|
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....29
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 2339 - 2008 / 7 / 11 - 11:10
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
آليات العمل المشترك:.....6 8) الآلية التواصلية التي يوكل إليها تفعيل التواصل بين التنظيم المشترك المركزي، وبين التنظيمات الجهوية، والإقليمية، والمحلية، ثم بين التنظيم المشترك، وبين التنظيمات المساهمة في بناء ذلك التنظيم المشترك، ثم بين التنظيم المشترك، والتنظيمات الجماهيرية، وبينه وبين الجماهير المعنية بالعمل المشترك؛ لأن التواصل، في حالة حصوله، لا بد أن يقود إلى تفعيل العمل المشترك في مستوياته المختلفة، ولا بد ان يساعد على تحقيق الأهداف الآنية، أو المرحلية، أو الإستراتيجية.
ولذلك نجد أن آلية التواصل تعتبر مهمة، وأساسية على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، التي لها علاقة بالعمل المشترك.
وانطلاقا من أهمية آلية التواصل نجد أن:
ا ـ التواصل الإيديولوجي بين المنتمين إلى مختلف التنظيمات المتقاربة إيديولوجيا، هو الذي يقود إلى قيام عمل مشترك على أساس القواسم الإيديولوجية المشتركة؛ لأنه بدون ذلك التواصل الإيديولوجي، لا يكون تنظيم مشترك ينظم، ويوجه، ويقود العمل المشترك. فعن طريق توظيف آلية التواصل، تقوم التنظيمات المساهمة في بناء التنظيم المشترك بإخضاع إيديولوجياتها للمناقشة، والتحليل، سعيا إلى إيجاد القواسم الإيديولوجية المشتركة، التي تلعب دورا كبيرا في ايجاد تنظيم مشترك، تتوحد في إطاره التنظيمات المختلفة سعيا إلى القيام معا بعمل مشترك، على أساس القواسم الإيديولوجية المشتركة، التي تقوم، بدورها، بترسيخ التواصل بين مكونات التنظيم المشترك، مما يعتبر قوة للتنظيم المشترك، وللتنظيمات التي انبثق عنها ذلك التنظيم المشترك، خاصة، وأن التواصل الإيديولوجي يسعى إلى تقوية الإيديولوجية المشتركة، حتى تصير أكثر تعبيرا عن المصالح المشتركة، التي توحي بشكل التنظيم المشترك، المتلائم مع الإيديولوجية المشتركة.
ب ـ التواصل التنظيمي الذي يقتضي قيام آلية التواصل بدورها في جعل التنظيات المتقاربة تخضع بتصوراتها التنظيمية للنقاش، بهدف إيجاد تصور تنظيمي مشترك، ينظم، ويوجه، ويقود العمل المشترك. فالتنظيم المشترك القائم على أساس توظيف ىلية التواصل، يضمن استمراره، وقوته، وقدرته على مواجهة التنظيمات المضادة للعمل المشترك، ومواجهة التحديات الموضوعية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، التي تحول دون تفعيل العمل المشترك، وحتى يصير التنظيم المشترك قادرا على الإعداد الجيد لبرامجه، وعلى إصدار مواقفه السياسية المناسبة، والمتناسبة في الزمان، والمكان. والتظيم المشترك المتفاعل مع آلية التواصل يستطيع، كذلك، ان ينظم العمل المشترك، ويوجهه، ويقوده في اتجاه تحقيق الأهداف الآنية، والمرحلية، والإستراتيجية، كما يستطيع الوصول إلى إقناع الجماهير المعنية بالانخراط في العمل المشترك، وجعل التنظيمات الجماهيرية تنسق مع التنظيم المشترك، لتحقيق الأهداف الآنية التي لها علاقة بأهداف التنظيمات الجماهيرية. وهذا التطور الذي يحصل في تنظيم العمل المشترك، يؤدي إلى جعل آلية التواصل أكثر فاعلية، نظرا للعلاقة الجدلية القائمة بينهما.
ج ـ التواصل البرنامجي، الذي يقتضي التفاعل مع آلية التواصل، ومع برامج التنظيمات المساهمة في بناء التنظيم المشترك، ومع القواسم الإيديولوجية المشتركة، ومع التنظيم المشترك، ومع مواقفه السياسية، ومع أداء مناضلي التنظيم المشترك، ومع الجماهير المعنية بالعمل المشترك.
