي، مثل بعضها انتقالا من موقف الى نقيضه. فبالنسبة للقوة الضاربة، أي السلاح النووي، جرى الانتقال من طلب الحد منها الى دعم سياسة الحكومة في تطويرها وذلك باستعمال حجج قومية (في بلد امبريالي!).(5) صرح مراراً قادة الحزب الشيوعي الفرنسي، قبيل انتخابات مارس 1978، ان هدفهم هو الحصول على 25 بالمائة من الاصوات، كحد ادنى. وان الاتفاق بينهم وسائر اطراف "وحدة اليسار" في الدورة الثانية للانتخابات مرهون بذلك. أما الواقع فقد خيب آمالهم : لم يحصلوا على الاصوات المطلوبة وعقدوا برغم ذلك اتفاقاً مع حلفائهم السابقين لم يحصل دون فشلهم جميعاً في وجه اليمين.(6) الجبهة الانتخابية التي جمعت الحزب الشيوعي الفرنسي والحزب الاشتراكي والحزب الراديكالي ( كان آنذاك اعظم حزب برجوازي في فرنسا) والتي فازت في انتخابات سنة 1936.(7) انظر (3)(8) نشر بعد ذلك بثلاث سنوات، يونيو 1975.(9) في تلك الفترة، حاولت قيادة الحزب الشيوعي الفرنسي ان تحصل على ترخيص بنشاطها من سلطات الاحتلال النازي في فرنسا وذلك استناداً الى التحالف الذي عقده ستالين مع هتلر سنة 1939 والذي لم يمنع النازيين من اجتياح الاتحاد السوفياتي سنة 1941.(10) انتفاضة عمال برلين الشرقية ضد النير الستاليني سنة 1953.
#التجمع_الشيوعي_الثوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لأجل نهوض جديد للحركة الطلابية
-
لبنان - الوضع السياسي والاقتصادي يزداد تفاقما، لكن الإنقاذ ف
...
-
لئلا يتأخر الفجر أكثر
-
صدور العدد 185 من -ما العمل؟
-
الثورة البوليفيــــة
-
الثورة الإسبانية
-
اللـقـاء الأخـيـر - خـواطـر عن سـمير القنـطـار
-
حكومة لولا : هل ستغـيِّـر أم ستغـيَّـر ؟
-
عامل يرأس جمهورية البرازيل: مسيرة حزب العمال الطويلة
-
أين موقع فلسطين على خارطة الطريق؟
-
صـدام الهـمجـيـات
-
من الانتفاضة الثانية الى الدولة ثنائية القومية مقابلة مع ميش
...
-
أمــمـيـــــة
-
ملف حول أزمة اليسار اللبناني
-
ما هو التجمع الشيوعي الثوري؟
-
عـود على بـدء !
-
نبذة عن التجمُّع الشيوعي الثوري
-
معاً لدحر الهجمة الإمبريالية على الشعب العراقي
المزيد.....
-
فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح
...
-
الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
-
الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان
...
-
مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
-
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
-
عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و
...
-
في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در
...
-
حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
المزيد.....
-
نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2
/ عبد الرحمان النوضة
-
اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض
...
/ سعيد العليمى
-
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟...
/ محمد الحنفي
-
عندما نراهن على إقناع المقتنع.....
/ محمد الحنفي
-
في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟...
/ محمد الحنفي
-
حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك
...
/ سعيد العليمى
-
نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب
/ عبد الرحمان النوضة
-
حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس
...
/ سعيد العليمى
-
نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|