|
لماذا تغيب ملك الأردن ؟
راغب الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 2340 - 2008 / 7 / 12 - 04:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أمتنع ملك الأردن عن زيارة العراق ، وكانت حجتة في ذلك الخشية وهاجس الأمن المفقود ، هذا الكلام طبعاً حسب الزعم الرسمي !! لكن للحقيقة كما نرى وجه أخر بل قل وجوه منها : * ما يتعلق بموضوعة النفط الذي كان يعطى بالمجان للأردن تقديراً لها عن مواقفها القومية جداً في قادسية صدام .
ومنها ما يتعلق برؤوس الأموال المنهوبة و المكدسة في بنوك الأردن .
والذي عليه الإعتقاد عندي إن بعض عرب المنطقة يخشون من تحول العراق إلى مركز حقيقي للديمقراطية ، ولذلك فهم لا يمدون يد العون إليه ظناً منهم إن تجربته مندثرة و زائلة ، بعض العرب يستكثرون على العراق إن يكون حضارياً مزدهراً ويستكثرون عليه طموحه المشروع في الريادة ، وبعض العرب حين يقع العراق في أية ضائقة أو محنة يكونون معها عليه [ نقول هذا ونحن نستذكر دور العرب في حصار العراق أيام الحكم البائد ] هذا الكلام لا نقوله اليوم بل قلناه يوم كان صدام حاكماً .
ولهذا فمن يخشى قلة الأمن في العراق عليه إن كانت نواياه ودوافعه صادقة في ذلك ان يكون حازماً في منع دعم كل المجموعات التي تثير زوابع الفتن وتشعل النيران ..
نحن أهل العراق نريد بالفعل ان تزول كل دوامت العنف وكل طبايع التحايل التي يميل إليها سراق الحياة ، نحن نريد ان يكون العراق مستقراً و قادراً على تحقيق الأمن لكل أبنائه ، وهذه الإرادة منا تصطدم بمعوقات كان لعرب المنطقة الدور الرئيس فيها بالفعل وبالقوة ، بل إن البعض منهم يتمنى للعراق الموت والدمار والفناء ، وهذا البعض يعمل بالسر والعلن لكي يعيش العراقي دوامة الخوف وعدم الأستقرار ، نجد هذا في التشجيع الخفي لموجات الهروب من العراق ؟ وموجات التهجير في داخل العراق ، كما لا نخفي سراً إذا ما قلنا إن البعض يعمل لإشاعة الفتنة كي لا يخبو شرارها ؟ حتى وإن تمطى البعض بعباءة الحرص على مستقبل العراق في حين هو يسكب الزيت على النار ؟ ..
بعض العرب لا يودون للعراق النمو ولا يريدون لشعبه غير الأحزان والكوارث ، لأن بعض العرب هذا يدفعه الحقد والشعور بالتفاوت في جني الغنائم ، مع زيادة حبكة الحنق التاريخي الذي يغذية دور المساجد ورجال دين مزيفين ، مما يكثرون من نوازع القلق المذهبي وحكايات عن سطوة الطوائف ورجال الملل والشعوب .
هذا كله جلي ومعلوم ولكن المتغافل عنه هو هذه الخفة لدى بعض ساسة العراق وكأنهم في إحماء رياضي يتسابقون على زيارة ممالك العرب رأينا هذا مع علاوي ومع الجعفري ومع المالكي ، يتلذذون بالصور جنب إلى جنب مع قادة دول المنطقة ، ويكأن ذلك هو كل الهوى وكل الحلم وكل المُراد عند هؤلاء النفر .
[ أقول هذا عن دور المسؤول في وقت الأزمات] ، وأنظر كيف حقق رجال أقتربوا من شعوبهم ليعملوا معهم ويدفعوا بإتجاه التقدم والتطور ، لكن جماعتنا مغمورين بهذه الترهات ، بعض ساسة العراق الجديد يطلبون من قادة المنطقة التدخل لدى الأمريكان لكي يساعدوهم في الحصول على مغانم من فتات جسد العراق المُعرى .