ذلك أن آلية التواصل تعتبر أساسية بالنسبة لتفعيل البرنامج في مستوياته المختلفة، الذي لا يعنى إلا تفعيل مجمل مكونات التنظيم المشترك. وهذا التفعيل لا بد أن يقود إلى الكشف عن جوانب النقص المختلفة في فقرات البرنامج التي لها علاقة بالمجالات الاقتصادية، والاجتماية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، ودفع التنظيم المشترك إلى العمل على إعادة النظر في البرنامج المشترك، من أجل تجاوز جوانب النقص القائمة في البرنامج، والتي كشفت عنها آلية التواصل المفعلة لمجمل مكونات التنظيم المشترك، من أجل أن يصير البرنامج المشترك أكثر تعبيرا عن إرادة الجماهير الشعبية الكادحة المستهدفة بالعمل المشترك، وأكثر قابلية للتفعيل، وأكثر تحريكا للتواصل مع مختلف مكونات التنظيم المشترك. وهذه الصيرورة التي يعرفها البرنامج المشترك، بسبب الدور الذي تقوم به الآلية التواصلية، يجعل البرنامج المشترك المتطور، يعمل على مضاعفة أداة الآلية التواصلية، وتطوير ذلك الأداء، الذي يصير أكثر خدمة لمكونات العمل المشترك، وأكثر تفعيلا للعمل المشترك نفسه، في أفق تحقيق الأهداف المسطرة.
د ـ تواصل المواقف السياسية، الذي يقتضي، كذلك، قيام تفاعل بين المواقف السياسة، وبين القواسم الإيديولوجية المشتركة، وبين التنظيم المشترك، والبرنامج المشترك، وأداء مناضلي التنظيم المشترك في التنظيمات الجماهيرية، والجماهير المعنية بالتنظيم المشترك.
ذلك أن آلية التواصل في تفعيلها للمواقف السياسية الصادرة عن التنظيم المشترك، تسعى إلى تفعيل علاقة تلك المواقف مع مختلف المكونات، مما يؤدي إلى تفعيل التنظيم برمته، بفعل التأثير الذي تحدثه المواقف السياسية في صفوف الجماهير المتواصلة مع تلك المكونات، من خلال تواصلها مع التنظيم المشترك.
وآلية التواصل، في تفعلها للمواقف السياسية الصادرة عن التنظيم المشترك، تدفع في اتجاه جعل الجماهير تكشف، كذلك، عن النواقص الحاصلة في المواقف السياسية، مما يدفع التنظيم المشترك إلى إعادة النظر فيها، سعيا إلى تحقيق التطور في المواقف السياسة، حتى تستجيب للتطور الحاصل في الواقع، في مستوياته: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وحتى تعبر عن طموحات الجماهير المعنية بالعمل المشترك، والمتواصلة مع التنظيم المشترك، ومن أجل جعل تلك الجماهير تزداد حرصا على الأداء النضالي الجماهيري في تحقيق الأهداف الآنية، والمرحلية، والإستراتيجية.
وهذا التطور الذي يحصل في المواقف السياسية، بفعل آلية التواصل، يلعب دورا رائدا في جعل آلية التواصل تزداد تفعيلا لمكونات التنظيم المشترك، بما فيها مكون المواقف السياسية. وهو ما يعنى أن رفع وثيرة تفعيل العمل المشترك تعتبر نتيجة طبيعية لتأثير آلية التواصل.
ه ـ تواصل أداء مناضلي التنظيم المشترك في التنظيمات الجماهيرية، مع مختلف مكونات التظيم المشترك، سواء تعلق الأمر بالقواسم الإيديولوجية المشتركة، أو بالمواقف السياسية، او بالجماهير المعنية بالتنظيم المشترك.
فتواصل أداء مناضلي التنظيم المشترك، مع تلك المكونات، يجعل أداءهم في التنظيمات الجماهيرية مستوعبا لمجمل توجه العمل المشترك في مختلف المجالات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية. وهذا الإستيعاب، هو الذي يرفع من وثيرة اداء مناضلي التنظيم المشترك في التنظيمات الجماهيرية التي تجد نفسها مضطرة إلى تحقيق الأهداف المسطرة، حتى تحافظ على مكانتها بين الجماهير المعنية بتحقيق تلك الأهداف، وحتى تجعل تلك الجماهير تنخرط في النضال الجماهيري الواسع، سعيا إلى تحقيق الأهداف الآنية، أو المرحلية أو الإستراتيجية.
وفي تفاعل آلية التواصل مع أداء مناضلي التنظيم المشترك، نجد أن آلية التواصل، تكشف عن جوانب النقص في ذالك الأداء، مما يستوجب العمل على تطوره، وتطويره، بما يقتضى الرفع من مستواه في التنظيمات الجماهيرية التي تزداد، بسبب ذلك، تفاعلا مع الجماهير المعنية بعمل التنظيمات الجماهيرية.
وتطور الأداء مناضلي التنظيم المشترك، لا بد أن يؤدي، بدوره، إلى تطور، وتطوير آلية التواصل التي تزداد تفعيلا للعمل المشترك، الذي يصير بدوره في مستوى طموحات الجماهير المعنية.
