|
مؤتمر حوار الأديان باسبانيا . يوليو 2008
صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 2338 - 2008 / 7 / 10 - 10:27
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المؤتمر دعا اليه راعي المقدسات الاسلامية - الملك عبد الله - ، وانعقاد المؤتمر سيكون في اسبانيا . لكي نكون متفائلين : ليس بالضرورة علينا ان نتوقع أن يكون مؤتمرا علي غرار مؤتمرات القمم العربية - والقمم الافريقية ايضا -. مجرد " مارش عربي " ، ودعاية وناس رايحة ، وناس جاية . وزحام ، واعلام ، وفي النهاية – وكما العادة – لا يسفر عن شيء ذي قيمة .. كلا .. علينا أن نتفاءل فربما .. ولعل .. وعسي .. ولم لا .. ؟! كان فقط ينقص المؤتمر أن يعقد في مكة أو المدينة ليدخلها رجال الأديان . المجوس والهندوس والبوذيين والزرادشت واليهود والمسيحيين – أحفاد القردة والخنازير . ! -! والبهائيين والصابئة المندائيين ، والرافضة ( أي : الشيعة . كما يسميهم الوهابيون السنة ) .. وباقي الاديان .. ممن يعتبرهم القرضاوي والزرقاوي وبن باز وبن لادن .. الخ .. : نجساء ولا يجوز دخولهم لمكان المقدسات الاسلامية لكونها هي الطاهرة فقط وباقي خلق الله أنجاس !
فلو أن المؤتمر قد عقد باحدي هاتين المدينتين لكان اول بادرة علي حسن النية وعلي المصالحة مع باقي الاديان الاخري التي خلق الله اهاليها مثلما خلق المسلمين ويرزقهم كما يرزق المسلمين ، وينبغون علميا وفنيا وحضاريا باكثر بكثير من المسلمين . مما لا يجوز معه وصفهم بالنجس والزعم بأن المسلمين وحدهم هم الأطهار الأبرار..! ولكي لا نبدو أننا نسيء الظن . فاننا نستبعد تفسير غرابة عقد مؤتمر للأديان يدعو اليه راعي وخادم المقدسات الاسلامية . ليس بمكة ولا المدينة – وهو صاحب الدعوة – وانما باسبانيا .. باعتبار ذلك رسالة طمأنة للمسلمين بأنه لا تنازلات لصالح الأديان الاخري في سبيل التقارب والمودة والسلام معها ، والدليل لي عدم النية في اي تنازل عن قدر ولو بسيط من العجرفة والتعالي المحمداوي غير المبرر علي باقي أديان وخلق الله بأرض الله . لأجل زرع شيء من الحب والمودة : هو عقد المؤتمر باسبانيا التي يحلم كافة المسلمين الأصوليين باعادة احتلال – ما يسمونه " الأندلس " أي اسبانيا ! – وأن المد الديني الاستعماري القديم لا يزال حلما راقدا بقاع النفوس الاسلاماوية . لا نود التأكيد علي هذا الطرح . ليبقي باب الأمل في نجاح حقيقي للمؤتمر . مفتوحا . ولكي نكون متفائلين : يجب ألا نستعبد أن يعلن الملك عبد الله – الداعي الي المؤتمر والذي سيفتتحه – عن تبرعه بلاده بالمكان ، وتبرع مالي مساهمة في بناء معابد للأديان السماوية الأخري – في عرف الاسلام - وكذلك للديانات الانسانية الكبري بالعالم والتي يشكل المنتمون اليها مئات الملايين – الهندوسية والبوذية - ويكون البناء داخل كردون مكة والمدينة . لاثبات حسن نية الاسلام تجاه الأديان الأخري . وصدق مصالحة الاسلام للأديان الأخري ومعاملتها بنفس السماحة التي يعاملون بها الاسلام . حيث يسمحون للمسلمين ببناء معابدهم بكل دول الغرب والشرقغير الاسلامية . مما يستلزم معاملة اهل تلك الاديان بالمثل للتأكيد لهم علي صدق سماحة الاسلام واحترامه لحرية الاعتقاد ولعقائد الأخري . وكذلك قد يعلن الملك عبد الله في المؤتمر عن : طباعة جديدة للقرآن . تخلو تماما من اية اشارة عدائية أو استهزائية لأي ديانة أخري . والطبعة الجديدة