أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ساطع راجي - صراع الرموز














المزيد.....

صراع الرموز


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2340 - 2008 / 7 / 12 - 04:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الجدل الدائر حول إستخدام الرموز الدينية ودور العبادة في الدعاية الانتخابية في إطار إنجاز قانون مجالس المحافظات والتحضير للإنتخابات يمثل تطورا خطيرا في العلاقة بين القوى التي كانت تشكل الائتلاف العراقي الموحد، فبعد أن كان الخلاف على إستخدام الرموز الدينية في الانتخابات النيابية السابقة يجري بين الاحزاب العلمانية والدينية رغم دخول الاحزاب الدينية (السنية) في الجدل الى جانب رفض إستخدام تلك الرموز، فإن الجدل الحالي تتوزع أطرافه القوى السياسية الدينية الشيعية الى درجة إتضح فيها فرز للمواقف قسم الاحزاب حسب موقفها الى معسكرين، الاول يتبنى رفض إستخدام الرموز الدينية ويضم معظم القوى الشيعية وبالأخص الصدريين والدعوة والفضيلة، في حين يقف المجلس الاعلى في المعسكر الثاني متمسكا بإستخدام الرموز الدينية في الدعاية الانتخابية.
الحقيقة إن مصطلح (الرموز الدينية) يعني في الجدل الدائر حاليا صور المراجع الدينيين الشيعة، وبما إن مفهوم المرجعية لصيق بالتشيع حتى في السياق السياسي المتدين فإن كل حزب من الاحزاب الدينية الشيعية له مرجعيته التي أسسته كتنظيم أو كفكر وخطاب، ومن المؤكد إن كل واحد من هذه الاحزاب سوف يستخدم صور وخطابات وأقوال مرجعه في حملته الانتخابية، فلماذا إذن الجدل والانقسام؟.
الاجابة على هذا السؤال تظهر بوضوح عندما نقارن بين قوة المرجعيات التي تتبعها الاحزاب الشيعية، وبما إن المجلس الاعلى يعتنق مرجعية السيد السيستاني وهو المرجع الاعلى للشيعة ويحظى بأكبر عدد من المقلدين فهو يرى في وجود هذه القوة عامل تفوق لصالحه وبقية الاحزاب الشيعية مقتنعة بأنه عامل التفوق وهي تريد تجريد المجلس الاعلى منه، وعليه لايمكن قراءة هذا الخلاف بين الاحزاب الشيعية على إنه تغيير في الفكر نحو توجهات أكثر علمانية بل هو مجرد تنافس إنتخابي مرحلي لا يقلص من حجم تأثير المؤسسة الدينية بل ربما أدى الى العكس، حيث تربط هذه الاحزاب بين حجم المقلدين (مصطلح فقهي) وحجم الناخبين (مصطلح سياسي) ما يعني إن هذه الاحزاب لديها قناعة كاملة بإن الانتخاب سيكون ممارسة تعبدية أكثر مما هو ممارسة سياسية، الامر الذي يدفع بالبرامج والشخصيات الفاعلة الى الخلف.
الخلاف الحالي يكشف وجود تباينات واسعة بين جميع المكونات السياسية الشيعية وهي تباينات لاتسمح بالحلول الوسطى بما يؤدي الى توزيع مسبق للمقاعد بأي صيغة كانت وهذه التباينات موجودة حتى بين القوى التي بقيت داخل الائتلاف الموحد، بين الدعوة والمجلس، وأنعكس ذلك على المناوشات الكلامية بين نواب الطرفين في البرلمان، ومع كل هذا فإن هذه القوى ستجتمع في الانتخابات النيابية القادمة أو على الاقل سيجتمع الجزء الاكبر منها تحت نفس المظلة ولن تكون هناك مشكلة في الرموز لأنها ستكون موحدة تحت خيمة الطائفة في تنافس مع قوائم مضادة بينما لا يمكنها أن تكون موحدة في إنتخابات مجالس المحافظات خاصة بعدما تبين إن السيطرة في المحافظات لا تقل أهمية عنها في الحكومة الإتحادية.
هناك عامل آخر مهم ساهم في بروز الخلافات بين الاحزاب الشيعية ويتمثل في إطمئنان هذه الاحزاب لعدم وجود قوى بديلة يمكن أن تشاركها في تقاسم الشارع الشيعي، وحتى التذمر الشعبي من مستوى الخدمات والفساد لم يساهم في خلق قوى سياسية بديلة بل إن بعض القوى العلمانية التي كانت تعد بالكثير تضاءل حجمها بسبب إدائها السيء في المعارضة ودورها الضعيف في الحكومة.
لن يكون صراع الرموز بين القوى السياسية الشيعية هو الاخير بل هناك كثير من التحديات المستقبلية التي ستتعرض لها العلاقة فيما بين هذه القوى وبعضها سيتصاعد مع إقتراب موعد الانتخابات وقد تواجه هذه العلاقة أزمة كبيرة فيما لو تم تأجيل الانتخابات، أما الجزء الاكبر من المشاكل فسيبدأ في اليوم التالي للإنتخابات.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاع ضعيف
- لغم مكشوف
- موسم الحصاد
- تقييم سلطة المحافظات
- تعطيل الديمقراطية
- تجميد العملية السياسية
- الاتفاقية ...شذرات وأوهام
- الآخرون في العراق
- تكاليف الترميم
- فشل المعارضة
- موت بسبب الكتمان
- دولة..دولتان...دولة
- محاصصة مبتكرة
- إمكانية ترميم الحكومة
- المقامة اللبنانية عراقيا
- هل إقتربت الحرب؟
- وقود رخيص جدا
- الانشقاقات والابواب المغلقة
- قبل الإنتخابات
- جولات المصالحة العراقية


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ساطع راجي - صراع الرموز