سئمت الجماهير العاملة في العراق من كثرة الوعود وعدم تنفيذ الكثير منها، وقيل الكثير عن اعادة اعمار العراق وتوفير فرص العمل ومعالجة الازمة الاقتصادية التي اثقلت كاهل الشعب، الا ان الشارع العراقي يصطدم يوميا بعكس ذلك تماما.
ان الجماهير العاملة ترى بوضوح بان الامريكان منشغلين باعادة اعمار المؤسسات البيروقراطية والقمعية والمؤسسات المالية التابعة لهم، وترى كيف ان المافيا والعصابات المنظمة التابعة للاحزاب البرجوازية او الموالية لها التهموا ماتبقى من اموال الدولة المنهارة دون رادع وكيف ان فرص العمل يقترب من العدم وضمان وتأمين الحياة معدوم تماماً.
ولكن ان استطاعت السلطات الامريكية ومجلس الحكم الانتقالي نسيان الوعود التي اطلقوها او قاموا بتجاهلها من باب المصلحة والعجز، الا ان العمال والكادحين والمسحوقين لن يقبل منهم ذلك، فهم لايستطيعون ولايمكنهم نسيان الرغيف والخبز والمأكل والملبس، لايمكنهم تحمل ضربة البرد القارس في الشتاء المظلم الذي ينعدم فيه النور والكهرباء وسعر المحروقات يحرق جيوبهم الخالية. لقد دخلوا الشارع وهتفوا بتوفير فرص العمل وطالبوا بالضمان في البصرة والعمارة والكوت وبغداد وسيهتفون ويطالبون ويضغطون مجدداً مادام معدل البطالة يقترب من نسبة 70% حسب تصريحات المسؤولين حالياً ولايلوح في الافق معالجة حقيقية لها.
لاشك بان تلك المظاهرات بينت بان السماء العراقي الذي كان ملبدة بغيوم الاوهام بصدد الدور الامريكي ودور الاحزاب البرجوازية الدينية خصوصا في المحافظات الجنوبية بدأ ينقشع وان الادارة الامريكية والشرطة العراقية التابعة لها لن يتمكنوا من كبح جماحها ما لم يتخذوا تدابير عاجلة لحل مشكلة البطالة والضمان الاجتماعي.
وان الاحزاب الدينية التي مازالت تعتاش على اموال الدولة المنهارة و وصلت الى حد التخمة حيث بدأت اعراض السمنة بارزة عليها وعلى وجوهها وشخصياتها البارزة لن تتمكن من السيطرة على الجماهير التي تفجرت غضبها من ممارساتها ومن تصرفاتها.
------------------------
بلاغ الشيوعية العدد (14) كانون الثاني 2004