من القرآن تلك لا تتضمن أيه كلمة عن القتل او القتال ، أو تحريض علي ذلك ، ولا تحتوي طبعة القرآن الجديدة علي أحكام منافية لحقوق الانسان – كتقطيع الأيدي والارجل من خلاف ، ولا تتضمن شيء اسمه ملكات اليمين - .. كما يجب الا نستبعد – من باب التفاؤل – ان يعلن الملك عبد الله ايضا عن طباعة جديدة للاحاديث المحمدية . لا تتضمن أية أحاديث عدائية ضد اية ديانة من الديانات . ولا تحوي أية تدخلات في الطب او الجراحة أوالعلم بما لا صلة لها بعلم العصر . كي لا تحدث للناس بلبلة بين التشكيك في العلم أو التشكيك في الأحاديث والتشكيك في قائلها .. وكذلك لا تحوي الطبعة الجديدة من الاحاديث المحمداوية أية أقوال أو فتاوي تعارض العقل والآداب والذوق العام – كالارضاع للغرباء البالغين ! وشرب البول النبوي والبول البعيري لغرض الشفاء ! . ولا تدخل في ختان او غيرختان ، ولا حجامة ولا طب اعشاب - تلك الشياء التي يفهمها الطب الحديث لا سواه - ولا معالجة وقوع الذباب بالطعام أو الشراب معالجات مقززة ! وما الي تلك الاشياء التي تعرفها بشكل صحيح يراعي الذوق والحياء والآداب والصحة الانسانية . كل الحضارات والأمم قديما وحديثا ولا يعوزها احاديث من احد تثير اللغط وهزل الجدل الذي يستنزف أوقات الناس وجهدها فيما لا لزوم له . ان اسفر المؤتمر عن اعلان الملك لمثل تلك الأشياء لازالة الخلاف بين المسلمين وباقي خلق الله بكافة أنحاء الارض ولايقاف العداء والارهاب الناتج عما يجب استبعاده في طبعة جديدة للقرآن وللاحاديث .. فهكذا تكون الجدية ، وهكذا تكون المؤتمرات الناجحة وهكذا تكون النوايا الحسنة الصادقة .. لاجل السلام ووقف الارهاب .باغلاق الأبواب في وجه التطلعات الشيفونية العدوانية واحلامها في احياء الامبراطورية الدينية الاستعمارية الغابرة . وما عدا ذلك فالمؤتمر كأي مؤتمر قمة . قعقعة بلا طحن وزغاريد بغير ما عرس . لننتظر ونتفاءل خيرا . ولنشاهد ان كان سيتضح أنه مؤتمر بناء مفيد يجد بجديد أم أنه كمؤتمرات القمة العربية ومؤتمرات القمة الافريقية – سيان – التي هي مجرد سفه انفاقي للحكام من أقوات شعوب . فقراؤها أحق بتكاليف تلك المؤتمرات . و ثمة اهدار الملايين علي رحلات وتنقلات وسفريات واشغال عقيم للسياسة وللاعلام ؟! فلننتظر للغد لكي نري كيف سيكون حال المؤتمر .. وان غدا لناظره قريب . -- -- مصادر : http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7491000/7491573.stm --------
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
منوعات
-
تقسيم مصر بسبب الدين و ببركة الضباط الحاكمين!
-
يتامي العراق والخجل البعثي المفقود
-
ليبراليون يساندون الارهاب . ألا يدرون? - 4
-
ليبراليون يساندون الارهاب . ألا يدرون ؟! - 3
-
ليبراليون يساندون الارهاب . الا يدرون ؟! - 2
-
الحرب الدينية الأهلية جارية بمصر !
-
العلمانية في شعر أحمد شوقي - 8
-
العلمانية في شعر أحمد شوقي - 7
-
العلمانية في شعر أحمد شوقي - 6
-
العلمانية في شعر أحمد شوقي - 5
-
العلمانية في شعر أحمد شوقي - 4
-
العلمانية في شعر أحمد شوقي - 3
-
العلمانية في شعر أحمد شوقي - 2
-
فقح الحجازيون وصأصا المصريون
-
العلمانية في شعر أحمد شوقي - 1
-
مذكرات مسلم
-
ليبراليون يساندون الارهاب . ألا يدرون ؟! 1/2
-
فيروز و أم كلثوم
-
في ظلال تطبيق الشريعة الاسلامية
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|