حتى قيل إن نائب الرئيس العراقي حصل على الإقامة الدائمة في الأردن وهو في طريقه للحصول على الجنسية - سخرية ما بعدها سخرية - نائب الرئيس أصبح اليوم من الحاشية ودائماً يصلي الظهر والعصر قصراً وجمعاً في عمان !! يقول إنه يريد من ذلك تخفيف معانات العراقيين المهجرين !! ...
فكم من مؤتمر يخص العراق عُقد في عمان وكم من ندوة تخص إقتصاد العراق عقدت هناك بل إن إتحاد كرة القدم مقيم في عمان .
مسؤولي العراق بدل ان يعملوا لتوحيد ما تبقى من وطن ، يزرعون بذور الشقاق والخلاف ، وهم عوضاً من ترميم الساحة الداخلية يهرعون لطلب العون من الأردن وغيرها ، مع إن الأمر وطني داخلي محض لو كان للجماعة إحساس بالمسؤولية وشرف المواطنة ، إذ ليس من الحكمة ان يعمل مسؤولي المنطقة الغبراء على رتق جراحات زمن الحكم البائد مع الغير ويتركون الشعب بلا مأوى ولا خدمات ولا طرق ولا كهرباء ولا ماء صالح للشرب ولا أمن يحمي الناس من فوضى عصابات الحقد والتخلف ، أملي إن يترك ساسة العراق كلام الشعارات والخطب ويمدو اليد لردم كل ساحات التشقق والخلاف أملي ان نقضي على الفتنة الدوارة وظاهرة القتل العمد والتطاول على سادات الناس ، كما حدث في مدينة الرفاعي حين تطاول أوباش وحثالات العفن القديم في إغتيال أبن عمنا الشهيد محمد بن الشيخ خضربن الشيخ فشاخ الفارس زعيم قبائل بني ركاب آلبوحمزة ، نقول هذا لكي يعلم كل العراق مدى الضرر ونقصان الكفاءة والحماية والمسؤولية ، نقول هذا لكي يتحرر ساسة العراق من عقد التخلف الماضي وما جره علينا من ويلات ونكبات ، حاجة العراق اليوم للعمل الجاد وللوحدة ولردم كل معوقات بنائه وإعماره ، حاجتنا ليعيش الشعب آمناً في قراه ومدنه ونواحيه ، حاجتنا لنكون كلنا في حماية القانون بعدما يتخلص من أدرانه وعقده ، وحاجتنا للعدل للحرية للسلام تعلو كل حاجة فهي الوطن والتاريخ هي الحاضر والمستقبل ...
#راغب_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مأزق الديمقراطية في العراق
-
فرض القانون .. بشائر السلام
-
قانون الشرايع لدى فلاسفة اللاهوت
-
إيران مرةً ثانية
-
مؤتمر مكة للحوار
-
العراق وامريكا .. إتفاق من أجل الحياة
-
عبد الرحمن الراشد ومنطق العصبية
-
رؤية مغايرة للكتاب المجيد
-
نساء من أجل الحياة
-
إسلامنا بحاجة إلى إعادة نظر
-
السماء لا تمطر ذهباً
-
أين الكتاب العربي ؟
-
تأسيس علم أصول جديد – ح4
-
تأسيس علم أصول جديد – ح3-
-
تأسيس علم أصول جديد – ح2 -
-
تأسيس علم أصول جديد
-
( لازلتُ أبحثُ عن الإسلام )
-
الليبرالية حوار بين الله والإنسان
-
الرسوم المسيئة للرسول محمد
-
شاء الله ان يراك قتيلا .. !!
المزيد.....
-
تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر
...
-
قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م
...
-
ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
-
صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي
...
-
غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
-
فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال
...
-
-ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف
...
-
الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في
...
-
صور جديدة للشمس بدقة عالية
-
موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|