و ـ تواصل الجماهير مع التنظيم المشترك بمكوناته المختلفة، سواء كانت قواسم إيديولوجية مشتركة، أو تنظيما مشتركا، أو برنامجا مشتركا، أو مواقف سياسية صادرة عن التنظيم المشترك، او أداء مناضلي التنظيم المشترك في التنظيمات الجماهيرية. وهذا التواصل، مع هذه المكونات المختلفة، يسعى إلى تفعيلها جملة، وتفصيلا، من أجل الارتقاء بكل مكون على حدة، ومن اجل الارتقاء بالتنظيم ككل، حتى يصير قويا، وفاعلا، ومتفاعلا مع الواقع، ومؤثرا، ومتأثرا بما يجرى فيه، في أفق العمل على تحقيق الأهداف الآنية، والمرحلية، والإستراتيجية.
والية التواصل التي تقوم بتفعيل تواصل الجماهير الشعبية المعنية بالعمل المشترك مع مختلف مكونات التنظيم المشترك، لا بد أن تكشف عن النواقص التي تعترى تواصل الجماهير مع تلك المكونات، ولا بد ان تعمل على دفع الجماهير إلى تجاوز تلك النواقص، حتى يصير التواصل مع مكونات التنظيم المشترك أكثر تأثيرا في الواقع، وأكثر استجابة لطموحات الجماهير في قيام تفعيل مناسب للتنظيم المشترك، الذي يعمل على التسريع بتحقيق الأهداف المحددة، والمرسومة. وهذا التطور الذي يحصل في تواصل الجماهير مع مكونات التنظيم المشترك، لا بد أن يؤدي، هو بدوره أيضا، إلى تطوير آلية التواصل نفسها، التي تستوعب ما يمكن أن يستجد في ميدان التواصل، حتى تصير قادرة على مضاعفة تفعيل الحركة الجماهيرية، في تواصلها مع الواقع مع مكونات التنظيم المشترك. تلك الحركة التي تسعى إلى تحقيق الأهداف الآنية، والمرحلية، والإستراتيجية المستجيبة لطموحات الجماهير الشعبية في مستوياتها المختلفة.
وبهذا التحليل نصل إلى أن آلية التواصل، تتفاعل مع القواسم الإيديولوجية المشتركة، ومع التنظيم المشترك، ومع البرنامج المشترك، ومع المواقف السياسية المشتركة، ومع أداء مناضلي التنظيم المشترك في التظيمات الجماهيرية المختلفة، ومع الجماهير الشعبية المعنية بالعمل المشترك، وتقف وراء التواصل القائم فيما بين هذه المكونات، ووراء التطور، والتطوير الحاصل بسبب ذلك التواصل فيما بينها، ووراء تطورها هي نفسها، حتى تستجيبلمتطلبات التحولات القائمة في الواقع على جميع المستويات الاقصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.
والخلاصة: أن التواصل مسألة ضرورية لتفعيل مكونات التنظيم، من أجل الارتقاء بها إلى مستوى تطورها، وتطويرها، في اتجاه تحقيق الأهداف المرسومة، والمحددة، مما يجعل آلية التواصل تكتسي أهمية خاصة بالنسبة للتنظيم المشترك المنظم، والموجه، والقائد للعمل المشترك.
وبهذه الخلاصة نصل إلى أن آليات العمل المشترك، التي أسهبنا في الحديث عنها، تتلخص في آلية القواسم الإيديولوجية المشتركة، وآلية التنظيم المشتركة، وآلية البرنامج المشترك، وآلية المواقف السياسية المشتركة، وآلية أداء مناضلي التنظيم المشترك في التنظيمات الجماهيرية، وآلية الجماهير المعنية بالعمل المشترك، والآلية الإعلامية، والآلية التواصلية.
وهذه الآليات مجتمعة، تتواصل فيما بينها، وتقف وراء تطور، وتطوير العمل المشترك، في أفق الرفع من مستوى تفعيله، في اتجاه تحقيق الأهداف الآنية، والمرحلية، والإستراتيجية المعبرة عن طموحات التنظيمات المساهمة في بناء التنظيم المشترك، وعن طموحات الجماهير المستهدفة بالعمل المشترك.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....28
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....27
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....26
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....25
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....24
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....23
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....22
-
عرش بوبكر: المناضل الطليعي الشامخ، الذي أعجزه المرض عن مواصل
...
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....21
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....20
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....19
-
الصحافة المستقلة، والافتقار إلى ممارسة الاستقلالية!!!… .....
...
-
الصحافة المستقلة، والافتقار إلى ممارسة الاستقلالية!!!… .....
...
-
الصحافة المستقلة، والافتقار إلى ممارسة الاستقلالية!!!… .....
...
-
الصحافة المستقلة، والافتقار إلى ممارسة الاستقلالية!!!… .....
...
-
الصحافة المستقلة، والافتقار إلى ممارسة الاستقلالية!!!… .....
...
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....18
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....17
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....16
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....15
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|