أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - توقُّع الأسد.. و-مبادرة- فياض














المزيد.....

توقُّع الأسد.. و-مبادرة- فياض


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2338 - 2008 / 7 / 10 - 10:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


إذا ما غادر الرئيس بوش البيت الأبيض من غير أن يحقِّق شيئاً يعتدُّ به من السلام، أو ممَّا وعد والتزم وتعهَّد في هذا الشأن، فلن نرى موقفاً عربياً جديداً، أو مختلفاً، من هذا الإخفاق الكبير، كأن تجتمع الدول العربية، على مستوى القمة، وتقرِّر انتهاء تلك "الفرصة الأخيرة" للسلام، وما يمكنها، وينبغي لها، عمله بعد، وبسبب، ذلك، أو تقرِّر موقفها ممَّا آلت إليه مبادرتها للسلام، ومن الجهود والمساعي التي بذلتها، توصُّلاً إلى "إقناع" إسرائيل بجدواها وأهميتها وضرورتها.

أمَّا ما يَحْملنا على قول ذلك، على سبيل التوقُّع، فهو إبلاغ الرئيس السوري بشار الأسد إلى صحيفة فرنسية أنَّ المفاوضات غير المباشرة (في تركيا) بين سورية وإسرائيل يمكن أن تتحوَّل إلى مفاوضات مباشرة، ترعاها الولايات المتحدة، أو تشارك فيها مشاركة أساسية، في عهد السيِّد المقبل للبيت الأبيض، فإدارة الرئيس بوش، على ما قال الأسد، لا تملك لا الإرادة ولا الرؤية، ولا حتى الوقت الكافي، لصنع السلام.

ويعتقد الرئيس السوري أنَّ أهمية المفاوضات غير المباشرة، التي يرعاها الوسيط التركي، تكمن في توصُّل الطرفين إلى "أرضية مشتركة"، تسمح ببدء "مفاوضات مباشرة، وتُشجِّع وتَحْمِل الإدارة المقبلة على أن تشارك مشاركة أساسية في عملية صنع السلام.

وهذا إنَّما يعني أنَّ السلام قد استنفد "فرصته الأخيرة" في عهد الرئيس بوش فحسب، وأنَّه لم يستنفدها إلاَّ ليهيِّئ له "فرصة جديدة" في عهد الإدارة المقبلة!

والفلسطينيون أخذوا يهيِّئون أنفسهم، ويُعِدُّون العُدَّة، لهذا الإخفاق الكبير، الذي سيصوَّر، عمَّا قريب، على أنَّه إعداد وتهيئة لـ "فرصة جديدة" للسلام، تبدأ مع انتهاء عهد بوش، ومجيء إدارة جديدة.

وفي هذا الصدد، تحدَّث رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض بلغة سياسية مختلفة، وكأنَّه يقترح "مبادرة"، تؤسِّس لـ "حل انتقالي" بين طرفي النزاع الداخلي الفلسطيني، أي بين "فتح" و"حماس".

النزاع، وبحسب هذه "المبادرة"، التي يرفض تسميها "مبادرة"، إنَّما يبدأ حله باتفاق الطرفين (وغيرهما) على تأليف ما سمَّاه "حكومة توافق وطني"، تدير شؤون الفلسطينيين، وتُعِدُّ لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.

ولكن، ما هي المقوِّمات والأسُس السياسية والأمنية لهذا الحل (الانتقالي)؟ هذا السؤال هو الذي أجاب عنه فياض بلغة سياسية مختلفة، مُسْتَهلاًّ إجابته بتمييز "المنظمات السياسية" من "المنظمات العسكرية (أو المسلَّحة)"، فـ "المنظمات السياسية"، أو "حماس" السياسية، يحقُّ لها (ولو شاركت في "حكومة التوافق الوطني") أن تحتفظ بموقفها السياسية، التي قال إنَّه "يتفهمها". وهذا إنَّما يعني أنَّ "حماس"، وضِمْن هذا "الحل الانتقالي"، يمكنها أن تكون جزء، وجزءاً أساسياً، من هذه الحكومة، من غير أن تَضْطَّر إلى تلبية شروط ومطالب "اللجنة الرباعية الدولية"، أو إلى أن تتغيَّر سياسياً بما يوافِق "الشرعية الدولية".

إذا كانت "حكومة هنية" هي حكومة رفض الاعتراف بإسرائيل، وإذا كانت "حكومة فياض" هي الحكومة المستوفية لـ "الشرعية الدولية"، فإنَّ "حكومة التوافق الوطني" هي حكومة الجَمْع بين الحكومتين، أو "حكومة وحدة الضدين"، فبعضها (أي "فتح") يظلُّ وفياً لالتزاماته الدولية، وللاتفاقات المعقودة مع إسرائيل، وبعضها (أي "حماس") يظل على رفضه تلبية شروط ومطالب "اللجنة الرباعية".

ولقد فضَّل فياض إظهار هذا التناقض السياسي الكبير الذي تنطوي عليه "حكومة التوافق الوطني" المقترحة، على أنَّه المَظْهَر الجيِّد لـ "التعددية الفلسطينية"، فـ "الواحد الفلسطيني" يمكن ويجب أن يتعدَّد سياسياً (وفكرياً) ولكن من غير أن يتعدَّد أمنياً.

إنَّه تطوُّر في منتهى الأهمية أنْ يتَّفِق الفلسطينيون على أنَّ تلبية شروط ومطالب "اللجنة الرباعية" ليست، ولن تكون، شرطاً أوَّلياً لمشاركة أي طرف سياسي فلسطيني في الحياة السياسية، وفي هيئات ومؤسَّسات للسلطة الفلسطينية، كالمجلس التشريعي والحكومة، فـ "المفاوِض الفلسطيني"، الذي تُعيِّنه منظمة التحرير الفلسطينية هو وحده الذي ينبغي له أن يكون مستوفياً لـ "الشرعية الدولية"، أو لشرط "الاعتراف بإسرائيل".

وتحدَّث فياض بلغة مختلفة، أيضاً، في أمر "التعددية الأمنية" الضارة والتي يجب نبذها، موضحاً أنَّ لهذا "الحل الانتقالي" مُكوِّناً أمنياً جديداً، هو "المساعدة الأمنية العربية"، فالعرب، أو بعضهم، يمكن ويجب أن يقرِّروا تأليف "قوَّة أمنية عربية مشتركة"، تُرْسَل إلى قطاع غزة، لتنهي الوضع الأمني الناشئ عن سيطرة "حماس" هناك، ولِتُعيد، من ثمَّ، القطاع إلى السيطرة الأمنية للشرعية الفلسطينية، على أن تُنْجَز، في خلال هذه "المرحلة (الأمنية) الانتقالية"، وبالمساعدة الأمنية العربية، مهمة إعادة بناء القوى الأمنية الفلسطينية على أسُسٍ مهنية غير حزبية.

إنَّها "صفقة"، يُحبَّذ أن تقبلها "حماس"، فهذه الحركة، المدعوة إلى المشاركة في "حكومة التوافق الوطني"، يُعْتَرَف لها بالحق "في الاحتفاظ بمواقفها السياسية"، أي رفض الامتثال لشروط ومطالب "اللجنة الرباعية الدولية"، في مقابل إنهاء سيطرتها الأمنية والعسكرية على قطاع غزة على النحو الذي شرحه وأوضحه فياض.

أمَّا "التوقُّع"، أو "الهدف"، الكامن في هذه "المبادرة"، أو "الصفقة"، فهو أن تتعزَّز التهدئة في القطاع، وأن تشمل (أي التهدئة) من ثمَّ الضفة الغربية، وأن ينهى الحصار المضروب على القطاع، ويعاد فتح وتشغيل معبر رفح، وأن يهيِّئ الفلسطينيون (وعبر إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية) أنفسهم لسلامٍ، تحدَّث الرئيس السوري عن "فرصة جديدة" له بعد، وبفضل، مغادرة الرئيس بوش البيت الأبيض.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يخضع نفط العرب ل -انتداب دولي-؟!
- بيريز الغاضب على عباس!
- مهاجمة إسرائيل لإيران.. متى تغدو حتمية؟
- خبر له وقع الصاعقة.. من -فينيكس-!
- من أجل صحافة على هيئة -منشور زجاجي-!
- مدراء وموظَّفون!
- لماذا تردُّ طهران على -التهويل- ب -التهوين-؟
- أسئلة الحرب!
- تهدئة مع حصار مخفَّف قليلاً!
- صحافة الموت وموت الصحافة!
- جدل -الأزمة السكانية- في مصر!
- خطوة سعودية قد تكون تاريخية!
- -الفشل الوشيك- و-التحدِّي الكبير-!
- نمط استهلاكنا مهدَّد ب -الصَّوْمَلَة-!
- ظاهرها -كتابة- وباطنها -إملاء-!
- أما حان للولايات المتحدة أن تستقل عن العراق؟!
- عسكر تركيا يلبسون -حجاب العلمانية-!
- عَصْرٌ من الجوع.. و-الطاقة الذُّرَوية-!
- هذا هو كل متاعهم الفكري!
- -حزيران-.. -سلام الهزيمة- و-هزيمة السلام-!


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان وقطع ...
- الضفة الغربية.. توسع استيطاني إسرائيلي غير مسبوق
- الرسوم الجمركية.. سلاح ترامب ضد كندا
- إسرائيل تلغي جميع الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية قبي ...
- -البنتاغون- لـCNN: إرسال طائرات إضافية إلى الشرق الأوسط
- موسكو لواشنطن.. قوات كييف تقصف محطات الطاقة الروسية
- الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة في رفح
- تصعيد روسي في خاركيف: هجمات جديدة تخلّف إصابات ودمارًا واسعً ...
- -صدمة الأربعاء-.. ترقب عالمي لرسوم ترامب الجمركية
- بيليفيلد يطيح بباير ليفركوزن من نصف نهائي كأس ألمانيا


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - توقُّع الأسد.. و-مبادرة- فياض